فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

العنف المدرسي ظاهرة يكتوي بنارها الطالب والمعلم والمجتمع

القراء : 17132

العنف المدرسي ظاهرة يكتوي بنارها الطالب والمعلم والمجتمع

تحقيق - متعب أبو ظهير
العنف المدرسي ظاهرة خطيرة بدأت تنتشر في مدارسنا في الآونة الأخيرة وتشهد تطوراً ليس فقط في كمية أعمال العنف وإنما في الأساليب التي يستخدمها الطلاب في تنفيذ السلوك العنيف كالقتل والهجوم المسلح ضد الطلاب من ناحية والمدرسين من الناحية الأخرى والممتلكات الخاصة بالمعلمين من ناحية.
العنف لم يكن مقتصراً على مدارس البنين فقط وإنما امتد شاطئه حتى وصل مدارس البنات مما أدى إلى بروز مظاهر مختلفة للعنف فمرة تجد مصدرها المعلم ومرة أخرى الطالب تجاه معلمه وثالثة طالب تجاه زميله الطالب مما الحق الاساءة بمكانة المدرسة.

لا غريب ان نسمع ان معلماً اعتدى على طالب منذ القدم ولكن في هذه الآونة بدأت تكثر أعمال العنف من قبل بعض المحسوبين على العملية التعليمية فتجد ان طلاب المرحلة الابتدائية والمتوسطة هم أكثر ضرراً وأدى عملية الضغط كما تشير الاحصائيات إلى تسرب 15% من طلاب المرحلة المتوسطة تاركين صفوف الدراسة وداخلين طوابير البطالة.

لكن الغريب ان نسمع ان طالباً يعتدي على معلمه مما يعني ان هناك أسباباً تقف وراء هذا الانفجار لعل أهمها نظرة الاستحقار والسخرية بالطالب والتهديد برسوبه في أي منهج دراسي إضافة إلى ان ثلة من المعلمين قد يعودون بالطلاب إلى أزمان الجهل والفرقة ويرجعون بهم إلى النعرات والعصبية القبلية التي قال عنها نبينا صلى الله عليه وسلم "دعوها فإنها نتنة".

العديد من العاملين ارجع السبب لكثرة الضغوط التي يعاني منها المعلم سواء الاقتصادية أو الاجتماعية والتي ينقلها معه إلى مقاعد الدراسة ومن ثم يقوم بتفريغها على من تحت سلطته من هؤلاء الأبناء الذين تركهم آباؤهم لنيل التربية الحسنة والعلم من جانب آخر. مؤكدين ان فتح الحوار بين التلاميذ ومعلميهم ووجود الإدارة المتعاطفة مع أبنائها الطلاب قد تكون سبباً لحل هذه الظاهرة.

"الرياض" تطرح هذا التحقيق بعد ان زادت ظاهرة العنف المدرسي لتبدأ بالطلاب الذين يعتبرون هم الأكثر ضرراً ففي البداية.

( حرمان الطالب من الدرجات)

يقول الطالب سطام العتيبي ان المشكلة (العنف المدرسي) غير مستغربة بل انها تزداد يوماً بعد يوم وان السبب في انتشارها هو الضغط الأسري على الطالب ونظام المدرسة الذي يخلو من الحيوية حيث يلزم الطالب (بمسك) مقعده من الصباح وحتى الظهر مما يكون لديه حالة من الملل.

وأضاف العتيبي ان سبب ظهور العنف من الطالب تجاه معلمه لا يأتي إلاّ بعد عنف المعلم تجاه الطالب نفسه سواء عنفاً جسدياً أو نفسياً مشيراً إلى ان العنف النفسي أشد بكثير من العنف الجسدي وعن ماهية العنف النفسي الذي يستخدمه المعلم أوضح قائلاً: ان بعض المعلمين يقسم بالرب ان لا ينجح الطالب في نفس المنهج الذي يقدمه له المعلم مما يجعل الطالب يتنرفز ويواجهه بسلوك أشد اما بشتم المعلم أو بضربه أو بتخريب ممتلكاته والتشهير به كتوزيع أرقام هواتفه الخاصة على الممرات أو كتابة عبارات غير لائقة على منزل هذا المعلم مضيفاً ان هذا السلوك من الطالب يعتبر غير لائق بطالب العلم الذي لابد ان يحترم معلمه ومطالباً في الوقت ذاته المعلم بعدم تجاوز الأنظمة وخصم الدرجات على الطالب بدون أسباب مقنعة.

ألفاظ بذيئة

أما الطالب سعد الخنفري أوضح ان بعض المعلمين هم من يسبب العنف من خلال تلفظهم بألفاظ بذيئة على الطالب الذي يعمل أخطاء لا تستوجب المعاقبة إلاّ بالنظام كأن يترك الطالب حل بعض الواجبات مما يجعل المعلم يوبخ الطالب بألفاظ قبيحة لا يليق المقام بذكرها مما يجعل الطالب يواجه هذه الألفاظ بألفاظ مثلها أو ان الطالب يقوم برفع صوته على صوت المعلم لمطالبته بعدم تكرار ما بدر منه وبالتالي يقوم المعلم بضرب أو شتم الطالب أمام الطلاب والطالب كذلك يشتم المعلم لكي لا يتبين ضعف أحدهما أمام الجميع.

وزاد سعد إننا طلاب المرحلة الثانوية لسنا صغاراً حتى يقوم المعلم باهانتنا بمثل هذه الألفاظ التي لا تليق بالإنسان الذي قضى نصف حياته في التعليم الا وهو المعلم. مؤكداً ان بعض الطلاب كره الدراسة بسبب معلم واحد فقط مما جعلهم يسحبون ملفاتهم وينضمون إلى طابور البطالة.

وأضاف ان بعض المعلمين يعود بالطلاب لزمن التخلف والجهل عندما يتفاخر بنسبه قائلاً ان من القبيلة (...) وسبق ان سلبنا واستولينا وقتلنا من القبيلة (...) مما يثير الطالب ويجعله يواجه المعلم.

الطالب سبب العنف المدرسي

الطالب سالم الغامدي اوضح قائلاً ان السبب الرئيسي في العنف هو الطالب نفسه الذي يتعالى على معلمه والاستهتار بالحصة الدراسية من خلال تضييع وقت المحاضرة الذي لا يتجاوز الاربعين دقيقة مؤكداً ان هؤلاء المشاغبين من الطلبة يجنون على الفصل بأكمله من ناحية عدم فهمهم للدروس مرجعاً سبب ذلك لانقطاع المحاضرة وإيقافها أثناء الشرح من المعلم الذي يضطر لتهدئة الوضع او محاسبة المقصر.

وزاد الغامدي ان بعض المعلمين يطبق قاعدة الخير يخص والشر يعم والفصل يحتوي على اكثر من اربعين طالباً اذا بدر من احدهم سلوك خاطئ فإن العقاب سيشمل الفصل بأكمله من ناحية الخصم من الدرجات او تهديدهم باختيار الأسئلة التي لا يستطيعون حلها ومن ثم تساهم في تدني درجات الجميع، مؤكداً ان السبب الرئيسي للعنف هو الطالب نفسه فلو كان الطالب على قدر كبير من الاخلاق ويكن الاحترام لمعلمه لأحرج المعلم بذلك وجعله يقدر الجميع ويحترمهم وبالتالي تنقضي هذه الآفة ألا وهي العنف المدرسي سواء الجسدي او النفسي.

ناصر متعب القحطاني بين ان الطلاب المتفوقين خارج هذا النطاق من العنف الا ان الضرر قد يلحقهم نوعاً ما من خلال انقطاع المحاضرة وتوقيفها لأكثر من مرة في المحاضرة الواحدة او التشويش على فهم الطلاب، مؤكداً ان الطالب المتفوق الذي تربى تربية صالحة لا يبدر منه هذا السلوك المشين حسب وصفه لأن المعلم الأب وهو الأخ الأكبر وهو المربي وهو الذي كاد ان يكون رسولاً. والطالب المتفوق الذي يسهل على المعلم عملية الشرح ويقوم باستذكار دروسه اولاً بأول يقدره المعلم تقديراً كبيراً لان المعلم يحتاج مثل هؤلاء الطلاب الذين يساعدونه عندما يأتي احد موجهي المادة لتقييم اداء المعلم.

وأردف قائلاً اننا نعاني من هؤلاء الطلاب الذين يذهبون للمدرسة بهدف التخريب على الآخرين سواء بتعطيل المحاضرة او بإصدار الفوضى داخل المدرسة مما يحرج الطلاب المتفوقين خاصة وأن الجميع يستحي ان يبلغ عن هذا الطالب المشاغب كون العلاقة بينهم كبيرة وعلاقة زمالة ومبيناً ان البعض اذا اخبر على هذا المشاغب فإنه قد يحدث عنف آخر بين هذا الطالب والطالب المشاغب.

السبب سخرية المعلم من الطالب

سعود الفهدي تحدث قائلاً ان العنف لا يحدث الا من المعلم فقط نتيجة استهتاره بأنظمة المدرسة وكذلك استهزائه بالطالب مبيناً ان بعض المعلمين يضع الطالب في موقف محرجاً عندما يستهزئ به كأن يقول له وجهك كأنه - او راسك كأنه... مما يجعل الطلاب يتبادلون الضحكات على هذا الطالب المستهدف والذي يولد العنف في الطالب ومن ثم يقوم بتفريغه في المعلم الذي سبب هذا الحرج.

وأضاف ان المعلم احيانا هو مصدر العنف بين الطالب والطالب نتيجة تعرض احدهما للاستهزاء من قبل المعلم مما يجعل الطالب الآخر يجامل المعلم وبالتالي تحصل مشادة كلامية داخل الفصل بين هذين الطالبين ومن ثم تتطور للمضاربة خارج المدرسة والتي قد يستخدم فيها الضرب بالأدوات الحادة او بالعصي والحجارة.

وعن سبب سخرية المعلم من الطالب بين بقوله ان بعض الطلاب يحرج المعلم عندما يقصر سواء بشرح او غيره مما يجعل المعلم يواجهه بأسلوب استحقار. وأحياناً عندما يحرج المعلم في حل او شرح بعض المسائل فإنه يحاول تصريف الموضوع بالاستهزاء بأحد الطلاب وإحداث الفوضى حتى تنتهي المحاضرة وبالتالي يخرج من هذا الحرج.

ادوات حادة وفزعات خارجية

الطالب ظافر فلاح اوضح ان العنف والمشاجرات بين الطلاب تحدث باستمرار والغالب ان موقع هذه المشاجرات خارج المدرسة بعد خروج التلاميذ ويحضرها المئات لرؤية الأقوى الذي يستطيع ان يلحق الضرر بالطرف الآخر حتى وإن استخدم الأدوات الحادة او العصي السميكة او الحديد مؤكداً ان هذا النوع من المشاجرات قد تدخل فيه اطراف اخرى عن طريق ما سماه (بالفزعة) اي الشللية من خلال تجمع الطرفين في مجموعات تجمعهم القرابة او الصداقة سواء كانوا من داخل المدرسة او خارجها مؤكداً ان بعضهم قد يكونوا كباراً في السن ويعملون في بعض الجهات الحكومية او الخاصة وغير مرتبطين بالتعليم.

وزاد ان العنف قد يتطور الى استخدام الأسلحة النارية او الدهس بالسيارة.

اما العنف الذي يصدره الطالب تجاه معلمه بين ان السبب من المعلم الذي يحتقر الطالب وكأنه من كوكب غير كوكب الإنسان. مبينا ان بعض التلاميذ قد لا يكون لديه القدرة على مواجهة المعلم فيرجع لأصحابه او لوالده واخوته ويطلب منهم الوقوف ضد هذا المعلم والذي قد تطور الامور ويضرب المعلم سواءً في المدرسة او خارجها من قبل اقارب هذا الطالب.

تصوير الطلاب أحد مسببات العنف

ويرى الطالب نايف الخنفري أن الجوال هو أحد أهم اسباب العنف المدرسي سواءً من الطالب تجاه المعلم عندما يقوم بعض المعلمين بتصوير الطلاب الذين تحدث لهم ظروف تجبرهم كالمرض مثلا فعندما ينام الطالب على طاولة الدراسة يقوم بعض المعلمين بتصويره ومن ثم تجد أن بعضهم يدبلج أصواتا ونغمات مختلفة ويقوم بنشرها عبر الانترنت وتقنية البلوتوث ومن ضمن تلك العبارات التي يستخدمها البعض تركيب أحد أصوات المتداولة في الهواتف ك (ان الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به الآن نرجو معاودة الاتصال لاحقاً) او غيرها من انواع الضحكات أو الاستهزاء المنتشرة في الجوالات.

وزاد ان العنف بسبب التصوير قد يحدث بين الطلاب أنفسهم نتيجة قيام أحدهم بتصوير الآخر صوراً غير لائقة، مؤكدا ان أغلب الطلاب يحضر الجوال على الرغم من انه ممنوع دخوله داخل المدرسة مشدداً على أنه أهم سبب لحدوث العنف في الآونة الأخيرة.

الإدارة تقف مع المعلم وتظلم الطالب

الطالب زيد السبيعي تحدث عن العنف قائلا لا غرابة أن يحدث يوميا في مدرسته سواء من المعلمين او من الطلاب مؤكدا ان الطالب في كل الأحوال مظلوما من قبل ادارة المدرسة فعندما يتوجه بشكوى المعلم الذي يتمادى ويخطئ على الطالب لدى ادارة المدرسة تقف الادارة مع الطالب وترفض اعطاءه حقه بحجة ان المعلم هو الصادق واستحالة ان يحدث منه اي تقصير مطالبا وزارة التربية والتعليم بان تنظر للطالب بعين الحق لا بعين الاجحاف من قبل هؤلاء المحسوبين على العملية التعليمية.

واضاف ان بعض المعلمين هم من يعلم الطلاب على الفساد ويسهلون لهم ذلك كأن يساعدونهم على عملية الهروب من المدرسة او مساعدتهم على اخراجهم لمدة بسيطة لتعاطي الدخان خاصة الطلاب المدخنين.

ضرب رأس ابني واتهمني بالتهجم عليه

بداية اوضح سليمان الروقي (الرياض) انه ابنه احد ضحايا العنف المدرسي نتيجة قيام مدير مدرسته بإحدى مدارس الدار البيضاء المتوسطة بالرياض بضرب ابنه على رأسه بالحائط الاسمنتي الامر الذي أحدث دوخة لابنه نتيجة قوة الارتطام ولحساسية مكان الصدمة الا وهي الرأس مبينا انه عندما توجه للمدرسة للاستفسار عن هذا العمل طلب المدير من الدوريات الأمنية وابلاغهم بلاغا كيديا بانني متهجم عليه واتهمه بالاساءة إليه مع العلم بانني لم يحدث مني اي فعل أو قول يسيئ له ولكنه ظن انني سأتنازل عن حق ابني، وزاد الروقي كيف نستأمن مثل هؤلاء على أبنائنا متسائلا كيف تسمح له نفسه (المدير) بالضرب في هذا المكان (الرأس) الذي قد يحدث لا سمح الله نزيفاً داخلياً او ارتجاجاً في المخ مؤكدا ان هذه التصرفات سببت لابنه كراهية لمواصلة تعليمه وعقدة نفسية من الذهاب الى المدرسة مطالبا المسؤولين بحل مثل هذه الظواهر والتي اعتقد أنهم لا يرضون بها.

ضرب ابني بعنف

ويزيد سعد العتيبي والد أحد الطلاب المتعرضين للعنف المدرسي ان احد معلمي المدرسة قام بضرب ابنه بوحشية نتيجة عدم مقدرته على معرفة جواب احد الأسئلة اضافة لتلفظه عليه وطرده من الفصل دون اسعافه بعد ان تعرض لاصابة قوية في يده، مشيرا الى أن هذا الأمر لا يليق بمعلم تربوي استأمناه على تربية ابنائنا.. وزاد العتيبي قمت بنقل ابني للمستشفى وبعدها تقدمت بشكوى لإدارة التعليم بالمجمعة الأمر الذي جعل هذا المعلم يمنع ابني من الخروج للافطار اسوة بزملائه.

- "الرياض": ناقشت هذه الظاهرة مع بعض مديري المدارس.

طالب الابتدائي مظلوم

بداية بيّن الأستاذ ناصر آل سعيدان مدير ثانوية نجد بالرياض ان العنف يتفاوت بحسب المراحل الدراسية فطالب المرحلة الابتدائية مظلوم إذا وجد معلماً لا يجيد التعليم ولا يجيد التربية مما يجعله يستخدم العنف مع الطالب ويرفض استقبال الأفكار التي يقدمها الطالب مما يسبب له احباطاً كبيراً، مرجعاً السبب بأن بعض المعلمين يأتي للمدرسة وليس له رغبة بالعمل وقد لا يكون مهيئاً نفسياً وغير راض بوظيفته.

وزاد ان المعلم إذا اعتبر التدريس وظيفة لن ينجح لأن العملية مهنية بحتة، مؤكداً ان الطالب في المرحلة الابتدائية مظلوم بنسبة 90% مبيناً ان العملية العلمية في المرحلة الابتدائية لدينا لها منوال آخر مع الضرب ومع العنف المدرسي بعكس التعليم في بريطانيا والتي يدرس سبعة طلاب على طاولة واحدة وبدون كتب دراسية ويعلمونهم التربية الصحيحة حسب عاداتهم.

مضيفاً اننا لا نريد تعليماً في المرحلة الابتدائية بل نريد تربية الطالب فقط على حب الوطن والولاء وعلى قيم وأخلاق الدين الإسلامي وعادات المجتمع السليمة ومعرفته للقراءة والكتابة فقط.

استعمال العنف المخفي

أما المرحلة المتوسطة تعتبر مرحلة انتقال ومنتصف المراحل التعليمية فتجد ان الطالب يرى انه كبر فتجد بعضهم من الذين نشأوا على تربية غير سليمة في الابتدائية، يبدي عدم احترامه للعلم والمعلم ومنها يبدأ بتفريغ نوع من العنف المخفي كتهشيم سيارة المعلم أو يحاول إلحاق الأذى بالمعلم دون علمه لعدم استطاعته على المجاهرة.

مؤكداً ان كثير من الطلاب تسربوا بسبب العنف المدرسي وخاصة طلاب المرحلة المتوسطة والتي وصلت في وقت سابق إلى 15% تركوا اكمال تعليمهم الثانوي خوفاً من أن يكون الضغط النفسي نفس الضغط الذي واجههه في المرحلتين ا الابتدائية والمتوسطة. وفي هذه المرحلة تجد أن العنف من المعلم تجاه الطالب أقل عن المرحلة ا لابتدائية.

أما المرحلة الثانوية بيّن آل سعيدان ان الطلاب انتقلوا إلى مرحلة أكثر جراءة للمجاهرة بالعنف ويبدأ الطالب يتأثر من الإعلام وأفلام البلوتوث ومنها تجد ان الطالب يضرب المعلم وسمعنا حالات كثيرة وقفت الوزارة على حالة معينة وهي ضرب معلم بالطائف.

اللوائح فقط على الطالب

وأضاف ان لوائح الوزارة ركزت فقط على الطالب وليس هناك لوائح وضوابط على المعلم حيث ان المعلم لو علم انه إذا عاقب طالباً سيحصل على جزائه، وإذا غاب عن عمله أو تأخر لحدت من هذه الظواهر.

تدني رواتب المعلم

وعن مسبباتها بيّن انها تعود لضغوط المعلم النفسية خاصة في ظل المستويات التي حصلت، وفي ظل عملية عدم وجود الحوافز التقديرية للمعلم مما أدى إلى عزوف الكثير عن المجال التعليمي بسبب تدني رواتب المعلم.

وبيّن أن الحل هو أن يجد الطلاب مجلس حوار في المدارس مع وجود إنصاف من إدارة المدرسة. وعن تصوير العنف وانتشاره بالبلوتوث والانترنت بيّن آل سعيدان ان هذه المقاطع التي تبين معلماً يضرب طالباً بوحشية تدل على غباء هؤلاء المعلمين لأنهم سيفقدون وظائفهم بهذا الاجراء غير الأخلاقي وهؤلاء لا ينتسبون للتعليم بصلة.

بعض المعلمين يلجأ للعنف المعنوي

ويزيد الأستاذ سعد الوهابي مدير مدرسة وائل بن حجر الابتدائية ان العنف التربوي بسلسلة من العقوبات الجسدية والمعنوية المستخدمة في تربية الأطفال تؤدي بهم إلى حالة من الخوف الشديد والقلق الدائم.

مشيراً إلى أن العنف التربوي باستخدام الكلمات الجارقة والتبخيسية واللجوء إلى سلسلة من مواقف التهكم والسخرية والأحكام السلبية إلى حد إنزال العقوبات الجسدية المبرحة بالطفل والتي من شأنها تعذيب وسلب السعادة للأطفال في حياتهم المستقبلية.

وأرجع الوهابي سبب العنف للجهل التربوي بتأثير العنف على الطالب مؤكداً ان الاعتقاد بأن اسلوب الإكراه والعنف في التربية بأنه الأسهل في ضبط النظام وهذا معزز لاستخدام الإكراه والعنف في التربية.

وأردف الوهابي ان بعض المعلمين يدركون التأثير السلبي للعقوبة الجسدية فيمتنعون عن استخدامها لكن ذلك لا يمنعهم من استخدام العقاب المعنوي من خلال اللجوء إلى قاموس المفردات النابية ضمن إطار التهكم والسخرية متناسين أن أثرها قد يكون أشد من أثر العقوبة الجسدية.

العنف المدرسي يشكل 82% من إجمالي الحوادث.. والعدوى تصل إلى الطالبات
العنف المدرسي يعد من أخطر ما يهدد أمن واستقرار المؤسسات الاجتماعية وأفراد المجتمع وخاصة ما يقع منه في المدارس والذي يتضح انه مشكلة اختلف في تفسيرها المختصون فمنهم من يرى ان الإنسان يستعمل عدوانه كعامل دفاع استباقي ضد احتمال الاعتداء من الآخرين وهناك من يرى انه استعداد غريزي لتوجيه عدوانية نحو هدف معين أو رداً على أذى أصيب به.
في الجزء الأول من التحقيق تحدثنا عن أسباب انتشاره وعن الأمور التي تجعل الطالب يختلق العنف ضد المعلم والعكس وأخذنا كذلك آراء بعض المعلمين حول هذه الظاهرة.

ان العنف المدرسي أصبح من أكثر المشكلات شيوعاً إذ شكلت في احصائيات وزارة الداخلية 82% من إجمالي الحوادث عموماً فقد بلغت سابقاً في عام 1418ه في منطقة الرياض فقط 1406حوادث اعتداء وأصبحت في عام 1425ه 4528حالة اعتداء بزيادة 400% خلال سبع سنوات.

الغريب ان عدوى العنف المدرسي انتقلت من مدارس البنين إلى مدارس البنات مما يعني وجوب الوقوف بحزم وقوة ضد هذه الظاهرة التي قد تنهي ما تم بناؤه من مسيرة الحركة التعليمية.

"الرياض" في هذا الجزء تطرح النقاش مع عدد من المختصين من وزارة التربية والتعليم وعدد من المختصين في هذا المجال وكذلك مع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان.





في البداية يتحدث ل "الرياض" الدكتور سعد بن محمد آل رشود أحد منسوبي وزارة التربية والتعليم قائلاً: ان العنف المدرسي تتنوع أشكاله في الوقت الحاضر نظراً للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية وأصبح يهدد أمن واستقرار المؤسسات الاجتماعية وحتى المجتمع نفسه.

ويعد العنف مشكلة متعددة الأبعاد، فهي تتضمن أبعاداً تربوية وأمنية ونفسية واجتماعية واقتصادية ولقد لفتت أنظار علماء النفس والمهتمين بالتربية والتعليم وعلماء الاجتماع فدرسوا أبعادها وأسبابها والعوامل المؤدية إليها، حيث يحاول الأفراد التعبير عن مشاعر النقص وعدم الكفاءة وعدم نمو الشخصية والعجز عن مسايرة الآخرين فيحاولون التعبير عن ذلك بالعنف.

ومما لا شك فيه ان الطلاب في عمومهم وعلى اختلاف أعمارهم ومستوياتهم التعليمية يبدون اتجاهاً طيباً نحو السلوك السوي، إلاّ ان هناك مشكلات سلوكية وتعليمية في المرحلة الثانوية قد تعيق الطالب في مسيرته التعليمية مما يجعله يتصرف من واقع مرحلة المراهقة حيث أشارت عدد من الدراسات إلى ارتفاع نسبة العنف المدرسي في مدارس المملكة العربية السعودية في السنوات العشر الأخيرة.

مؤكداً ان العنف أصبح من أكثر المشكلات شيوعاً إذ شكلت في احصاءات وزارة الداخلية 82% من إجمالي الحوادث عموماً كما كشفت احصاءات شرطة منطقة الرياض تزايداً مستمراً في العنف بداية من عام 1418ه فقد بلغت عام 1418ه 1406حوادث اعتداء إلى أن تطورت وأصبحت في عام 1425ه 4528حالة اعتداء بزيادة 400% خلال سبع سنوات.

كما أشارت التقارير التي أعدتها الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بوزارة التربية والتعليم إلى عدد من مظاهر العنف المدرسي حيث جاءت كما يلي:

@ القضايا الأخلاقية: ألفاظ بذيئة وشتائم، تحرش جنسي، فعل اللواط بالقوة، الاختطاف.

@ قضايا السرقة: سرقة مباشرة بالقوة، ابتزاز.

@ قضايا المضاربات والاعتداء الجسدي: الاعتداء على المدير، الاعتداء على معلم، الاعتداء على طالب، محاولة القتل، استخدام السلاح، استخدام الأدوات الحادة للتهديد، تدمير ممتلكات الآخرين.

كما ان الاعتداء بالضرب على الآخرين يكون خارج المدرسة، يستخدم فيها العصي والسكاكين والآلات الحادة حيث تأخذ طابع التعصب للاقران أو النسيج الاجتماعي القبلي، وأخذت المرتبة الأولى بين مظاهر العنف.

وأتى في المرحلة الثانية عدم احترام الأنظمة والتعليمات المدرسية.

وزاد آل رشود ان الاحصاءات التي قامت بها إدارة التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة عام 1419ه ان المضاربات والاعتداء على الآخرين باستخدام أدوات حادة وسكاكين وخناجر وقطع حديدية وقوارير زجاجية وأقلام حادة أخذت النسبة الأكبر من بين أبرز أشكال العنف المدرسي.


انتقل العنف للبنات

وبين ان العنف المدرسي شمل مدارس البنين وكذلك البنات وكان آخرها اعتداء طالبة مدرسة ثانوية المرامية شمال المدينة المنورة على معلمتها بالضرب والتحرش بها أمام المعلمات والطالبات والتهديدات المستمرة لها مع الترصد لها.

كما ان فشل مواجهة العنف في هذه المرحلة يعني خروج فرد جانح يتخذ العنف نمطاً للتعامل مع الآخرين مع ما قد يؤدي إليه ذلك من سلوك إجرامي في المستقبل.

كما ان انتشار العنف المدرسي بناء على ما يشهده مجتمعنا من الكثير من المستجدات والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية نتيجة لعوامل متعددة أثرت على بنائه الاجتماعي والثقافي.

في مقدمتها حركة التغير الاجتماعي السريع في المجتمع السعودي وتعرضه لفترة من الطفرة المادية التي غيرت من مكونات وقيم الأسرة السعودية وأيضاً الانفتاح الثقافي التي أحدثتها وسائل العولمة من قنوات قضائية وإنترنت ومن ثم انتهاء فترة الطفرة الاقتصادية وتداعياتها من ارتفاع مستوى المعيشة وقلة الموارد المادية لدى بعض أفراد المجتمع واستقدام العمالة الأجنبية مما نتج عنه ظهور الكثير من القيم الوافدة.

مما أدى إلى تأثر الأسرة كجزء من هذا المجتمع بعدد من المتغيرات في بنائها ووظائفها وعلاقات أفرادها فيما بينها وظهور بعض المشكلات النفسية والسلوكية نتيجة لعدد من الضغوط التي أثرت بشكل مباشر على الأسرة السعودية وبرزت أشكال من العنف غير المعهود في ظاهرة بدأت تأخذ أشكالاً متنوعة عنيفة باستخدام آليات تقنية.

حيث ان الأسرة هي المرجعية الأولى للفرد في المجتمع السعودي وكانت تتميز بالتماسك والترابط بين أفراد الأسرة الواحدة برباط متكامل من النواحي البنائية والنفسية والاجتماعية بل وحتى الاقتصادية مما يشير إلى أنها بناء اجتماعي صلب متماسك متكامل بالرغم مما تتعرض له من الضغوط والمشكلات.

ويرى د. آل رشود ان أنواع العنف المدرسي تتكون من:

@ العنف المدرسي الموجه نحو الذات: يقصد به السلوك الذي يقوم به الفرد بهدف توجيه الايذاء نحو الذات والمتمثل في (الانتحار، ايذاء الذات باستعمال الآلات الحادة).

@ العنف المدرسي الموجه نحو الآخرين: يقصد به السلوك الذي يقوم به الفرد بهدف توجيه الايذاء اللفظي نحو الآخرين أو الايذاء البدني نحو الآخرين، والمتمثل في (الشتائم، التهديد، المهاجمة، الضرب، الرمي، التمزيق).

@ العنف المدرسي الموجه نحو الممتلكات أو الأشياء الخاصة بالآخرين: ويقصد به السلوك الذي يقوم به الفرد بهدف توجيه الأذى نحو الممتلكات العامة أو الخاصة والاضرار بها والأشياء المحيطة به والمتمثلة في (المباني والتجهيزات، الوسائل، الحدائق).

وعن أسباب العنف المدرسي أكد ان هناك بعض الأسباب تؤدي إلى ظهور العنف المدرسي من هذه الأسباب:

@ أسباب بيولوجية جسمية: منها الوراثة التي أثبتت الدراسات ان لها علاقة بالعنف لدى مجموعة من الأطفال العدوانيين الذين تمت عليهم هذه الدراسات.

كما ان شذوذ الصبغات الوراثية واضطراب وظيفة الدماغ من الأسباب التي تسبب العنف لدى هؤلاء مما يجعلهم من معتادي العنف، وكذلك إدمان المخدرات يسبب اضطرابات في الدماغ مما ينتج عنه السلوك العنفي.

@ الأسباب الاجتماعية:

أ) أسباب تتعلق بالأسرة وطريقة التربية: نجد ان أساليب المعاملة الأسرية إذا كانت أنماط التنشئة الاجتماعية سلبية فستكون سبباً في ظهور العنف المدرسي ومن أساليب المعاملة الأسرية (التسلط الأسري) أسلوب الحماية الزائدة للأبناء، الاهمال الاسري، التدليل الزائد للأبناء، القسوة في معاملة الأبناء، التذبذب في معاملة الأبناء، التفرقة في معاملة الأبناء، تفضيل بعض الأبناء على البعض الآخر، تقليد الآخرين في سلوك العنف.

@ أسباب تتعلق بالمدرسة إحدى مؤسسات المجتمع: قد تكون المدرسة أو البيئة المدرسية سبباً في ظهور العنف المدرسي لدى طلابها أو طالباتها ومن هذه الأسباب ما يلي: (سوء معاملة بعض المعلمين للطلاب باستخدام ألفاظ بذيئة أو الشتائم أو السخرية منهم، غياب الرقابة المدرسية الحازمة، ضعف متابعة المشكلات السلوكية للطلاب، عدم انهاء المشكلات التربوية أو السلوكية وفقاً للأنظمة والإجراءات، غياب تحقيق العدالة بين الطلاب، اهتزاز القدوة المدرسية، قسوة بعض المعلمين على الطلاب باستخدام العقاب، البدني، انخفاض مستوى الاحترام المتبادل بين الطلاب والمعلمين، التمرد على النظم المدرسية، عدم وجود أساليب عقابية تربوية أفضل، نقص كفاءات التوجيه والارشاد الطلابي في المدارس، قلة كفاءة المرشد الطلابي في التعامل مع حالات العنف في المدارس.

@ أسباب تتعلق بوسائل الإعلام

قد يكون الاعلام من اسباب ظهور العنف المدرسي ومنها (عرض برامج تشتمل على مظاهر ومشاهد عنيفة في التلفاز، نشر وسائل الاعلام للأفكار العدوانية).

@ أسباب نفسية:

هناك بعض الأسباب قد تؤدي الى ظهور العنف المدرسي منها: (اضطراب العلاقة بينن الابن والام منذ الصغر لعلاقة ذلك بالنمو الاجتماعي والاستقرار النفسي) نقص مستوى الذكاء، سيطرة شخصية الأم على المنزل مما يتعارض مع نمو نزعة الذكورة لدى الأبناء خلال مرحلة المراهقة، او قبلها مما ينتج عن ذلك اضطراب الابن مما يؤدي لاتيان السلوك العنفي بغية اثبات الذكورة، الرغبة في اثبات الذات وتحقيقها عن طريق العنف على الآخرين، الشعور بالاحباط والتعاسة والتعبير عن الرفض الداخلي، تقلب المزاج والشعور بالاكتئاب، الشعور بالذنب والحاجة اللاشعورية للعقاب، تأثير جماعة الرفاق على تفسير السلوك، الفشل في تحقيق التوافق النفسي للفرد.

كما ان من مصادر تعزيز العنف (المدن الكبرى) التي امتلأت باعداد كبيرة من البشر تفوق طاقتها الاستيعابية وتتجاوز خدماتها العامة مما يسبب التزاحم وهو رد فعل تكون بناء عليه الاستجابة العدائية التي تناسب حركة المدينة وسرعة ايقاع التفاعل الاجتماعي فيها.


الحلول والتوصيات في حل العنف المدرسي

وزاد آل رشود ان العنف المدرسي أصبح منتشرا على كل المستويات بين الأفراد والجماعات بين الأطفال والمراهقين بين الذكور والإناث، ومع ادراكنا لخطورة هذه الظاهرة في المدارس لما تتركه من آثار سلبية على كل من المجتمع والفرد، لذلك يكون لزاما على الباحثين والاخصائيين النفسيين، والقائمين على تربية النشء الاهتمام بدراسة السلوك العنفي كما أرى أن التوصيات الآتية سوف يكون لها دور إيجابي في مجال الاسهام في الحد من العنف في المدارس:

- التركيز والاهتمام بالنواحي الانفعالية لدى الطلاب وردات الفعل قبل التركيز على النواحي المعرفية.

- ضرورة تطوير برامج التوجيه والارشاد في المدارس، والتوفير التجهيزات والامكانات لدى المرشدين في المدارس.

- وضع برامج تدريبية ونشرات توعية للمعلمين لمعرفة طرق التعامل المثالي مع المراهقين، وامكانية تخفيض الانفعالات التي تصدر في مرحلة المراهقة بدون المساس بكرامة المعلم.

- مراجعة وزارة التربية والتعليم لأنظمتها واجراءاتها لتطبيق أساليب عقابية تربوية افضل مما هي عليه.

- وضع برامج ارشادية نفسية لمعالجة بعض الظواهر والمشكلات التي تظهر في المدارس ومنها العنف المدرسي، وتكون هذه البرامج موضوعة من متخصصين في علم النفس الارشادي، وان لا يترك الأمر لاجتهادات المرشدين كل يعالجها بطريقته.

- تطوير العمل الارشادي واستخدام التقنية في أعمال المرشد، وعمل شبكة حاسب آلي يرتبط بها المرشد مع ادارة التربية والتعليم ومع الادارة العامة في الوزارة للتعرف على المشكلات لدى المرشد وكذلك لتسجيل الاحصاءات اولا باول، وتكون اسلوبا في تقييم المرشد الطلابي لاداء أعماله.

- العمل على تلبية احتياجات التوجيه والارشاد من نقص كفاءات الارشاد الطلابي حيث ان الاحتياج في الارشاد الطلابي في مدارس البنين يصل إلى أكثر من 5000مرشد طلابي، ومدارس البنات يصل الى نفس العدد تقريبا، فمثلا نجد أن مدينة الرياض لا تزال أكثر من 500مدرسة بها بدون مرشدين طلابيين.

- نظرا لاتساع حجم ظاهرة المشكلات الطلابية في المدارس وارتباطها بمشكلات اخرى، لذا ينبغي العمل على انهاء اي مشكلة تبرز في المدرسة واتخاذ الإجراءات المناسبة وانهائها بشكل من العدالة وان تحل بشكل جذري، وعلى الإدارة المدرسية عدم ترك المشكلة معلقة او تحلها بحلول غير منطقية مما يكون سببا في اتخاذ بعض الطلاب اسلوب العنف حلا فيما بينهم.

ويضيف الدكتور صقر محمد المفيد مدير ادارة التعاون الدولي بجامعة نايف انه لن يسلم اي مجتمع من هذه الظاهرة إذا لم يتم بحث الإجراءات التربوية والأمنية، وفي الجانب الغربي أدى تفاقم مشكلات العنف إلى تشكيل لجان حكومية لدراسة هذه المشكلات، وقامت هذه اللجان بإجراء العديد من الدراسات والابحاث العلمية، إلا أن تلك الدراسات لم تحدد بالضبط مفهوم العنف، وقد ناقشت الدراسات إحراق المدارس، والعبث بالممتلكات العامة، والاعتداء على التلاميذ والطلاب، وكذلك الإعتداء على المعلمين بالضرب والشتم وتهشيم سياراتهم، وكانت النتيجة أن مفهوم العنف يختلف عند التلاميذ عنه عند رجل الأمن أو رجل القانون.

أما فيما يتعلق بالعنف في المدارس السعودية، فأنا أجزم أن هناك حالات فردية فقط، ولم ولن يصل لحد الظاهرة المقلقة خاصة وان المجتمع السعودي مجتمع معياري، ولكن المجتمع السعودي شأنه شأن المجتمعات الأخرى تعرض لتطورات ثقافية واجتماعية واقتصادية، وتبعاً لذلك تتبدل قيم وتتغير أخرى، وتظهر معايير جديدة، وعندها يواجه الشباب كثيراً من المتناقضات، لأن هنالك أزمة حقيقية يعيشها العالم المعاصر، وهنالك نظرة مزدوجة للقيم والعادات.

وزاد المقيد إن بعض السلوكيات المنحرفة التي تمارس في المدارس المتوسطة أو الثانوية دوافعها الحصول على الإعجاب في نظر الآخرين، أو الاخذ بالثأر لما جرى في الحي أو في الطريق للمدرسة، أو الاحتجاج على النتائج المدرسية، ولهذا تكون وسائل التعبير من خلال التخريب أو السرقة أو التهجم على الآخرين، وهنالك أيضاً الحرمان العاطفي الذي يعاني منه البعض، فالطالب المحروم عاطفياً لا يفتقد العاطفة فقط، وإنما يوضع في إطار اجتماعي يسهل له مجابهة الآخرين، وهذه أعراض مرضية لا فرق بينهما وبين الأمراض النفسية والعصبية، مشيراً إلى أنها قد تعزى مسببات العنف المدرسي الى ظروف عصبوية وفئوية وتعفن اجتماعي وذلك لغياب التوجيه السليم والنموذج والقدوة الحسنة، هذا بالإضافة إلى النزوات، وهي مجموعة الميول والرغبات والحاجات والمطامح تدفع الطالب نحو الاشباع والوصول إلى الهدف، ويمكن إشباع هذه الحاجات من خلال السلوكيات النشيطة وذلك لجلب انتباه الآخرين، ومن هنا يتضح لنا أهمية دور الأسرة حيث تبدأ منها أول التأثيرات باعتبارها أهم الجماعات الأولية ثم دور الرفقاء والأقارب من نفس الفئة العمرية وكذلك الشخص القدوة والذي ربما كان يروي قصصاً خيالية عن تعامله مع الطلبة والمدرسين، إذن للبيئة دور كبير في تكوين البناء النفسي للطالب أو التلميذ ويكفي ان ينشأ في بيئة منحرفة كي يتقمص شخصية أهله الذين أمعنوا في الخروج على المجتمع ومن ثم يتخد لنفسه شخصية مشابهة.





وبين المقيد انه يلزم على المؤسسات التربوية مضاعفة الاهتمام بالنظام القيمي والذي هو أحد الشروط الأساسية لاستقرار المجتمع، والتماسك الاجتماعي لا يمكن ان يحل ما لم يكن بناء الأفراد بناءً سليماً، ولا يمكن ان يتم بمعزل عن الأخلاق لأنها المكون الرئيس للإطار العام، وكلما كانت أخلاق الأمة قوية نقية كانت اتجاهاتها سليمة، والعلم بحد ذاته مبني على القيم الإنسانية وهو نظام للقيم، وإشباع أي حاجة من الحاجات القيمية يعتبر قيماً مثل حب الأمن، وحب الحق، وحق العدل، وحب الوطن وفيما مضى كانت الأمم تتفاضل بالقوة البدنية اما الآن فإنها تتفاضل بالعلم.

مشيراً إلى أن ترسيخ المفاهيم القيمية بات ضرورياً على القائمين على المؤسسات التربوية إيلاء المزيد من الاهتمام للمناهج وعلى الأخص في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وذلك لما لها من أهمية في تكوين النشء وإعداده لأداء دوره في المجتمع بما يرسخ حب الوطن والدين والمثل ويطور الحس الأمني ويرسخ الأمن والاستقرار، وكذلك تنمية الفكر العلمي للدارسين بما يوازي التطورات المتلاحقة التي يشهدها يومياً في هذا المجتمع الالكتروني، وانصح كذلك بزرع ثقافة التطوع في عقول الناشئة وإشعارهم دوماً بأنهم قادة المستقبل وهذا الوطن بحاجة إليهم.


(تدريب الطلبة على تحقيق الأمن)

واضاف ان الأمن والسلامة لابد وان يتصدر الاهتمام البالغ في المؤسسات التربوية، فلماذا لا يتدرب الطلبة على تحقيق الأمن في الفصل والأمن في المدرسة، والمدرس قدوة حسنة، والزميل أخ، وأمن الممتلكات الشخصية، وحماية البيئة المحيطة، واحترام انظمة المدرسة، ويتطور ذلك إلى أمن الحي، و أمن المدينة، و أمن الوطن، بحيث تصبح المدرسة وحدة أمنية آمنة، وتتحقق الصورة المثالية للمجتمع المدرسي وقد لا يختلف اثنان على ان المجتمع السعودي بأطيافه كافة يعتمد على استراتيجية الحوار، وعليه لابد من مراقبة سلوكيات التلاميذ والطلاب ومعالجة ظواهر الانحراف بأساليب تربوية وحضارية، واعتماد اساليب التوعية من قبل العلماء، رجال الأمن، ومن الرياضيين، ممن لهم تأثير على الناشئة، واقترح هنا ان يصار لإنشاء مجمع مدرسي نموذجي للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، لتطبيق هذه المعايير وإضافة مقررات دراسية تعالج الأمن الفكري، والامن الثقافي، والأمن النفسي، والأمن الاجتماعي، لبيان أهمية مفهوم التماسك الأسري والتكافل الاجتماعي، علماً بأن الأمن النفسي بالغ الأهمية، ذلك ان الإنسان إذا لم يكن صحيح النفس فإنه لن يكون قادراً على التوافق مع عناصر الوجود من حوله وستكون علاقته مع تلك العناصر يشوبها التوتر والخوف والقلق وعدم الثقة.

وقال المقيد ان بعض الأحيان يكون التدخل المباشر والتقريع من قبل الكبار بمعاييرهم وقيمهم نحو الأبناء ذا أثر عكسي، وربما ينحرف بشخصياتهم واتجاهاتهم لما هو أسوأ، وما أجمل ما قاله العالم ابن خلدون: "إن الشدة على المتعلمين مضرة بهم، ومن كان مرباه بالتعسف والقهر من المتعلمين سطا به القهر وضيق عن النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها ودعا إلى الكسل" وما قاله كذلك الرشيد لمعلم ولده الأمين إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه، و ثمرة قلبه، فصير يدك عليه مبسوطة، وطاعتك عليه واجبة، وكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين، أقرئه القرآن، وعرفه الأخبار، وأرو له الأشعار، وعلمه الفن، وبصره بمواقع الكلام، وامنعه من الضحك، إلا في أوقاته، واجعله يعظم المشائخ، وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة.

ويرى د. صالح محمد الخثلان رئيس لجنة الرصد والمتابعة بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أن العنف بشكل عام سواء كان لفظياً أو مادياً هو أسوأ سلوك في الحياة البشرية، ويعد انتهاكاً صارخاً للكرامة الإنسانية، فالتكريم الرباني للإنسان لا يمكن على الإطلاق التسامح بامتهانه بالتعرض بالعنف للإنسان مهما كان موقفه وموقعه وحالته. وتتجلى قيمة التكريم للإنسان وفداحة الاعتداء عليها في المدارس، حيث تنطلق عملية التأسيس للفرد ليحقق السمو والكمال المنشود الذي يمكنه من القيام بالأمانة التي كلف بها من الله سبحانه وتعالى. إن حالات العنف التي تنشر الصحف أخبارها وقصصها تعد أكبر إساءة لنظام التعليم التربوي في المملكة خاصة تلك الحالات التي يترتب عليها إصابات تترك عاهات مستديمة وهي بحاجة إلى تدخل وعلاج سريع وتمثل تناقضاً واضحاً للرسالة التربوي التي تتمثل في التنشئة والبناء. فمثل هذه الحالات سواء كانت بالتعدي باللفظ أو التعدي باليد تترك آثاراً وجرحاً على مشاعر وحياة المعتدى عليه خاصة في حال عدم التصدي لها ومعاقبة مرتكبيها والوقوف بجانب من تعرض للاعتداء.

مؤكداً أن لجوء المعلم للعنف باللفظ أو الضرب يعد مؤشراً خطيراً على عدم أهليته للقيام برسالة ومهام التربية والتعليم السامية وعلى من يقع في مثل هذا الموقف أن يبادر على الفور بالمراجعة والوقفة الصادقة مع النفس والمؤنبة لها لقبولها مثل هذا السلوك، لأن التهاون في أول حالة عنف سيجعل السلوك العنيف يفقد بشاعته ويجعل النفس تتعود عليه مما يتسبب دون وعي في تحول المعلم عن رسالته التربوية ويفقد الاحترام والتكريم الذي يستحقه لقيامه بهذه الرسالة.

وزاد الخثلان أن حوادث العنف الجديد التي بدأنا نسمع عنها مؤخراً وتتمثل في اعتداء الطلاب على الأساتذة والإداريين فهي مصيبة أخرى وإساءة كبرى للنظام التعليمي وتمثل خللاً في القيم والسلوك لا تقتصر أسبابه على المدرسة بل تعبر عن ظاهرة أكبر وأخطر يعيشها المجتمع وتتمثل في تآكل قيم ووسائل الضبط الاجتماعي، إن اعتداء الطالب على معلمه يعبر عن خلل كبير في النظام الأخلاقي في المجتمع وهو بحاجة إلى تشخيص حقيقي ومعالجة جذرية.

وعن التعامل مع حالات العنف أوضح الخثلان أنه يتم من خلال إجراءات عقابية وتربوية تقوم بها الأجهزة المختصة في وزارة التربية والتعليم وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر تدخل الأجهزة الأمنية والمحاكم الشرعية، فالاعتداء لا يمكن التساهل معه والمعتدي لا بد أن يلقى جزاءه ومن يقع ضحية اعتداء وإهانة لكرامته فمن حقه رد الاعتبار. وبالنسبة لدور الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في مواجهة قضية العنف في المدارس فهو دور مكمل للأجهزة التربوية من خلال لفت النظر إلى حالات عنف تلقت شكوى بشأنها أو قامت برصدها والمطالبة بمعالجتها والتأكيد على مبدأ التكريم الإنساني وعدم المساس به، وكذلك من خلال برامج توعوية موجهة للطلاب والمعلمين والإداريين تنطلق من مبدأ التكريم الرباني للإنسان وضرورة حمايته من الاعتداء.


 أطبع أرسل لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6532038 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة