|
وحوش بشرية |
القراء :
3639 |
موضي الزهراني
انتشرت الوحوش البشرية التي بدأت تنفس عن طاقتها الجنسية في الاعتداءات الوحشية على الأطفال الذين سيدفعون ثمن هذه الوحشية طوال حياتهم لما سيعانونه من اضطرابات نفسية وشخصية قد تدفعهم لحياة منحرفة ومظلمة خاصة عندما "تغيب كثير من الأسر أهمية المعالجة النفسية ما بعد صدمة الاعتداء الجنسي الذي لا يقارن بصدمته وآثاره ونتائجه اللاحقة بأي نوع من الاعتداءات " الجسدية أو النفسية " هذه الوحوش التي تختلف أسباب اعتداءاتها على الأطفال الأبرياء من أسباب نفسية مرضية، أو اضطرابات في الشخصية، أو احتمالية تعرض هذا الوحش لاعتداءات جنسية متكررة عليه في طفولته وخاصة عندما يكون الاعتداء من أحد المقربين في العائلة فإن الآثار النفسية والسلوكية عليه تكون أشد وقعاً على استقراره السلوكي والنفسي في مراحل عمره اللاحقة! لكن ما أثير مؤخراً عن وحش حولي في دولة الكويت والذي اعتدى على " 18 " طفلاً بأن عدم موافقة بعض دول الخليج على استقدام عائلة العامل القادم من بلاد الغربة يؤدي لاتجاه هذه العمالة للممارسات الجنسية الشاذة بسبب الكبت الجنسي، ليس له أساس من الصحة العلمية التي لا تبرر هذه الوحشية المتأصلة بداخل كل من يتجرد من إنسانيته ويعتدي على طفل بريء لا حول له ولا قوة تحت مظلة الحرمان من العلاقة الجنسية المشروعة له في حياته الزوجية، فكثير من هذه الشخصيات المضطربة تحمل عداء غير طبيعي بداخلها تجاه كل حياة سوية ومستقيمة وما عانته في طفولتها لن تعالجه حتى العلاقة الزوجية حيث توجد حالات مرضية تستلذ بالتحرش الجنسي بأطفالها وبالعاملة المنزلية أحياناً وزوجته أم أطفاله تنام معه على سرير واحد! وإذا أجبر على العلاج النفسي تكون هناك صدمة لاعتداء جنسي عاشها في طفولته ولم يجد المساندة المطلوبة من أسرته حينها، أو أنه تكتم على ماواجهه من اعتداء خوفاً من تهديدات المعتدي المقرب منه عائلياً! ويظل السر دفيناً بداخله لسنوات طويلة ولا يجد بعد زواجه أو عدم زواجه سوى الانتقام لذاته المهزومة بتكرار التجربة على من هم أضعف منه " الأطفال " مثلما عاش هو لحظات الاستغلال والانهزام في طفولته! فتكرار الاعتداء الجنسي على أكثر من طفل لا يشير إلا لوحشية لا أمل في علاجها، أو لعودتها لممارسة حياتها البشرية بسلوكيات سوية تخاف الله وتخشى عقوبته. ولا أعتقد أن عقوبة الإخصاء لأي مجرم يميل للاعتداء الجنسي على النساء أو الأطفال والتي تطالب بها بعض الدول الأوروبية التي لا تعترف بتطبيق حد الحرابة للمفسدين في الأرض قد تجدي نفعاً، حيث لا تستحق سوى الإعدام لأنها بفعلتها هذه لن تقدم للبشرية سوى نماذج متكررة منها في الإجرام إلا ما لطف الله به بعدما يتم إدراك أمرها بدقة وعناية. خاصة أن هناك كثيراً من أسر ضحايا الاعتداء الجنسي من الأطفال يعتقدون بأن الزمن كفيل بنسيان أطفالهم لحظات الاعتداء الوحشية، ويصممون على عدم فتح أي حوار معهم، ولا يؤيدون العلاج النفسي للتنفيس عما بداخلهم من مشاعر مؤلمة، لذلك في ظل غياب الوعي لدينا بالتعامل مع هذه المواقف تتفاجأ الأسرة بعدما يكبر ابنها البريء المنطوي على ذاته " بسبب صدمة الاعتداء " بأن لديه ممارسات جنسية شاذة تستحق العقاب الشديد والتشهير.
الوطن السعودية
لأحد 15 رجب 1428هـ الموافق 29 يوليو 2007م |
أطبع
|
أرسل لصديق
|
|