|
رسالة ماجستير لباحثة قطرية تكشف مخاطر الإساءة للأبناء |
القراء :
5565 |
رسالة ماجستير لباحثة قطرية تكشف مخاطر الإساءة للأبناء نالت عنها درجة الامتياز في الصحة النفسية من جامعة عين شمس " أمل المسلماني: العنف والانطواء والقلق أهم الآثار النفسية " لجنة المناقشة: رسالة أمل إضافة علمية مهمة لحماية الطفل
القاهرة - الراية - هالة شيحة : حصلت الباحثة القطرية أمل عبد الرحمن المسلماني علي درجة الماجستير بامتياز في الصحة النفسية في كلية التربية بجامعة عين شمس عن دراستها بعنوان فاعلية برنامج إرشادي لتعديل سلوكيات الإساءة الوالدية نحو الأبناء وأثره في تحسين تقدير الذات لديهم . وذلك في احتفالية ثقافية شهدها الدكتور سلطان المنصوري ملحقنا الثقافي بالقاهرة وأعضاء السفارة. وأوصت لجنة المناقشة و الحكم بطبع الرسالة و تبادلها بين الجامعات والمراكز البحثية العربية. وأشادت اللجنة التي ضمت كلا من د. طلعت منصور غبريال استاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس (مشرفاً ورئيساً) ود. عبد المطلب امين القريطي أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية -جامعة حلوان (مناقشاً)، ود. حسام الدين عزب استاذ الصحة النفسية بتربية عين شمس مناقشاً، ود.حسام إسماعيل هيبة أستاذ الصحة النفسية بتربية عين شمس (مناقشا) بالرسالة و اعتبرتها إضافة ثرية في مجال الطفولة و حمايتها في المراحل العمرية المبكرة من السلوكيات التي قد تنعكس علي قدراتهم الذاتية مستقبلاً وتظهر بشكل سلبي في تعاملاتهم وشخصيتهم في المراحل اللاحقة. وفي استعراضها للرسالة أوضحت الباحثة أن سوء معاملة الأطفال وإهمالهم ظاهرة لها ماضٍ طويل فهي ظاهرة قديمة العهد. ولكنها صارت تلقي اهتماماً متزايداً في ظل تنامي الاهتمام بحقوق الطفل وإقرار هذه الحقوق في وثائق دولية وتشريعات قانونية موضحة ان لكل مرحلة تاريخية، ولكل ثقافة مفهومها عن الأطفال وكيفية معاملتهم، ومن معالم ذلك: الاهتمام المتزايد، ونظراً لخطورة ظاهرة سوء معاملة الأطفال وتلبية لحاجات واستراتيجيات الوقاية والعلاج لهذه الظاهرة من حيث عواملها وتطورها وآثارها علي الصحة النفسية للفرد وفعاليته الشخصية، نجد - علي سبيل المثال- أن الرابطة الأمريكية لعلم النفس (APA) خصصت في مؤتمرها السنوي الذي عقد في مدينة شيكاغو في (أغسطس، 2001) ثلاثين جلسة عن ظاهرة سوء معاملة الأطفال ، تتراوح ما بين جلسات بحوث و حلقات نقاشية و ورش عمل و تدريب التعليم المستمر للاختصاصيينوالعاملين في هذا المجال والمهتمين به. الإساءة للطفل وتقول الباحثة ان للإساءة تأثيراً بالغاً سواء علي المدي القريب أو البعيد من حياة الطفل، فالطفل الذي يتعرض للإساءة في طفولته قد يصبح عنيفاً، ومشاغباً، قلقاً، أو منطوياً، مكتئباً، وخائفاً، حيث بيّنت دراسات عديدة وجود ارتباطات دالة بين التعرض للإساءة الجسمية والإساءة الانفعالية في الطفولة، وبين ظهور بعض المشكلات النفسية كالاكتئاب والقلق وإيذاء الذات والعنف واضطرابات الهلع وتعد مشكلة إساءة معاملة الأطفال مشكلة عالمية لا تقتصر علي مجتمع واحد، وإنما تعاني منها جميع المجتمعات، وتدل الإحصائيات علي أن عدد الأطفال الذين يتعرضون لإساءة المعاملة قد تضاعف خلال عشر السنوات الأخيرة حوالي (20) مرة، و دلت البيانات التي تم جمعها من مراكز خدمة الأطفال المساءة معاملتهم أن 60% من هؤلاء الأطفال المساءة معاملتهم يكون الوالدان هما مصدر الإساءة للطفل. مشكلات جسمية وتشكل الإساءة إلي الطفل مصدراً أساسياً للعديد من المشكلات الجسمية والمعرفية والانفعالية، وعلي الرغم من ذلك فلا توجد إحصائيات دقيقة في مجتمعنا العربي علي الرغم مما نشهده من مظاهر متعددة للإساءة إلي الأطفال، بينما تشير الإحصائيات الغربية إلي أن هناك حوالي ثلاثة ملايين طفل يساء إليهم تم إحصاؤهم عام 1994 بواسطة المجلس الوطني الأمريكي لمنع الإساءة للأطفال. وفي ضوء ذلك تسعي الدراسة إلي الإجابة عن تساؤلات عديدة : هل توجد فروق دالة إحصائياً بين أفراد المجموعة الضابطة وأفراد المجموعة التجريبية من الأمهات بعد تطبيق البرنامج الارشادي وذلك في متغير إساءة المعاملة الوالدية؟ وهل توجد فروق دالة إحصائياً بين أفراد المجموعة التجريبية من الأمهات قبل تطبيق البرنامج والمجموعة نفسها بعد تطبيق البرنامج؟. وهل استمر تحسن مجموعة الأمهات بالمجموعة التجريبية خلال فترة المتابعة؟، هل ثمة فروق دالة إحصائياً بين المجموعة الضابطة من الأطفال والمجموعة التجريبية من الأطفال بعد تطبيق البرنامج علي مقياس تقدير الذات؟ وما مدي الفروق الدالة إحصائياً بين المجموعة التجريبية من الأطفال قبل تطبيق البرنامج وبعد التطبيق؟ وهل استمر تحسن مجموعة الأطفال (التجريبية) خلال فترة المتابعة؟ العينة البحثية وأشارت الباحثة الي ان عينة البحث تكونت من 20 أما مسيئة لأطفالهن، وتم تقسيمهن إلي مجموعتين: مجموعة تجريبية تتكون من (10) من الأمهات وأطفالهن، ومجموعة ضابطة تتكون من (10) من الأمهات وأطفالهن كما تم الاعتماد علي خمس أدوات هي: مقياس الإساءة الوالدية للأبناء ومقياس تقدير الذات للأطفال واستبيان كوبر سميث المدرسي الخاص بتقدير ذات الطفل ومقياس المستوي الاقتصادي الاجتماعي، والبرنامج الإرشادي للوالدين وقوامه الإرشاد المعرفي السلوكي. وقد اعتمد تطبيق البرنامج الإرشادي علي عدة فنيات، وتشمل: التعزيز. وأسلوب المحاضرة وأسلوب المناقشة الجماعية والنمذجة وضبط الذات وتوكيد الذات والواجبات المنزلية وطريقة حل المشكلات وكانت مدة البرنامج حوالي 15 جلسة علي مدي شهرين ونصف. وبينت النتائج أن برنامج العلاج المعرفي السلوكي ساهم في الحد من إساءة معاملة الأطفال لدي الأمهات من عينة البحث، وساهم في وجود قدر من التفاعل الإيجابي بين الأم وأطفالها، وبالتالي ساهم البرنامج في تحسين تقدير الذات لدي هؤلاء الأطفال المساءة معاملتهم، وبذلك ثبتت فاعلية برنامج الإرشاد المعرفي السلوكي في الحد من الإساءة وتحسين تقدير الذات لدي الأطفال.
وفي النهاية أهدت الباحثة رسالتها الي المكتبة العلمية العربية مسجلة عرفانها لكل من ساندها وقدم لها يد العون لتحقيق هذا الانجاز كما تقدمت بالشكر للدكتورة أسماء عبد الله العطية بقسم الصحة النفسية - جامعة قطر لتفضلها بالمشاركة في الإشراف علي الرسالة، وإثرائها باقتراحاتها القيمة كما تقدمت بالشكر لكل المؤسسات والهيئات التربوية بدولة قطر التي أعانتها في رحلتها العلمية لإخراج هذه الرسالة ممثلة في وزارة التربية والتعليم بدولة قطر وهيئة التعليم العالي والدار القطرية للإيواء والرعاية الإنسانية والمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ومركز الاستشارات العائلية وكذلك الأستاذ الدكتورعبد العزيز المغيصيب أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية - جامعة قطر وسعادة محمد بن حمد الخليفة السفير القطري بمصر لرعايته للطلاب الدارسين بالجامعات المصرية و الملحق الثقافي الدكتور سلطان المنصوري.
صحيفة الراية القطرية 22 يوليو 2008 |
أطبع
التحقيق |
أرسل التحقيق لصديق
|
|