فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

من العيادة النفسية

القراء : 1514

تفضل علي صديق (طبيب نفسي) بحالة مرضية هذا نصها: - دخلت أم مع ابنها البالغ من العمر «18» عاماً تشتكي من أنه منحرف أخلاقياً.
- الأم ذكرت أنها مازالت تضرب هذا الابن إذا أساء السلوك. أما الابن فلديه رغبة قوية في تعديل سلوكه، ولكن عصبية والدته وطريقة معاملتها له جعلته يبحث عن شيء يبهجه في الخارج ولو بسلوك منحرف.
- الأم فقدت والدتها في طفولتها وتعرضت لمعاملة قاسية من قبل والدها وزوجته, ولم يكن لديها سوى خيار الزواج للخلاص من عذاب تلك المعاملة.
- وأما والد الابن (زوجها) فهو غائب عن البيت، في الأغلب منصرف لسهرات (المسكر) حيث تعلم ذلك من والده.
فهل ياترى بات الابن الذي أحضر للعيادة (ضحية) سوء تربية من قبل والديه؟ أم أن كلاًّ من الوالدين كانا ضحية عنف وإهمال في أسرهما، ثم انعكس ذلك على تعاملهما مع أبنائهما لا حقاً؟
انتهى سياق الحالة.. لن أبوح سراً بأني أمقت كلمة (ضحية) وأتمنى أن لا تتردد هذه المفردة على الأقل في العيادات النفسية، أو في أي من المواقع العلاجية والتأهيلية كي لا تصبح الشماعة التي نعلق عليها أخطاءنا وربما خطايانا وسلوكياتنا المغلوطة، بل نبني عليها في تشخيصنا وعلاجنا للحالات. فإذا اعتبرنا أن الوالدين كما ورد في الحالة ضحية تربية خاطئة فنحن كأننا نسوغ أو نبرر من حيث ندري أولا ندري سوء تربيتهما لابنهما، فالابن الذي اعتبرناه ضحية سوف ينجب أبناء يربيهم مثلما تربى هو وهكذا والنتيجة استمرار وتوالد الحالات المرضية وتفاقمها. والحل من وجهة نظري لا يخرج عن إطار التوعية وبشكل مكثف وفعال (المدرسة و جميع وسائل الإعلام), ومضمونها بأن كل من عانى من سوء التربية بأي من أشكالها وصورها بأن يكون ذلك دافعاً ومحفزاً له بأن يحسن تربية أبنائه ويقيهم من كل ما كان يتلقاه من ضروب سوء التربية وفي السياق لن أبالغ بشيء إذا ما قلت إن الذين عانوا في تنشئتهم أكثر دراية واستشرافا من غيرهم بتداعيات التربية الخاطئة من واقع تجربتهم وبمقتضاه (وهذا المفترض) ألا يكرروا كي لا نقول (يستنسخوا) ذات المعاناة مع أبنائهم.. فما جريرة الأبناء كي ننقل لهم شقاء تربيتنا ونورثه لهم. وذلك لن يحتاج منا أكثر من وقفة مصارحة مع الذات قبل الشروع بالزواج، فالزواج ليس حلاً أو ملاذاً كما يظن البعض فهو والحالة هذه أشبه بالذي يفر من الدب ليقع في الجب كما فعلت الأم في الحالة الآنفة.
وفي الإطار لن نلوم الأم على ما فعلت فالزواج خلصها من ويل وعذاب والدها وزوجته لكن ذلك الخلاص وفرحة النجاة لم يدم طويلاً فهاهي تتجرع عذاب وويلات ابنها فلذة كبدها وذلك مرده إلى جهلها وضيق أفقها فتفكيرها انحصر في التخلص من بيئة والدها وزجته، ولم تفكر أو تتوقع إن صح التعبير أنها سوف تنقل معاناتها معها (امتداد الشقاء). أما الأب (المدمن) فكان الأجدر به قبل حتى أن يفكر في الزواج أن يعالج نفسه من الإدمان بدلاً من يكون سبباً في انحراف ابنه.. وما يدرينا وهذا غير مستبعد أن يتعلم الابن من أبيه ذلك السلوك وينجر إلى طريق الإدمان بل لنقل لمهاوي الانحراف بشتى صوره ولِمَ لا، ألم يتعلم والده من أبيه أي جد الابن فكلاهما (ضحايا!) أبويهما، أرأيتم كيف أن هذه الكلمة تفتح آفاقاً من التبريرات والمسوغات لاحدود لها فتجعلنا نتجنى على أبنائنا ونأثم بسوء تربيتهم. فلنوصد هذه البوابة ونحكم إغلاقها جيداً كي لا تكون منفذاً يلجهُ ويتوسله كل ضعيف أو قليل البأس والحيلة.

 أطبع أرسل لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6348313 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة