فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

"زنا المحارم..الشيطان في بيتنا"

القراء : 36137

"زنا المحارم..الشيطان في بيتنا"
د. أحمد المجدوب
 
 يعد هذا الكتاب هو الأول في المكتبة العربية الذي يتناول دراسة عن جريمة الزنا بالمحارم ،وهذا الكتاب لعلم من أعلام الدراسات الاجتماعية والجنائية وهو الدكتور أحمد المجدوب ،والكتاب يقع في 430 صفحة، طبع مكتبة مدبولي لعام 2003م، حيث يستعرض في الفصول الأولى "تاريخ زنا المحارم ، إلى أن يصل إلى أهم فصول الكتاب، وهو الفصل الرابع وهو بعنوان "حجم ظاهرة زنا المحارم."
حيث يستعرض الدكتور المجدوب من خلال دراسته: صعوبة تحديد الحجم الحقيقي للظاهرة؛ لأنها تتم في إطار السرية بما يفوق غيرها من الجرائم الجنسية، حيث تمثل الظاهرة النسبة الكبرى فيما يعرف اصطلاحا بالأرقام المظلمة dark numbers ويقصد بها الجرائم التي تقع ولكن لا يتم الإبلاغ عنها لأسباب مختلفة، وبالتالي لا تدرج ضمن الجرائم الاجتماعية ،فتبدو في الظاهر قليلة، ولكنها في الحقيقة كبيرة بل كبيرة جدا .

الحجم الحقيقي للظاهرة
وحول أسباب صعوبة تحديد الحجم الحقيقي للظاهرة، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، وهي :-
*التقدم العلمي والاكتشافات الطبية مثل أقراص منع الحمل ووسائله التي منها العازل الطبي للرجال و اللولب للنساء، وقد ساهمت هذه الوسائل في بقاء عدد كبير من جرائم زنا المحارم في طي الكتمان لعدم حدوث الحمل .
*هذه الجريمة تقع في نطاق أسري مغلق وترتكب في الخفاء، وأحيانا قد تقع برضا الطرفين .
*العزوف عن الإبلاغ عندما تكون الفتاة شابة ليست لديها القوة الكافية لمواجهة المعتدي ،أو حين يكون كلا الطرفين مسئولا جنائيا عما حدث، وبالتالي يحرصان على إبقاء الأمر سرا .
*الأسباب الاقتصادية كأن يكون الجاني هو العائل الوحيد للأسرة، فإن الإبلاغ عما ارتكبه سيؤدي إلى القبض عليه، فتكون النتيجة أن تفقد الأسرة عائلها.
*الأسباب الاجتماعية: وفي مقدمتها نظرة الاستنكار الاجتماعي لزنا المحارم والناشئة عن عدم تصور المجتمع لإمكانية إقدام أحد على إقامة علاقة بواحدة من محارمه، والأسرة تفضل عدم الإبلاغ لأن الفضيحة سوف تصيب الأسرة كلها.
*طبيعة القوانين الموجودة والتي تشدد العقوبة على مرتكب هذه الجريمة، كما يحدث في أمريكا أو لا يرد فيها ذكر نص صريح لزنا المحارم وإنما يعاقب باعتباره اغتصابا، كما في القانون الفرنسي والقوانين التي أخذت عنه كالقانون المصري، ولذلك لا نجد في الإحصاءات الجنائية لهذه الدول ذكرا صريحا لجريمة زنا المحارم، وفي القانون أيضا لا تعاقب على جريمة الزنا الأنثى التي تجاوزت الثامنة عشرة من العمر وثبت أنها كانت راضية.
لهذه الأسباب وغيرها‘ فإن البيانات الإحصائية الدقيقة الخاصة بجريمة زنا المحارم في كل الدول تقريبا لا تعطي صورة كاملة لهذه الظاهرة، ثم عرضت الدراسة بيان لمدى انتشار هذه الظاهرة في الدول المختلفة في القارات الأربع؛ ليكشف للقارئ مدى الفارق الكبير بين ما يرد بالإحصاءات الرسمية وما كشفت عنه البحوث والدراسات المختلفة.

أولا - حجم ظاهرة زنا المحارم في الأمريكتين :-
*الولايات المتحدة الأمريكية وكندا
نسبة هذه الظاهرة في عام 1910 كان 1.2 حالة لكل مليون ثم انخفضت عام 1930م إلى 1.1 في كل مليون، ولكن الاهتمام الحقيقي بتلك الظاهرة يرجع الفضل فيه إلى العالم (ألفرن كينزي) وبحثه المهم عام 1948، حيث كشف البحث عن وجود حالات زنا المحارم بين العينة التي شملتها الدراسة بلغت نسبتهم 5% من الذكور، بالإضافة إلى اعتراف بعض النساء بأنهن تعرضن لاعتداءات جنسية في طفولتهن كان مرتكبوها من أفراد الأسرة، وقد أثار هذا البحث غضب الجمهور الأمريكي رغم أن الغالبية العظمى من الذكور الذين جرى بحثهم اعترفوا أنهم ارتكبوا زنا المحارم مع أخواتهم، وهو الأكثر حدوثا أما الأب وابنته فقد كانت نسبته حوالي 20% من العدد الإجمالي بينما كان زنا الأم والابن نادرا.
ورغم هجوم الشعب الأمريكي بل والعلماء على هذا البحث، إلا أن الموضوع أصبح موضع اهتمام الباحثين والمختصين، وخاصة بعد ما يعرف بحركة تحرير المرأة عام 1970، ففي عام 1974 أجريت دراسة تبين أن 15% من أفراد العينة اعترفوا بأنهم كانت لهم علاقة جنسية مع أقارب كان أكثرهم من الإخوة والأخوات، وفي عام 1984 قدر الباحث (ستارك )العدد الإجمالي لزنا المحارم بأنها تتراوح بين 48 ألف حالة و 250 ألف حالة إلا أن هذا الرقم يفتقر الى الدقة ففي استفتاء أجرته صحفية لوس انجلوس تايمز عام 1985، والذي شمل عينة من 2626 رجلا وامرأة، وكانت النسبة 27% و 16% من الرجال أجابوا أنهم كانوا ضحايا لاعتداء جنسي وقع عليهم، وبالتطبيق على تعداد السكان في ذلك الوقت يتضح أن 38 مليون بالغ تقريبا كانوا ضحايا لاعتداء جنسي وقع عليهم في طفولتهم، ومن الملاحظ أن جرائم المحارم تزداد مع الأيام ففي عام 1988 تبين أن فتاة من بين ثلاث فتيات يعتدى عليها جنسيا مقابل ولد واحد من كل سبعة أولاد .
ومن أهم الأبحاث التي أسفرت عن نتائج بالغة الأهمية بحث أجرته rassal على أكثر من 900 امرأة اختارتهن عشوائيا في طفولتهن فكانت إجابة 38 % منهن أنهن اعتدي عليهن جنسيا من أقارب بالغين أو من معارف الأسرة وأن خمس حالات فقط من كل الحالات هن اللائي أبلغن الشرطة .
أما كندا فتتقارب مع الولايات المحتدة في نفس المعدلات
*أمريكا الجنوبية:
في أمريكا اللاتينية يعترف العلماء بوجود عدد هائل من النشاط الجنسي غير المشروع، ولكن لا تتوافر بيانات إحصائية عنه.

ثانيا - أوروبا :-
استعرض الدكتور المجدوب تاريخ زنا المحارم في بريطانيا، وأكد وقوعه مستندا إلى الأعمال الأدبية، و كذلك أفعال هنري الثامن. وكذلك الوضع في فرنسا. أما في العصر الحديث فإنه يلاحظ أن زنا المحارم أخذ في الازدياد في الدول الغربية وبالتحديد منذ الحرب العالمية الثانية، حيث صاحبتها تغيرات اجتماعية سريعة وعنيفة .
فالإحصاءات السنوية للجرعة في بريطانيا يشير أن جرائم الزنا بالمحارم تضاعف عددها في الفترة ما بين 1940 وسنة 1961، فما تم إبلاغه للشرطة في عام 1940 (101) جريمة فقط، أما ما تم إبلاغه للشرطة في عام 1955 بلغ 293 جريمة، ارتفعت عام 1961 إلى 335 جريمة مع العلم بأن المجتمع البريطاني كان ينظر إلى زنا المحارم نظرة احتقار مما انعكس بلا شك على ما تم إبلاغه إلى الشرطة إلا أن الباحث " جرهام هيوز" يأتي بنتائج مخالفة يدلل بها على استمرار الزيادة في الجرائم الجنسية ففي عام 1961 بلغت نسبة الجرائم إلى 14013 جريمة جنسية بينما كانت بين عام 1955 وعام 1959 حوالي 11694، ويعلق الباحث على هذه النتائج قائلا: إنها لا تعبر بدقة عن الزيادة في الجرائم الجنسية لان اغلبها لا يصل إلى علم الشرطة.
 أما في باقي الدول الأوروبية فلا توجد أي بيانات متاحة باستثناء ألمانيا حيث تصل التقديرات الرسمية للاعتداءات الجنسية التي تقع على الأطفال سنويا إلى 300 ألف جريمة، وهناك دراسة غير منشورة تبين أن 80 %من تلاميذ المدارس في برلين تعرضوا لاعتداءات جنسية .

ثالثا: أسيا:
خص الكاتب بالذكر ثلاثة دول وهي (الهند – اليابان – الفلبين )
أما الهند فقد خلص أحد الباحثين إلى أن زنا المحارم يعتبر في الهند القاعدة وليس الاستثناء،
أما في اليابان فقد بين الكاتب صعوبة الحصول على معلومات دقيقة عن الحياة الجنسية لليابانيين، لأنها تحاط بسرية شديدة إلا أن بعض الدراسات أثبتت حدوث هذه الظاهرة بشكل طبيعي في الأسرة اليابانية، ودلل على ذلك بدراسة أجريت على مجموعة من الإناث تبين أن ثلث هؤلاء الإناث تعرضن لاعتداءات جنسية من أقرباء لهن، ولكن أهم ما يلفت الكاتب الانتباه إليه تفشي ظاهرة زنا المحارم بين الأم والابن، حيث تصل إلى 29 % ثم أورد الكاتب بعض المقولات الدالة على تفشي هذه الظاهرة، مثل قول الأم لابنها " لن تستطيع أن تستذكر دروسك إن لم تمارس الجنس يمكنك أن تستخدم جسدي "
 أما الفلبين فينتشر زنا المحارم في كل الطبقات

رابعا : أفريقيا:-
قد خص الكاتب جنوب أفريقيا حيث يمثل زنا المحارم من 70 إلى 80 % من إجمالي الجرائم الجنسية غير أن البعض يرى أنه يصل إلى 85 %من العدد الكلى لهذه الجرائم، ولا يختلف الحال في زامبيا عن جنوب أفريقيا.

خامسا : الشرق الأوسط أو العالم الإسلامي :-
يعد هذا الجزء الأهم في هذا الفصل، حيث يعرض فيه الكاتب لدراسة أجرتها نوال السعداوي عن ظاهرة زنا المحارم، وكيف أنها افتقدت الموضوعية و الافتقار إلى الأمانة العلمية، ثم يعرض لمدى انتشار الظاهرة في مصر والصعوبات التي تواجه تحديد حجمها، و لكنه يؤكد حدوثها بدليل إجابات أكثر من مائة من ضباط الشرطة، حيث قال معظمهم: إنهم صادفوا أثناء عملهم حالات كثيرة من هذا القبيل، ولكنهم كانوا يحفظون التحقيق حفاظا على الأسرة ، وبطبيعة الحال لا يمكن الاعتماد على هذه الإجابات لتحديد حجم الظاهرة، بل لا يمكن الاعتماد على الإحصاءات الرسمية؛ لأنّ أغلب الحالات قد تسجل تحت اسم مغاير لزنا المحارم، مثل: الاغتصاب أو هتك العرض أو الزنا، ويخلص الكاتب إلى عدم وجود إحصاء دقيق لهذه الظاهرة أدى إلى المبالغة في تقديرها، و أشار إلى تقرير نشر في لندن يشير إلى حجم هذه الظاهرة في كل من مصر والولايات المتحدة والكيان الصهيوني والهند، حيث يوجد أسرة واحدة من بين كل أربع أسر يقع فيها زنا المحارم أي ربع الأسر المصرية يوجد فيها زنا المحارم، و أشار الكاتب إلى عدم دقة هذا التقرير لأسباب كثيرة منها أن ظروف مصر تختلف كل الاختلاف عن ظروف باقي الدول، ثم يؤكد الكاتب أهمية الدراسة العلمية لهذه الظاهرة؛ للوقوف على الحجم الحقيقي لها وقد خلص في نهاية الفصل إلى :
تعرض ما يقرب من 10 % من الفتيات لاعتداء جنسي من الأقارب وطبقا لتعداد 1996، فإنه يوجد مليون و مائتان واثنان وسبعون ألفا و تسعمائة وأربعة وتسعون حالة زنا محارم، ويرجع ذلك لعدة أسباب منها أزمة المساكن ،التأخر في سن الزواج في الوقت الذي تتولى وسائل الإعلام فيه إلهاب الشهوات الجنسية للجنسين.

