فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

نساء حوّلن مرارة الطلاق إلى قصص نجاح

القراء : 1946


تحدّثن دون دموع، وروين قصصهن مع أزواج استحقوا مقولة: (وراء كل مطلقة رجل) رغم أن الشائع هو: وراء كل رجل عظيم امرأة. تخلّين عن الخوف من عيون مجتمع يؤمن بذكورية مطلقة وسلطوية، فابتدعن نهجاً آخر لتعويض الانكسار والألم اللذين سادا فترة الحياة الزوجية.

تقول إيمان ونوس (مطلقة منذ 6 سنوات): (الطلاق ليس نهاية الحياة، بل هو بداية جديدة لحياة أفضل لي ولأولادي قياساً بما عانيناه عندما كنا في بيت الأب).

وتتحدث محاسن الجندي (مطلقة منذ 16 سنة) عن تجربتها: أنا امرأة غير عادية أحاول فرض مشروعي، لأنني بالأصل مُحرِّضة من أجل الأمل والاستقرار وقد كافحت لذلك، وبإمكان المرأة النجاح بعد الطلاق إذا وضعت أمامها هذا الهدف وسعت لتحقيقه).

رحلة شاقة

ونوس والجندي نموذجان مختلفان عن المطلقات، إذ إن قطار حياتيهما لم يتوقف لحظة خروجهن من منازلهن يحملن صفة مُطلقة، تتنادر الجندي (مدرّسة لغة عربية) من كلمة مطلقة التي هي اسم مفعول، لا أحد يقول مطلِّقة (بكسر اللام) أي هي التي قامت بالفعل. وتتابع الجندي: في سبيل الحرية يمكن أن تتخلى عن كل شيء.

تتحدث الجندي عن تجربتها: كان لزوجي وضع خاص (سجين سابق)، كان هناك اختلاف فكري ونفسي بيننا، ولذلك دعوته لأن نتعرف أحدنا إلى الآخر من جديد، فرفض.

تطلقت الجندي ـ وكعادة المجتمع الذكوري ـ منعت من رؤية ابنيها، ما دفعها للتنازل عن منزلها مقابل الحصول على حق حضانتهما، إلا أن الزوج استردهما بعد سنة ونصف. وتغلبت الجندي على المعاناة المادية التي أرخت بكاهلها عليها، وتقول: (قرّرت أن أتغلب على معاناتي والصعوبات التي ستواجهني وأن لا أسمح لأحد أن يقلقني، اشتريت بيتاً من خلال القروض المصرفية وجهدت من أجل تعليم طفلَيّ).

كانت رحلة الجندي شاقة: (حاول المجتمع أن يحاكمنا أنا وزوجي، لكنني رفضت. هذا مسح لخصوصية الإنسان وتنميط للنفس البشرية، رفضت أن أعيش في منزل أهلي وأقنعت الجميع بذلك لأنني علمت وقتذاك كيف تؤكل الكتف، ولم ألتفت إلى نظرة المجتمع، لأن من يُرد حريته فعليه أن لا يسأل عن المجتمع). ست سنوات زواج فعلي فقط من أصل 11 عاماً كانت الجندي محسوبة على المتزوجات، وبعد طلاقها أتت إلى دمشق لأنها كانت تريد (تغيير المكان).

ونشرت حتى الآن إضافة إلى عملها في التعليم ثلاث مجموعات قصصية هي( تساؤل، خواء الروح، احتمالان للموت). وتنشر مقالات في الصحافة، وتصف الجندي أكبر نجاح في حياتها بأنها استطاعت تربية ابنيها كما تريد، إذ تخرّج الأول في كلية المعلوماتية، والثاني ما زال يدرس في المعهد العالي للموسيقا. وتقول: حاولت أن لا يكون الطلاق عائقاً أمام أولادي، وأشعر الآن أنهما ناجحان اجتماعياً وتعليمياً أكثر من غيرهما، لقد نجحا لأنهما عاشا معي.

المرأة الحديدية

تروي ونوس تجربتها مع الزواج والطلاق والأبناء: لا توجد امرأة في العالم مهما كانت تعيسة في حياتها الزوجية تفكر بالطلاق، إذ يبقى الأمل والحلم بإمكانية الاستمرار والوصول إلى نقطة تستطيع من خلالها الاستمرار، وكنت أستبعد الفكرة من أجل الأولاد ولذلك تحملت الواقع المؤلم لي ولأولادي الأربعة (صبيين وبنتين). وبعد أن كبر الأولاد اتخذت قراراً حاسماً لا رجعة فيه، وخرجت من بيت الزوجية بعد 23 سنة زواج لأنني فقدت الأمل الذي كنت أنادي به قبل ساعات قليلة أمام ابنتي الكبرى في إمكانية الاستمرار مع هذا الرجل وفي هذا البيت.

عادت ونوس إلى قريتها عام 2002 وتركت دمشق حيث كانت تقيم، وعملت في أحد المشافي الخاصة ممرضة متمرنة بأجر ألف ليرة. واللافت أن أبناءها الأربعة هربوا من والدهم ولحقوا بأمهم. تدبرت ونوس عملاً لأولادها، ابنتها الكبرى خريجة معهد الرياضة أعطت الدروس الخصوصية، وابناها عملا بمهن أخرى رغم أن الكبير خريج معهد الاتصالات. وقرّرت الأسرة العودة إلى دمشق صيف 2003.

تقول ونوس: كنت أرفض أن أقبع في زاوية تحميني من ألسنة الناس ـ كما تريد أمي ـ أبكي أطلال زواج عاثر وفاشل، كنت أريد أن أحيا وأكون جديرة بأمومتي وذاتي وحياتي.

عودة الأسرة إلى دمشق ترافقت مع تحدٍ بتأمين منزل وأثاث، واستطاعت ونوس أن تتغلب على ذلك كامرأة حديدية: (لا أريد أن أعتمد وأولادي على أحد، نريد أن نبدأ من الصفر في بناء حياتنا الجديدة).

بدأت الابنة الكبرى بالعمل مدرّسة براتب 5500 ليرة، بينما كان إيجار البيت 4500 ليرة. وبحثت ونوس عن عمل في القطاعين العام والخاص، وبعد مرارة استطاعت أن تحصل على عمل هو عناية طفل معوق، ومن ثم استطاعت أن تجد عملاً لدى الدولة. تقول ونوس: (صرنا ثلاثة منتجين في الأسرة أنا وابنتي الكبرى وابني الأكبر). قرّرت الأسرة بعد ذلك شراء قطعة أرض وبناء بيت خاص بها وهذا ما حدث. تقول ونوس: كنا نقتصد بالمصروف من أجل ذلك، ودخلنا في جمعيات مع الأصدقاء والأهل، وبنينا البيت بسواعدنا.

وعن نجاحها وأسرتها تقول ونوس: قرّرنا أن لا نكون على هامش الحياة والأحداث، بل في قلبها نتفاعل معها بوعي وإحساس بالمسؤولية، ولقد نجح أولادي بعملهم ولهم حضورهم الاجتماعي وهم الآن فرحتي وسعادتي الكبرى.

وتتابع ونوس: لم أكترث لنظرة المجتمع السلبية للمطلّقة، لأنني لم أشعر يوماً أني امرأة مطلقة إلا عندما أضطر للفظ هذه الكلمة، فثقتي بنفسي كبيرة وكما أنه لي حق بالزواج، أيضاً لي الحق بالطلاق.

مجتمع لا يرحم

يعلق الدكتور صالح شقير، أستاذ الفلسفة في جامعة دمشق ونائب عميد كلية الآداب بالسويداء، أن نسبة المطلّقات الناجحات قليلة جداً مقارنة بالمطلّقات الفاشلات. ويدلّل على رأيه بقوله: يعود الأمر إلى تزمّت الزوج وطريقة تفكيره، والموروث الديني والاجتماعي، وعدم العمل، ولذلك يغدو من الصعب على المرأة المطلّقة أن تجد عملاً يناسبها أو العودة إلى العمل، كما أن التحصيل العلمي يغدو صعباً جداً بالنسبة للكبار في السن، ومع ذلك يرى د. شقير أن النجاح ممكن إن توافرت الظروف المناسبة.

وينبّه الدكتور محمد شحادة، المدرّس في كلية الآداب بجامعة دمشق ـ قسم الفلسفة، إلى أن المرأة بعد الطلاق تستطيع الاختيار بشكل أصحّ، خاصة إذا كان الخيار الأول تقليدياً وعشوائياً، إضافة إلى أنها تحاول أن تثبت للمجتمع أنها قادرة على صنع شيء وترك بصمات إيجابية من خلال تربية الأطفال وتعليمهم، وتحاول تعويض الفشل وعُقَد النقص التي ألبسها إياها المجتمع. ويضيف د. شحادة: فإذا كان تحصيلها العلمي قليلاً تحاول أن تتعلم وتثبت أنها عضو فعّال في المجتمع بالعمل والعلم.

ويؤكد د. شحادة: أن المجتمع الشرقي لا يرحم المطلّقة ويظلمها ويعدّها شيئاً خارجاً عن القاعدة. فالطلاق مكروه في المجتمع على اعتبار أنه (أبغض الحلال)، بينما الرجل يتزوج بمن يشاء ومتى يشاء ولكن المجتمع يضع إشارة (×) على المرأة المطلّقة.

شهادات طلاق

جاء في المجموعة الإحصائية لعام 2007 أن عدد شهادات الزواج في القطر يبلغ 205 آلاف شهادة مقابل 20 ألف شهادة طلاق.

وتتصدّر دمشق قائمة المحافظات في شهادات الطلاق بنسبة 19.8، تليها القنيطرة بنسبة 17.3. وتشير الإحصاءات إلى أنه في مصر تقع حالة طلاق واحدة كل ست دقائق، وأن من بين كل ألف حالة زواج في القاهرة هناك 33 حالة طلاق، وتسجّل مصر أعلى معدّلات الطلاق في الدول العربية، تليها الأردن، ثم السعودية، فالإمارات والكويت، ثم البحرين وقطر والمغرب، لكن لا أحد يلتفت إلى نجاح المرأة في حياتها بعد الطلاق لأن المجتمع ينظر إليها على أنها مطلّقة.


 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6336208 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة