فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

هل قضايا الشّرف مبرّر لقتل النساء؟

القراء : 1427

لم أنس حتى اليوم صراخها، الذى كنت استمع إليه من خلف الحائط الفاصل ما بين بيتنا وبيت أهلها، كان الصراخ يأتى مخنوقا، ولكننا سمعناه بصعوبة. فى البداية اعتقدنا انه شجار عائلى كالمعتاد، ولكن وبعد أن أرهفنا السمع أكثر تبين انه صوت صراخ وأنين ام عماد التى تبلغ من العمر 41 عاما. التصقت جميع عائلتى بالحائط للتيقن أكثر مما يدور، حيث وصل إلى أسماعنا صوت الضرب المتواصل والصراخ من جانب المغدورة، كانت تستغيث وبالمقابل كان الضرب يزداد ويتواصل.

اعتقدنا فى هذه المرة أنها فى شجار مع أهلها وأن الأمر أدى إلى الضرب، ولكن الضرب والأنين تصاعد مع صراخ أصوات أخرى، كانت الشتائم تنطلق من قبل كل من كان يحضر حفلة القتل المتعمد، استمر ذلك لعدة ساعات، ولكننا لم نستطع أن نتوجه إلى بيتها لان أهلها سيعتبرون أننا نتدخل فى أمورهم الخاصة، ولم نكن نعلم بالمطلق أن ما كان يجرى خلف الحائط هو عملية إعدام بالتدريج المخطط له مسبقا.

وبعد ساعات لفّ جسد المغدورة بقطعة قماش بيضاء، وحملت إلى سيارة كانت تنتظر على الشارع، قذفت الجثة فى صندوق السيارة، وانطلقوا، ومرة أخرى اعتقدنا أنهم قد أشفقوا على حالتها، وأنهم أخذوها إلى المشفى، ولكن بقى سؤال لديّ فى حينها، وهو أنهم إذا قرروا أن يأخذوها إلى المشفى، فلماذا قذفوا بها فى صندوق السيارة؟

كان الفزع يملأ قلوبنا عندما ضجت الحارة فى اليوم التالي، بصراخ ونحيب نساء الحي، وعندما استفسرنا عن الأمر كان الردّ أنهم عثروا على أم عماد وهى ملقاة على احد القبور وهى تنزف بشدة وتأن، وأخذها بعض المارة بالمقبرة إلى احد المستشفيات، ولكنها فارقت الحياة.

حينها عرفت سبب إلقائها فى صندوق السيارة بشدة، كان القاتلون قد اعتقدوا أنها ماتت، وقاموا برميها على احد القبور لإثبات شرف عائلتهم كما يقولون! طبعا كالعادة لا يوجد شهود على أن أم عماد قد أقامت علاقة غير شرعية، ولكن الجميع اكتفوا بادعاء زوجة الأخ التى كانت تطمع فى الحصول على البيت بالكامل، وكان ما أرادت.

فى قانوننا الفلسطينى لا يوجد نص صريح لحماية المرأة من القتل على خلفية ما يسمى بشرف العائلة، وكثيرا ما تحدث جرائم قتل ويتذرع القاتل أو القاتلون بأنهم ارتكبوا جريمتهم على خلفية ما يسمى بشرف العائلة.

وأذكر أن هناك نساء أخريات قتلن باستخدام أساليب عدة ومنها السم، والسقوط فى بئر، والانتحار المفتعل، وانفجار غامض، وغيره. وذلك يعود للمخططين الذين يعملون على صياغة قصة القتل بأوجه عدة. وتشارك نساء العائلة غالبا فى عملية القتل أو الإعداد له أو التحريض، فمن وجهة نظرهم أنهم بذلك يغسلون شرف العائلة.

كم من عائلة أقدمت فى السابق على قتل ابنتها على خلفية ما يسمّى بشرف العائلة، لمجرد الشك، وبقيت تلك العائلة تدفع ثمن فعلتها حتى اليوم، لأن الكبار يقولون للصغار عائلة فلان قتلت ابنتها وهنا قبرها، ولكن بالمقابل هناك الكثير من العائلات التى تتبع الأمر وتحقق به وتحاول معالجته، وهذا يكون أفضل لكى لا يتحمل احد ما إثم القتل العمد.

كلنا يعلم كيف جاءت إحدى النساء للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، واعترفت أنها حامل من الزنا، وكيف انه أمرها أن تفكّر فى اعترافها، ولا ننسى كيف وضعت شروط عدة دقيقة للغاية فى موضوع إثبات جريمة الزنا، فإذا كان هذا هو حال الإسلام فعن أيّ شرف يتحدثون من يقومون بقتل النساء.

إذن هل أصبح قتل النساء موديلا، أم انه الموروث الاجتماعى الذى يجحف إلى جانب القانون بحق النساء، أفلا يتذكر كل منا أن القتل من الكبائر التى حرّمها الله، فكيف نقوم نحن الذين ندّعى التقدم والتطور بقتل النساء، ونعود فى تلك اللحظات إلى عقلية الأميّ الجاهل، فهناك أميّ ولكن مثقف، أما من يقدم على قتل المرأة فقط لأنه يشك فهو اقل فعلا من أن يوصف بالإنسان.

ولا ادرى هنا إذا أصبحت فعلا قضايا الشرف مبررا لقتل النساء، فمن يقوم بقتل أخته نتيجة شجار عائلى مفتعل، أو الزوج الذى يقتل زوجته لأنه ذكر فقط، والمرأة التى تقوم بوضع السم فى طعام ابنتها لأنها تريد أن تحافظ على شرف العائلة، وغيرها، بالله عليكم عن أى شرف يبحثون؟

 أطبع أرسل لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6356421 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة