أصدرت محكمة جنايات الإسكندرية حكما بالحبس لمدة عام مع الشغل والنفاذ علي حداد لقيامه بهتك عرض إمرأة وقف خلفها في طابور سداد رسوم فاتورة التليفون بالسنترال.. وقاد تي شيرت رجال المباحث بالقاهرة لكشف غموض حادث العثور علي جثة فتاة مقتولة وموثوقة اليدين والقدمين وملقاة داخل جوال من البلاستيك بمنطقة المقابر بالخليفة تبين ان والدها بائع خردة وشقيقها وخالها قاما بالاعتداء عليها بالضرب بالاحذية بعد وضعها داخل الجوال الذي به كمية من السبلة حتي فارقت الحياة ثم قاما بوضعها علي عربة كارو وألقيا بها بمنطقة المقابر بدافع الانتقام منها لسوء سلوكها! كما شهدت مدينة قنا جريمة قتل بشعة راح ضحيتها عجوز منعت زوجها من التدخين داخل المنزل واخفت عنه علبة السجائر فقام بخنقها وتركها جثة هامدة..
* هذا ما طالعناه علي صفحات الحوادث بالصحف المصرية خلال الشهور الستة الاخيرة من عام2007, والتي رصدها وحلل مضمونها مركز الارض لحقوق الانسان في تقرير بعنوان الخوف من الفضيحة وحرق النساء في مصر والذي يبين مقتل467 امرأة خلال عام2007 بهدف التعرف علي حجم العنف الموجه ضد النساء.
ويعلق كرم صابر المدير التنفيذي لمركز الارض علي هذه الدراسة قائلا: اكتشفنا من خلال الرصد وجود412 حالة تعد علي النساء, وبمقارنة سريعة لحجم العنف الذي تم رصده بالمركز خلال النصف الثاني من عام2006 نجده262 حالة وبحسبة بسيطة أخري إن عدد الحالات في النصف الاول من2007 كان355 حالة تعد, فإن العنف المرصود في عام2007 كله767 حالة تعد وهذا يوضح ان العنف المادي والجسدي المتمثل في قتل واغتصاب وهتك عرض النساء وضربهن وسرقتهن والاعتداء عليهن موجود, بل في تزايد مستمر تعبر عنه الارقام المرصودة مع الاخذ في الاعتبار, ان الحالات التي تم رصدها هي الحالات المبلغ عنها فقط, وان الغالبية من النساء لا يبلغن عن العنف الواقع عليهن خاصة إذا كان في محيط الاسرة.
وأضاف كرم ان الامر الاكثر قسوة هو قتل النساء فمن جملة412 حالة عنف لقيت220 امرأة مصرعهن,46 بسبب العنف الاسري,42 بسبب قتل النساء المتعمد,56 بسبب الخلافات الزوجية,19 لعدم الرعاية الصحية,31 بسبب الحوادث المتنوعة,26 بسبب قتل النساء لأنفسهن بالانتحار وهو ما تناوله التقرير في الفصل الخامس تحت عنوان( حوادث انتحار النساء,, عنوان لانهيار المجتمع) ورصد فيه33 محاولة انتحار فشلت7 منها بينما نجحت26 منهن للأسف بقتل أنفسهن او بالتسمم او بكسور وحروق بسبب اليأس من الشفاء او المعاناة من مرض نفسي او لخلافات زوجية او عائلية او بسبب الفشل في التعليم او الحرمان من رؤية الاطفال او لنقلها من العمل او اتهامها بالسرقة.
والمتابع للتقرير يستطيع بسهولة ملاحظة ان عدد الضحايا من النساء ربات البيوت واللاتي لا يعملن في تزايد مستمر لأنهن لا يمثلن قوة داخل أسرهن لعدم قدرتهن غالبا علي المساعدة في دخل الاسرة ومن ثم يكن اكثر الفئات الاجتماعية ضعفا فيتوجه نحوهن العنف بشكل اكبر وأكثر قسوة, ومن الملاحظ ايضا أن عدد الإناث اللاتي ارتكبن العنف من خلال الرصد نسبة ضئيلة جدا مقارنة بالرجال(26 امرأة مقابل480 رجل) وهم في العادة سائقون او عاطلون او يعملون بمهن غير مستقرة ومن الطبقات الفقيرة مع الأخذ في الاعتبار ان عدد غير قليل من الاخبار المنشورة في الجرائد يتجاهل عناصر مهمة في صياغة الخبر توضح نوع مرتكبي العنف وعلاقتهم بالضحية ومهنتهم.. وفي رأي مركز الارض ان الإعلام يقع عليه دور كبير في مواجهة العنف لأن الخبر الصحفي يمثل الحقائق الاجتماعية ويتضمنها في آن واحد ولأن الصحافة توثر في المجتمع وتتأثر به بمعني ان النص الصحفي يساعد القراء علي بلورة فكرتهم عن العالم وعن العلاقات الاجتماعية الضرورية والصحية وبهذا تكون للآراء التي يتم التعبير عنها في الصحافة وظيفة سياسية وثقافية مهمة إذ تلعب دورا في تشكيل او تعديل نظرة ورؤية الرأي العام للقضايا ال
اجتماعية المختلفة مما يؤثر بدوره في وضع قضية ما علي جدول العمل الاجتماعي وهناك علاقة جدلية بين الخطاب الصحفي والمجتمع الذي يمثله من علاقات للقوي في المجتمع فيثير وعيا جماعيا بقضايا الواقع الذي يمثله فيؤدي هذا الوعي بدوره الي اعادة تشكيل هذا المجتمع..
ويري التقرير ان الإعلام إذا قام بدوره لمواجهة ظاهرة العنف ضد النساء سيسهم لحد كبير في تحجيم الظاهرة وتحسين وضع النساء.
وفي النهاية نقل التقرير نفس التوصيات التي اوصي بها في التقرير السابق حيث وجد انه لم يتم تنفيذها علي الرغم من الجهود المبذولة من بعض الجهات, وأهمها ضرورة تنظيم دورات تدريبية لمحرري صفحة الحوادث في الصحف المصرية لتوعيتهم بحقوق المرأة في المواثيق الدولية وفي القانون المصري ولتدريبهم علي كيفية صياغة الخبر بشكل محايد بعيدا عن التميز ضد المرأة.
جريدة الأهرام |