فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

الاعتداء على الأطفال بين ضعف الرادع وغفلة الآباء

القراء : 5932

الاعتداء على الأطفال بين ضعف الرادع وغفلة الآباء

بثينة يماني

أكد عدد من الأمهات مخاوفهن من تزايد ظاهرة الاعتداء على الصغار وأشرن أن غياب الرادع أعطى لضعاف النفوس أرضا رحبة لارتكاب رذائلهم وأضفن أن اتساع هذه الظاهرة جعلتهن يفرضن على الصغار حزاما رقابيا حديديا أثناء الذهاب إلى للمدرسة أو ممارسة اللعب في الشوارع والأندية ولم تنكر الأمهات أن للخادمات والسائقين وغيرهم دورا رئيسيا في انتشار هذه الظاهرة المخيفة مثمنات دور المدرسة في تفعيل جوانب الحرص لدى الصغار وتقوية الوازع الديني داخلهم. من جانب آخر نفى العميد محمد الثنيان بشرطة العاصمة المقدسة تسمية حالات الاعتداء ولو كثرت بالظاهرة مشيرا أن الخطر الذي يواجهه الصغار قد لا يأتي من الغرباء وإنما قد يأتي أحيانا من داخل الأسرة ذاتها واصفا الأمر بالفاجعة حيث يأتي الخطر من مواضع الأمان وعن الأسباب قال الثنيان أن ضعف الوازع الديني وغياب الرقابة الأسرية وانعدام الضمير لدى البعض هي أبرز الأسباب. كما ألمح العميد الثنيان إلى جانب هو من الأهمية بمكان حيث أشار أن الفضائيات المشبوهة بما لها من تأثير سلبي هزت القيم في نفوس البعض وعبثت بالقيم الراسخة داخلهم حتى بات كل شيء هين حتى الرذيلة وطالب العميد الثنيان بمراقبة أشد صرامة من قبل الأسرة ودور توعوى أكبر للمدارس والمساجد في بلادنا. المدينة تطرح القضية للنقاش وتفتح لآثارها الموجعة نافذة التساؤل لتصل مع المسؤولين في كل القطاعات إلى جواب واضح عن سؤال حروفه لماذا وإلى متى؟!.
 
حركات غريبة
تحدثت السيدة ب.ع. قائلة أعمل مدرسة ولدي أربعة أطفال كنت أتركهم عند الخادمة وقت ذهابي إلى العمل وفي أحد الأيام بدأت تظهر على ابني البالغ من العمر 4 سنوات بعض السلوكيات الغريبة التي لم تكن موجودة لديه من قبل وهي حركات جنسية بحتة حيث يلامس مناطق معينة ويتقرب مني أو من إحدى أخواته بشكل غير طبيعي مما أشعرني بالخوف عليه وحاولت جاهدة التعرف على الأسباب ولكن لم استطع أن أكتشف شيئا والأصعب من ذلك أن ابني بدأ يتلفظ ألفاظا سيئة لم أسمعها من قبل وفي أحد الأيام قررت العودة من المدرسة حوالي الساعة العاشرة حيث دخلت إلى البيت بحذر وهدوء وبعد فترة تبين لي أن للخادمة تأثيرا بالغا فيما وصل إليه ابني من سلوكيات مرفوضة.
 
الصدمة
وذكرت المعلمة م.ب. أيضا حادثة أخرى حدثت لابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات حيث قالت أنجبت خمسة أطفال أربعة ذكور وابنة كانت الأخيرة ولأنني موظفة اضطر إلى تركها في البيت مع الخادمة أثناء ذهابي للعمل وبعد استقدام الخادمة الجديدة بدأت ابنتي تصاب بحالة من القيء ورفض الطعام والبكاء ولم نكتشف السبب وكانت المشكلة أنني كنت أترك ابنتي تنام في غرفتها مع الخادمة وفي أحدى الليالي صحوت فجأة من النوم ووجدت باب غرفة ابني مغلقا فتعجبت وفتحت الباب فجأة فإذا بالخادمة تنام بجواره وتبدي تصرفات غريبة، صرخت وطردتها خارج المنزل لأنجو بابني من أمر كهذا.
 
تهديد وترحيل
السيدة س.غ. تقول: استقدمت أحد السائقين لمشاوير الأسرة فأنا زوجة عاملة وأبنائي في المدارس ولا أتمكن من إيصالهم وقضاء حوائجهم بمفردي ولكن بعد فترة بدأت أشعر أن هناك تغيرات في سلوك ابني وغيابه لفترة طويلة في غرفة السائق مع ملاحظة أنني كنت أشعر بأن ابني يخاف من السائق كثيرا عند ركوبنا السيارة وفي احد الأيام كنت أقف بجانب السيارة وسمعت السائق وهو في الساحة الداخلية للبيت يساوم ابني للدخول إلى غرفته فقمت بضرب السائق وطرده بل كنت سببا فاعلا في ترحيله خارج البلاد.
ووقتما جلست مع ابني أكد لي أنه ساومه مرات ولكنه رفض الاستجابة لكلماته.
 
ابني يصرخ
أما السيدة أم وائل فتقول في إحدى المرات ذهبت إلى قريبة لي لزيارتها ولكن ابني البالغ من العمر ست سنوات ذهب معي والتقى بزميله هناك بعد لحظات سمعت صرخات من صغيري يطلب مني النجدة فأسرعت لأوبخ ابن قريبتي على ما يريد فعله وأنهلت عليه بالضرب حتى والدته وقفت مصدومة من جراء ما حدث ولم تستطع حيال الأمر إلا الاعتداء ولست أدري ما قيمة الاعتذار إذا حدث هذا المحظور.
 
الاعتداء على المعاقين
أما المعلمة المتقاعدة س.أ. قالت رزقني الله بأحد أبنائي معاق مصاب بالتوحد وهو مرض لا علاج له من أنواع التخلف ويبلغ من العمر الآن 16 سنة ولكنه لا يستطيع الكلام ولا التعبير مثل غيره من الأبناء في الفترة الأخيرة بدأت ألاحظ بعض التصرفات الغريبة أثناء جلوسي معه ووضع يده على مواضيع مختلفة من جسده الأمر الذي استفزني فحاولت أن اعلمه تارة بالنصح وتارة بالنهر والتوبيخ.
لهذا أحضرت له أحد المقيمين لرعايته وهو في سنه تقريبا منذ فترة ولكني بدأت أشك في الأمر وبدأت أراقبه وفوجئت بأن من أحضرته لمساعدتي في ابني كان يساوم ابني للاعتداء عليه.
 
مشكلة مستمرة
ميرفت الشريف رئيسة وحدة الخدمات الإرشادية بإدارة التربية والتعليم للبنات بمكة تقول : إن مشكلة الاعتداء الجنسي على الأطفال من المشكلات الصعبة والمؤلمة لما لها آثار مدمرة على نفسية الطفل ومن حيث أبعادها الاجتماعية السيئة ولما فيها من انتهاك لبراءة الطفل، فالاعتداء الجنسي على الطفل هو استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق وهو يشمل تعريض الطفل لأي نشاط وسلوك جنسي ويتضمن غالبا التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المتحرش جنسيا ويعتبر الاعتداء الجنسي على الطفل مشكلة مستترة ولصعوبة تقدير عدد الأشخاص الذين تعرضوا لهذا الاعتداء في طفولتهم فالأطفال والكبار لا يصرحون عادة وقد يترددون في الإفادة عندما يتعرضون لأي اعتداء.
 
الشعور بالخزي
الأسباب كثيرة منها الشعور بالخزي من هذه التجربة القاسية ومن صلة النسب التي تربط المعتدي جنسيا بالطفل، أو الخوف من اللوم أو التوبيخ أو العقاب من قبل الأسرة على الطفل ولعل من أهمها وأصعبها إصابة الطفل بالصدمة نتيجة ما حدث خاصة إذا كان المعتدي من الأقارب وممن يحتذى به أو يعتمد عليه.
 
دور الأسرة
وأشارت الأستاذة ميرفت إلى أن هذه المشكلة في مجتمعنا السعودي من المشكلات التي قد نجد صعوبة في التطرق إليها بل ومن العيب أو المخجل طرحها ومناقشتها من قبل الأسرة علما بأننا كأي مجتمع قد نعاني من تواجدها وأضافت للأسف الشديد لكنه قد يكون للأسرة دور كبير في إثارة هذه المشكلة بإهمالها وجهلها بدورها في حماية أبنائها داخل نطاق الأسرة أو خارجه وبإمكانية حدوث الاعتداء على الطفل وذلك بعدم توخي الحذر الشديد في التعامل مع الأطفال بداية من الأبوين في تصرفاتهم من خلال المداعبة أو الممارسة الجنسية بين الزوجين أو مشاهدتهم للأفلام التي تحتوي على بعض المناظر الخليعة.
 
مرحلة الطفولة
سفير محمد الشمراني الاستشاري النفسي الإكلينيكي بمستشفى النور ومستشفى الملك عبدالعزيز بالعاصمة المقدسة يقول : يعرف في الطب أن حدود الطفولة ما بين السنة الأولى إلى سن 13 سنة أو 15 سنة على الأكثر وبعد هذه السن تبدأ مرحلة الشباب وأحب أن أوضح ذلك في البداية لنتعرف على السن التي من الممكن أن يعتدي عليه وفي هذا السن يحتاج الطفل إلى رعاية واهتمام وحماية من قبل الأسرة.
 
مؤشرات خطيرة
وحول تعامله مع حالات تم الاعتداء عليها أو التحرش بها جنسيا قال د. سفير تم التعامل مع كثير من حالات الأطفال الذين تم علاجهم نفسيا من بعض المشكلات النفسية ومن خلال الفحص والجلسات أحيانا تتضح هناك بعض المؤشرات التي تدل على تعرض إلى نوع من التحرش الجنسي أو الاعتداء وهذه المؤشرات والأعراض تشير أحيانا إلى احتمال كبير لوجود مثل هذا التحرش أو الاعتداء منها مؤشرات نفسية سلوكية ومؤشرات جسدية ومن المؤشرات النفسية مثلا تلاحظ تغييرا في الطباع بحيث يتحول مثلا الطفل من طفل هادئ إلى طفل انفعالي عدواني، انزعاج وخوف الطفل للذهاب إلى أماكن معينة أو البقاء مع أشخاص معينين وإظهار مبالغ لبعض العواطف تجاه أشخاص معينين واستخدام مفاجئ لبعض الكلمات أو الألفاظ البذيئة أو استخدام أسماء جديدة لأعضاء الجسم الخاصة قد يستمدها من الشخص المعتدى ومشاكل في النوم وقلق كوابيس يشعر بها الطفل أثناء نومه والخوف من النوم وظهور بعض التصرفات التكوينية لسنه مثل مشكلة مص الأصابع والتبول اللاإرادي الليلي والشعور بالانطواء والانعزال عن الآخرين وتغير المستوى في الحالة الدراسية وسلوكياته مع أصدقائه الطلبة بالمدرسة والمدرسين فيصاب بالانعزال والسرحان المستمر.
 
التعذيب الجسدي
وحول المؤشرات الجسدية أشار د. الشمراني إلى أن هناك العديد من المؤشرات الجسدية التي توضح تعرض الطفل للتحرش أو الاعتداء الجنسي وذلك مثلا ملاحظة ثيابه الممزقة وجود بقع دم في الملابس الداخلية أو بقع بألوان أخرى، الإحساس بالألم دائما في المناطق التناسلية مع احمرار بها وجود التهابات وأمراض تناسلية خاصة قبل سن المراهقة أو البلوغ، وجود جروح في المناطق ذاتها، بعض الحروق والكدمات في المناطة غير المألوفة بأن تصاب بها بسهولة.
 
آثار انعكاسية
أما الآثار النفسية والعاطفية التي تظهر لدى هذه النوعية من الأطفال أولها الشعور بالخزي والعار والخوف من التعامل مع أقرانه بالحي أو المدرسة وهذا يتسبب في خلق الشعور بالنقص في داخله مع عدم الثقة في نفسه والشعور الدائم بالإحباط يتسبب في انعكاسات ذلك على تصرفاته مثل بروز نشاط حركي زائد وقلق مستمر وعدوانية تجاه أسرته وإخوانه وخاصة تجاه الأم والأب لأنه يشعر بأن أسرته لم تقم بحمايته أو لأن العدوان مصدره أساسا من الأسرة. ثورات غضب مفاجئة لعدم مقدرته عن التعبير عن مشاعره وكبتها. وأكد على أن من أصعب وأخطر الآثار النفسية التي يصاب الأطفال المعتدي عليهم مستقبلا وإذا لم يتم علاجه هو أن يصبح ذا شخصية مدمرة وقد يصبح معتديا على غيره.
 
تكرار الاعتداء
وحول رفض الأسر عن التبليغ ورفض الطفل عن الإفصاح عن الاعتداء يقول د. سفير للأسف أن الكثير من الأسر ترفض التبليغ خوفا من الفضيحة كما أن هناك أطفالا لا يفصحون أصلا عما جرى لهم للأسرة وذلك للخوف واستمرار مثل هذه الحوادث في السر دون إبلاغ الأهل عنها قد يتسبب في خلق شخصية تعاني من الشذوذ الجنسي مستقبلا كما أضاف بأن المشكلة تكمن في أن الأسرة ترفض التبليغ في حالة ما يكون المعتدي من داخل الأسرة مما يسهل عملية تكرار الاعتداء.
 
الخوف من الرجال
وعن الآثار التي تعاني منها الطفلة في حالة الاعتداء عليها أشار أن الفتاة بطبيعتها رقيقة وحساسة لذا الكثير من الحالات التي يتم علاجها نفسيا وتلاحظ لديها تخوف شديد من الرجال ورهبة منهم بدون سبب واضح ورفض الزواج والإصرار على ذلك يكون الاعتداء الجنسي سببا رئيسيا وعن تأثير الاعتداء إذا كان الاعتداء الواقع في ذات الجنس كالرجل بالطفل أو المرأة بالطفلة.. يشير د. الشمراني إلى أن هناك حالات كثيرة يكون فيها الاعتداء من نفس الجنس وهذا يناقض الفطرة البشرية لذا قد نجد في بعض الحالات الرهبة في التعامل مع الجنس ذاته كأن ترفض المرأة أو الفتاة التعامل مع غيرها من النساء والشعور بالانطواء وعدم حضور الحفلات والأعراس.
وعن تأثير مثل هذه القضية على الأسرة وكيفية تعاملها مع الطفل يؤكد د. الشمراني إلى أن هناك نوعين من التعامل يتم من قبل الأسر الأول: التحفظ الخوف الشديد على الطفل ومتابعته ومراقبته الدائمة والتحقيق المستمر معه من كل ما يمر به في يومه إحاطته بعناصر حماية كالأب أو الأخ أو غيرهم عند الخروج والدخول وهذا يؤدي إلى انعكاس خطير في شخصية الطفل ويتسبب في نوع من الاضطرابات ويصبح عادة من الشخصيات الاعتمادية.
 
الإعاقة والاعتداء
كما تطرقت الأستاذة منى عبدالرزاق - ماجستير تربية خاصة بقسم التربية الخاصة بإدارة التربية والتعليم للبنات إلى نقطة هامة وهي الإساءة والاعتداء على الأطفال المعاقين حيث قالت: هناك أنواع مختلفة من الإساءة التي تمارس ضد الأطفال منها البدنية كالعقاب والضرب والتعذيب والاعتداء والانفعالية كالاهانات، القذف، النبذ والإهمال وعادة ما تصدر الإساءة من البيئات الثلاث التي تحيط بالطفل والتي تشمل البيت، المدرسة، المجتمع. وأشارت إلى أن شخصية الطفل المعاق لا تختلف عن شخصية الطفل السليم لذا يقال دائما على الأطفال سواء كانوا معاقين أو سليمين بأنه لا يوجد طفل مشكل بل يوجد أسرة مشكلة أي أنه لا يوجد طفل.. يسيء إلى أحد بقدر ما يساء إليه.
متابعة الأسرة
وواصلت أ. منى قائلة: وظهور بعض الحركات السلوكية من الطفل المعاق مؤشر خطير مثل الملامسة لأنه عادة ما تكون حركاته لا يوجد بها تغيير أو اختلاف وظهور مثل هذه الحركات والسلوكيات التي لم يعتد عليها تعتبر مؤشرا خطيرا يجب متابعته من قبل الأسرة والمحيطين به لذا يجب على الأم أولا: تحديد نوعية السلوك الذي تشاهده وتراقبه لتحديد نوع المشكلة التي يعاني منها الطفل المعاق فإذا اكتشف بأن الطفل بالفعل تم الاعتداء أو التحرش به عليها التبليغ وتحويل الطفل إلى أخصائي نفسي ومتابعة العلاج معه بعد العمل على تنظيم برنامج لتعديل سلوك الطفل ومتابعة عملية التعديل ونتائجها مع الأخصائي الاجتماعي للمتخلفين عقليا المساء معاملتهم وعلاقته بالتوافق الاجتماعي على أن الأطفال المعاقين عقليا في بعض الدول يعانون من الاعتداء.
المعاق فريسة
وحول الأسباب التي تجعل الطفل المعاق فريسة سهلة لمرتكبي الاعتداء أشارت الأستاذة منى عبدالرزاق إلى أن هناك عدة أسباب أهمها وجود الإعاقة نفسها، نقص القدرة على الإدراك، العجز العصبي بأي قصور في أعضائه وأطرافه من الدفاع عن نفسه، حالات اضطراب النمو وقدرة الطفل الجسدية وسهولة إثارته الجنسية بسهولة وهي غريزة موجودة لديه ولكنه لا يتحكم بها ولا يعرف عنها شيئا، عدم قدرتهم على تفسير حقيقة ما يحدث لهم، عدم قدرتهم على تقدير الأمور المناسبة وغير المناسبة وغيرها. وأهم جانب هو اعتماد المعاقين على الآخرين للمساعدة والرعاية في أدق تفاصيل حياتهم خاصة في الذهاب بهم إلى دورات المياه والاستحمام أو غيرها.. وهذا الاعتماد يولد الثقة لدى المعاق بمن يقوم برعايته وتترجم هذه الثقة إلى خضوع واستجابة عند الطفل المعاق.
 
في كل مجتمع
العقيد محمد عبدالله المنشاوي مدير قسم الإحصاء والدراسات الجنائية بالعاصمة المقدسة يقول: الجريمة ظاهرة اجتماعية تتواجد في أي مجتمع، وتتشابه جميع المجتمعات من ناحية نسيجها للجرائم بصفة عامة، وإن كان وجه الاختلاف يكون في نسبة ارتكاب الجرائم ونوعها تبعا لطبيعة كل مجتمع. ولو نظرنا لجريمة الاعتداء الجنسي على الأطفال في المجتمعات الغربية لوجدناها ظاهرة متفشية تقلق الجهات الأمنية ومواطني تلك الدول على حد سواء ومن المؤسف أنه لا يوجد عدد كاف من الإحصائيات المتعلقة بهذه القضية في الوطن العربي. ولذلك اكتفي بالإشارة إلى بعض الإحصائيات من الولايات المتحدة وكندا والتي نشرها أحد المواقع المتخصصة في شبكة الإنترنت. تتعرض فتاة واحدة من كل 4 فتيات على الأقل وولد واحد من كل 10 أولاد للاعتداء الجنسي في فترة ما من حياتهم قبل سنة الـ 18. 10% من هؤلاء الأطفال يكونون في سن ما قبل المدرسة. 85-90% من الحالات يكون فيها المعتدي قريبا للطفل. 35% من هذه الحالات يكون المعتدي فيها أحد أفراد العائلة. 10% فقط من الحالات تضمنت عنفا جسديا. 50% من جميع الاعتداءات وقعت إما في منزل الطفل أو المعتدي. إن متوسط المعتدين تعاملوا مع أكثر من 70 طفلا أثناء فترة اعتدائهم. ثم الإبلاغ عن أكثر من 2.9 مليون حالة اعتداء على الأطفال خلال العام الماضي في الولايات المتحدة. تتضمن حوالي 1 من كل 3 حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال وهو دون السادسة من عمرهم. إن ظاهرة الإهمال والاعتداء على الأطفال باتت تمثل حالة طوارئ وطنية في أي بلد، ولم تعد حماية الأطفال من الأذى مجرد واجب أخلاقي وإنما مسألة بقاء وطنية. يعيش عدد كبير من الأطفال تجربة الاعتداء بشكل يومي حتى أصبحت هي المظهر الغالب في حياتهم.
 
كلمة الأمن
العميد الدكتور محمد البنيان مدير الشؤون المالية والإدارية بشرطة العاصمة المقدسة يقول: للأسف أن هناك حالات من الاعتداء الجنسي على الأطفال ولكننا لا نستطيع أن نقول أنها ظاهرة فالأعداد لم تصل في الانتشار إلى أن تصل في عداد الظاهرة وهذه الحالات تختلف مسبباتها وطرق الاعتداء الجنسي فيها وأحيانا لا تكون اعتداء كاملا بل قد يكون من تحرشا جنسيا. وأضاف بأن الخطر الذي قد يواجه الأطفال ليس فقط في الغرباء بل أحيانا قد يكون الخطر من داخل الأسرة والأقارب مثل الأخوان أو الأعمام أو الأخوة وهذا أكبر مصيبة لأنه يأتي الخطر ممن لا تتوقع منه أن يكون مصدر الخطر بالإضافة إلى الاعتداءات التي تحدث من السائقين والخادمات والبائعين أحيانا بالبقالات أو عمال النظافة بالشوارع أو غيرهم. وحول الأسباب التي تدفع بالجاني أو المعتدي لاعتدائه على الطفل أضاف د. محمد البنيان. الأسباب كثيرة ومتعددة أولها ضعف الوازع الديني وعدم وجود رادع داخلي لدى الشخص من القيام بمثل هذه الأفعال المشينة التي لا يقرها الدين ولا يقبلها العقل وعدم وجود رقابة من قبل الأسرة على الطفل أو على المعتدي خاصة حينما يكون المعتدي من الأقرباء لأن الطفل يكون قريبا منه ولا تشعر الأسرة بهذا الخطر أو تشك به. ترك الأطفال مثلا مع السائقين والخادمات أو بائعي البقالات فترات طويلة دون اهتمام من الأسرة ومتابعة فتجد الأسرة تترك الطفل مع السائق يتردد من مكان لآخر لساعات طويلة دون السؤال عن الأماكن التي ذهبوا إليها أو في ماذا قضوا هذا الوقت وهذا خطر جدا وكذلك ترك الأطفال يذهبون إلى البقالات أو اللعب في الشوارع لفترات طويلة وغيابهم عن المنزل دون متابعة قد يعرضهم إلى حالات من هذا النوع.
 
الأحكام تختلف
المستشار عبدالسلام الأخرس يقول أولا أحب أن أوضح بأن الطفل القاصر عادة ما يصل إلى سن 15 سنة وهناك دول تعتبره إلى سن 18 سنة ولابد أن نعلم بأن هذه المرحلة هي مرحلة الطفولة لدى الإنسان والذي من الممكن أن يعتدي عليه خلالها. وعن رأي القضاء في قضية الاعتداء الجنسي على الأطفال أشار إلى أن العقوبات ليست مقننة بنصوص لأن هناك نصوص تعزيرية وأخرى حدودية فالحدود معروفة وواضحة ولها ضوابط والأصل فيها وقوع الضرر على المعتدى عليه وثبوت الحد بأدلة يقينية وبينات واضحة وساطعة لا لبس فيها. أما الأحكام التعزيرية فإنها تترك إلى القاضي أو ولي الأمر لإصدار حكمه فيها تبعا لملابسات القضية ولا ننسى هنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ادراوا الحدود بالشبهات ) وقوله ( ادراوا الحدود بالشبهات ما استطعتم إن الإمام ليخطئ بالعفو خيرا من أن يخطئ في العقوبة ). وجميع المحاكم في الأول أخذت من ذلك نبراسا وهو أن العدالة لا يضيرها براءة مذنب بقدر ما يؤذيها إدانة بريء والافتئات على حريات الناس فحريات الناس مصونة بنصوص ثابتة، لذا فالأصل في العقوبة أن تكون هناك دلائل وبراهين ثابتة وبينات ساطعة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار لا غموض ولا لبس فيها على ارتكاب الجرم. أما إذا كان هناك شك فهذا دائما يفسر لصالح المتهم خاصة وأن الشرع دائما يتشوق إلى البراءة.

صحيفة : المدينة التاريخ : 10/5/1426هـ 17/6/2005م

 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6357793 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة