|
تأثير أنماط المعاملة الوالدية في الصحة النفسية لطلاب وطالبات الثانويات |
القراء :
30887 |
تأثير أنماط المعاملة الوالدية في الصحة النفسية لطلاب وطالبات الثانويات (في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية) مصطفى عشوي مروان دويري مها العلي ملخص تربط كثير من النظريات والدرسات النفسية بين المعاملة الوالدية للأبناء وخاصة المراهقين منهم، وتوازن الصحة النفسية لهؤلاء الأبناء. ولكن بعض الدراسات الميدانية الأخيرة تشير إلى أن تأثير أنماط المعاملة الوالدية في الصحة النفسية للأبناء قد يختلف باخنلاف الثقافات كما يختلف عبر المجموعات العرقية في البلد الواحد. الهدف من هذه الدراسة الميدانية التعرف على أنماط المعاملة الوالدية الممارسة في الوسط العائلي من وجهة نظر الأبناء والبنات (الطلاب والطالبات) في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى فحص العلاقة بين بعض أنماط المعاملة الوالدية -النمط الديموقراطي، والنمط التسلطي، والنمط المتساهل- و بعض الاضطرابات النفسية للمراهقين والمراهقات مثل الإكتئاب، والقلق، واضطرابات الهوية والسلوك؛ وذلك في ضوء عدة متغيرات هي: جنس الطفل، المستوى التعليمي للوالدين، المستوى الاقتصادي للأسرة، الترتيب الميلادي للطفل، عدد الإخوة والأخوات في العائلة، والتوزيع الديموغرافي. وقد ألقت هذه الدراسة بعض الأضواء على أنماط المعاملة الوالدية السائدة في الأوساط العائلية السعودية، كما أكدت نتائج بعض الدراسات السابقة التي أشارت إلى عدم ارتباط النمط التسلطي باضطرابات الصحة النفسية في كل الثقافات، كما أكدت انتشار اضطرابات القلق والإكتئاب والهوية عند الإناث أكثر مما هو عند الذكور كما تؤكد ذلك المراجع العلمية المتخصصة في هذا المجال. وأخيرا، فقد أكدت هذه الدراسة ثبات أدوات جمع البيانات المستعملة وصدقها حيث انطبقت معظم النتائج المحصل عليها مع النتائج التي أشارت إلى ثبات وصدق المفهوم لأدوات جمع البيانات التي استعملت في هذا البحث مما يعطى مصداقية أكثر لنتائج هذه الدراسة التي ولدت فرضيات جديدة -كما أشرنا إلى ذلك في منهجية البحث- تستدعي فحصا إمبريقيا سواء كان ذلك في إطار الثقافة الواحدة أم في إطار مقارن عبر الثقافات العربية والعالمية. مقدمة: تربط كثير من النظريات والدراسات النفسية بين المعاملة الوالدية للأبناء وخاصة المراهقين منهم، والصحة النفسية لهؤلاء الأبناء أو اضطرابها وذلك بظهور اضطرابات نفسية مثل الحصر والإكتئاب واختلال الهوية والسلوك. فقد أقام بعض الباحثين الغربيين مثل وايتفيلد (Whitfield, 1971) و فوروورد (Forward, 1989) و بومريند (Baumrind, 1991) و بغنر (Bigner, 1994) و وينار (Wenar, 1994) علاقة بين مختلف أنماط المعاملة الوالدية والصحة النفسية وسلوك الأبناء. وتعرف الصحة النفسية (Mental Health) على أنها "حالة عقلية انفعالية مركبة، دائمة نسبيا، من الشعور بأن كل شيء على مايرام، والشعور بالسعادة مع الذات والآخرين والشعور بالرضا والطمأنينة والأمن وسلامة العقل، والإقبال على الحياة، مع شعور بالنشاط والقوة والعافية، ويتحقق في هذه الحالة درجة مرتفعة نسبيا من التوافق النفسي والاجتماعي مع علاقات اجتماعية راضية مرضية" (دويدار، 1994: 508). أما مفهوم المعاملة الوالدية، فتعرف بأنها "الاجراءآت والأساليب التي يتبعها الوالدان في تطبيع أو تنشئة أبنائهما اجتماعيا -أي تحويلهما من كائنات بيولوجية إلى كائنات اجتماعية وما يعتنقاه من اتجاهات توجه سلوكهما في هذا المجال" (القناوي، 83:1996). والمقصود بأنماط المعاملة الوالدية (Parenting Styles) في هذه الدراسة من الناحية الإجرائية: الأساليب التربوية التي يتبعها الآباء في تربية أبنائهم وتنشئتهم اجتماعيا. وتتأثر أنماط المعاملة الوالدية بالثقافة السائدة في مجتمع معين، كما تتأثر بعدة متغيرات شخصية تتعلق بالآباء أنفسهم كالسن والجنس والمستوى التعليمي والإقتصادي والإجتماعي. وتتأثر أيضا بمتغيرات تتعلق بالأبناء مثل الجنس وترتيب الولادة وغير ذلك من العوامل.
ويصنف أغلب الباحثين مثل بومريند (Baumrind, 1991) أنماط المعاملة الوالدية إلى ثلاثة أنماط أو أساليب وهي: 1- النمط الديمقراطي: (Authoritative Style) وهو أسلوب يأخذ بعين الاعتبار رأي الأولاد ويصل معهم إلى حلول وسط تراعي الطرفين. 2- النمط التسلطي: (Authoritarian Style) وهو تعامل سلطوي أو تسلطي يفرض فيها الأهل رأيهم دون مراعاة رأي الأبناء. 3- النمط المتساهل: (Permissive Style) وهو تعامل يبيح للأبناء أن يسلكوا كما يشاؤون بحرية دون فرض سلطة الأهل عليهم.
وعليه، فقد ربط بعض الباحثين في الغرب -كما أشير أعلاه- بين النمط التسلطي في المعاملة الوالدية واضطراب الصحة النفسية لدى الأطفال والأبناء بصفة عامة. فقد وجد بيكر منذ 1964 (Beker, 1964) أن عدوانية الآباء وشدتهم في المراقبة تؤدي إلى اضطراب نمو وعي الأطفال وتساعد على نمو العدوانية ومقاومة السلطة لديهم. أما الدراسات الغربية الحديثة فتربط النمط التسلطي في معاملة الأبناء بعدة اضطرابات وجدانية وسلوكية مستقبلية يواجهها الأبناء ومن بينها مختلف أنماط الإدمان، مشكلات في إقامة علاقات ودية، اكتئاب، انخفاض تقدير الذات، انخفاض في اتخاذ المبادرة وصعوبات في عملية اتخاذ القرارات (Forward, 1989; Whitfield, 1987 Wenar, 1994; Bigner, 1994; Baumrind, 1991; ). وبالمقابل، فقد تبين أن النمط الديمقراطي في معاملة الأبناء يرتبط بانخفاض الإضطرابات النفسية والسلوكية مقارنة بالأطفال الذين عوملوا بالنمط التسلطي أو المتساهل كما أشار إلى ذلك (Buri, Louiselle, Misukanis, & Mueller, 1988) و (( Lamborn, Mants, Steinberg & Dornbusch, 1991)) و (Wenar, 1994). كما أن الأطفال الذين عوملوا بالأسلوب الديمقراطي يكونون أكثر أمنا وشعبية وتحصيلا (Buri, et al., 1988; Wenar, 1994). ولكن بعض الدراسات الميدانية الأخيرة تشير إلى أن تأثير أنماط المعاملة الوالدية في الصحة النفسية للأبناء قد يختلف باخنلاف الثقافات كما يختلف عبر المجموعات العرقية حتى في البلد الواحد، وهذا ما أشار إليه دويري (Dwairy, 2004) في دراستين له نشرتا له في فلسطين المحتلة، وأشار إليه هيل (Hill, 1995). كما وجد في بحث آخر أجراه ستاينبرغ وآخرون (et al., 1994 وSteinberg) أن النمط التسلطي أكثر فائدة للأمريكيين الآسيويين من النمط الديمقراطي في موضوع التوافق والأداء الأكاديمي. أما الباحث لونغ وآخرون (Leung, et al., 1998) فقد درس في بحث له الأسر الصينية في هونغ كونغ وفي جمهورية الصين الشعبية فوجد أن النمط التسلطي قد أثر في إنجاز الأطفال إيجابيا بينما لم يكن للنمط الديمقراطي أي تأثير في الإنجاز.
