فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

ما هي عقوبة التحرش بالمرأة في العمل؟

القراء : 6577


أمينة بنت في منتهى الجمال والذكاء كانت تعمل في إحدى الشركات مدة خمس سنوات بجد واجتهاد، حيث كانت تطمح إلى أن تتبوأ منصبا عاليا في الشركة لهذا كانت شعلة من النشاط والنجاح والتميز، لذلك كانت تعمل من دون كلل حتى جاء اليوم الأسود عندما تغير مديرها وحل محله شخص لا يكترث بعملها بقدر اهتمامه بجمالها ورغبته في جسدها الذي لم يكن يخجل في إظهار ذلك كلما

سنحت له الفرصة للحديث معها، وفي احد الأيام تمادى هذا المدير فطلب منها أن تخرج معه إلى مكان خاص، فما كان من ردة فعل أمينة إلا ان تصده بحزم، وهذا الحزم كان بمثابة الصفعة الكبيرة للمدير المتغطرس بمنصبه، ثم بدأ هذا المريض يضايقها ويزعجها في عملها حتى تغلغل الخوف في داخل أعماقها خوفا على مستقبلها المهني الذي كثيرا ما كانت تحلم بالوصول إلى منصب إداري يليق بنشاطها وذكائها.



إلا أن هذا المدير لم يهدأ له بال حتى يرد الصاع صاعين، فعمل المستحيل لكي يجعلها تستقيل وعندما فشل في الوصول إلى هذا المنال قام بفصلها فترك لها ورقة الفصل على مكتبها وطلب منها الخروج الفوري من الشركة، فما كان من أمينة إلا أن رفعت دعوى أمام المحكمة للمطالبة بالتعويض عن الفصل التعسفي.

هذه حكاية من آلاف الحكايات التي تتكرر بشكل يومي في العمل، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هي أسباب هذه الظاهرة وأنواعها وعقوبتها؟ الحقيقة أن التحرش الجنسي بالمرأة في العمل أصبح ظاهرة اجتماعية موجودة في كل المجتمعات العربية والغربية على السواء. ويرجع ذلك إلى النظرة الدونية للمرأة النابعة من ثقافة وقيم العصر الجاهلي، حيث ظل بعض القيم الجاهلية إلى الآن موجودا حتى مع تطور ثقافات المجتمع، منها نظرة الرجل للمرأة على أنها جسد ومتاع ووعاء مملوك له، والذي عمق وكرس هذه المفاهيم الخطاب الديني المتعصب لبعض علماء الدين، حيث أصبغ على هذه القيم صبغة دينية رغم ان الإسلام رفع من شأن المرأة عن أيام العصر الجاهلي ومع ذلك مازالت النظرة الدونية والمنقوصة هي أساس النظرة للمرأة في الخطاب الديني المتطرف، لهذا نجد أن الرجل مازال ينظر إلى عمل المرأة خارج المنزل على أنه عمل ثانوي وليس أساسيا وأن عملها الأساسي هو عملها داخل المنزل من دون أجر وأنها وجدت فقط لتربية الأطفال ومراعاة زوجها والاهتمام به والذي عمق هذه المفاهيم عند الرجال العرب هو الزام الرجل بنفقة الزوجة حتى مع عملها خارج المنزل.

أما عن أسباب ازدياد الظاهرة وانتشارها في المجتمعات فترجع من وجهة نظرنا إلى:

1- خوف المرأة من الفضيحة: وهذا يرجع إلى الموروث الثقافي في النظرة إلى المرأة، حيث غالبا ما تشير اصابع الاتهام إليها لأنه سوف يقال عنها إنها لو كانت شريفة ما تحرش بها الرجل أو «لو ما عطته وجه« لما تمادى وتصرف بهذه الطريقة، بمعنى أن المرأة هي من سوف يقع عليها اللوم وليس الرجل، لهذا قيل الجمال نعمة ونقمة في آن واحد.

2- الخوف من فقد عملها: فعندما يمارس الرئيس عليها هذا التحرش تكون أمام المطرقة والسندان في فقد مصدر رزقها والتخلي عن عملها أو الخضوع لأن في الغالب من يمارس هذا التصرف هو الرئيس لهذا تكون المرأة في موقف الخوف على مصدر رزقها.

3- بعض النساء يجهلن القانون: حيث يعتقد البعض منهن عدم وجود العقاب الرادع في القانون عند اللجوء إلى السلطات المختصة كالشرطة أو النيابة العامة بسبب الجهل القانوني والبعض منهن لا يعرف أن حتى الغزل يعتبر جريمة، فامتناع المرأة عن التبليغ عن هذه الجرائم إلى الجهات المختصة هو سبب تمادي الرجال في التحرش الجنسي بالنساء.

قالوها من أمن العقوبة أساء الأدب. رغم أن اغلب الدول صدقت على اتفاقية (إلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة) حيث إن المادة ( 11) تطالب الدول باتخاذ جميع التدابير والإجراءات القانونية لمنع التحرش الجنسي فإن أغلب الدول لم تستطع الوصول إلى حلول جذرية لحل هذه الظاهرة . لهذا نجد أن أغلب الدول لا توجد فيها إحصائيات دقيقة في هذا الموضوع، فعلى سبيل المثال إسبانيا ذكر فيها أن عدد النساء اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي في العمل عددهن مليون و310 آلاف امرأة من عدد 8 ملايين امرأة بنسبة 15%-50% وإحصائية سعودية تفيد بأن عدد المتهمين في جرائم المعاكسات بلغ 1012 متهما في 832 قضية معاكسات عام 1424 هجرية منهم 892 متهما بالغا و104 أحداث. هذه الدراسة رغم عدم دقتها فإنها تشير إلى ان حوادث التحرش ليست مقصورة على البالغين فقط بل تشمل الأحداث وهم ممن تقل سنهم عن خمس عشرة سنة.

كما نجد بعض الرجال يتحرشون جنسيا بخادماتهم وقد يصل إلى هتك العرض او الفعل المخل بالحياء أو الاغتصاب، وهذه الأفعال نابعة من مفهوم أن الخادمات هن عبيد، أي ما ملكت أيمانهم، علما بأن القوانين اليوم تجرم الاعتداء على عرض الخادمة وتعتبره ظرفا مشددا يؤدي إلى مضاعفة العقوبة فاحذروا يا جماعة من هتك عرض الخادمات.فالعقوبة شديدة.

ولوحظ أن التحرش غالبا ما ينصب على النساء العاملات ما بين سن 18 و2 سنة، أي صغار العاملات اللائي تكون وظائفهن دونية كعاملات السكرتاريا او خدم المنازل أو العاملات البسيطات ونادرا ما يكون التحرش بالمسئولة المرأة لأن مصير عمله في يدها. والتحرش الجنسي في العمل أصبح ظاهرة لابد من التسليم بها حيث يعتبر نوعا من أنواع العنف الواقع على المرأة ونوعا من انواع التمييز.

ومن أنواع التحرش الجنسي التحرش اللفظي، مثال ذلك اطلاق النكت الجنسية لغاية في نفس الرجل كالتلميحات الجسدية مثل جسمك حلو، شعرك جميل، عطرك جذاب. ووسائل الكلام المباشر أي الشفهي أو الكتابي مثل الإلحاح عليها بالخروج معه على وجبة وقد يكون ذلك عن طريق الكتابة مثل إرسال المسجات عبر الهاتف أو عبر البلوتوث أو عن طريق البريد الالكتروني أو عن طريق إرسال الصور المخلة بالحياء والآداب العامة وبهذا التصرف يخدش شرفه.

والنوع الثاني هو التحرش المادي وهو الذي يتخطى التعبير اللفظي ليصل إلى التحرش باللمس أي لمس عورة جسد المرأة ويخدش حياءها مثل لمس اليد أو الخد أو التقبيل أو التربيت على شعرها وغيرها من التصرفات المادية الذي يقع على جسد المرأة.

يا ترى ماذا يقول القانون في مفهوم التحرش الجنسي في العمل؟ الحقيقة أن القانون لا يعرف لفظ التحرش الجنسي بل توجد نصوص قانونية متفرقة يمينا وشمالا محصورة في قانون العقوبات البحريني في باب الاعتداء على العرض وهي:

1- جرائم الاغتصاب، 2- هتك العرض، 3- الفعل المخل بالحياء، 4- الزنى. والباب الثاني في جرائم الاعتداء على الشرف والاعتبار: 1- السب، 2- القذف، حيث تقع جريمة السب إذا اسند المتهم إلى المجني عليه عيبا ويعني العيب (النقيصة) أي وصف المجني عليه بأنه (دون ما هو عليه) والسب هو خدش للشرف والاعتبارومن أمثلة السب الغزل فإن توجيه عبارات الغزل إلى امرأة هو سب لها سواء اتخذ ذلك صورة الإطراء الممجد أم جاوز ذلك إلى حثها على سلوك مخل بحيائها.

وعقوبة الجرائم المشار إليها تتراوح ما بين الإعدام والسجن والحبس والغرامة بحسب ظروف كل قضية على حدة والفعل المجرم. كلمة أخيرة أقولها: يا رجال ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

 أطبع أرسل لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6346578 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة