فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

التفكك الأسري يولد إحباطاً قوي التأثير في كل فرد من أفراد الأسرة

القراء : 2962

التفكك الأسري يولد إحباطاً قوي التأثير في كل فرد من أفراد الأسرة

 
تحقيق - محمد البدراني:

    العنف ظاهرة قديمة قدم الإنسان ذاته، تعاني منها المجتمعات الحضارية المختلفة، بغض النظر عن مستوياتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وهي ظاهرة لا يخلو منها مجتمع ما، ولكن هناك ثمة تفاوتات من مجتمع إلى آخر نتيجة للعوامل والأسباب والظروف التي قد تؤدي إلى وجودها وظهورها.
وان من أهم المشكلات التي تواجه المسلم المعاصر مشكلة "التفكك الأسري" والذي ينتج عنه قائمة طويلة من المشكلات في المجتمع، مثل سلوكيات الوالدين الخاطئة ومنازعاتهما اليومية، وسلوكيات التوافق الدراسي لدى الطلبة والطالبات، وتزايد انحراف المراهقين والمراهقات ومشكلة تعاطي الخمور والمخدرات، وتكاثر الأمراض النفسية الناتجة عن تهدم الأسرة لدى الآباء والأمهات والأبناء والبنات وغير ذلك الكثير من المشكلات التي يصعب حصرها.
ومن هنا يمكننا القول: ان فشل واحد أو أكثر من أعضاء الأسرة في القيام بواجباته نحوها، مما يؤدي إلى ضعف العلاقات وحدوث التوترات بين أفرادها، وهذا يفضي إلى انفراط عقدها وانحلالها.
 
يقول الدكتور نزار بن حسين الصالح أستاذ علم النفس المشارك بكلية التربية بجامعة الملك سعود وعضو لجنة تطوير المناهج في مجال مكافحة المخدرات.
إن من أسباب التفكك الأسري يرجع إلى عوامل عديدة داخلية وكذلك عوامل خارجية، وتكمن العوامل الداخلية في المجتمع الأسري بذاته مثل أن يكون الطرفان مجبورين على الزواج دون أن تكون هناك حرية الاختيار بينهما ما يخلق عدم التوافق وإثارة المنازعات، وعوامل خارجية والتي تطلبها الزوجة من الزوج فلا يستطيع تلبيتها لقلة المادة ما يخلق جواً من المشاجرات الأسرية يكون الضحية الأبناء.
كما أن انشغال الأب بالعمل ومتابعة تجارته وخروج الأم وغيابها لفترات طويلة عن المنزل للعمل أو الزيارة ما يؤدي إلى حرمان الأبناء من حنانهم وتواجدهم، فالزوج والزوجة هما اللبنة الأساسية في الأسرة ويواجهان مشكلات كثيرة تترتب على تفكك أسرتهما إن لم يحسنا ذلك فيصابان بالإحباط وخيبة الأمل وهبوط في عوامل التوافق، والصحة النفسية، وقد ينتج عن ذلك الإصابة بأحد الأمراض النفسية، كالقلق المرضي، والاكتئاب والوساوس أو المخاوف المرضية جراء تلك المشاكل وتكون النتيجة الانفصال أو عدم القدرة على تكوين أسرة أخرى فينعزل الأم أو الأم عن الحياة الاجتماعية ويعيش حياة منطوية على الذات سلبية التعامل نتيجة لأبناء منحرفين، خصوصاً إن كانوا صغار السن.
 
فأول المشكلات التي تواجههم فقدان المأوى الذي يجمع شملهم وهنا يبدأ التشتت والتفكك حيث يعيش الأبناء أو بعضهم مع أحد الوالدين، وغالباً ما يتزوج الأب بزوجة أخرى ما يدفع أبناءهم إلى أماكن أخرى قد لا تكون مناسبة للعيش في حياة مستقرة كما يحدث في مساكن العزاب من الشباب.. وإذا كانت بنتاً فإنه ليس لها مجال لمغادرة المنزل، فقد يقع عليها حيف في المعاملة لا تستطيع رفعه، فتصاب ببعض الأمراض النفسية نتيجة ذلك، وتكون عرضة للانحراف في مسالك السوء بحثاِ عن مخرج من المشكلة التي تعيشها، ولا شك ان التفكك يولد إحباطاً نفسياً قوي التأثير في كل فرد من أفراد الأسرة المتفككة وخاصة الأبناء والشاهد على ذلك هم الأحداث من الذكور والإناث في "دور الملاحظة" الذين ينحرفون ويقعون في سلوك إجرامي نتيجة لتفكك أسرهم.
ويشير الأستاذ عبدالإله بن محمد الشريف - مدير الإدارة العامة للبرامج الوقائية والتأهيلية ومستشار اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وعضو دراسة المناهج إلى ان ظاهرة العنف الأسري جاءت نتيجة للحياة العصرية، فالضغط والإحباط، المتولد من طبيعة الحياة العصرية اليومية، تعد من المنابع الأولية والأساسية لمشكلة العنف الأسري في كافة المجتمعات.
 
والعنف سلوك مكتسب يتعلمه الفرد خلال أطوار التنشئة الاجتماعية، فالأفراد الذين يكونون ضحية له في صغرهم، يمارسونه مع أفراد أسرهم في المستقبل إلا أن السبب الجوهري والرئيسي هو ضعف الوازع الديني والذي يجب أن يكون هذا العامل في مقدمة العوامل الحياتية جميعها لأهميته، فإذا كان الإيمان ضعيفاً لدى الوالدين أو أحدهما، فالنتائج الوقوع السهل المتكرر في الخطايا والآثام التي تسبب مشكلات لا حصر لها داخل الأسرة.
ويفقد ضعيف الوازع الديني حاجزاً وقائياً لا مثيل له في مواجهة الحياة المعاصرة، ويحدث اختلال في كثير من القيم التي يسعى المجتمع لترسيخها في أذهان وسلوكيات أفراده، مثل الترابط والتراحم والتعاون والمسامحة ومساعدة المحتاج والوقوف معه في حالات الشدة وغيرها من القيم والمهمة في تماسك المجتمع واستمراره.
كما بين الشريف إلى أن وسائل الاتصال الحديثة سبب من أسباب التفكك الأسري في المجتمعات المعاصرة على الرغم من إيجابياتها، فالتلفاز مثلاً يأخذ من الأسرة جل وقتها وخاصة الفتر ة المسائية، بل يمتد مع بعضهم إلى الصباح ما يعيق بمسؤولياتهم الأسرية، يضاف إلى ذلك المستوى الهزيل بل والضار الذي يقدم في البرامج وخصوصاً الفضائية منها، حيث أصبح مرتعاً للاأخلاقيات، فأصبحت الإثارة هي الهدف والغاية لجلب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، والضحية هي الأسرة التي تدب بها الخلافات نتيجة التعلق بما يعرض والتقليد أو عدم القيام بالواجبات المطلوب من أفرادها.
كذلك الشبكة العنكبوتية "الإنترنت" والتي دخلت على الأسرة في الفترة الأخيرة، وهي إن كان لها إيجابيات إلا أن سلبياتها طغت على إيجابياتها من خلال عدم تعامل أفراد الأسرة مع هذه الخدمة.
 
وفي دراسة قام بها عدد من الباحثين الأمريكيين في السنوات الأخيرة على مستخدمي "الإنترنت" كان من أبرز نتائجها تناقص التواصل الأسري بين أفراد الأسرة، وتضاؤل شعور الفرد بالمساندة الاجتماعية من جانب المقربين له، وتناقص المؤشرات الدالة على التوافق النفسي والصحة النفسية، وهذه النتائج يتوقع أن ينتج عنها خلافات وتفكك داخل الأسرة التي تعاني من إسراف بعض أفرادها في استخدام شبكة الانترنت.
وتطرق المعلم "فهد المحمد" إلى أن العنف الأسري هو نوع من الإيذاء النفسي أو الجسدي يمارسه أحد أفراد الأسرة على فرد آخر يفقده الأمان الأسري والراحة، وله أسباب كثيرة منها الجهل بطرق التربية للأطفال، والتعامل والتعايش مع أفراد الأسرة بوئام، كذلك الدوافع الذاتية التي تكونت في نفس الإنسان نتيجة ظروف خارجية من قبيل الإهمال، وسوء المعاملة، والعنف الذي تعرض له منذ طفولته إلى غيرها من الظروف التي ترافق الإنسان والتي أدت إلى تراكم نوازع نفسية قادت في النهاية إلى التعويض عن ذلك باللجوء إلى العنف داخل الأسرة إضافة إلى عدم التوافق بين الزوجين ورسم طريقة تربوية مناسبة للتعامل من خلالها مع الأبناء وأيضاً الحالة المادية للأسرة وتفشي الفقر الذي يكبل يدي رب الأسرة ويمنعه من توفير المستلزمات الضرورية لأفراد عائلته ما ينتج عنه حالة نفسية سيئة تقود إلى العنف واللجوء إلى تعاطي المخدرات تلك الآفة الخطيرة التي دمرت بيوتا، وقضت على أسر لتبقى الأسرة تحت رحمة أب مدمن، وزوجة مسكينة تخشى انفراط الأسرة ونجد الأبناء يتربون على الضياع فتنشأ أسرة مفككة خائفة تتمنى إن لم تكن.
 
ويؤكد الأستاذ "فهاد المحمد" ومن خلال ذلك أنه يقع على مؤسسات التربية والتعليم في المجتمع مسؤولية توفير برامج تلامس احتياجات هذه الأسرة بتوفير المرشدين الطلابيين في مدارس التعليم العام، الذين يعملون على تلمس مشكلات الطلاب والسعي لحلها بالاتصال بالوالدين ومناقشة المشكلة معهما، "لأنها أحياناً سبب المشكلة" فيما يحدث في منزل الطالب من خلافات ونزاعات يؤثر سلباً على تحصيله العلمي.
كما ان الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بما يتوفر لديها من كفاءات علمية عالية التأهيل مطالبة بتوفير برامج الأسرة في المجتمع لإيضاح السبل إلى حياة زوجية سعيدة، وكيفية مواجهة المشكلات الأسرية، وتوفير عيادات إرشادية لأفراد الأسرة يقابلون فيها المختصين فيعرضون عليهم المشكلات ويتلقون منهم سبل العلاج المناسبة، وأكد "فهاد المحمد" انه يجب على وسائل الإعلام طرح مثل هذه الموضوعات من خلال البرامج الأسرية، واللقاءات التلفزيونية، أو من خلال الإصدارات والصحف اليومية والمواقع الإلكترونية.

من العوامل المشتركة في التفكك الأسري
- ضعف الوازع الديني.
- القدوة السيئة من قبل الوالدين.
- السهر خارج المنزل.
- تعاطي المخدرات.
- القسوة الزائدة على الأبناء.
- غياب رسالة المدرسة.
- الهموم والمشكلات الاجتماعية.
- استخدام الوسائل التقنية الحديثة.

 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6347840 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة