فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

حماية الأطفال من العنف

القراء : 1420

هي خطوة في الاتجاه الصحيح أن يجيء الإعلان في هذه الأيام عن تأسيس خمسين مركزاً لحماية الأطفال من الإيذاء في مستشفيات موزعة على مناطق المملكة كجزء من " المشروع الوطني للحد من الإيذاء" وقد جاء في الخبر الذي نقلته جريدة " الحياة " أنه يعمل بهذه المراكز ما يزيد عن 300 متخصص من أطباء أطفال وأخصائيين نفسيين, نأمل أن يوفقوا في تأدية هذا الواجب على الوجه الصحيح.
الحقيقة أن جرائم العنف ضد الأطفال تستحق أضعاف هذا الرقم, والمشكلة الكبرى التي ستواجه الإخوة القائمين على هذا المشروع الكبير هي أن أكثر حالات العنف ضد الطفل يكون الخصم فيها - مع الأسف الشديد - هو أحد الوالدين أو كليهما و بالتالي سيكون هناك حالات تكتم كثيرة على مثل هذه الممارسات وقد يشارك حتى الضحية في ممارسة هذا التكتم , إذ هناك نقص في الوعي عند بعض قساة القلوب من الآباء - في الغالب - و بعض الأمهات , ممن لا تأخذهم بأطفالهم رأفة ولا رحمة , مما يجعلهم يظنون أن جسد الطفل ملك لهم بحيث يتصرفون فيه كيفما شاءوا بالتقييد بالحبال والسلاسل تارة وبالجلد تارة , بالرغم أن البحوث العلمية أكدت أن ضرب الأطفال ليس وسيلة تربوية ناجحة , بل هو ضرر مجرد , و ذلك لأنه لا يردعهم عن ممارسة الفعل الذي ضربوا من أجله ,بل إن الضرب يجعلهم يميلون لإحدى حالتين , إما الانزواء و الميل للوحدة أو التمرد و العدوانية و تفريغ شحنات الرغبة في الانتقام في أجساد من هم أصغر منهم من الأطفال المحيطين بهم و الذين قد يكونون إخوانهم أو أخواتهم , و كل ما يحدث بعد هذا كله , هو بقاء كدمات نفسية مخزونة في ذاكرتهم , تحول بينهم و بين النمو الوجداني والعاطفي السليم. المشكلة أن كثيراً من الآباء يعلم أن الضرب لا يفيد و مع ذلك يواصلون القيام به فتصبح عملية الضرب انتقاما مجردا . متابعة حوادث الاعتداء على الأطفال شيء ضروري , و لا أشك أن الإخوة و الأخوات القائمين على هذه المراكز ينطلقون من استشعار حقيقي للمأساة و لديهم رغبة حقيقية في تغيير الأوضاع و أنهم سيتابعون هذه الحالات بدقة , بل لقد رسموا لأنفسهم برامج و خططا و نظام عقوبات لمن يقصر في تأدية هذه المهمة الوطنية , لكن هذا المشروع يحتاج لشيء آخر , إذ لا بد أن تصاحبه حملة إعلامية توعوية كبيرة بحجم المشروع, يكون من هدفها تغيير المفاهيم المغلوطة و الأفكار القديمة التي تليق بإنسان العصر الحجري و لا تليق بمن يعيشون في الألفية الثالثة من المعاصرين الذين يعيشون في كنف المدنية و التحضر, إذ ما يزال هناك أناس يتعاملون مع الطفل و كأنه ملك لهم و كأنه لا يملك نفسه و لا حياته و لا جسده و كلنا نعلم عن حوادث ليست بالقليلة يتم فيها جلد الطفل بالسوط أو تعليقه بالحبال أو حبسه لساعات طويلة في غرفة مظلمة , الأمر الذي لا بد أن يقال إنه جريمة بغض النظر عمن ارتكبها , و من المهم في تلك الحملة التوعوية أن يكون الطفل نفسه أحد المستهدفين بها بحيث يعلم هو قبل غيره حرمة جسده و ضرورة حماية نفسه من الاعتداء. الخطوة الثالثة المتممة لمشروع " الأمان الأسري " هي سن قوانين صارمة تعاقب من يقع في مثل هذه الممارسة الخاطئة تصل إلى رفع الوصاية عمن يتكرر منه مثل هذه الاعتداءات العنيفة , و هنا يأتي دور " المراجعة الفقهية " لقضية علاقة الوالد بالولد و التي تقول إن الوالد لا يقاد بالولد عند عدد من الفقهاء, بمعنى أنه لو قتله لما وجب عليه القصاص , فمن باب أولى أن يستبيح ضربه و حبسه , برغم أنه ليس هناك نص ديني واحد ثبتت صحته يقول بهذا الحكم, سوى فتاوى لبعض الصحابة و المسألة مختلف فيها عند الفقهاء , هنا سيكون من المهم إشراك بعض علماء الدين الذين يوافقون على تجريم مثل هذه الممارسات للإدلاء بدلوهم في مثل هذه الحملات الإعلامية التوعوية, و ليس الهدف هنا تقرير أو ترجيح قول فقهي على آخر بقدر ما نحن بحاجة لتسليط الضوء على مثل هذه القضية الشائكة التي أدت إلى ممارسات تربوية سيئة , أنتجت أجيالاً من الأطفال الذين يحملون في أدغال أنفسهم الكثير من الكدمات القديمة و التي لم تعالج مطلقاً بالنسبة لجيل الأطفال الذين أصبحوا شيوخاً الآن , فبقي أن نهتم بمن هم أطفال فعلاً الآن لنحميهم من هذا الانحراف الخطير في النمو النفسي عن المسار الصحيح الذي يخرج أجيالاً سليمة العقل و الجسد و الوجدان و بالتالي تكون منتجة بفاعلية أكبر و مستقرة نفسياً في حياتها بصورة أفضل

 أطبع أرسل لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6335658 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة