فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

وثيقة دولية لمنع التحرش بالأطفال

القراء : 4978

وثيقة دولية لمنع التحرش بالأطفال

 
د.كمال المصري
 
تؤكد الأبحاث والإحصاءات الخاصة بالتحرش الجنسي بالأطفال في العالم ضرورة التوصل إلى ميثاق خاص بهذا الشأن، وأن تلحق به اتفاقيات تلزم دول العالم الموقعة عليه بحماية الأطفال من التحرش الجنسي، وأن يراقب تنفيذ هذه الاتفاقيات لجان مشكلة من أهل الاختصاص والخبرة في هذا المجال.
وفي هذا الصدد لا يمكن أن ننكر أن الدول العربية في حاجة ماسة قبل غيرها إلى مثل هذا الميثاق رغم المحاولات التي صادق بموجبها مجلس النواب المغربي على قانون لحماية الطفولة والأسرة من التحرش الجنسي، وكذلك مطالبة أحد أعضاء مجلس النواب البحريني عام 2004 بإصدار قانون لحماية الطفل من التحرش الجنسي.
ومن خلال البحث والاستقصاء في المواثيق الدولية وأرقام وإحصائيات التحرش الجنسي بالأطفال ظهرت الحاجة ملحة لوثيقة دولية تحمي أطفالنا من هذا الكابوس المفزع. ولأننا أول موقع عربي يكافح التحرش بالأطفال من خلال تقديم خدمة مجانية لزواره تستقبل مشكلاتهم واستفساراتهم بشأن التحرش كان حريا بنا أن نتبنى تلك المبادرة بإعداد وثيقة دولية باللغتين العربية والإنجليزية، من أجل تفعيلها والدفع بها أمام المنظمات الدولية لتتبناها حتى تصبح وثيقة دولية معترفا بها.

وقد تم التفكير في ضرورة تدشين مثل هذه الوثيقة من خلال معطيين أساسيين هما:
" أولاً: رحلة في المواثيق الدولية
" ثانيًا: التحرش الجنسي في أرقام

المواثيق الدولية
عبر رحلة من البحث والتقصي في المواثيق الدولية حرصتُ على أن أتطرق لها من جانبين: الجانب الأول يدور حول الأمم المتحدة ومواثيقها حول حقوق الإنسان عمومًا، والجانب الآخر حقوق الطفل في المواثيق الدولية.

القسم الأول: مواثيق الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان:
بالنظر في مواثيق الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان نجد أنها متنوعة، تشمل مواثيق عامة، وأخرى خاصة، كما يمكن أن تجد لحقٍّ ما أكثر من ميثاق، وسأكتفي هنا بذكر عناوين الحقوق التي جاءت بها المواثيق، وعدد هذه الوثائق دون الدخول في تفصيلات ذلك:
1- القانون الإنساني الدولي: 34 وثيقة.
2- التوظيف والعمل القسري: 21 وثيقة.
3- حقوق الإنسان في إقامة العدل: 16 وثيقة.
4- منع التمييز وحماية الأقليات: 6 وثائق.
5- جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بما في ذلك جريمة الإبادة الجماعية: 6 وثائق.
6- الشرعة الدولية لحقوق الإنسان: 5 وثائق.
7- حقوق المرأة: 5 وثائق.
8- حقوق الطفل: 5 وثائق.
9- الحقوق الاقتصادية والحق في الخصوصية والسلم: 5 وثائق.
10- التنمية: 5 وثائق.
11- الحماية من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة: 4 وثائق.
12- حرية التنظيم: 4 وثائق.
13- حقوق اللاجئين: 4 وثائق.
14- حقوق الأشخاص الخاضعين للاحتجاز أو السجن: 3 وثائق.
15- حقوق المعاقين: 3 وثائق.
16- حق تقرير المصير: وثيقتان.
17- الرق والعبودية والممارسات المشابهة: وثيقتان.
18- الشركات وحقوق الإنسان: وثيقتان.
19- حقوق الأحداث: وثيقة واحدة.
20- الشعوب الأصلية: وثيقة واحدة.
21- حقوق الأجانب: وثيقة واحدة.

القسم الثاني: حقوق الطفل في المواثيق الدولية:
في 23 فبراير 1923م صدر في جنيف أول إعلان لحقوق الطفل.
ومنذ ذلك التاريخ والمواثيق الدولية تتوالى لحماية حقوق الطفل:
1- ديسمبر 1946م: تم تأسيس صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف UNICEF".
2- نوفمبر 1959م: صدر عن الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الطفل.
3- يونيو 1973م: صدرت عن الأمم المتحدة اتفاقية الحد الأدنى للسن في العمل.
4- ديسمبر 1986م: صدر عن الأمم المتحدة إعلان بشأن المبادئ الاجتماعية والقانونية الخاصة بحماية ورفاهية الأطفال.
5- سبتمبر 1989م: صدرت عن الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل، وهي الاتفاقية التي نالت ما لم تنله أية اتفاقية أخرى لحقوق الإنسان حتى الآن، إذ حظيت بتصديق كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة فيما عدا دولتين فقط.
وقد أُنشئت لجنة حقوق الطفل بموجب المادة 43 من الاتفاقية، وذلك لدراسة التقدم الذي تحرزه الدول الأطراف في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاقية، وتتكون لجنة حقوق الطفل من عشرة خبراء من ذوي المكانة الخلقية الرفيعة والكفاءة المعترف بها في الميدان الذي تغطية الاتفاقية
6- سبتمبر 1990م: انعقد المؤتمر العالمي للطفل في نيويورك، وقد تمت المـوافقة خلاله على "اتفاقية حقوق الطفل"، والتزم قادة الدول الذين حضروا هذا المؤتمر على الاسترشاد بمبدأ "الأطفال أولا". 
7- نوفمبر 1990م: صدر عن الجمعية العامة لمنظمة الوحدة الأفريقية الميثاق الأفريقي لحقوق الطفل ورفاهه.
8- أغسطس 1996م: انعقد الاجتماع العالمي الأول بشأن تجارة استغلال الأطفال جنسيًّا في أستوكهولم بالسويد، وقد نتج عن هذا المؤتمر إعلان هامٌّ يقضي بأهمية التحرك لوضع حد للاستغلال والإساءة الجنسية التي يتعرض لها الأطفال على أن يشمل التحرك المستوى المحلي الوطني والإقليمي والدولي. 
9- يونيو 1999م: عادت الأمم المتحدة لتصدر اتفاقية "أسوأ أشكال عمل الأطفال".
10- مايو 2000م: صدر البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الأطفال واستغلالهم في الدعارة والصور الخليعة، الذي اعتُمد وعُرض للتوقيع والتصديق والانضمام بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 263 الدورة الرابعة والخمسون المؤرخ في 25 مايو 2000م، ودخل حيز التنفيذ في 18 يناير 2002م.
11- مايو 2000م: صدر البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة، الذي اعتُمد وعُرض للتوقيع والتصديق والانضمام بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 263 الدورة الرابعة والخمسون المؤرخ في 25 مايو 2000م، ودخل حيز التنفيذ في 12 فبراير 2002م.
12- مارس 2001م: اتخذ مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي عقدت في عمان مارس 2001م قرارًا بتبني "الإطار العربي لحقوق الطفل"، وبدأت حينها استعدادات لعقد مؤتمر حول الطفولة كان من المقرر انعقاده في سبتمبر 2001م لكنه تأجل لأجل غير مسمى.
13- سبتمبر 2001م: صدر تحت عنوان: "عالم جدير بالأطفال" مشروع نص الوثيقة الصادر عن الجلسة الأولى للجنة التحضيرية للجلسة الخاصة للجمعية العمومية للأمم المتحدة لمتابعة قمة الطفل، وقد ورد في المادة 49 منه: "ولا بد من وضع نهاية للاعتداء الجنسي على الأطفال ولاستغلالهم، ولا بد من القيام على وجه السرعة، وعلى أوفى نحو ممكن، بتنفيذ خطة العمل التي اعتمدها المؤتمر العالمي لمكافحة الاستغلال الجنسي التجاري للأطفال، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل المتعلق ببيع الأطفال، وبغاء الأطفال، والمواد الإباحية عن الأطفال".
14- ديسمبر 2001م: حطت الرحلة أخيرًا عند انعقاد الاجتماع العالمي الثاني بشأن تجارة استغلال الأطفال جنسيًّا في يوكوهاما باليابان، وهو ما عرف بـ"تعهد يوكوهاما العالمي 2001".
15- أغسطس 2003م: صدر ميثاق حقوق الطفل في الإسلام عن اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل، وهي إحدى لجان المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وقد ورد في المادة 28 فيه والتي كانت بعنوان "الحماية من المساس بالشرف والسمعة": أ- للطفل الحق في الحماية من جميع أشكال الاستغلال، أو الانتهاك الجنسي، أو أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته.

بالنظر في المواثيق السابقة نجد أنها انقسمت إلى ثلاثة أقسام:
- مواثيق تتحدث عن حقوق الإنسان عمومًا، سواء العام منها كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وبروتوكولاته، أو الخاص كحق المعوق، وحق المرأة، وغير ذلك.
- مواثيق تتحدث عن حقوق الطفل في عمومها دون تخصيص حق بعينه.
- مواثيق تتحدث عن حقوق خاصة بعينها تم تخصيصها إما لخطورتها أو لانتشارها أو لضرورتها، مثل: تحديد سن العمل ومنع تشغيل الأطفال، وحماية ورفاهية الأطفال، ومنع بيع الأطفال واستغلالهم في الدعارة والصور الخليعة، ومنع اشتراكهم في المنازعات المسلحة.

ورغم أن كل المواثيق العامة بحقوق الإنسان وكل المواثيق العامة بحقوق الطفل وبعض المواثيق الخاصة بحقوق الطفل، رغم أن كل هذه المواثيق قد نصت على مراعاة حق الطفل في عدم التحرش به، ورغم كل التحركات الدولية للاهتمام بحقوق الطفل.. فإننا نجد التالي:
1- أن 29 دولة فقط اعتمدت خطة عمل تشمل حملات توعية وتشديد القوانين ذات الصلة بظاهرة استغلال الأطفال جنسيًّا.
2- أنه لا يوجد ميثاقٌ واحدٌ يتحدث عن حق الطفل في عدم التحرش الجنسي به من حيث هو طفل وكائن له حقه في الحماية، بعيدًا عن قصد المتاجرة به جنسيًّا كما في بروتوكول حقوق الطفل بشأن بيع الأطفال واستغلالهم في الدعارة والصور الخليعة، أو كما حدث في مؤتمري أستوكهولم ويوكوهاما بشأن الاستغلال الجنسي للأطفال بقصد التجارة.
وهذا يثير تساؤلا حِرت منه ولم أجد له جوابًا، هذا السؤال هو:
هل التحرش الجنسي بالأطفال مسألة لا تستحق أن تهتم بها الدول، وأن تختص بميثاق خاصٍّ بها قياسًا على مواثيق الحقوق الخاصة بالإنسان كحق الأسير وحق السجين، أو على مواثيق الحقوق الخاصة بالأطفال كعمل الأطفال واشتراكهم في الحروب مثلاً؟      قد يتفق معي أناس، لكن قد يجيب آخرون بأن المسألة لا تستحق؛ لأن التحرش الجنسي بالأطفال قضية غير منتشرة لدرجة أن تولى بعناية خاصة، أو يُخصَّص لها ميثاق، وسنترك الأرقام في السطور التالية توضح ما لا يعلمه الكثيرون.

أرقام التحرش بالأطفال
إن البحث عن الدمار داخل الأسرة صعب، لذلك لا نستطيع أن نحدد بدقة عدد الأطفال الذين تعرضوا للتحرش الجنسي داخل أسرهم، لتكتم الأطراف المعنية، ولأنها مسألة مرتبطة بطبيعة مجتمعاتنا المبنية على ثقافة "الستر"، والتي تخاف الفضيحة، إضافة إلى ضعف تواجد الإحصائيات عمومًا في مجتمعاتنا.
ورغم صعوبة الحصول على أرقام حقيقية حول مسألة التحرش الجنسي بالأطفال، فإن بعض الدول قد أعلنت عن إحصاءات، وما استطعت الحصول عليه من أرقام يعطي دلالة واضحة على انتشار ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال:
1- نسبة أطفال العرب أعلى نسبة أطفال في العالم:
نشر في كتاب "الطفل العربي والمستقبل" للدكتور عماد زكي أن "مائة مليون طفل عربي يشكلون 45% من مجموع العرب، وأعلى نسب الأطفال في العالم، وتقول الإحصاءات إن أطفالنا هؤلاء يشكلون أعلى نسبة من نسب الأطفال مقارنة بأي شعب آخر".
ومع ذلك فنحن نعاني من افتقاد بعض الأسر للوعي بحماية الطفل داخلها قبل أن تحميه من الخطر في الخارج، وهو ما يساعد على انتشار ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال.

2- التحرش الجنسي بالأطفال في الأردن:
تبين سجلات عيادة الطب الشرعي في وحدة حماية الأسرة بالأردن أن عدد الحالات التي تمت معاينتها خلال عام 1998م قد بلغ 437 حالة، شملت 174 حالة إساءة جنسية على الأطفال، وكانت مصنفة حسب ما يلي: 48 حالة إساءة جنسية كان المعتدي فيها من داخل العائلة، و79 حالة إساءة جنسية كان المعتدي فيها معروفا للضحية -قريب أو جار أو غيره- و47 حالة كان الاعتداء على الطفل فيها من قبل شخص غريب.
3- التحرش الجنسي بالأطفال في لبنان:
ذكر الدكتور برنار جرباقة عام 2000م أن المؤتمر الرابع اللبناني لحماية الأحداث أشار إلى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم، على يد أقرباء لهم أو معتدين قاصرين.

4- التحرش الجنسي بالأطفال في مصر:
تشير أول دراسة عن حوادث الأطفال في مصر أعدتها الدكتورة فاتن عبد الرحمن الطنباري أستاذة الإعلام المساعدة في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس إلى أن حوادث الاعتداء الجنسي على الأطفال تمثل ‏18%‏ من إجمالي الحوادث المختلفة للطفل.
وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية فقد اتضح أن النسبة هي 35% له صلة قرابة بالطفل، و65% ليست له صلة بالطفل. 

5- إيذاء الأطفال في السعودية:
أكدت إحدى الدراسات التي قامت بها اللجنة القومية لمنع إيذاء الأطفال كما ذكرت جريدة الوطن السعودية أن هناك عشرات الآلاف من الأطفال الضحايا الذين يعانون من الصدمات النفسية الشديدة مدى الحياة نتيجة إيذائهم.
وقد تبين أن هناك 77% من هؤلاء المعتدين "آباء" للأطفال الضحايا، و11% من أقاربهم، وأن أكثر من 75% من المعتدين هم أشخاص معروفون للضحية تربطهم بالطفل علاقة قربى أو معرفة. والتحرش الجنسي أحد أنواع هذا الإيذاء.

6- التحرش الجنسي بالأطفال في أمريكا:
ذكرت دراسة صدرت في الولايات المتحدة عن الجمعية الأمريكية للتعليم الجامعي للنساء أن نحو 80% من طلاب المدارس الأمريكية ذكورًا وإناثًا قد تعرضوا إلى نوع من أنواع التحرش الجنسي في حياتهم المدرسية.
وتشير الدراسة إلى أن أربعة من كل خمسة طلاب يتعرضون إلى تحرشات جسدية ولفظية -عادة ما تكون أمام المدرسين- تبدأ في سن مبكرة منذ دخولهم المدرسة.

7- التحرش الجنسي بالأطفال في كرواتيا:
ذكر عبد الباقي خليفة أن هناك دراسة أعدت مؤخرًا في كرواتيا، أثبتت أن واحدة من كل أربع فتيات تعرضت للاغتصاب على يد أقربائها، وأن كل واحد من ستة شباب يتعرض للاغتصاب، ويقول الأطباء الذين يعالجون حالات دون سن العاشرة: إن بعض الأطفال لا يمكن أن يعودوا للحياة الطبيعية، وقد حصل لبعضهم لوثات عقلية بسبب الاغتصاب، وبعضهم في حالات نفسية يصعب شفاؤها.

الآثار المستقبلية للتحرش الجنسي بالأطفال:
في بحث للعالم الأمريكي "جريجوري ديكسون" عام 1996م ظهر أن 49% من الشواذ جنسيا الذين تناولهم البحث قد حدث لهم نوع من أنواع الاعتداء الجنسي أثناء مرحلة الطفولة.
كما ذكر الأستاذ أمجد عدنان جميعان في دراسة له عن معدل انتشار الانتهاك الجنسي للطفل وآثاره على المدى الطويل في عيِّنة من الأطفال الذكور في الأردن أنه "تمت دراسة معدل انتشار الانتهاك الجنسي للطفل بالملامسة لدى عيِّنة من الطلبة الأردنيـين، كما تم تقيـيم العلاقة بين الانتهاك الجنسي في الطفولة وبين الصحة النفسية للبالغين، وقد تم تقييم التجارب التي مرَّ بها مائة من الطلاب الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 سنة، بشكل فردي، باستخدام نوعين من الاستبيانات هما الصيغة العربية للاستبيان حول الصحة العامة، والترجمة العربية للاستبيان الذاتي الأداء، للانتهاك الجنسي للطفل بالملامسة.
وقد تبيِّن أن 27 %من الطلاب لديهم سوابق للانتهاك الجنسي للطفل قبل سن الرابعة عشرة، وأن أولئك الذين تعرضوا للانتهاك الجنسي في الطفولة قد عانوا من مشكلات في الصحة النفسية أكثر ممن لم يتعرضوا للانتهاك".

ميثاق عالمي
من كل ما سبق يتضح مدى حاجة العالم كله إلى ميثاق خاص بشأن التحرش الجنسي بالأطفال، يُلحق به بروتوكولات تُلزم الدول الموقعة عليها بإعطاء الأطفال حق الحماية من التحرش الجنسي بهم، على أن تتم مراقبة ذلك عبر لجان تشكَّل لهذا الشأن؛ لأن قضية التحرش الجنسي بالأطفال تحتاج إلى عملٍ أكبر من مجهود دولة، أو وثيقة هيئة، إنها تحتاج إلى ميثاقٍ عالميٍّ، وعهود مُلزمة، ولجان مراقبة ومتابعة، وعقوبات صارمة للدول التي لا تلتزم بما نصَّت عليه هذه المواثيق.
لقد كنت وأنا أكتب هذه المقالة بصدد توجيه طلب للهيئات والمؤسسات العالمية المعنية بشئون الطفولة كي تسارع بإعداد وثيقة تسعى لتحقيق الحماية الكاملة لأطفال العالم مما يواجهونه من ممارسات وتعديات جنسية تبقى آثارها معهم طوال العمر، بل تغير مجرى حياتهم.
غير أن أخي العزيز الأستاذ وسام فؤاد -محرر الحوارات الحية بـ"إسلام أون لاين.نت"- اقترح عليَّ إجراءً متقدمًا على مجرد طلب إيجاد هذه الوثيقة، اقترح عليَّ أن أعدَّ أنا هذه الوثيقة باللغتين العربية والإنجليزية، ثم نشرها على إسلام أون لاين.نت وعرضها على الأفراد والهيئات المعنية لدراستها، والإضافة عليها، حتى تنضج وتكتمل، عندها يمكن لأي جهة أو مجموعة جهات أن تتبناها لتصبح وثيقة عالمية.
وقد استحسنت هذه الفكرة، وطلبت منه مشاركتي في إعدادها فوافق مشكورًا. ونحن الآن بصدد إعدادها.. أسأل الله تعالى التيسير والتوفيق والسداد، كي نقدِّم للطفل ما يمكن أن يكون نواة ودافعًا لحمايته وحفظه؛ في طفولته، وفي مستقبله، وعلى الله تعالى التكلان.
 

 

 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6336256 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة