فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

العنف الأسري يبدأ بالتوبيخ والإهانة... ولا ينتهي بالضرب والإيذاء

القراء : 2447

العنف الأسري يبدأ بالتوبيخ والإهانة... ولا ينتهي بالضرب والإيذاء
اختصاصيون يعتبرون الحماية الزائدة والتدليل أحد أشكاله ...

 
الخبر - عبير جابر     الحياة    2007/10/09 -
 
لم تكن الطفلة التي تسرح شعر لعبتها بعصبية تنفس عن غضبها، بل هو انعكاس لما تتعرض له من تصرفات والدتها الفظّة، خصوصاً أثناء تسريح شعرها، ولأن الطفل يتلقى كل ما حوله ويطبقه على ما حوله، ومنها ألعابه. ويرفض الكثير من الآباء تقبل أن أطفالهم يعانون من مشكلات نفسية، فيتخوفون من الفكرة بسبب الصورة السلبية التي كونها المجتمع عن الصحة النفسية، لذا لا مفر من تسميتها "العيادة السلوكية" المخصصة للأطفال (3 -6 سنوات)، كما يوضح الاختصاصي النفسي في مستشفى القطيف العام ومراكز الرعاية الصحية الأولية في القطيف أحمد آل سعيد، قائلاً: "تحايلنا على المجتمع من خلال الاسم، لتقليل العوائق والحواجز التي تمنع الأهل من الحصول على العلاج لأطفالهم". ويقدم نماذج كثيرة "لآباء يرفضون فكرة أن الطفل يحتاج للعلاج، ففي حين تدرك الأم أن ابنها يعاني مشكلة ما، فالأب يقول ابني ليس مريضاً نفسياً، لكن عندما نحدثه يقتنع بالأمر، ويكون اقتحامنا حياة الناس لمصلحة الطفل".

ويعرف آل سعيد العنف بأنه "كل سلوك موجّه ضد الطفل يمكن أن يُحدث أذى نفسياً أو جسدياً، سواء من والديه أو من الآخرين". ويلفت إلى أن نسبة المتعرضين للعنف النفسي من مراجعي العيادة تبلغ 75 في المئة تقريباً، تعرضوا لإيذاء نفسي كالتوبيخ والسخرية، والبقية تعرضوا لإيذاء جسدي". ويؤكد أن الأمهات يخرجن عن طورهن فيضربن الطفل، "لكن نحن نشدد على بدائل العقاب التربوية للطفل، بدلاً من استخدام الضرب أو الإهانة". ولفت إلى أنه "متى تم توجيه الأهل والإقناع والتبصير للوالدين برفع الضغط النفسي عن الطفل، تتحسن الحالات".

ويعتبر استشاري الأمراض النفسية وأمراض الأطفال في مستشفى "أرامكو" الدكتور عبدالصمد الجشي، أن من أسباب العنف "انتشار "الدش" وأفلام العنف و "البلاي ستايشن" وألعاب "الفيديو"، واختلاف التركيبة الأسرية، وانشغال الناس بأمور الحياة اليومية المعقدة. كما أن الانتقال من القرى إلى المدن وبالعكس له تأثيره، وشكل المدنية له دور، إذ إن غياب المساحات الشاسعة لا يمنح الراحة النفسية، لأنه لا يوجد متنفس".
و"العنف الأسري ظاهرة موجودة في العالم كما في المملكة، لكنها الآن ظهرت إلى العلن بسبب الإعلام، وتجب محاربتها".

أستاذ علم الاجتماع المرشد الطلابي جعفر العيد يقول: "لا يختلف العنف الأسرى عن العنف في شكل عام، فالظروف الاجتماعية والأسرية تتحكم فيه، لذا هو غير منفصل عن المحيط الاجتماعي والظروف المحيطة بالأسرة، أو المجتمع"، لكن "نسب العنف غير مرتفعة في المجتمع".
وترى المحاضرة في البحث النفسي والاجتماعي لميعة الشيوخ، أن "العنف ظاهرة تحولت إلى مشكلة بعد أن استنفر المجتمع لمواجهتها فأعلن حال الطوارئ". وتوضح الشيوخ أن العنف "قد يكون من وإلى الطفل، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة". أما العنف الممارس على الطفل "فقد يأتي من الأب والأم على السواء، عن طريق التربية مثلاً، التي تكون من وجهة نظرهم إيجابية، لكنها تأتي بنتائج عكسية وسلبية على الطفل، مثل التدليل". وتوافقها الرأي الاختصاصية آل سعيد بقولها: "الحماية الزائدة أو التدليل من أشكال العنف والإيذاء الجسدي ضد الأطفال، كالضرب والحرق واستخدام الآلات الحادة، والإيذاء النفسي والعاطفي كالإساءة بالكلام أو الإهانة أو الشتم أو المقارنة أو التمييز أو عدم المساواة". وتتفق معها الشيوخ، "فقد ينطق الأهل أمام الغرباء بكلمات بسيطة مثل ولد كسلان، فهذا يقلل من ذاته الداخلية ومخزونه العفوي في الكلمات، ومخزونه العاطفي تجاه والديه". ويضيف: "الإيذاء الجنسي يعتبر انتهاكاً متعمداً لخصوصية الطفل وحقوقه الجنسية بالإكراه أو بالخديعة. كما أن هناك الإهمال المتمثل في عدم تلبية حاجات الطفل الأساسية من مأكل ومشرب، وعدم الرعاية التربوية والتعليمية والصحية، وعدم تقديم الحب والعاطفة والحنان".

ويحمِّل الدكتور الجشي "العنف المرئي مسؤولية عنف الأطفال، إذ تبين، بحسب دراسة أجريت على مئات الأطفال، أن التلفزيون يزيد الاستجابات العدوانية بنسبة 10 في المئة. والدراسات الكثيرة أثبتت أن مشاهدة الأطفال للأفلام تزيد من مشاعر العدوانية وانفعالاتها، ومعها يزيد التلبد الانفعالي، إذ يفقد الطفل الشفقة أو الإنسانية أو الرحمة، وتزيد أنانيته وعدم شعوره بالأمان". ويلفت إلى دراسة أجريت في المملكة، أشارت إلى تزايد العنف الأسري وحالات الانتحار مقارنة بالسابق.
ويوضح أن "هناك عنفاً أسرياً ذاتياً وعنفاً أسرياً ضد الآخرين، وفي الحالة الأولى يظهر العنف عبر سلوك انتحاري أو اعتداء على النفس، بينما في الثانية يظهر بين الزوجين أو ضد الأطفال، ومنه الإساءة للطفل والمسن والزوجة، أو ضد المجتمع، ومنه العنف في المدارس والاعتداءات الجنسية.

ويربط الجشي ذلك بـ "العنف ضد المجتمع الذي قد يكون مرتبطاً بالعنف الأسري، لأن التربية لها دور كبير في ذلك". ومن وجهة نظر العيد "الحالة الحضرية هي أهم مسببات العنف، فنحن كمجتمع نامٍ نزحف في شكل كبير نحو المادية، وللأسف، بدأنا نفقد تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية، فالإسلام دين السلام، كما أن الرسول (ص) دعانا للتعامل بالسلم، والإسلام تحدث عن إكرام البنت وإجلال الأم، ولو التزمنا بذلك لما جرى ما يجري". ورأى أن "الظروف المحيطة بالإنسان السعودي تولد بعض حالات العنف، ومنها الظروف العملية والمادية، وتعاطي المخدرات والكحول، والجهل بأساليب التربية الصحيحة للأطفال، والجهل بمتطلبات المرأة، إضافة إلى عدم وجود مؤسسات لتدريب الفتيات والشبان المقبلين على الزواج، ويوجد ارتفاع في معدلات الخصوبة لدى نسائنا، ولدينا إقبال على الزواج الباكر، الذي يكون الشاب فيه غير ناضج في التعامل مع الظروف الاجتماعية. وعن أسباب ومصادر العنف الأسري تقول الشيوخ: "الإشباع العاطفي للأسرة مهم، فأحياناً نجد الأسرة لا تشبع أفرادها بالكلام والحنان، فلا نسمع كلمة أحبك أو أعزك، فينقلب الأمر إلى الضد".

الاعتراف بالمشكلة يشكل بداية العلاج
يعتبر الاستشاري عبدالصمد الجشي أن العلاج "يبدأ بتحديد العوامل المسببة للعنف وهي كثيرة، منها البيولوجية والنفسية والاجتماعية والبيئية، وبعد ذلك علينا علاجه". ويشدد على أهمية أن "نعترف منذ البداية بوجود مشكلة يجب التفاعل معها".
ويركز على "إبراز أنشطة مكافحة العنف، لأنها من الأولويات التي يجب النظر إليها في المستشفيات والرعاية الصحية الأولية، ومن خلالها يتم تحديد الأشخاص الذين يصيبهم العنف، وعمل برامج وقاية للحد من انتشاره، لأن دور العاملين في المجال الصحي يقوم على العلاج والوقاية، كما يجب تدريب العاملين في أقسام الطوارئ على دعم المصابين من جراء العنف. وبعد رصد الحالات يبدأ العلاج ومنه، كما يوضح الجشي، "تقديم الخدمات الاجتماعية من خلال المنظمات غير الحكومية والخيرية التي تعنى بصحة المرأة والطفل مثلاً، ويفترض وجود منظمات لعلاج العنف المنزلي". كما "أن للإعلام دوراً مهماً في التوعية والتثقيف، من خلال التعريف بالسلوك الإيجابي والسلبي واستراتيجيات الوقاية وتغيير المواقف، فأحدهم يعنف أولاده جسدياً فكيف يقتنع بالحلقات العملية والدراسة؟". وهنا يلعب استعداد الشخص للعلاج دوراً مهماً، "هذا ما نسميه بالأسلوب الشامل للعلاج، فإن دائرة العنف لا حدود لها من خلال الشخص والمجتمع الذي ولد فيه ونرى الأخطاء ونعالجها".

كما يحمِل الجشي المناهج التربوية وأساليب التعليم المسؤولية، "فالمدرسة لها دور مهم جداً، فقد نجد الطالب يمارس العنف ضد الطلاب والأساتذة ويقوم بسلوكيات عدوانية. فإذا كنا نعتمد أسلوب العصا والنار نوّلد أشخاصاً لا يعرفون إلا العصا، بينما إذا كانت أساليب حديثة فإنها تنعكس على الطالب إيجاباً". ويدعم أستاذ علم الاجتماع والمرشد الطلابي جعفر العيد هذا الرأي، إذ إنه يعوّل على "تعامل المدرسين مع الطلاب بأسلوب وسطي بين اللين والشدة". وحول مبدأ "اضرب من يضربك" الذي يلقنه الأهل لأطفالهم، يقول: "هذا خطأ يقوم به الجهلة كأن يعلم احدهم طفله أنه إذا لم يكن ذئباً أكلته الذئاب، لذا نسعى للتوعية وتبصير الأهل". كما أن احتواء الطفل من أسرته ومدرسته "يكون بالحب والعاطفة والتدعيم والتقدير وإعطائه مكاناً في الأسرة، وكذلك الأنشطة لها دور مهم، لأنها تعلم الطفل كيفية التعامل مع الآخرين.

يقول العيد: "إن مثلث العنف هو الجهل والظروف الاجتماعية ووسائل الإعلام، وخطط المنظمات الدولية قد تسهم فيه"، ويقترح حلولاً له "من الحكومة ومن المجتمع، فعلى الدولة أن تسمح بإنشاء مؤسسات المجتمع المدني، لأنها الضمانة الحقيقية لتفريغ الناس شحناتهم بدلاً من تفريغها في الأسرة بأسلوب عنيف، ويجب السماح بإطلاق الحريات، بتكوين الجمعيات شرط التزامها بالدين". ودعا الدولة "لمكافحة مروجي المخدرات والفساد، وحماية المجتمع وأهله منهم"، كما "يجب توفير المتنزهات والنشاطات المفيدة ومساعدة الأسر الفقيرة والمتصدعة ومساعدة الشباب على التوبة". وكذلك "إنشاء مؤسسات مدنية والإبلاغ عن الفساد"، كما نوه بدور "وسائل الإعلام وضرورة اختيار الكلمات والأوقات المناسبة لعرض الأمور كي لا ينقلب الموضوع سلباً".
 

 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6348377 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة