فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

العنف الأسري خطر يهدد الأسرة.. والتوعية وحدها لا تكفي

القراء : 4152

العنف الأسري خطر يهدد الأسرة.. والتوعية وحدها لا تكفي

 
حوار ـ براء محمد عزمي
 
إن العنف الاسري هو أشهر أنواع العنف البشري انتشارا في زمننا هذا ورغم اننا لم نحصل بعد على عدد وافر من الدراسات الدقيقة تقيس لنا نسبة هذا العنف الاسري وأبعاده وأسبابه في مجتمعنا الا أن آثاراً له بدأت تظهر بشكل ملموس على السطح مما ينبئ بأن نسبته في ارتفاع وتحتاج من كافة اطراف المجتمع التحرك بصفة سريعة وجدية لوقف هذا النمو وإصلاح ما يمكن اصلاحه.
 
في الحوار التالي مع د. أسماء أمين تشرح خلفيات هذه الظاهرة وكيف يمكن تجنيب الاسرة القطرية مسببات العنف الاسري واذا ما كانت هناك علاقة بين صراع الاجيال من جهة والعنف الاسري من جهة أخرى، وفيما يلي التفاصيل:
 
- ما هو تعريف الاسرة في نظرك كاستشارية امراض نفسية وعصبية؟
ـ الاسرة هي المؤسسة الاجتماعية التي تنشأ من اقتران رجل وامرأة بعقد يرمي الى انشاء اللبنة التي تساهم في بناء المجتمع وأهم أركانها الزوج والزوجة والاولاد وأيضا تمثل الاسرة للانسان المأوى الدافئ والملجأ الآمن والمدرسة الأولى ومركز الحب والسكينة وساحة الهدوء والطمأنينة وأن الارواح تنمو بالتربية اللطيفة كما تنمو الاجسام بالغذاء الصحيح.
 
- ما العلاقة الطبيعية المفترضة بين أركان هذه الاسرة؟
ـ الحب والمودة ان هذا المنهج وإن كان مشتركا بين كل افراد العائلة الا أن مسؤولية هذا الامر تقع بالدرجة الاولى على المرأة فهي بحكم التركيبة العاطفية التي خلقها الله تعالى عليها تعد العضو الاسري الاكثر قدرة على شحن الجو العائلي بالحب والمودة وايضا التعاون وهذا التعاون يشمل شؤون الحياة المختلفة وتدبير أمور البيت وهذا الجانب من جوانب المنهج الذي يقوم به الاسلام للأسرة يتطلب تنازلا وعطاء اكثر من جانب الزوج وكذلك الاحترام المتبادل لقد درج الاسلام علي تركيز احترام اعضاء الاسرة بعضهم البعض في نفوس اعضائها ان اقل الشكر الذي يمكن أن يقدمه الزوج للزوجة هو أن يعمل بكل ما عنده في سبيل أن يحترم الرجل زوجته وأحاسيسها وتعبها وجهدها ونقاط ضعفها.
 
- ما المقصود بالعنف الاسري؟
ـ العنف الذي يقع على أفراد الاسرة الواحدة من قبل احد افراد ذات الاسرة دون غيرها وإن القيم الثقافية والمعايير الاجتماعية تلعب دورا كبيرا ومهما في إبراز العنف إذ إن قيم الشرف والمكانة الاجتماعية تحددها معايير معينة تستخدم العنف احيانا كواجب وامر حتمي وكذلك يتعلم الافراد المكانات الاجتماعية وأشكال التبجيل المصاحبة لها، والتي تعطي القوي الحقوق والامتيازات التعسفية اكثر من الضعيف في الاسرة اذ إن القوي في الاسرة سواء كان أبا أو زوجا أو أخا أكبر يتمتع بكل الحقوق والامتيازات التي تضمن التعسفية اكثر من الضعيف في الاسرة سواء كان أبا أو زوجا أو أخا أكبر يتمتع بكل الحقوق والامتيازات التي تضمن له أن يسمعوه ويطيعوه والا تعرضوا للأذى الشديد.
 
- هل هناك علاقة بين صراع الاجيال من جهة والعنف الاسري من جهة أخرى؟
ـ نعم وذلك لوجود أجيال قديمة تربت على عادات وتقاليد ومفاهيم من الصعب تغييرها، بالاضافة الى المفاهيم الخاطئة التي تربت عليها تلك الاجيال في كيفية التربية وقمع وترويض النساء ونأتي في الوقت الحاضر ونقول لهم إن كل ما تربيتم عليه من عادات وتقاليد خطأ كبير وفادح هذا ما أدى الى تضارب وصراع بين الماضي والحاضر ولهذا علينا أن نبدأ أولا وقبل كل شيء بالتوعية التدريجية لأفراد المجتمع مع مراعاة النواحي التعليمية والفكرية بل بدأنا بعرض حالات العنف الشديد عن طريق وسائل الاعلام مما أدى الى وجود صراع بين افراد المجتمع وبالاحرى صراع ما بين الاجيال ان صح التعبير.. في الماضي كان عندما يضرب أحد الوالدين ابنه أو ابنته يقعون على أيدي والديهم لتقبيلها وكسب الرضا وعندما يضرب الرجل زوجته تعتبره حقا من ضمن حقوقه أما الآن ومع التطور والانفتاح اصبح كل فرد في المجتمع يعرف حقوقه ويطالب بها ومن هنا تأتي الفجوة والصراع بين الاجيال الجيل القديم الذي تربى على السمع والطاعة والجيل الجديد المتمرد في وجهة نظر الاجيال القديمة التي لا تعرف كيف تتعامل مع هذا الجيل فكل الطرق القديمة لم تجد نفعا مما أدى الى زيادة العنف بجميع أشكاله البشعة والتي نراها عنفا بقصد الردع وفرض السيطرة.
 
- ما اسباب العنف في رأيك؟ وهل للعنف الاسري اسباب خاصة بين انواع العنف الأخرى؟
ـ العنف مثله مثل غيره من الظواهر له اسبابه العامة كالامراض العقلية والظروف المحيطة ولكن العنف الاسرى له خصوصية يتميز بها عن غيره من انواع العنف فهو يدخل في صميم العلاقة الاسرية وينبت عدم وجود تواصل بين الازواج وتفكك في الروابط الاخوية وايضا ارتفاع عدد افراد الاسرة وعدم الترابط النفسي بين افرادها وكذلك ايضا تعاطي المخدرات والمسكرات والعنف الاسري ليس وليد الساعة فالانسان الذي تعرض في طفولته لعنف اسري فعلي الغالب سوف يمارس هذا العنف على اسرته المستقبلية التي أنشأها مع زوجته واولاده.
وكذلك قد يولد العنف في جو الاسرة الذي لا تتوافق فيه العادات والتقاليد بين الزوجين وعدم التزام الزوجين بالحياة الزوجية الحقيقية وما يساعد العنف الاسرى اكثر على الزيادة والتمادي هو الرضوخ له وعدم مقاومته ويلعب الفهم الخاطئ للرجولة دورا في ذلك وايضا الاحباط الجنسي سبب من اسباب العنف داخل الاسرة.
 
- ما خصائص العنف الاسري؟ ومن هم ضحاياه؟
ـ غالبية الضحايا هم الزوجة والاولاد كما انه يأخذ المدى الواسع وهو متنوع ومتعدد ولا يمكن حصره بموقف واحد. وهناك ارتباط بين العنف الاسري و"المستوى الثقافي والاجتماعي السائد، ولعل ذلك ما اوضحته دراسات اجتماعية في بلدان عربية اوضحت ان العنف الاسري في الريف مختلف عن المدينة فهذا العنف اكثر انتشارا في الاسرة الريفية بحسب بعض هذه الدراسات كما انه مرتبط بمستوى التعليم فهو اكثر انتشارا في البيئة ذات مستوى التعليم المتدني ولكن من الملاحظ ان اغلب حالات العنف لا يتم التبليغ عنها وتقول الاحصائيات ان نسبة الابلاغ عن حالات العنف تصل إلى 8,1% من الحالات الواقعة فعلا ولهذا اسبابه ومن اهمها ان الضحية التي وقع عليها العنف تعتبر هذا الامر شأنا خاصاً بالاسرة ولا تريد افتضاحه وايضا قد يكون نابعا من رضا الضحية بهذا العنف واعتبارها ان هذا العنف قد يكون مؤقتا وسوف ينتهي اضافة إلى ضعف الضحية وخوفها من ان احدا لن يساعدها في مأساتها ومن الملاحظ ان عددا من الضحايا يتقبلون العنف الاسري ليكون لهم الحق بممارسة عنف مضاد مستتر ويكون في الغالب قاسيا جدا.
 
- ما هي انواع العنف الاسري؟
ـ النوع الأول العنف اللغوي وهو الذي يمارس يوميا في الاسرة وهو يشمل الالفاظ والحركات والاشارات.
- والنوع الثاني العنف النفسي فهو حرمان الافراد من بعض الامور أو السخرية والاستخفاف منهم والتمييز بين الابناء من ذكور واناث وهجر منزل الزوجية وكذلك إقدام الزوج على اتخاذ خليلة (عشيقة)
- والنوع الثالث هو العنف الجسدي وهو كل حالات الضرب مثل الصفع والركل والرمي بأداة حادة أو اطلاق النار
- والنوع الرابع العنف الجنسي بمس جسم الضحية والتسبب في إيذائها
- والنوع الخامس هو الاهمال وهو من اهم الاسباب التي كثيرا ما تؤدي إلى امراض اجتماعية ونفسية شديدة وامثلة الاهمال كثيرة كإهمال الام لاطفالها وتركهم للخدم وخاصة المعاقين أو المرضى النفسيين منهم وكذلك اهمال الزوج لدوره كأب مسؤول بترك مسؤولية الاسرة على الام لمدة طويلة بسبب السفر ويكون مبرره في ذلك السعي وراء المال ولا يخفى علينا ذكر ان البخل الشديد على الزوجة والابناء وحب المال المرضي وخاصة اذا كان قادرا على الانفاق والطمع في معاش الزوجة من اهم الاسباب الاجتماعية للطلاق.
 
- ما آثار العنف الاسري؟
ـ بصورة عامة يؤدي هذا العنف إلى فقدان الزوجة ثقتها بنفسها وكذلك الاحساس بالقهر يؤدي إلى اضطرابات فسيولوجية ونفسية وقد يصل الامر إلى اللجوء للطبيب. ومن الاثار الظاهرة للعيان اكثر اضطراب العلاقات الاسرية وتفككها وهروب الاولاد من المدارس، ومع الزمن ينتقل هذا العنف للابناء وبذلك نلف في دائرة مغلقة لا نستطيع التخلص منها والحق بممارسة عنف مضاد مستتر ويكون على الغالب قاسيا جدا خاصة إذا وضع الزمن أو القدر بصماته واصبح الزوج في موضع ضعف بسبب الكبر او المرض.
 
- ما موقف الشرع الاسلامي من العنف الاسري؟
ـ نظر التشريع الاسلامي إلى بناء امة تقوم اسسها على الاستقرار والامن والعدالة لذلك حرّم الظلم بين الافراد على مختلف اجناسهم واعمارهم عملا بقوله الرسول الكريم فيما رواه عن رب العزة "يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا".. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا "المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه".
ولما كانت علاقة الزوجين بالغة الاهمية إذ منها تنبثق الاجيال فقد جعل ترابطهما وثيقا كيانه المعروف والاحسان من كل منهما إلى صاحبه "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" وقد أمر الله الرجل بالرفق بالمرأة ان احبها اكرمها وان أبغضها لم يهنها لئلا يصل الفرد إلى حد اهانة الغير أو ايذائه وحتى في الحالات النادرة التي سمح فيها الاسلام بضرب الزوج لزوجته فقد جعله مشروطا باستنفاد الطرق لاصلاح العشرة واعادة الزوجة إلى رشدها فعلى هذا يكون الضرب ضربا رقيقا غير مبرح ولا مؤذ.
 
- كيف يعالج العنف الاسري؟
ـ ان حماية الاسرة من العنف هي مسؤولية الجميع ولذلك علينا جميعا كمجتمع وجمعيات اهلية. بذل الجهود للحد من هذه الظاهرة والعمل قدر الامكان للتخفيف منها ولابد من شرح مفهوم الاسرة للزوجين وكيفية التعامل مع بعضهما البعض وايضا اقامة دورات توعية اسرية للمقبلين على الزواج لان بيوت التفاهم والمحبة هي التي تحقق توازنا حكيما ما بين الحرية والضغط.
 
- ما دور الاجهزة المختلفة في الدولة لاجل الحد من العنف الاسري؟
ـ ان توجه الدولة لانشاء الجمعية القطرية لحماية الطفل والمرأة وكذلك انشاء دار الاستشارات العائلية تحت رعاية المجلس الاعلى للاسرة وكذلك الاهتمام بانشاء مركز متخصص للابحاث الاجتماعية والاسرية لهو اكبر دليل على الاهتمام بعلاج العنف والفشل الاسري في دولة قطر.

جريدة الوطن القطرية
الثلاثاء 22/07/2008
السنة 13 العدد 4706

 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6357805 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة