|
83% من المصريات يتعرضن للتحرش الجنسي |
القراء :
8143 |
القاهرة - القدس
أوصت دراسة مصرية حديثة بنشر الوعي بمفهوم التحرش الجنسي، بعد ان تبين ان البعض يعتقد أنه يتمثل في الاغتصاب أو هتك العرض، ولا يدركون أنه مفهوم واسع يشتمل علي العديد من السلوكيات التي تبدأ من مجرد التصفير والمعاكسات الكلامية مروراً بالمضايقات الجنسية بمختلف أنواعها اللفظية أو الجسدية، وصولا إلي هتك العرض.
وخلصت نتائج الدراسة، التي أعدها المركز المصري لحقوق المرأة، إلي ان 83% من جمهور البحث من المصريات تعرضن للتحرش الجنسي بدءاً من التصفير والمعاكسات الكلامية (67.9%)، مروراً بالنظرة السيئة الفاحصة لأجسادهن (46.6%)، ثم اللمس غير اللائق لأجسادهن (40.0%)، والتلفظ بألفاظ ذات معني جنسي (30.2%)، والملاحقة والتتبع (22.8%)، المعاكسات التليفونية وصولاً إلي كشف المتحرش لبعض أعضاء جسده 10.9%.
وأشارت الدراسة، التي اجرتها الباحثة رشا محمد حسن، وراجعتها الدكتورة علياء شكري استاذة علم الاجتماع، الي ان قضية التحرش الجنسي أصبحت جزءاً من خطاب الحياة اليومية بين النساء في المجتمع المصري، "وقديماً كانت المرأة تخشي أن تتحدث وتصرح بتعرضها لأي شكل من أشكال التحرش، فقد كن يعتبرنه في إطار "العيب". ولكن مع تفاقم المشكلة وزيادتها وتعدد صورها وجدن أن السبيل أمامهن هو التحدث عنها ومحاولة البحث عن حلول لها إذ أصبحت مشكلة حقيقية تعاني منها النساء في المجتمع المصري بصفة عامة وبشكل يومي سواء في الأماكن العامة كالأسواق والمواصلات العامة والشوارع أو الأماكن الخاصة مثل المؤسسات التعليمية و أماكن العمل والنوادي الرياضية ...الخ.
وتضمنت عينة الدراسة ، التي اشرفت عليها نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، 2020 مصريا قسمت بالتساوي بين الذكور والإناث. وشملت ثلاث محافظات هي القاهرة والجيزة والقليوبية.
التحرش والمتحرش
أوضحت نتائج الدراسة أن ثمة أتفاقاً بين عينات الدراسة علي سبعة أشكال من التحرش تتمثل في (لمس جسد الأنثي، التصفير والمعاكسات الكلامية، النظرة الفاحصة لجسد الأنثي، التلفظ بألفاظ ذات معني جنسي، الملاحقة والتتبع، المعاكسات التليفونية).
وميزت الدراسة، التي حصلت "الراية الأسبوعية" علي نسخة منها، بين 3 أنواع للمتحرش، تتمثل في:
اولا، المتحرش السلطوي: وهو المتحرش الذي يملك السلطة بهدف الضغط علي ضحيته لامتثال أوامره، وينطبق هذا النوع علي الرئيس والمرؤوس سواء كان ذلك في محيط العمل أو التعليم أو قد يكون أيضاً من قبل رجال الشرطة علي المواطنين أو المتهمين... الخ.
ثانيا، المتحرش الذكوري: وهو المتحرش الذي يستخدم بعض القيم الذكورية والتي تدعمها ثقافة بعض المجتمعات حيث سيادة الجنس الذكوري، فهو يحاول أن يمارس التحرش فقط لإثبات هيمنته وذكوريته علي الجنس الأضعف.
ثالثا، المتحرش لأهداف جنسية: وهو المتحرش الذي يسعي إلي تحقيق أهدافه الجنسية دون أي تمييز فهو لا يحدد ضحاياه ولكنه يري أن أي أنثي يمكنه من خلالها ممارسة ما يريد من أمور جنسية، دون أي اعتبارات في أي زمان أو أي مكان، فهو يرغب فقط في إشباع لذته، ويفضل هذا النوع من المتحرشين اختيار ضحاياهم ممن هم غرباء عنهم ولذلك فهم يفضلون ممارسة التحرش في الأماكن العامة مثل الشارع والمواصلات العامة أو الأسواق.. الخ.
الفئة العمرية
توصلت النتائج إلي أن 48.4% من المصريات قلن إن كل النساء بمختلف أعمارهن تتعرضن للتحرش الجنسي، في حين وجد أن 62.2% من الذكور أشاروا الي أن النساء في الفئات العمرية 19- 25 عاماً هن الأكثر عرضة، ونجد أن هذا التباين في آراء النساء والذكور حول أكثر الفئات العمرية عرضة للتحرش قد يرجع إلي خبرات وتجارب كل منهما. فالنساء تري أن كل امرأة باختلاف عمرها من الممكن أن تكون عرضة للتحرش وان ذلك لا يقتصر علي الفتيات الشابات وذلك علي عكس ما يري الرجال.
ملابس الضحية
أما من حيث المظهر العام للضحية فأكدت الغالبية العظمي من النساء والرجال 62.5%، 65.3% علي التوالي أن الشكل رقم (2) هو أكثر أشكال النساء تعرضاً للتحرش، لأن الفتاة المحجبة والمحتشمة هي الفتاة التي تسلم من أي ضرر في حين أن الفتاة المتحررة "المتبرجة" هي الأكثر عرضة لمثل هذه السلوكيات.
وبالنسبة إلي المظهر العام للنساء اللاتي تعرضن بالفعل للتحرش كشفت نتائج الدراسة عن أن الشكل رقم 1 بنسبة 31.9% حيث ترتدي المبحوثة بلوزة قصيرة وجونيلة وحجاباً هو الأكثر تعرضاً للتحرش، يليه الشكل رقم 3 بنسبة 21.0% حيث ترتدي المبحوثة بلوزة طويلة "تونيك" وبنطلوناً وحجاباً، ثم الشكل رقم 6 بنسبة 20.0% حيث ترتدي المبحوثة عباءة وحجاباً.
وتقول الدراسة: "وبذلك نجد أن النتائج أكدت أن ما يعرف بأن ظاهرة التحرش الجنسي مرتبطة بما ترتديه النساء من ملابس غير محتشمة أو متبرجة (علي حد قول البعض) هو اعتقاد خاطئ. وعند الرجوع إلي النتيجة السابقة والخاصة بأهم سمات ضحية التحرش الجنسي من حيث المظهر العام والمقارنة بينها وبين هذه النتيجة نلاحظ أن هناك تناقضاً بين القول والفعل فقد أشارت آراء جمهور البحث عن أن الشكل (2، 4) هن الأكثر عرضة للتحرش الجنسي في حين جاء الواقع مختلفاً إلي حد ما عن أقوالهم حيث كشفت نتائج الدراسة عن ان أكثر فئات جمهور البحث ممن تعرضن بالفعل إلي التحرش الجنسي كانت الشكل (1)، والشكل (3) والشكل (4)، والشكل (5)، وتوضح لنا هذه النتيجة مدي تدعيم ثقافة المجتمع لفكرة ان المظهر العام للأنثي يعد عاملا أساسياً يؤدي إلي زيادة نسبة تعرضها للتحرش في حين كشفت نتائج الدراسة عن خطأ هذا الاعتقاد. مما يؤكد أن الآراء النظرية تأتي متأثرة بالصورة النمطية والثقافية الذكورية التي تدين النساء حتي إذا كن ضحايا وأن الواقع العملي جاء عكس ذلك.
واتفقت 90% من النساء مع 59% من الرجال علي أن المتحرش لا يفرق بين ضحاياه من حيث المستوي الاقتصادي.
الحالة الاجتماعية
ومن حيث الوضع الاجتماعي للضحية قالت 61.6% من النساء من عينة البحث أن الأنثي سواء كانت آنسة أو متزوجة أو مطلقة أو حتي أرملة فإنها تتعرض للتحرش. بينما نجد أن 42.3% من الرجال اختلفوا مع هذا الرأي، حيث تري الأغلبية منهم أن الأنثي التي لم يسبق لها الزواج (الآنسة) هي الأكثر عرضة للتحرش وهو ما يتفق مع آراء الذكور حول أكثر الفئات العمرية عرضة للتحرش والتي تم تحديدها في الفئة 19- 24 عاماً.
وأخيراً أجمعت عينة الدراسة علي ان هناك فئات أخري عرضة للتحرش ولكن بنسب متفاوتة وهي الطالبات ثم المرأة العاملة والسائحات وربات البيوت (فهم يرون أنها تتعرض للتحرش عند خروجها لشراء احتياجاتها المنزلية) وأخيراً المعاقات ذهنياً.
مظاهر التحرش
وحول تكرارات تعرض النساء للتحرش سواء بصفة منتظمة يومية أو أسبوعية أو شهرية أو كانت بصفة غير منتظمة ولكن أكثر من مرة، أكدت عينة الدراسة ان 46.1% من النساء يتعرضن للتحرش بصفة يومية، في حين أشارت 33.9% منهن إلي أنهن تعرضن للتحرش أكثر من مرة ولكن ليس بصفة دائمة. كما أكدت 10.9% منهن علي أنهن يتعرضن للتحرش بصفة أسبوعية، 3.9% يتعرضن للتحرش بصفة شهرية.
وحول أكثر الأماكن التي تعرضت لها النساء لسلوكيات التحرش الجنسي أكدت نتائج الدراسة علي أن 91.5% من النساء تعرضن للتحرش الجنسي في الشارع. كما أشارت 57.6% من النساء الي أنهن تعرضن للتحرش في المواصلات العامة، يليها الأسواق والمولات 21.5%، ثم المؤسسة التعليمية سواء المدرسة أو الجامعة 18.4%. كما أشارت 10.7% من النساء الي أنهن تعرضن للتحرش علي الشواطئ. وقالت 7.4% منهن أنهن تعرضن للتحرش في المطاعم والمقاهي والنوادي الرياضية. وقالت 5.7% انهن يتعرضن للتحرش في أماكن العمل. كما أكدت 2.9% من النساء علي أنهن يتعرضن للتحرش في الأماكن السياحية.
وحول أكثر الأوقات التي تعرضت فيها النساء للتحرش قالت 60.5% من النساء أنهن يتعرضن للتحرش في كل الأوقات سواء كان ذلك صباحا أم مساءً أم بعد منتصف الليل. كما اتضح أن 19.2% منهن يتعرضن للتحرش أثناء وقت الظهيرة. كما أكدت نتائج الدراسة أيضاً علي أن 15.0% تعرضن للتحرش في وقت المساء، مقابل 11.5% تعرضن للتحرش صباحاً، و2.8% تعرضن للتحرش بعد منتصف الليل.
خلصت نتائج الدراسة إلي أن للتحرش الجنسي تداعياته النفسية الخطيرة علي ضحية المتحرشوالتي تمثلت في الشعور بالغضب الشديد والخوف والألم ثم الإحراج والخجل والاضطراب (حالات الصداع وصعوبة النوم وأحلام سيئة)، والارتباك وعدم القدرة علي التصرف، وأخيراً الاكتئاب.
كما أكدت النتائج علي الآثار الاقتصادية والاجتماعية للتحرش، فقد أشارت 42% من النساء أن التحرش أثر في طريقه تعاملها مع الآخرين. وقالت 9.5% من المصريات انه أثر علي استذكارهن لدروسهن. وقالت 7.3% منهن انه أثر علي إنتاجيتهن في العمل.
الصمت والسلبية
أوضحت نتائج الدراسة أن الغالبية العظمي من النساء لم يفعلن شيئاً إزاء تعرضهن للتحرش مما يعد من أكثر المعوقات صعوبة أمام جهود الحد من ممارسة التحرش وهو ما يصطلح عليه " بالسكوت أو التعتيم علي التحرش". وقد أرجعن السبب في ذلك إلي أن الأمر غير هام حيث لا يدركن بعد مدي خطورة التحرش علي حياتهن. كما أكدن أيضاً علي أنهن يخشين من تأثير ذلك علي سمعتهن، أو خوفاً من ردود أفعال الناس حولهن خوفاً أن يلمن علي قولهن أنهن تعرضن للتحرش.
وعن ابلاغ الشرطة عن حوادث التحرش خلصت النتائج الي أن نسبة ضئيلة جداً بلغت 2.4% من المصريات طلبن بالفعل مساعدة رجال الشرطة. وكانت النتيجة أن بعضهم قام بالفعل بإبعاد المتحرش أو إمساكه وتحرير محضر ضده في حين نجد أن بعضهم قام بالسخرية من هؤلاء النسوة أو التحرش بهن أيضاً. ومن ناحية أخري نجد أن الغالبية العظمي التي بلغت 96.7% من المصريات لم يطلبن مساعدة رجال الشرطة حيث يعود السبب في رفض النساء للتبليغ عن حوادث التحرش إلي عدم قناعتهن بأن الأمر هام أو أنه سيمنع تعرضهن للتحرش. كما أكد بعضهن أنهن خشين من تأثير الأمر علي سمعتهن، فهن يرين أن ذلك فيه خرقاً للأعراف والتقاليد، في حين أكدت أخريات علي عدم وجود قانون فعال يجرم التحرش الجنسي، وعدم وجود شهود.
وأكدت الدراسة "أن صمت النساء يعد بمثابة معوق كبير أمام التبليغ عن حوادث التحرش الجنسي، حيث انه يعطي الثقة للمتحرش في أن يستمر في ارتكاب جرائمه". ودعت الدراسة الي رفع حاجز الصمت وضرورة الحديث عن عواقب هذه الظاهرة الوخيمة وآثارها السلبية علي المرأة.
الرجال والتحرش
اعترف 62.4% من جمهور البحث من الذكور علي قيامهم بشكل أو أكثر من أشكال التحرش التي تم طرحها عليهم. وكانت من أكثر أشكال التحرش بنسبة 49.8% كانت النظرة الفاحصة لجسد المرأة، تليها التصفير والمعاكسات الكلامية بنسبة 27.7% ثم التلفظ بألفاظ ذات معني جنسي 15.9%، والمعاكسات التليفونية 15.4%. كما أكد 13.4% من أفراد العينة أنهم قاموا بلمس لجسد النساء دون رغبتهن. وقال 12.2% أنهم قاموا بملاحقة وتتبع الأنثي، 4.3% قاموا بكشف أحد أعضائهم أو التلميح بها.
أكدت النتائج علي أن أكثر الأماكن التي قاموا فيها بالتحرش كانت الشارع بنسبة 69% يليها المواصلات العامة 49.1%، يليها الأماكن العامة مثل الحدائق العامة والكافي شوب بنسبة 42.4%، والأماكن التعليمية مثل المدرسة أو الجامعة بنسبة 29.0%، والشواطئ بنسبة 19.8% ، وأماكن العمل بنسبة 6.2%.
أما عن إحساسهم أو العائد الذي يعود عليهم إزاء قيامهم بهذا السلوك، أوضحت النتائج أن 41.8% يرون أن قيامهم بذلك يعمل علي إشباعهم لرغبة جنسية مكبوتة، ولعل ذلك ما يؤكد ما سبق ذكره حول تصنيفات المتحرش وهو المتحرش الهائج والذي يريد إشباع رغبة جنسية لديه في أي زمان أو مكان كان ومع أي أنثي تراها عينه دون تمييز.
كما رأي البعض الآخر بنسبة 23.1% أنهم يرون في ذلك اعترافاً بذكورتهم وإحساسهم بالثقة بالنفس كذلك أشار البعض الآخر بنسبة 19.3% الي أنه ليس هناك أي أحساس يعود عليه لأنه تعود علي هذا السلوك منذ الصغر.
أشارت النتائج الي أن الغالبية العظمي من المتحرشين بنسبة 53.8% يلقون اللوم علي الأنثي كتفسير لأسباب قيامهم بهذا السلوك فهم يرون أنها لاترتدي ملابس لائقة (متبرجة). كما أرجع بعضهم بنسبة 42.4% السبب إلي أن المرأة كانت جميلة. فقد قال أحد المبحوثين (عندما اشاهد فتاة جميله أحاول ان أعاكسها بالكلام لأري ما اذا كان بالامكان تطوير الامر لاحقا الي ما هو ابعد من ذلك). في حين أكد البعض الآخر بنسبة 31.8% أن المرأة هي التي أظهرت إعجاباً به. وأرجع آخرون بنسبة 30.9% السبب إلي أن الأنثي تريد أن تتعرض لذلك "الستات بتحب تتعاكس" في حين أشار 27.7% أنه قام بذلك فقط لإشباع رغبة جنسية لديه، أو اشباعاً لوقت فراغه أو تدعيماً لثقته لنفسه.
مجتمع وقناعات
أوضحت النتائج أن هناك عدداً من الآراء والاتجاهات التي يتبناها جمهور البحث والتي تعبر عن فكرة لوم الضحية التي تتعرض للتحرش الجنسي. فبالنسبة لجمهور البحث من النساء المصريات والذكور نجد أن الغالبية العظمي منهم يوافقون علي الرأي القائل بأن "الفتيات اللاتي ترتدين ملابس ضيقة تستحق ان تتعرض للتحرش". كذلك وافق الغالبية العظمي منهم علي الرأي القائل بأن "الشاب اللي بيعاكس معذور من كثر ما بيشوف من البنات". في حين رفض الغالبية العظمي منهم الرأي بأن "من حق الشاب ان يتحرش بالبنات لانه غير قادر علي الزواج لأسباب اقتصادية". وحول الرأي القائل بأنه "ينبغي علي الفتيات ان يبقين في المنازل" فقد رفضه معظم جمهور البحث من الذكور والاناث ولكن بنسب متفاوته زادت فيها نسب الاناث عن الذكور.
في حين وافق الغالبية العظمي من الذكور علي الرأي القائل بأنه "ينبغي علي الفتاة الا تغادر منزلها بعد الساعة الثامنة مساء"، علي الرغم من ان التحرش يحدث نهاراً في اغلبه.
الأسباب
وحول أسباب تزايد هذه الظاهرة فقد جاء في المقدمة سوء الحالة الاقتصادية وانتشار معدلات البطالة بين الشباب، يليها قلة الوعي الديني، في حين ألقي جمهور البحث من الذكور والمصريات اللوم علي المظهر العام لبعض النساء وسلوكهن في الطريق العام. كما أرجع البعض السبب إلي ما تبثه وسائل الإعلام من بعض المواد الإباحية، وسوء التنشئة الأسرية للمتحرش. وأضاف البعض إلي أن ذلك يرجع أيضاً إلي سكوت الضحية وعدم اتخاذها أي رد فعل مما يؤدي إلي تمادي المتحرش في القيام بسلوكه.
الحلول
أما بالنسبة إلي أهم المقترحات والحلول التي قدمها جمهور البحث للحد من هذه الظاهرة، فقد أشار الغالبية العظمي من جمهور البحث إلي ضرورة تحسين الحالة الاقتصادية وخلق فرص عمل للشباب. كما رأي البعض أن الحل يكمن في ضرورة رفع الوعي الديني بين المواطنين. وطالب البعض بتطبيق القوانين الخاصة بالتحرش إن وجدت أو إصدار تشريع خاص بجرائم التحرش الجنسي. كما أكد البعض علي ضرورة خلق نظام أمني فعال وفرض الرقابة علي الإعلام وأخيراً ضرورة أن تلتزم النساء بزي مناسب لا يثير غرائز الرجال.
التوصيات
أوصت الدراسة بالعمل علي تكثيف الدراسات والأبحاث الاجتماعية والنفسية والقانونية والاقتصادية وذلك بهدف التعمق في المشكلة بكل جوانبها وتفسيرها من زوايا مختلفة. حيث تركز الأبحاث الاجتماعية علي مدي خطورة الظاهرة وتهديدها لتقدم المجتمع وتطوره، كما تركز الدراسات النفسية علي خطورة التداعيات النفسية للظاهرة علي الضحية وكذلك تركز علي قياس اهم الأسباب النفسية التي تجعل المتحرش يرتكب مثل هذه الجرائم، أما الدراسات القانونية فلابد أن تركز علي عمل دراسات قانونية مقارنة بين جميع قوانين التحرش الجنسي في مختلف بلدان العالم ومن ثم الخروج بقانون يناسب ثقافة المجتمع المصري واحتياجاته.
كما اوصت بتنظيم دورات تدريبية لرجال الشرطة في كيفية التعامل مع قضايا التحرش الجنسي. كما دعت الي تكثيف الوجود الأمني وسرعة تحرير المخالفات ومساندة الضحية، فهذه الإجراءات من شأنها أن تخفف من حدة عمليات التحرش الجنسي، ويقتضي الأمر تبني إطار عام لفهم هذه الجرائم يؤكد علي أن المرأة هي الضحية بالأساس وأن فعل التحرش ضدها هو فعل جنائي يمارس ضدها ولا ذنب لها فيه لأنه في سياق التواطؤ المجتمعي للعنف ضد المرأة يتم تحميل المرأة الجانب الأكبر من هذه الجريمة.
وطالبت الدراسة بإنشاء نمط من مكاتب لتلقي شكاوي التحرش الجنسي تكون وظيفتها تلقي البلاغات والشكاوي من النساء اللاتي يتعرضن لهذا النوع من أنواع العنف.
وطالبت الدراسة باستحداث قانون لتحديد مفهوم الفعل وتجريمه وقواعد الإثبات فضلا علي إعطاء صلاحية الضبط القضائي لضابط الأمن في الشارع وتحرير المحضر بدل القسم وذلك علي نماذج معدة مسبقا أسوة بالمرور, كما يخصص لها سجل في القسم يكتب فيه من يرتكبها وإذا كررها يكون لها عقوبة |
أطبع
التحقيق |
أرسل التحقيق لصديق
|
|