العوامل والدوافع
ثم عرض المجدوب في الفصل الخامس (أسباب التحريم )، أما الفصل السادس والذي تحدث فيه عن العوامل المؤدية إلى زنا المحارم، حيث قسمها الكاتب إلى عوامل اجتماعية وعوامل ثقافية وعوامل اقتصادية وعوامل نفسية.
أولا : العوامل الاجتماعية :-
حيث تعد من أبرز العوامل وأوضحها من حيث الدور الذي تلعبه في وقوع الزنا بالمحارم وتأتي الأسرة في مقدمة هذه العوامل، فالأسرة هي التي توجه الطفل منذ أعوامه الأولى إلى التمسك بالقيم بحيث يكون سلوكه مطابقا لها وعادة يكون تحريم العلاقات الجنسية بين المحارم في مقدمة الأمور التي يتعلمها الطفل .
لما كانت الأم هي التي تضطلع بالعبء الأكبر في عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء وخاصة في السنوات الأولى من عمرهم، فإن هذه التنشئة ترتبط بالطريقة التي تتبعها في تربية أبنائها، والتي يمكن أن تصبح عاملا مهما في انحرافهم نحو زنا المحارم. مثلا: الأم التي تبالغ في إظهار الحنان نحو أبنائها، حيث وصايتها عليه و تسييرها لكافة شئونه و معاملته كطفل رغم بلوغه، هذه الأم تجرد ابنها من إحساسه بالرجولة وتجعله يرتبط بها بشدة ارتباطا من شأنه أن يفسده، وكذلك الأم التي تحرم بناتها من الحنان والحب فيتجهن إلى الأب عاطفيا، وقد يصل الأمر إلى زنا المحارم و كذلك الأم التي لم تول علاقتها الجنسية بالأب ما تستحقه من الاهتمام مما يجعله يميل إلى الابنة، وكذلك الأم التي توصف بالعمياء لأنها لا ترى ما يحدث بين الأب وابنتها أو بين الابن وأخته بسب غيابها عن البيت في العمل، وكذلك الأم المطلقة التي ترتبط برجل دون معرفة دقيقة بأخلاقه، وعندئذ قد تعرّض بناتها للاعتداء منه؛ لذلك لابد أن تعي المرأة دورها جيدا، فعليها أن تتجنب كل ما من شأنه تشجيع ميل وإثارة الرجال جنسيا، فلا ترتدي الثياب التي تكشف فيه عن مفاتن جسدها، وكذلك تربي بناتها على ذلك حتى لا تثير الشهوة الجنسية لدى أولادها الذكور.
ثانيا : العوامل الثقافية :-
ركز المجدوب على أهم عامل من العوامل الثقافية وهو الدين، موضحا أن القرآن منهج حياة قد نظم حياة المسلمين ووضع الضوابط التي تضمن للمجتمع أمنه وسلامته، و هو لا يعتمد على العقوبة في ذلك بل يعتمد على الوقاية من ذلك، مثلا: حماية الأولاد من التعرض للإثارة الجنسية، وفي نفس الوقت حماية الآباء والأمهات من فضول الأبناء وهتكهم لخصوصيتهم؛ لذلك فرض القرآن على الوالدين أن يعلموا أولادهم الاستئذان، وكذلك التفريق في المضاجع بين الأبناء ، وغض البصر ، وكذلك وجه القرآن النساء إلى ما يجب أن يلتزمن به في تزينهن... وغير ذلك. والقرآن ينطلق من فهم عميق لتركيب النفس البشرية و انفعالاتها واستجاباتها؛ لذلك فإن كثيرا من الانحرافات الجنسية الشائعة لا يصلح معالجتها بإصدار قوانين، بل تحتاج إلى الوقاية والتصدي للعوامل المختلفة التي تؤدي إليها ،ثم بين أن العادات المختلفة تعبر عن جزء من الثقافة.
شرب الخمر
ومن العادات التي تلعب دورا واضحا في وقوع زنا المحارم (الخمر)، حيث أكد الكاتب أن الدراسات تؤكد أن تناول الخمور يؤدي إلى خلل وظيفي في نظام الأسرة، وبالتالي فإنه يسهل وقوع جريمة الزنا بالمحارم، حيث كشفت الدراسات عن ارتفاع نسبة الآباء على نسبة الأمهات في هذا الصدد، فقد تبين أن 28 %من الآباء وأزواج الأمهات الذين ارتكبوا الجريمة كانوا من مدمني الخمر وأن 45 % كانوا قد شربوا الخمر قبل ارتكاب الجريمة، وفي دراسات أخرى تبين أن النسبة تتدرج ما بين 20% و75% من الآباء مرتكبي زنا المحارم هم ممن يشربون الخمر أو يدمنونها .
وفي دراسة شملت 170 شخصًا ارتكبوا جريمة الزنا بالمحارم تبين أن 38% كانوا مدمنين و15% فقط، تناولوا الخمر قبل ارتكاب الجريمة، والثابت علميا أن الكحول يضعف ما لدى الفرد من موانع تقف حائلا دون إقدامه على ارتكاب الجريمة، فهي تساعد على إضعاف الأثر، ومن ثم تجعله يرتكب الجريمة بأعصاب باردة أما المخدرات فتلعب نفس الدور الذي تلعبه الخمر، والفارق أن الجاني هو الذي يتسبب في إدمان الضحية للمخدرات، متخذا من ذلك وسيلة لجعلها مهيأة للدخول في العلاقة مع أقل قدر من الرفض أو المقاومة؛ أما وسائل الاتصال الحديثة بما في ذلك الإعلام من إذاعة مسموعة و مرئية وصحف ومجلات وغيرها فضلا عن الإنترنت فإنها قد تلعب دورا واضحا في وقوع جرائم زنا المحارم فالتلفزيون قد لا يلعب هذا الدور وحده، وإنما بالتفاعل مع العوامل الأخرى مثل: الزحام في السكن وتعاطي المخدرات وغير ذلك، وقد كان الإسلام سباقا إلى أهمية التفرقة بين الأبناء في المضاجع، وهذا ما دعا إليه العلماء و الباحثون أمثال (بيجز)، (الفريد كينسي) .
 أما العامل الثاني: هو (تأخر سن الزواج ) حيث يلعب دورا ملحوظا في وقوع زنا المحارم وخاصة إذا كانت الأسرة تقييم في سكن ضيق .
أما العامل الثالث: فهو (البطالة)؛ والبطالة تعني الفراغ الذي هو مفسدة في حد ذاته، فالإنسان الذي يعاني البطالة يقضي وقته في البيت وسط أخواته، فتنعدم الخصوصية وتتصرف البنات على سجيتهن فإن التفكير في الجنس يأخذ طريقه إلى عقله.
ثالثا : العوامل النفسية :-
البحوث تؤكد وجود علاقة بين الزنا بالمحارم و الصور الأخرى من الانحراف، مثل: الدراسة التي قام بها (أليس و برنكال )، حيث درسا فيها ثلاثمائة مجرم جنس بينهم أحد عشر شخصا أدينوا لارتكابهم زنا المحارم، والذي تبين منه أن ثمانية منهم كانوا من مدمني الخمر وسبعة كان ذكاؤهم دون المتوسط، وأحد عشر يعانون من عدم النضج الانفعالي الحاد، وستة كانوا يعانون من حرمان عاطفي في مرحلة الطفولة، وواحد فقط يعاني من السيكوباتية، وواحد فقط أيضا يعاني من اضطراب عقلي، و اثنان كانا يعانيان من تلف عضوي في المخ، وذكر الكاتب حوارا دار بينه وبين شاب اتهم بالزنا بأخته عندما شاهد مسلسل الجريء والجميلات الذي ضم عددا كبيرا من النساء الجميلات شبه العاريات، وأحداث المسلسل تشتمل على عدد كبير من العلاقات الجنسية بين المحارم مثل الأب وزوجة ابنه...
خطورة الإنترنت
أما الإنترنت حيث يمثل الإنترنت خطر على الشباب لا في العالم العربي فقط بل في العالم الغربي ذاته، حيث رفعت إحدى الأسر المقيمة في مدينة (ستايل ) الأمريكية دعوى قضائية على أحد المواقع لأنه بث صورا ومقالات حول زنا المحارم، وقد حدثت في مصر في مدينة الجيزة عام 2002، حيث ذهبت إحدى الفتيات و أبلغت الضابط المختص أن أخاها عاشرها معاشرة الأزواج وأنها حملت منه، وعندما سأله الضابط عن سبب ما فعله كانت الإجابة بسب مشاهدة بعض المواقع الجنسية وهذه القصص تتكرر بسب إهمال الأب والأم .
رابعا: العوامل الاقتصادية :-
من هذه العوامل أزمة السكن، حيث تعاني كثير من الأسر الفقر فتضطر إلى السكن في مساكن ضيقة تتكون من غرفة واحدة أو اثنتين يحتد فيها عدد من الأفراد، وهذا الازدحام في المسكن يؤدي إلي تلاصق الإخوة والأخوات أثناء النوم، مما يحرك لديهم المشاعر الجنسية ويعرض الكاتب لرأي (دابيو نوفيتش ) الذي وضع قائمة ضمنها أغلب العوامل المرضية المؤدية إلى زنا المحارم، مثل: البدانة والضعف العقلي والمشكلات المتعلقة به والعوامل الثقافية والإثارة المبكرة لعضو التناسل والإثارة غير المباشرة، والتجارب المبكرة للأعضاء التناسلية عند البالغين، والاتجاهات التي تتضمن غواية غير مقصودة من جانب الأبوين والجزاءات التي توقعها الأم على الأولاد الصغار بشكل غير واع، وتحريم اجتماع الذكور بالإناث بشكل عادي لا يهدف إلى الجنس. وقد لوحظ أن أغلب الأسر التي تقوم فيها علاقات جنسية بين المحارم غالبا ما تفتقر إلى الحب بين أعضائها وعدم خضوعها لنظام يشتمل على ضوابط تحكم العلاقات في داخلها.
الآثار والتداعيات
أما الفصل السابع: ( الآثار المترتبة على زنا المحارم )، فقد بين فيه المجدوب ما تحدثه هذه الظاهرة من آثار قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى ؛ فالآثار قصيرة المدى هي التي تعقب واقعة الزنا وتتمثل فيما تشعر به الضحية من صدمة وكذلك حالة من عدم التوازن و الحيرة والقلق، أما الآثار طويلة المدى فتشمل أشكال السلوك المحدد ودرجات المثيرات العاطفية والأعراض الجسمانية و طبيعة العلاقات الشخصية وبين الضحية والجاني من ناحية وبينها وبين الآخرين، وذلك بعد ستة شهور من علاقة زنا المحارم ثم بين الكاتب الأضرار التي تصيب الأسرة و المجتمع؛ فالأضرار التي تصيب الأسرة هي اختلال النظام في الأسرة الذي يؤدي إلى انهيارها وهذا بدوره يؤدي إلى انهيار المجتمع، حيث ينقلب الأب إلى عشيق ابنته، و الأخ إلى عشيق لأخته، وهكذا فيصاب المجتمع في أساسه وهو الأسرة .
أما الأضرار التي تصيب الضحايا :
هذه الأضرار تختلف بحسب اختلاف أعمارهن وبحسب علاقتهن بالجاني:
(أ) بحسب العمر: فالبنات الناضجات و النساء يكون تأثرهن بالجريمة اقل من تأثر البنات الصغيرات، فالزنا في هذه المرحلة العمرية ينتهك براءة البنت الصغيرة، حيث يساورها الشك في كل من تتعامل معه، وإذا لم تحصل على العلاج المناسب فإن هناك احتمالا قويا في أن تصبح بغيا أو أن تهرب من الأسرة إلى الضياع، وإذا تزوجت وأصبحت أما فإنها غير قادرة على إرضاع طفلها أو منحه ما يحتاج إليه من حنان وحب.
(ب) بحسب العلاقة بالمعتدي: حيث تختلف الآثار الناشئة عن زنا المحارم بحسب العلاقة بين الجاني و الضحية وذلك من جانبين الأول: عمق هذه الآثار، والثاني: المدى الذي تستغرقه، فزنا المحارم الذي طرفاه الأب والابنة تتعدد الآثار المرتبة عليه من شعور بالوحدة والإحساس بالذنب والعار والحزن و الضياع والقابلية للإصابة بالمرض، حيث أجريت دراسة عام 1979 تبن أن 89 % منهن عانين من مشكلات في علاقتهن بالرجال تتفاوت في الشدة منها في القلق الجنسي، كذلك اعترفت 80 % من الضحايا بعدم قدرتهن على الاستمتاع بالنشاط الجنسي والامتناع عن ممارسة الجنس ، وفي دراسة أجريت عام 1985 لعدد 17 امرأة تتراوح أعمارهم بين 24 و 44 سنة، وكلهن مررن بتجربة زنا المحارم في طفولتهن فكشفن عن كثير من الآثار طويلة المدى التي تركها الاعتداء، والتي تشمل القلق أو الخطر النقي و الإحباط و النوم المضطرب و الكوابيس و العواطف الفاسدة و العزلة الاجتماعية وفكرة الانتحار. و أكدت دراسات كثيرة العلاقة بين زنا المحارم و البغاء، حيث تبين من أحد البحوث أن 37 % من البغايا اللاتي جرت دراستهن كن ممن وقعن فريسة لزنا المحارم في طفولتهن، أما زنا المحارم الذي طرفاه الأم والابن فإن نسبته تصل إلى 10 % من العدد الإجمالي لزنا المحارم، ولكن نتائج الأبحاث تبين أن 36% من الرجال الذين مارسوا الجنس مع أمهاتهم أصبحوا من المتعاطين للمخدرات لرغبتهم في الانعزال، وأن 38 % من الضحايا كانت لهم مشاكل خاصة بالذاتية الجنسية، وأن 100% منهم اعترفوا بصعوبة الإبقاء على علاقات جنسية طويلة المدى مع النساء، مما يؤكد أن زنا المحارم بين الأمهات و الأبناء يؤدي في الغالب إلى نتائج مدمرة. أما الأمهات مرتكبات جرائم الزنا مع الأبناء فيرجع ارتكابهن للجريمة إلى الأثر الذي لديهن ما تعرضن له من اعتداء جنسي في صغرهن، حيث بينت دراسة أجريت في الولايات المتحدة أن 76% منهن كن ضحايا لاعتداءات جنسية في طفولتهن، وفي نهاية هذا الفصل يعرض الكاتب (سمات مرتكبي زنا المحارم ) تبين أن متوسط أعمار الآباء كان بين 40 و 45 سنة ،أما البنات اللاتي كن طرفا في هذه الجرائم فكان متوسط أعمارهن خمسة عشر عاما، ولم يكن فاسدات عادة، ولكنهن كن سلبيات. أما جرائم زنا المحارم التي كانت طرفاها أخ وأخته فإن متوسط عمر البنت كان تسعة عشر عاما، والنمط الشائع في زنا المحارم يكون الرجل فيه عاطلا عن العمل، والزوجة غائبة في العمل أو غير موجودة لسبب أو لآخر.
ثم يعرض في الفصل الثامن الآثار القانونية المترتبة على مخالفة التحريم ،أما الفصل التاسع الأخير فخصصه الكاتب( لزنا المحارم في مصر).

 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6335869 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة