|
التحرش الجنسى ..أرقام مخيفة..والصمت سيد الموقف!! |
القراء :
4401 |
التحرش الجنسى ..أرقام مخيفة..والصمت سيد الموقف!!
رغم حجابي الظاهر، وثيابي المحتشمة، إلا أنني لا أسلم من نظرات الموظفين وتعليقاتهم السخيفة في كثير من الأحيان..". بهذه الكلمات بدأت الشابة أمال معاناتها اليومية مع الموظفين في الشركة التي تعمل بها. ولعل هذه الكلمات تعبر وبشكل لا يقبل الشك عن واقع تصفه الكثير من الفتيات العاملات بـ "المرير والقاسي" لجهة التعامل مع الشباب وتعليقاتهم القاسية وتلميحاتهم للغوص في علاقة مشبوهة
المرأة قد تتحمل المسؤولية
فمسألة تعرض بعض الموظفات الى تحرش جنسي وتودد لافت في العمل مسألة موجودة وبكثرة في لبنان خصوصاً، وقد يغري الشاب شكل المرأة ولباسها وفي الكثير من الأحيان طريقة كلامها ونظراتها إلى الآخر. هذه التوددات التي قد تبديها المرأة قد عاملاً مساعداً لضعاف النفوس كي يقتربوا منها أكثر وقد يتطور الأمر إلى أن يحاول بعضهم اختبار إرادة المرأة أو مساومتها من أجل الخروج معها أو تمضية سهرة.
عيون تلتهم حتى المحجبة
وتقول آمال الموظفة في شركة أدوية :"أعطاني الله الجمال، ولكني محجبة ومحتشمة في لباسي، وبصراحة أنا أحتاج العمل من أجل مساعدة أهلي من أجل العيش الكريم.. ولكن في بعض الأحيان ضعاف النفوس تشعر وكأنهم يريدون التهام الفتاة.. فينظرون إليها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها..".< وتوافقها سالي (طالبة جامعة)، على ذلك وتقول :"رغم أنني لست محجبة وألبس ثياباً على الموضة وأرى نظرات الشباب التي تلاحقني وكلماتهم ـ حتى الجارحةـ وهي تلاحقني إلا أنني لا أقيم لهذا وزناً، وأمضي في طريقي وكأن شيئاً لم يحصل". وتضيف سالي:".. ولكن الأخطر من هذا ما يحصل في الجامعة، فمثلاً صحيح أنني ألبس على الموضة إلا أنني لا أقبل أن يمسك يدي شاب أو يحاول تقبيلي وإن كان هذا بشكل بريء. لأن فعل هذا سيؤدي إلى الغوص أكثر بقضايا قد تودي بنا إلى ما لا يحمد عقباه".
إيحاءات جنسية!!<
فكلمات مثل :" يا أرض احفظي ما عليك".. و"مين قد القمر.." و"ياريتني أحصل على القمر".. و "بتقول للقمر قوم لأقعد مكانك" و" يسعد رب البنات محلى هواهم" و "وعدتينا تحت التينا وما جيتينا"... وغيرها الكثير من الجمل والكلمات تشير إلى إيحاءات جنسية تضر بأذن الفتاة وقد تجبرها على الرد بالعنف المطلوب. وتعود آمال لتقول : "في الشركة تحاول الموظفة أن تبدي بعض اللياقة مع الموظفين، إلا أن الكثيرين منهم مهما بلغت درجة رصانتهم إلى أن يعتبروا هذا مدخلاً قد يقود إلى علاقة ما.. ولهذا أعمل دائماً ومن واقع التجربة إلى التعامل بأسلوب فيه الكثير من الفظاظة والإدارية الصارمة لكي لا يتعدى أي موظف متطفل الخطوط الحمراء".
أرقام مخيفة عن التحرش الجنسي
ويبدو أن التحرش بالموظفات ليس حكراً على لبنان، أو الدول العربية فقد جاء في دراسة صدرت عن معهد المرأة في العاصمة الاسبانية مدريد ان مليون و310 آلاف عاملة تعرضت لنوع من انواع التحرش الجنسي عام 2005، اي 15% من مجموع عدد العاملات في اسبانيا الذي يبلغ 8 ملايين و425 الف عاملة. وبحسب الدراسة فإن 40 الف عاملة ستغير مكان عملها لهذا السبب، وقالت مسؤولة المساواة بين الرجل والمرأة في المعهد، سوليداد موريو، ان رد فعل العاملة تجاه التحرش هو عدم التقدم بشكوى، بصورة عامة، عندما يكون التحرش بسيطا، ولكن عدد الشكاوى يرتفع بارتفاع طبيعة التحرش، ومع ذلك ووفقا لدراسات المعهد من خلال زياراته الميدانية والاستطلاعية فإن عدد اللواتي يتجرأن على التقدم بشكوى لا يتجاوز الـ25% من مجموع حالات التحرش ولوحظ ان 56% من المؤسسات التي تقع فيها مثل هذه الحالات لا تتصرف بجدية مع المشكلة. كما انه لم تصدر احكام رادعة ضد المعتدي بشكل مرض الا في 8% من مجموع الدعاوى المقدمة.
حالات التحرش
وتتراوح حالات التحرش بصورة عامة، بين التحرش الشفاهي والالحاح في طلب لقاء وطرح اسئلة جنسية او نظرات موحية الى ذلك، ثم تتصاعد حتى تصل الى اللمس والتحسس والقرص. وتضيف الدراسة ان اسباب عدم تقدم العاملة بشكوى ضد التحرش عديدة ومتشعبة، اهمها عدم ثقة العاملات في انزال العقوبة بالمعتدي كما ينبغي، ولا تتقدم بشكوى غير 25% من مجموع العاملات اللواتي تعرضن للتحرش. وحسب استطلاعات المعهد بين اللواتي تعرضن للتحرش، فان 38% منهن يخشين التقدم بشكوى لظنهن أنها ستعود ضدهن، فيتهمون العاملة بأنها هي التي تحرشت، وقالت 43% منهن أنهن يضطررن الى التحمل والسكوت خشية فقدانهن لأعمالهن. وجاء في الدراسة ايضا ان حوالي نصف الذين يقومون بالتحرش هم من زملاء العمل، و27% منهم من رؤساء العمل و23% من الزبائن. وتلفت الدراسة ايضا الى ان اغلب هؤلاء العاملات يعانين من امراض نفسية مثل القلق والسهر واللامبالاة والخوف والتعرض للكوابيس.
ترضي رغبات المدير
السيدة سميرة (موظفة ومطلقة وأم لطفلين)، تقول بدأت العمل منذ ثلاث سنوات في شركة صغيرة.. في بداية الأمر كنت أظن، أو بالأحرى أظهر لي المدير نفسه على أنه إنسان لا يهتم إلا بالعمل فقط.. ولكن وبعد فترة بدأ بالتودد لي وتطور الأمر إلى إسماعي كلمات غزلية وأكثر من هذا بدأ يتحسس أجزاء من جسديي.. صدمت في أول الأمر ولكنني ولأني بحاجة للعمل آثرت الصمت وتلبية رغباته التي لا تنتهي.. آملة أن أجد عملاً يقيني شره وشر نفسي". وتضيف سميرة :" هذا المدير الذي أعمل عنده كما القليل من الرجال يستغلون علاقتهم الوظيفية بالنساء لإرضاء نزواتهم الجنسية، ولكن هذا لا يعني أن جميع الرجال هم منحرفون ويعملون فقط لإرضاء نزواتهم".
نساء يحمين أنفسهن بالقسوة والعنف
أما نيفين فتقول :" منذ بدأت بالعمل أظهرت للجميع صرامة وقساوة ولم أسمح لأحد بالتدخل بي. وقد حاول أحد الموظفين التحرش بي إلا أنني صددته وبقسوة وعنف. فما كان منه إلا أن بدأ بإطلاق الإشاعت ضدي بين الموظفين والموظفات لتشويه سمعتي وللإنتقام مني". وعند سؤالنا لها ماذا كان ردها على ذلك؟!، قالت:" تقدمت بشكوى للمدير العام على الشركة، وبصراحة كان إنساناً محترماً وخلوقاً استطاع أن يظهر الحق ويكشف ادعاءات الموظف المحتال وأن يعيد لي حقي". وتضيف نيفين :"توجد قصص من التحرش الجنسي الوظيفي الخفي كثيرة، ولكن الصمت والخوف من الفضائح والخجل يمنع الضحايا من الإفصاح عن مخاوفها وآلامها، ولكني أسأل إلى متى يبقى الصمت سيد الموقف؟!".
المصدر - هداية درويش
|
أطبع
|
أرسل لصديق
|
|