أب يحتجز ابنته في غرفة لتخزين الأعلاف خجلا من مرضها النفسي الحماية الاجتماعية بالمدينة ترسل فريقا من الباحثات لتفقد وضعها صحيفة الوطن السعودية الاثنين 14 محرم 1427هـ الموافق 13 فبراير 2006م المدينة المنورة: علي العمري
انتدبت إدارة الحماية الاجتماعية بالمدينة المنورة بشكل عاجل فريقا من الباحثات الاجتماعيات إلى قرية تتبع مدينة ينبع النخل (250 كيلومترا غرب المدينة) للوقوف على دعوى تقدم بها مواطن وأفادت باحتجاز فتاة تبلغ من العمر 24 عاماً في إحدى غرف الأعلاف الملحقة بحظيرة لتربية المواشي والأغنام لفترة طويلة بواسطة والدها وذلك عقب إصابتها بعلة نفسية أفقدتها القدرة على رعاية نفسها. ومن المتوقع أن تودع الفتاة بدار الحماية الاجتماعية إذا تبين عدم تمتعها بالأمن الاجتماعي لها لدى أي من ذويها. وكان الأب قد أودع ابنته مستشفى الصحة النفسية لمدة تجاوزت الـ3 أشهر لكنه رفض تسلمها بعد أن شفيت رغم المحاولات المضنية التي بذلت معه من قبل المستشفى الذي اضطر في النهاية إلى الاستعانة بالشرطة التي ألزمت الأب باستلام ابنته.
وطبقاً لتصريح مصدر مسؤول في إدارة مركز التأهيل الشامل في ينبع فإن الأب على ما يبدو خشي تبعات الخجل الاجتماعي المتمثل في إصابة ابنته بمرض نفسي مما دفعه لاحتجازها داخل غرفة أعلاف تفتقر تماما لمقومات الصحة العامة بعد أن اكتظت جنباتها بالجحور والحفر وبعض الأعلاف لفترة طويلة وهو الوضع الذي عاشته الفتاة طيلة بقائها في الموقع الأقرب إلى السرداب. وأكد المصدر أن الحادثة تعد عادية قياساً بما سجل لدى إدارة مركز التأهيل الشامل في ينبع من انتهاكات صارخة يسطرها الآباء على أبنائهم وبناتهم وهي نتاج ثقافة سائدة على حد وصفه "عجزت كل البرامج والرسائل التوعوية والتثقيفية التي تنفذها الشؤون الاجتماعية في تجازوها". وأشار المصدر إلى أن من بين أقسى الحالات الإنسانية التي كانت اللجنة قد وقفت عليها حالة فتى في الـ15 من عمره احتجزه والده في إحدى حظائر الأغنام في بادية تبعد عن مدينة ينبع نحو 90 كيلومترا، بعد أن قيد يديه وقدميه بسلاسل حديدية لفترة طويلة حتى طالت أظافره وبدأ يعاني من حساسية جلدية مستفحلة. وأكد أن المرضى النفسيين وأصحاب العاهات العقلية هم الأكثر عرضة لتلك الممارسات اللاإنسانية. |