ورغم أن أنواع سلوك الآباء قد تكون متشابهة عبر الثقافات، ولكن معناها وتأثيرها في الصحة النفسية للأطفال قد يختلف. فقد لاحظ راندولف (Randolph, 1995) أن ممارسة النمط التسلطي في تربية الأطفال قد يثمن عند الأمريكيين الإفريقيين (الزنوج) على أنه يرتبط بالإهتمام والحب والإحترام والحماية ومصلحة الطفل. كما زعم توبين وآخرون (Tobin, et al., 1998) أن مفهوم غوان (guan) يعني في اللغة الصينية (التحكم أو السيطرة) وله معان خفية إيجابية جدا مثل "الإهتمام" و "الحب". وأكدت دراسات شاو (Chao, 1994, 1997) أن النمط الأبوي التسلطي له معنى إيجابي بالنسبة للأطفال الصينيين. وعليه، فإن تأثيره قد يكون إيجابيا. وأشارت هذه الباحثة إلى مفهوم لغوي صيني يمكن ترجمته إلى العربية بمفهوم "التدريب أو التوجيه". وإن كان هذا المفهوم الصيني يتقاطع مع مفهوم النمط التسلطي في الغرب إلا أن معناه بالنسبة للآباء وللأطفال الصينيين مختلف عما هو عليه المعنى في الغرب. لقد أوردنا هذه الدراسات الغربية والشرق آسيوية لنبين أن موضوع المعاملة الوالدية وعلاقتها بالصحة النفسية عند الأبناء ذو أبعاد ثقافية ينبغي أن تراعى عند تفسير النتائج الميدانية؛ إذ أن عدم مراعاة هذه الأبعاد قد يؤثر سلبا في عملية التفسير. أما في البلدان العربية، فيسود اعتقاد بأن النمط الأبوي التسلطي هو السائد وأن له تأثيرات سلبية على صحة الأطفال والشباب في البلدان العربية. ومن ممثلي هذا الاتجاه شرابي (1985) الذي وصف المجتمع العربي على أنه مجتمع أبوي تقوم علاقاته العائلية على التزمت والسيطرة والخضوع. ويؤيده في هذه الرؤية وطفة (2003) من خلال وصفه للأمراض الاجتماعية والثقافية التي تعانيها المجتمعات العربية مثل التعصب و العنف بأشكالهما المختلفة وبما ينطويان عليه من تهديد للوجود الحضاري و الإنساني لهذه المجتمعات. وأهم العوامل المسئولة عن الإشكالية التي تعيشها المجتمعات العربية اليوم من وجهة نظر وطفة (2003) هي بنية العائلة العربية و ما تحتويه من عناصر مـضادة للتغيير والبنية الدينية وما أفرزته من أصولية مسيطرة. وقد يكون أحد نتائج التعصب والعنف في التربية-حسب اعتقاده- ما نشهده حالياً من إنتشار لأفكار تدعو إلى الكراهية ورفض الآخر والتعبير العنيف عن الرأي خاصة لدى فئة الشباب في معظم المجتمعات العربية. ولكن هذا الإعتقاد النمطي والمتحيز لوجهة نظر معينة قد تكون متأثرة بنزعات فكرية (إديولوجية)، ولم يبرهن عليه بواسطة دراسات ميدانية موضوعية؛ الشيء الذي يتطلب فحص هذا الإعتقاد أو الإفتراض إمبريقيا.
وفي الواقع، فقد أشارت نتائج دراسات ميدانية أجريت في بعض البلدان العربية إلى انتشار استعمال الآباء والأمهات للضرب والعنف النفسي وإيذاء الأطفال في مختلف الأعمار وفي مختلف المستويات الإجتماعية كأحد أهم طرق التأديب في المعاملة الوالدية. ومن أمثلة هذه الدراسات، دراسة عن تأديب الأطفال في السعودية (عشوي، 2003) ودراسة أخرى عن مخنلف أنماط العقاب النفسي والجسدي الممارسة من طرف الأمهات السعوديات (العلي، 1999) ودراسة في مصر من طرف سيف الدين (2001) ودراسة محروس في البحرين (2001)، ودراسة كل من الشقيرات والمصري في الأردن (2001)، ودراسة الكتاني في المغرب (2000)، ودراسة قاسم ومصطفى وكاظم وشاه في الكوبت (Qasem, Mustafa, Kazem & Shah, 1998)، ودراستان لدويري في فلسطين المحتلة (Dwairy, 1997, 1998). أما بعض الدراسات التي حاولت إيجاد علاقة بين أنماط المعاملة الوالدية المختلفة والصحة النفسية للأبناء في البلدان العربية فتتمثل في دراسة حطب ومكي (1978) اللذين أشارا في دراسة لهما عن الشباب العربي، إلى أن أغلب الشباب يتبع تعليمات الوالدين في مختلف قضايا الحياة كالسلوك الإجتماعي وإقامة العلاقات مع الآخرين والزواج واختيار الوظائف والإتجاهات السياسية. كما أشار نفس الباحثين أن الشباب لم يتأذوا من النمط التسلطي بل هم مرتاحون لهذا النمط من الحياة. وتتفق دراسة رونالد وآخرون (Ronald, et al., 1991) في نتائجها مع دراسة حطب ومكي فيما يخص جزئية معتقدات الأطفال وإدراكهم لأسلوب التنشئة المستخدم معهم من قبل الوالدين. فقد هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن تأثيرات العقاب البدني والدفء المشترك للمربي، والمعتقدات الثقافية، على التوافق النفسي للأطفال في سانت كيتس بجزر الهند الغربية. وكانت عينة الدراسة (349) بنتاً وولداً تتراوح أعمارهم بين (9 إلى 16سنة) ينتمون إلى كافة الشرائح الاجتماعية والاقتصادية. وأوضحت نتائج هذه الدراسة ان الأطفال المشاركين في الدراسة من جميع الأعمار، ومن مختلف الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية يميلون إلى الاتفاق مع المعتقد الثقافي السائد والمتمثل في أن الضرب من وسائل التربية الجيدة، وكانت عينة الإناث أكثر اتفاقاً مع المعتقد الثقافي السائد من عينة الذكور. إلا أن قناعات الأطفال بالعقاب البدني لا تأثير لها على العلاقة بين هذا العقاب والتوافق النفسي، فالتوافق النفسي للأطفال الذين يجمع بينهم الاعتقاد بأنه من الأفضل للآباء والأمهات أن يعاقبوا أطفالهم يختل بنفس الدرجة التي يختل بها التوافق النفسي للأطفال الذين لا يميلون إلى هذا الاعتقاد (Ronald, et al., 1991).
وفي نفس الاتجاه، نجد أن دراسة غرازيانو وآخرون (Graziano, et al., 1992) قد هدفت إلى المقارنة بين الثقافتين الهندية والأمريكية فيما يتعلق بالتعرض إلى العقاب البدني في مرحلة الطفولة، وتقويم ذلك العقاب والاتجاهات السائدة نحوه في تربية الأطفال على عينة من طلاب الكليات بقسم علم النفس في الهند والولايات المتحدة. وأظهرت النتائج أن معظم أفراد العينة من الدولتين تعرضوا إلى العقاب البدني في طفولتهم، وكان تقويمهم له إيجابيا، ولم تكن هناك تأثيرات للجنس أو الجنسية وتفاعلهما على ذلك التقويم. وأشارت الاستجابات إلى أن أفراد العينة يشعرون بأن عقابهم كان مناسباً وأنه كان مؤثراً في تنبيههم إلى بعض الأمور الهامة. وأن اتجاهات الذكور نحو العقاب البدني أكثر إيجابية من الإناث. ووجد عشوي (Achoui, 2004) أن للآباء والأمهات تأثيرا إيجابيا في دافعية الطلاب الجامعيين بالسعودية وتحصليهم الدراسي مما يدل على تأثير العائلة العربية في سلوك الأبناء وتوافقهم حتى وهم في المرحلة الجامعية. أما دراسة طاهر (1990) للتعرف على الفروق في أساليب المعاملة الوالدية كما يدركها الأبناء بين فئتين، الأولى أقرب إلى السواء والثانية أقرب إلى عدم السواء -تحديد السواء من عدمه في هذه الدراسة كان من خلال إجابات أفراد العينة على مقياس الشخصية الذي استخدمه الباحث- فقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن فئة الأبناء الأكثر ميلا إلى مظاهر عدم السواء من أفراد العينة أدركوا أحد عشر أسلوباً من أساليب المعاملة الوالدية على أنها مميزة لوالديهم هي: الاستحواذ، والضبط، والرفض، والإكراه، والتطفل، والضبط من خلال الشعور بالذنب، والضبط العدواني، وعدم الاتفاق، وتلقين القلق الدائم، والتباعد أو النبذ وانسحاب العلاقة، وتمثل هذه الأساليب النمط التسلطي في التنشئة. وفي دراسة أخرى لحمزة (1996) الهدف منها الكشف عن العلاقة بين بعض أساليب المعاملة الوالدية المتمثلة في: الرفض، والقسوة، وأسلوب بث القلق والشعور بالذنب، والأساليب الصحيحة في التنشئة، وبين شعور الأبناء بالفقدان والذي يعني الشعور بالاغتراب وعدم التوافق الاجتماعي. أظهرت نتائجها أن أفراد العينة -طلاب الصف الأول ثانوي- الذين يعانون مشكلات سلوكية يشعرون بالفقدان والاغتراب وعدم التوافق الاجتماعي أكثر من أفراد العينة الذين لا يعانون مشكلات سلوكية، كما أظهرت النتائج وجود فروق بين المجموعتين في التعرض إلى أسلوب القسوة من قبل آبائهم لصالح المجموعة التجريبية وهم فئة الذين يعانون مشاكلات سلوكية (حمزة، 1996). و تبين من دراسة أخرى أجرتها أمان محمود وصابر (2003) بهدف التعرف على بعض الخصائص النفسية والسلوكية (مركزية الذات، وجهة الضبط، الحالة المزاجية) لعينة من الأطفال المساء معاملتهم ومعرفة الفروق في هذه الخصائص باختلاف نوع الإساءة (بدنية- نفسية) المستوى الاقتصادي والاجتماعي، والمستوى التعليمي للوالدين و ظروفهم الأسرية: 1- وجود فروق دالة إحصائيا بين الأطفال العاديين و المساء معاملتهم على أبعاد مركزية الذات (اجتماعية- مزاج- جسمية)، أبعاد وجهة الضبط (شخصي، النظام، إيديولوجي) لصالح الأطفال العاديين. 2- وجود فروق في أبعاد الحالة المزاجية (القلق، الاكتئاب، العداوة، الحساسية، الاعتمادية، الإجهاد النفسي) لصالح الأطفال المساء معاملتهم. 3- وجود فروق دالة بين الأطفال المساء معاملتهم بدنيا ونفسيا في بعد (الاكتئاب)، وكذلك في بعد الضبط الشخصي لصالح المساء إليهم. 4- عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الأطفال المساء معاملتهم للوالدين ذوي المستوى الاقتصادي المنخفض والمتوسط على جميع أبعاد الدراسة (مركزية الذات، وجهة الضبط، الحالة المزاجية). 5- عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الأطفال المساء معاملتهم للوالدين ذوي المستوى التعليمي المنخفض، المتوسط على جميع أبعاد الدراسة (مركزية الذات، وجهة الضبط، الحالة المزاجية). 6- عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الأطفال المساء معاملتهم لظروفهم الأسرية (مشاجرات أسرية، إدمان الوالدين، الطلاق) في مركزية الذات لصالح مجموعة الطلاق، وفي أبعاد الضبط الشخصي، تعديل النظام، ووجهة الضبط بمركزية الذات (الاجتماعية والمزاج وجسمية) لصالح مجموعة إدمان الوالدين بينما في بعد الضبط الأيديولوجي لصالح مجموعة المشاحنات الأسرية. أما فيما يخص الحالة المزاجية فكان القلق، الاكتئاب، الأساسية، الاعتمادية، الإجهاد النفسي لصالح مجموعة المشاحنات الأسرية. 7- عدم وجود تفاعل دال بين كل من نوع الإساءة، المستوى الاقتصادي للوالدين، المستوى التعليمي للوالدين في الحالة المزاجية، وجهة الضبط ومركزية الذات. وعلى ضوء النتائج المذكورة أعلاه، فإننا نؤكد العلاقة العامة التي قد توجد بين الأنماط غير السوية في التنشئة والاضطرابات النفسية لدى الأبناء، خاصة فيما يتعلق بالإساءة البدنية والنفسية وما تحدثه من قلق واكتئاب وغيره.
أما دراسة الهنداوي، الزغول والبكور (2003) في الأردن فقد قامت على مقارنة أساليب التنشئة الوالدية التي تقوم على الديمقراطية والتسلط والإهمال المدركة من قبل الطلبة، بين فئتي العدوانيين وغير العدوانيين، ومقارنة مفهوم الذات الأكاديمي عند هاتين الفئتين أيضاً، وتمت مقارنة أساليب التنشئة الأسرية ومفهوم الذات الأكاديمي بين الذكور والإناث، وتكونت عينة الدراسة من (446) طالباً وطالبة من طلبة الصف التاسع الأساسي في محافظات جنوب الأردن نصفهم من العدوانيين والنصف الآخر من غير العدوانيين، وتم تطبيق مقياس أساليب التنشئة الوالدية - الديمقراطية، والتسلط والإهمال - في صورتيه ( أ ) للأب و(ب) للأم كما يدركها الأبناء، ومقياس مفهوم الذات الأكاديمي على أفراد عينة الدراسة الذين تم اختيار العدوانيين منهم من قبل معلميهم ومعلماتهم. وتم الاختيار العشوائي لعدد مماثل من الطلبة غير العدوانيين من نفس الشعب الدراسية التي تم اختيار العدوانيين منها، وتم تحليل البيانات باستخدام تحليل التباين الثنائي متعدد المتغيرات، وتحليل التباين الأحادي.
وكانت أبرز نتائج هذه الدراسة: 1- وجود فروق بين درجات الطلبة غير العدوانيين والعدوانيين على مقياس أساليب التنشئة الوالدية التي تقوم على الديمقراطية، إذ أظهرت النتائج أن الطلبة غير العدوانيين يعاملهم الآباء والأمهات بأساليب ديمقراطية أفضل من تلك التي يعاملون بها الطلبة العدوانيين. 2- وجود فروق بين الدرجات التي حصل عليها الطلبة العدوانيون على مقياس أساليب التنشئة الوالدية التي تقوم على التسلط والإهمال والدرجات التي حصل عليها غير العدوانيين. أي أن الطلبة العدوانيين ذكوراً وإناثا كانوا يعانون من تسلط وإهمال الآباء والأمهات أعلى من تلك التي يعامل بها الطلبة غير العدوانيين. 3- وجود فروق دالة إحصائيا بين درجات الطلبة غير العدوانيين والعدوانيين على مقياس مفهوم الذات الأكاديمي، وكان المتوسط عند غير العدوانيين أعلى منه عند العدوانيين. 4- وجود فروق بين درجات الذكور والإناث على مقياس أساليب التنشئة الوالدية التسلطية أي كان إدراك الذكور لأساليب التنشئة الوالدية التسلطية التي يمارسها الآباء والأمهات عليهم أعلى من إدراك الإناث لتلك الأساليب. 5- وجود فروق بين الإناث والذكور على مقياس مفهوم الذات الأكاديمي، إذ كانت متوسطات درجات الإناث أعلى من تلك التي حصل عليها الذكور.
أما دراسة كلا من سليمان والقضاة (2004) فقد هدفت إلى الكشف عن العلاقة بين أساليب التنشئة الوالدية وإضطراب الاكتئاب لدى عينة من أطفال الصف السادس الابتدائي، وخلصت إلى نتيجة مركزية ذات شقين: يتمثل الشق الأول في وجود علاقة دالة إحصائيا بين الممارسات الوالدية الميالة إلى النبذ والتحكم ونزوع الأطفال إلى الاكتئاب، فيما يتجسد الشق الثاني في ميل الأطفال الذين تتسم ممارسات والديهم حيالهم بالتساهل والتقبل إلى عدم الاكتئاب. وفي دراسة للغصون (1992) حول العلاقة بين السلوك العدواني لدى الأطفال وأساليب التنشئة الوالدية التي يتعرض لها الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في المملكة العربية السعودية. وجاءت النتائج على النحو التالي: 1- توجد علاقة سالبة بين السلوك العدواني والسواء كأسلوب من أساليب التنشئة الوالدية. 2- لا توجد علاقة بين السلوك العدواني وكل من: التسلط، الإهمال وإثارة الألم النفسي. 3- توجد علاقة موجبة بين السلوك العدواني لدى الأطفال وكلا من التذبذب والتفرقة كأسلوب من أساليب التنشئة الوالدية . 4- لاتوجد علاقة بين السلوك العدواني لدى الأطفال والحماية المفرطة كأسلوب من أساليب التنشئة الوالدية.
أما دراسة دويري (Dwairy, 2004a) على عينة من المراهقين العرب تشير إلى ارتباط نمط المعاملة الوالدية الديمقراطي ارتباطا إيجابيا بمفهوم الذات وتقدير الذات وارتباطه بصفة منخفضة بالقلق والإكتئاب واضطرابات السلوك والهوية. وانتهى نفس الباحث إلى أن النمط التسلطي لم يرتبط بأي مشكلة من مشكلات الصحة النفسية المذكورة مما يشير إلى عدم ارتباط النمط التسلطي -بالضرورة- باضطراب الصحة النفسية عند الشباب العربي. ولكن الباحث نفسه قد وجد في دراسة أخرى (Dwairy, 2004b) أن الأطفال العرب الموهوبين يعانون سلبيا من نمط المعاملة الوالدية التسلطي؛ حيث وجد علاقة بين هذا النمط من المعاملة وانخفاض تقدير الذات وازدياد القلق والإكتئاب واضطراب السلوك والهوية لدى هذه الفئة من الأطفال.
وفي ضوء نتائج الدراسات السابقة يتضح للباحثين: 1- مدى انتشار مختلف أنماط العقاب الجسدي والنفسي في الأوساط الأسرية والعائلية العربية. 2- ارتباط أنماط المعاملة الوالدية ومؤشرات الصحة النفسية عند الأبناء. 3- عدم وضوح العلاقة بين مختلف أنماط المعاملة الوالدية ومختلف مؤشرات (متغيرات) الصحة النفسية. 4- عدم وضوح العلاقة بين مختلف أنماط المعاملة الوالدية ومختلف مؤشرات (متغيرات) الصحة النفسية عند الذكور والإناث. 5- لم تجر دراسات ميدانية مقارنة بين البلدان العربية لمعرفة مدى انتشار مختلف أنماط المعاملة الوالدية وتأثيرها في الصحة النفسية للأبناء. 6- توجد علاقة سلبية مباشرة بين النمط الأبوي التسلطي والصحة النفسية. 7- تأثير الثقافة بدلا من أنماط المعاملة الوالدية في الصحة النفسية. 8- دور الثقافة في بلورة الإتجاهات نحو مختلف أنماط المعاملة الوالدية.
وتدعو مثل هذه النتائج الخاصة بتأثير مختلف أنماط المعاملة الوالدية في الصحة النفسية للبناء في مختلف الثقافات الفردية والجمعية إلى فحص هذه العلاقة فحصا إمبريقيا في مختلف البلدان العربية التي تنتمي في معظمها - نظريا على الأقل- إلى الثقافة الجمعية وإن تعرضت هذه الثقافة إلى تحولات وتغيرات جديرة بالتحليل والمتابعة؛ ذلك لأن النظرة النمطية للمعاملة الوالدية في البلدان العربية ماتزال سائدة عند بعض الباحثين الغربيين والعرب دون الإستناد إلى معطيات ميدانية. لذا يرى الباحثون أن أنماط المعاملة الوالدية وعلاقتها بالصحة النفسية للأبناء في المملكة العربية السعودية تحتاج إلى دراسة وخاصة في المرحلة الثانوية حيث لا نجد دراسة -حسب علمنا- اهتمت بهذه المتغيرات في البيئة السعودية. ويصوغ الباحثون مشكلة الدراسة في الأسئلة التالية التي نعرضها بعد توضيح أهداف الدراسة.
أهداف الدراسة: تهدف الدراسة الحالية إلى الآتي: 1- التعرف على أنماط المعاملة الوالدية كما يدركها الطلاب والطالبات بالمرحلة الثانوية في المنطقة الشرقية (المملكة العربية السعودية). 2- التعرف على التباين في انماط المعاملة الوالدية كما يدركها الطلاب والطالبات وفقا للمتغيرات التالية: جنس الطالب، مكان إقامته، المستوى الدراسي للوالدين، المستوى الإقتصادي للعائلة، عدد أفراد العائلة والترتيب الميلادي. 3- التعرف على الإضطرابات النفسية لدة طلاب وطالبات المرحلة الثانوية. 4- الترعف على التفاعل بين أنماط المعاملة الوالدية ونوع جنس الطالب بالنسبة لمتغيرات الصحة النفسية. 5- التعرف العلاقة على نوع العلاقة بين أنماط المعاملة الوالدية وعوامل الصحة النفسية كما تقاس إجرائيا بالأدوات المستخدمة في الدراسة الحالية.
أسئلة الدراسة: 1- ماهي أنماط المعاملة الوالدية السائدة في الأوساط العائلية السعودية؟ 2- هل هناك تفاعل دال إحصائيا بين أنماط المعاملة الوالدية ونوع الجنس (ذكر\أنثى) بالنسبة لمتغيرات الصحة النفسية المحددة إجرائيا في هذا البحث؟ 3- هل هناك فروق في أنماط المعاملة الوالدية للأبناء في الأوساط الحضرية والريفية السعودية؟ 4- هل هناك فروق في أنماط المعاملة الوالدية للأبناء حسب المستوى الدراسي للوالدين؟ 5- هل هناك فروق في أنماط المعاملة للأبناء حسب المستوى الإقتصادي للعائلة؟ 6- هل هناك فروق في أنماط المعاملة الوالدية للأبناء حسب عدد الإخوة والأخوات في العائلة؟ 7- هل تختلف أنماط المعاملة الوالدية للإبن أو البنت البكر مقارنة مع الأبناء الآخرين؟ 8- ماهي أهم الإضطرابات النفسية عند الفتيان والفتيات في الثانويات السعودية؟ 9- ما هي العلاقة بين أنماط المعاملة الوالدية ومختلف عوامل الصحة النفسية للأبناء والبنات في العائلة السعودية؟ 10- ما هي العلاقة بين عوامل (متغيرات) الصحة النفسية عند الطلاب والطالبات في الثانويات وبعض المتغيرات الديمغرافية؟ لجأنا في هذه الدراسة إلى طرح أسئلة عن موضوع البحث بدلا من وضع الفرضيات لأن دراستنا من نوع البحوث الإستطلاعية التي قد تنتهي بتوليد فرضيات يمكن فحصها في بحوث مستقبلية.
أدوات جمع البيانات: 1- مقياس الصحة النفسية: لجمع البيانات استخدمنا في هذه الدراسة مقياس الصحة النفسية الذي وضعه حمودة وإمام (1996)، ويتكون من (27) عاملا، وكل عامل يتكون من خمس عبارات. وقد وضع هذا المقياس بهدف دراسة الحالة النفسية عند المراهقين والراشدين في مصر. وضع لكل حالة من حالات المقياس خمس فقرات يطلب من المفحوص أن يجيب عن كل واحد منها إما بالقبول أو الرفض أو عدم التأكد على النحو التالي: نعم =2 لا=0 غير متأكد=1. تدل الدرجة المرتفعة في كل عامل على وجود اضطراب نفسي في الحالة المذكورة أي الصحة النفسية غير السوية بينما تدل الدرجة المنخفضة على الصحة النفسية السوية. وقد قام الباحثان بالتحليل العاملي وبالثبات النصفي للمقياس عندما طبق في مصر على عينات من الأشخاص العاديين والذين يعانون اضطرابات عيادية (إكلنيكية) فوجد أن المقياس يتمتع بالصدق العاملي؛ فقد بينت المقارنة بين مجموعتي الأشخاص العاديين والمضطربين أن هناك فروقا بينهما في كل العوامل التي يتكون منها المقياس الكلي لصالح الأشخاص العاديين (حمودة، 1996).
وقد طبق الباحثون في هذه الدراسة أربعة عوامل فقط تتعلق باضطرابات نفسية أساسية وهي: 1- اضطرابات الهوية (مثلا: لا أدري من أنا وماذا أريد).! 2- اضطرابات القلق (مثلا: عندما أقوم بشيء ما أشعر بقلق). 3- الإكتئاب (مثلا: أشعر بحزن في معظم الأوقات). 4- اضطرابات سلوكية (مثلا: استعمال العنف يؤدي بالآخرين إلى احترامي). وقد قمنا بحساب الثبات للفقرات العشرين التي طبقت على عينة هذه الدراسة عن طريق تقنية معامل ألفا كرونباخ، ووجدنا أن معامل الثبات هو (0.86) وهي نسبة مرتفعة من حيث الدلالة الإحصائية مما يؤكد ما توصل إليه باحثون سابقون مثل حمودة وإمام (1996) ودويري (Dwairy, 2004a) حول ثبات المقياس. ونظرا لتشابه البيئة السعودية مع البيئة المصرية، لم نقم بتقنين المقياس على عينة سعودية قبل تطبيقه. ولعل هذا يحتاج إلى دراسة أخرى. ولمزيد من التفاصيل عن ثبات وصدق المقياس يمكن الرجوع إلى دراسة حمودة (1996). 2- استبيان السلطة الوالدية: وضعت النسخة الأصلية لهذا الإستبيان (استبيان السلطة الوالدية) من طرف بوري (Buri, 1991) ويسمى هذا الإستبيان باللغة الإنكليزية (Parental Authority Questionnaire - PAQ). وقد صمم هذا الإستبيان بطريقة تمكن من دراسة ثلاثة أنماط للمعاملة الوالدية وهي: التسلطي، الديمقراطي والمتساهل. ولدراسة كل من هذه الأنماط الثلاثة، وضعت عشرة فقرات لكل نمط وللإستجابة على فقرات المقياس استخدمنا طريقة ليكرت الخماسية لقياس كل فقرة؛ أي تتراوح ما بين: (1= معارض جدا إلى 5= موافق جدا). وفي الأصل، فقد وضع استبيانان لدراسة أنماط السلطة عند كل من الآباء والأمهات إلا أننا فضلنا في دراستنا هذه استعمال استبيان واحد لكل من الآباء والأمهات؛ وذلك بناءا على نتائج دراسة سابقة أجراها دويري (1997) عن أنماط التنشئة الإجتماعية عند الآباء والأمهات فلم يجد فروقا جوهرية بين أنماط التنشئة عند الآباء والأمهات.
وقد ترجم هذا الإستبيان واستعمل في دراستين من طرف دويري (2004b 2004a; Dwairy, ). وعلاوة على ذلك، فقد خضعت مفردات هذا الإستبيان في الدراسة الحالية للمراجعة من طرف مجموعة من الباحثين في السعودية وذلك لتقريب بعض هذه المفردات لفهم طلاب الثانويات بهذا البلد من الناحية اللغوية أي أنه لم تجر تعديلات جوهرية على مفاهيم الإستبيان.
وفيما يتعلق بثبات وصدق هذا الإستبيان، فقد أورد بوري (Buri, 1991) درجات عالية لثبات هذا الإستبيان باستعمال طريقة الإختبار وإعادة الإختبار؛ وقد تراوحت معاملات الثبات بهذه الطريقة مابين 0.77 و 0.92 وهي دالة إحصائيا، كما استعمل تقنية الإتساق الداخلي (Internal Consistency) باستعمال تقنية ألفا كرونباخ ووجد أن معامل ألفا لمختلف محاور الإستبيان قد تراوحت بين 0.74 و0.87 وهي دالة إحصائيا. أما فيما يتعلق بصدق المفهوم (construct validity) لهذا الإستبيان؛ فقد اختبرت باستعمال مقياس خاص بتقدير الذات ووجد أن تقدير الذات قد ارتبط سلبيا بالنمط التسلطي وإيجابيا بالنمط الديمقراطي بينما لم بتأثر بالنمط المتساهل كما بين ذلك بوري (Buri, 1991). وبالإضافة إلى ما أورده بوري حول ثبات وصدق هذا الإسبتيان، فقد درسا أيضا من طرف دويري (Dwairy, 2004a, Dwairy, 2004b) باستعمال تقنية ألفا كرونباخ والتحليل العاملي فوجد أن هذا الإستبيان يتمتع بدرجة مرضية من الإتساق الداخلي في مختلف الأنماط (أنماط السلطة) كل على حدة بالإضافة إلى صدق المفهوم الداخلي للإستبيان ككل.
مجتمع الدراسة وعينة البحث: أجريت هذه الدراسة في المدارس الثانوية بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية حيث تم اختيار عدة ثانويات من هذه المنطقة بطريقة عشوائية (العينة العشوائية البسيطة). وقد تم سحب عينتين إحداهما من الذكور والأخرى من الإناث من طلاب وطالبات هذه الثانويات بطريقة المعاينة العشوائية العنقودية؛ حيث أعطيت فرصة المشاركة لمختلف طلاب وطالبات الثانويات الموجودة بهذه المنطقة سواء في الأوساط الحضرية أو الريفية بشكل عشوائي غير قصدي حيث تم تمثيل الطلاب والطالبات في البلدات، والمدن الصغيرة والكبيرة وفي عاصمة المنطقة (الدمام). وقد التزمنا عند توزيع الاستبانات بعدم كشف أسماء الثانويات أو أي شيء يدل بالضبط على اسم ومكان الثانويات المشاركة في هذه الدراسة.
الخصائص الديمغرافية للعينة: 1- حجم العينة والجنس والمستوى الدراسي: وزعت الإستبانات في كل ثانوية حسب العدد المحدد لكل ثانوية إلا أن غياب بعض الطلاب والطالبات في بعض الثانويات أدى إلى عدم الحصول على العدد المطلوب؛ مما أدى بدوره إلى تباين العدد المحصل عليه من مختلف الثانويات من جهة، وتباينه بالنسبة لعدد الذكور والإناث من جهة أخرى إلا أن العدد الإجمالي المحصل عليه مقبول جدا حيث بلغ حجم العينة الكلية 398 طالبا وطالبة كما هو مبين في الجدول رقم (1). وكان عدد الذكور 167 طالبا وعدد الإناث 231 طالبة؛ وقد مثل الذكور في هذه العينة بنسبة 42% بينما مثلت الإناث بنسبة 58%، علما بأن كل هؤلاء الطلاب والطالبات ينتمون إلى الصف الثاني ثانوي (الصف الحادي عشر) فقط. جدول (1) توزيع أفراد عينة الدراسة حسب الجنس
م الفئة العدد النسبة المئوية 1 الذكور 167 42% 2 الإناث 231 58% 3 المجموع 398 100% 2- الإنتماء الجغرافي: للحصول على عينة طبقية-عشوائية عملنا على جمع الاستبانات حسب الانتماء الجغرافي للطلاب والطالبات بالمنطقة الشرقية في السعودية، وقد حددنا هذا الانتماء اجرائيا حسب الفئات التالية: 1- بلدة صغيرة حجمها بضعة آلاف من السكان. 2- مدينة صغيرة: أقل من مائة ألف ساكن. 3- مدينة كبيرة: أكثر من مائة ألف ساكن. 4- عاصمة المنطقة وحجم سكانها حوالي نصف مليون نسمة. وقد توزعت النسب المحصل عليها من كل فئة كما هو مبين في الجدول رقم (2).
جدول (2) توزيع عينة الدراسة حسب الإنتماء الجغرافي م الفئة حجم الفئة النسبة المئوية الممثلة لكل فئة 1 بلدة صغيرة بضعة آلاف من السكان 25.6% 2 مدينة صغيرة أقل من مائة ألف ساكن 27.3% 3 مدينة كبيرة أكثر من مائة ألف ساكن 28.6% 4 عاصمة المنطقة عاصمة (حوالي نصف مليون) 18.3% 3- عدد الإخوة والأخوات: تراوح عدد الإخوة والأخوات في العينة المدروسة من واحد بنسبة 1.3% إلى 22 بنسبة 0.3% . وقد شكل عدد الإخوة والأخوات المتراوح بين 4 إلى 10 أعلى النسب حيث تراوحت هذه النسب بين 8% و 16.8% . وبلغ متوسط عدد الأطفال في عائلات العينة المدروسة 7.29 مما يشير إلى كبر حجم العائلة في المجتمع السعودي. 4- ترتيب المشاركين حسب الولادة: للترتيب في الولادة أهمية في دراسة العلاقة بين الآباء والأبناء حيث سيتم فحص هذه العلاقة في هذه الدراسة الميدانية لاحقا. وقد بين توزيع أفراد عينة البحث حسب ترتيبهم في الولادة أن حوالي 22% كان ترتيبهم الأول في الولادة بينما توزعت البقية على تراتيب أخرى. ولا نرى ضرورة لوضع جدول لهذا التوزيع. 5- المستوى التعليمي للوالدين: أ- المستوى التعليمي للآباء: تبين من البيانات المحصل عليها أن المستوى الدراسي لأغلبية الآباء وبنسبة 35% لايتعدى المستوى الابتدائي والمتوسط بينما تتوزع باقي المستويات حسب نسب كما هو موضح في الجدول التالي:
جدول (3) المستوى التعليمي للآباء المستوى التعليمي للأب النسبة أمي 14.7 ابتدائي ومتوسط 35 ثانوي 17 جامعي دون بكالوريوس 13.7 بكالوريوس فما فوق 19.6 المجموع 100 ب- المستوى التعليمي للأمهات: يلاحظ أن نسبة الأمية عند الأمهات مرتفعة جدا مقارنة بالآباء حيث إن نسبة الأمية بين الأمهات 25.8% مقابل 14.7% عند الآباء، كما أن المستوى الدراسي لأغلبية الأمهات لم يتعد المستوى الإبتدائي والمتوسط؛ وذلك بنسبة 38.1%، ويبين الجدول التالي نسب مستويات التعليم الأخرى. ويلاحظ أن نسبة الأمهات الحاصلات على شهادة جامعية لا تتجاوز نسبة 6%.
جدول (4) المستوى التعليمي للأمهات. المستوى التعليمي للأم النسبة أمي 25.8 ابتدائي ومتوسط 38.1 ثانوي 17.5 جامعي دون بكالوريوس 12.5 بكالوريوس فما فوق 6 المجموع 100 6- المستوى الاقتصادي للعائلة: طلب من أفراد العينة تحديد المستوى الإقتصادي لعائلاتهم بالمقارنة مع بقية الطلاب في صفوفهم؛ وذلك باستعمال مقياس خماسي على الشكل التالي: مستوى اقتصادي عال جدا =5، مستوى اقتصادي عال=4، مستوى اقتصادي متوسط=3، مستوى اقتصادي منخفض=2، و مستوى اقتصادي منخفض جدا=1. ويلاحظ أن معيار تحديد المستوى الاقتصادي في هذه الحالة ذاتي أي لا يستند إلى معيار كمي بل إلى معياري كيفي (مقارنة مع الأقران). ويلاحظ من الجدول التالي أن أغلبية الطلاب والطالبات وصفوا وضعهم الاقتصادي بأنه "متوسط".
جدول (5) الوضع الاقتصادي لأفراد العينة. المستوى الاقتصادي النسبة عال جدا 4.7 عال 32.6 متوسط 60.8 منخفض 1.5 منخفض جدا 0.5 المجموع 100 - منهجية البحث: هذا البحث من نوع الدراسات الإستطلاعية التي تهدف إلى طرح أسئلة علمية والإجابة عنها من جهة وتوليد فرضيات لفحصها في بحوث مستقبلية من جهة أخرى، والمنهج المستخدم في هذا البحث هو المنهج الوصفي. وقد استخدمنا برنامج لتحليل البيانات إحصائيا. SPSS
نتائج البحث: 1- أنماط المعاملة الوالدية: يوضح جدول (6) توزيع مختلف أنماط المعاملة الوالدية على عينة الدراسة. ويلاحظ من الجدول أنه توجد ثلاثة أنماط للمعاملة الوالدية لدى الأوساط الأسرية السعودية ولو أن ممارستها متفاوتة النسبة؛ وذلك حسب الترتيب المبين في الجدول (6). وقد بين اختبار (ت) أن الفروق بين هذه الأنماط الثلاثة دالة إحصائيا كما هو مبين في الجدول (6). وبين اختبار كاي مربع أيضا دلالة الفروق بين هذه الأنماط الثلاثة عند مستوى 0.001 وستناقش دلالة هذه النتيجة في محور مناقشة النتائج بشيء من التفصيل. ونظرا لكثرة الجداول الإحصائية كاختبار (ت) وتحليل التباين الأحادي المستعملة في هذه الدراسة، فإننا نكتفي فيما يأتي من التحاليل الإحصائية بإيراد دلالة أو عدم دلالة النتائج عند مستويات الدلالة المقبول إحصائيا وأقلها 0.05
جدول (6) الفروق بين أنماط المعاملة الوالدية في العائلة السعودية. النمط المتوسطات قيمة (ت) مستوى الدلالة الديمقراطي -.15 -2.56 0,01 التسلطي .15 2.98 0,003 المتساهل -.32 -6.04 0,001
3- علاقة أنماط المعاملة الوالدية بالإنتماء الجغرافي: أوضح تحليل التباين الأحادي أن أنماط المعاملة الوالدية تتباين باختلاف الإنتماء الجغرافي للطلاب والطالبات، وقد كانت الفروق بين مختلف أنماط المعاملة الوالدية حسب الإنتماء الجغرافي (بلدة، مدينة صغيرة، مدينة كبيرة، عاصمة المنطقة) دالة إحصائيا بالنسبة للنمط المتساهل عند 0.05مستوى، ودالة بالنسبة للنمط التسلطي عند مستوى 0.01، ودالة بالنسبة للنمط الديمقراطي عند مستوى 0.01 وتبين من تطبيق تقنية شيفيه (Schefee) أن النمط المتساهل موجود بنسبة أقل في المدن الصغيرة مقارنة بالبلدات والمدن الكبيرة، كا تبين أن هذا النمط (المتساهل) أكثر انتشارا في المدن الكبيرة ثم في البلدات الصغيرة ثم في عاصمة المنطقة (الشرقية) أما النمط التسلطي؛ فإنه أقل انتشارا في البلدات الصغيرة مقارنة بالمدن الصغيرة والمدن الكبيرة وعاصمة المنطقة على التوالي. ويلاحظ أن النمط التسلطي أكثر انتشارا في المدن الصغيرة من باقي المناطق؛ والفروق بين المتوسطات دالة عند 0.001. ويلاحظ هنا أن البلدات الصغيرة غالبا ما تمثل الريف والبادية. وعليه، فإن هذه النتائج تناقض الإعتقاد السائد بأن الآباء في الأرياف والبوادي أكثر تسلطا على الأبناء من الآباء في المدن والعواصم مما يستدعي فحصا أعمق لهذه النتائج. وفيما يتعلق بالنمط الديمقراطي، فإنه أكثر انتشارا في البلدات الصغيرة ويليها من حيث الإنتشار عاصمة المنطقة فالمدن الكبيرة ثم آخرها المدن الصغيرة. ويلاحظ تناسب هذه النتيجة مع توزيع النمط المتساهل كما هو مبين أعلاه.
ولأخذ فكرة أوضح عن توزيع أنماط المعاملة الوالدية حسب الإنتماء الجغرافي أوردنا فيما يلي جدولا يمثل المتوسطات والإنحرافات المعيارية لكل نمط من أنماط المعاملة الوالدية حسب الإنتماء الجغرافي للطلاب.
جدول (7) أنماط المعاملة الوالدية حسب الإنتماء الجغرافي. الإنتماء الجغرافي البيانات النمط المتساهل النمط التسلطي النمط الديمقراطي بلدة المتوسط الحسابي العينة الإنحراف المعياري 25.44 88 5.61 26.48 6 88 38.34 92 5.98 مدينة صغيرة المتوسط الحسابي العينة الإنحراف المعياري 23.54 88 5.27 29.51 95 6.20 35.23 97 7.81 مدينة كبيرة المتوسط الحسابي العينة الإنحراف المعياري 7.81 96 5.59 28.14 96 6.13 35.20 101 8.01 عاصمة المنطقة المتوسط الحسابي العينة الإنحراف المعياري 25.21 61 4.72 28.11 63 6.60 35.65 64 6.58 المجموع المتوسط الحسابي العينة الإنحراف المعياري 24.98 33 5.41 28.09 342 6.20 36.11 354 7.31 4- أنماط المعاملة الوالدية وجنس الطفل:
هل هناك فروق في أنماط معاملة الوالدين للأطفال الذكور والإناث؟ يوضح الجدول التالي أن هناك فروقا في أنماط معاملة الوالدين لأبنائهم حسب جنسهم. ويلاحظ حسب الأرقام المحصل عليها أن هناك ميلا من طرف الوالدين في الأوساط الأسرية السعودية إلى أن يكونوا أكثر ديمقراطية في التعامل مع الإناث وأكثر تسلطا على الذكور. وقد كانت الفروق في المعاملة الوالدية حسب الأنماط الثلاثة ذات دلالة إحصائية عند 0.001 مما يدل على قوة الفروق. أما فيما يخص التساهل فلا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في معاملة الأبناء (الذكور والإناث) وإن كان التساهل أكثر مع الإناث من الذكور كما هو مبين في الجدول (5). وستناقش هذه النتائج بشيء من التفصيل في محور مناقشة النتائج. جدول (8) أنماط المعاملة الوالدية حسب الجنس (جنس الأبناء) الجنس البيانات النمط المتساهل النمط التسلطي النمط الديمقراطي أنثى المتوسط الحسابي العينة الإنحراف المعياري 25.20 204 5.42 27.12 209 5.86 37.89 207 6.87 ذكر المتوسط الحسابي العينة الإنحراف المعياري 24.64 129 5.39647 29.60 133 6.45008 33.59 147 7.21078 المجموع المتوسط الحسابي العينة الإنحراف المعياري 24.98 333 5.41 28.09 342 6.20 36.11 354 6.20 5- أنماط المعاملة الوالدية وعدد الإخوة والأخوات: قمنا بإجراء تحليل التباين الأحادي بخصوص هذه النقطة ولم نجد أية فروق دالة إحصائيا بين أنماط المعاملة الوالدية وعدد الإخوة والأخوات في العائلة السعودية، ولا نرى ضرورة وضع أي جدول هنا. 6- أنماط المعاملة الوالدية وترتيب الطفل: لم يبين تحليل التباين الأحادي أيضا أية فروق دالة إحصائيا بين أنماط المعاملة الوالدية وترتيب الطفل في العائلة السعودية؛ فأنماط المعاملة واحدة مهما كان ترتيب الطفل رغم إشارة بعض الدراسات إلى عكس ذلك. ولعل ذلك يرجع إلى غلبة نمط المعاملة (السائد) على سلوك الآباء وتعميمه على كل الأبناء مهما كان ترتيبهم، وقد يرجع ذلك إلى تداخل ترتيب الأطفال الذكور والإناث حيث لم تميز هذه الدراسة بين ترتيب الذكور والإناث. ومهما يكن، فإن الأرقام تشير إلى تساهل الآباء أكثر مع الطفل الأول والتسلط عليه بدرجة أقل نسبيا من غيره. 7- أنماط المعاملة الوالدية والمستوى التعليمي للوالدين: أ- أنماط المعاملة الوالدية والمستوى التعليمي للأب: بين تحليل التباين الأحادي وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أنماط المعاملة الوالدية والمستوى الدراسي للأب في نمطين اثنين فقط وهما: النمط المتساهل والتسلطي. ولكن لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في النمط الديمقراطي. فقد وجدنا أن الآباء الأميين أقل تساهلا من بقية الآباء المتعلمين مهما كان مستواهم الدراسي إلا أن الفروق الدالة لم تكن إلا بين الآباء الأميين والآباء ذوي التعليم الإبتدائي والمتوسط عند مستوى دلالة (0.05). وكذلك الأمر بالنسبة للنمط التسلطي؛ فإن الآباء الأميين أكثر تسلطا من بقية الفئات إلا أن الفروق ليست دالة إلا بين الأميين وذوي التعليم الإبتدائي والمتوسط (0.05)، وبين الأميين وذوي التعليم فوق الجامعي (0.001). ب- أنماط المعاملة الوالدية والمستوى التعليمي للأم: لم يبين تحليل التباين الأحادي وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أنماط المعاملة الوالدية والمستويات الدراسية المختلفة للأمهات؛ مما يدل على أن نمط المعاملة الوالدية للأمهات في هذه الدراسة لا علاقة له بمستواهن الدراسي؛ وذلك عكس ما لوحظ عند الآباء مما يستدعي بحث هذه النقطة بتعمق أكبر. 8- أنماط المعاملة الوالدية والمستوى الإقتصادي للعائلة: لم يبين تحليل التباين الأحادي وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أنماط المعاملة الوالدية والمستوى الإقتصادي للعائلة مما يؤدي إلى طرح فرضية في هذا المجال تتمثل في القول بأنه لا توجد فروق بين أنماط المعاملة الوالدية مهما كان المستوى الإقتصادي للعائلة. 9- اضطرابات الصحة النفسية: تشتمل اضطرابات الصحة النفسية التي درست في هذا البحث كما بينا أعلاه على الإضطرابات التالية: اضطرابات الهوية، القلق، الإكتئاب والمشكلات السلوكية. وتبين من تحليل البيانات أن الإضطرابات التي يعانيها أفراد العينة تتوزع حسب الترتيب المبين في الجدول (9). جدول (9) اضطرابات الصحة النفسية عند طلاب وطالبات الثانويات السعودية. نوع الإضطراب المتوسط الإنحراف المعياري القلق 3.91 2.77 الإكتئاب 3.46 2.78 الهوية 2.48 2.48 السلوك 1.84 1.94 وتبين بإجراء اختبار (ت) أن هناك فروقا بين متوسطات هذه الإضطرابات دالة عند (0.001)، ولمعرفة انتشار هذه الإضطرابات عند الذكور والإناث حسب الترتيب عند كل منهما ينبغي إجراء بحوث متعلقة بذلك حيث لم نقم في هذه الدراسة بذلك. 10- علاقة أنماط المعاملة الوالدية باضطرابات الصحة النفسية: بين تحليل البيانات أن هناك علاقة بين أنماط المعاملة الوالدية وبعض متغيرات الصحة النفسية المذكورة أعلاه (الهوية، القلق، الإكتئاب والسلوك). وهكذا، فقد ارتبط نمط المعاملة الوالدية المتساهل باضطرابات السلوك وبدلالة إحصائية قوية (0.001)؛ مما يدل على أن التساهل في معاملة الأبناء يؤدي بهم إلى الوقوع في مشكلات سلوكية بشكل واضح. ولكن نمط المتساهل لم يرتبط في هذه الدراسة باضطرابات الهوية والقلق والإكتئاب عند الأبناء. أما النمط التسلطي، فلم يرتبط بأي اضطراب من اضطرابات الصحة النفسية المذكورة أعلاه. وعكس ذلك؛ فإن النمط الديمقراطي قد ارتبط سلبيا وبشكل دال إحصائيا (0,001) باضطرابات الهوية والإكتئاب والسلوك ولم يرتبط سلبيا بالقلق مما يدل على أن النمط الديمقراطي في معاملة الأبناء يؤدي إلى صحة نفسية أحسن عند هؤلاء ويقلل من احتمالات الإصابة بهذه الإضطرابات. ولكن نتائج دراسة طاهر (1990) لا تتفق مع نتائج الدراسة الحالية في الجزئية الخاصة بعلاقة النمط التسلطي باضطرابات الصحة النفسية لدى الأبناء. وتدل النتائج المحصل عليها في هذه الدراسة على أن النمط المتساهل هو أسوأ أنماط المعاملة الوالدية إذ يؤدي إلى مشكلات سلوكية واضحة وإلى اضطراب الصحة النفسية بصفة عامة في حين أن النمط الديمقراطي أكثر ارتباطا بالصحة النفسية. أما النمط التسلطي، فلا يرتبط بمشكلات واضطرابات الصحة النفسية؛ وذلك عكس ما أشارت إليه بعض الدراسات التي أجريت في إطار الثقافة الأمريكية. وتدعم ما توصلت إليه هذه الدراسة -فيما يخص عدم ارتباط النمط التسلطي باضطراب الصحة النفسية في بعض الثقافات- دراسات سابقة أجريت في الصين أو في الولايات المتحدة ولكن على عينات أفريقية-أمريكية أو صينية أوكورية مثل دراسات شاو (Chao) سنتي 1994و 1997. ويدعم هذه النتائج أيضا ما توصل إليه دويري في فلسطين المحتلة (Dwairy, 2004). 11- اضطرابات الصحة النفسية والجنس: هناك علاقة بين اضطرابات الصحة النفسية في متغيرات الهوية والقلق والإكتئاب والسلوك وجنس أفراد العينة؛ فقد وجد أن الفروق بين متوسطات هذه الإضطرابات عند الذكور والإناث (ما عدا متغير السلوك) دالة إحصائيا؛ حيث بين تحليل التباين أن الفروق بالنسبة للجنسين في متغير الهوية دال إحصائيا عند 0.001، وأن الفروق بالنسبة لمتغير القلق دال إحصائيا عند 0.000، وأن الفروق بالنسبة لمتغير الإكتئاب دال إحصائيا عند 0.000، أما بالنسبة لمتغير السلوك؛ فإن متوسط اضطراب السلوك أعلى عند الذكور مما عليه الأمر عند الإناث، ولكن الفرق بين الجنسين غير دال إحصائيا. وتجدر الملاحظة أن كل هذه الفروق الدالة إحصائيا كما يبين الجدول (10) قد سجلت لصالح الذكور؛ أي أن ثلاثة من أربعة مؤشرات أو متغيرات الصحة النفسية عند الذكور (الهوية، الإكتئاب والقلق) أحسن عند الذكور مقارنة بالإناث. جدول (10) متوسطات متغيرات الصحة النفسية عند الطلاب والطالبات السعودية (حسب الجنس). الجنس الهوية القلق الإكتئاب السلوك المجموع إناث 2.83 4.58 4.06 1.77 3.29 ذكور 1.98 3.00 2.64 1.94 2.18 والمفاجأة في هذه النتيجة أن مؤشرات الصحة النفسية أسوأ عند الإناث مما هو عليه الأمر عند الذكور رغم أن المعاملة الوالدية للإناث أحسن مما هو عليه الأمر بالنسبة للذكور مما يستدعي مناقشة هذه النقطة بشيء من التفصيل على ضوء الدراسات السابقة وتفسيرات نظرية كما سيأتي ذلك في محور المناقشة. 12- اضطرابات الصحة النفسية والإنتماء الجغرافي: لم يبين تحليل التباين الأحادي وجود أية فروق جوهرية في كل مؤشرات الصحة النفسية بين المشاركين حسب الانتماء الجغرافي سواء كانوا من الأرياف-البوادي أو من المدن الصغيرة أو الكبيرة. 13- اضطرابات الصحة النفسية وترتيب الولادة: لم يبين تحليل التباين الأحادي وجود أية فروق جوهرية في كل مؤشرات الصحة النفسية بين المشاركين مهما كان ترتيبهم الميلادي. 14- اضطرابات الصحة النفسية والمستوى التعليمي للآباء: لم يبين تحليل التباين الأحادي وجود أية فروق جوهرية في كل مؤشرات الصحة النفسية بين المشاركين مهما كان المستوى التعلميي لآبائهم. 15- اضطرابات الصحة النفسية والمستوى التعليمي للأمهات: لم يبين تحليل التباين الأحادي وجود أية فروق جوهرية في كل مؤشرات الصحة النفسية بين المشاركين مهما كان المستوى التعلميي لأمهاتهم. 16- اضطرابات الصحة النفسية والمستوى الإقتصادي للعائلة: لم يبين تحليل التباين الأحادي وجود أية فروق جوهرية في كل مؤشرات الصحة النفسية بين المشاركين مهما كان المستوى الإقتصادي لعائلاتهم.
مناقشة النتائج: من أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة وتحتاج إلى مناقشة عميقة ما يلي: 1- انتشار مختلف أنماط التنشئة الإحتماعية للأبناء والبنات بالمنطقة الشرقية (السعودية) مما يدل على تنوع هذه الأنماط، وعلى تطبيق النمط الديموقراطي في المعاملة الوالدية إلى جانب النمطين الآخرين التسلطي والمتساهل. كما تبين نتائج هذه الدراسة أن الذكور أكثر تعرضا من الإناث للنمط التسلطي في المعاملة الوالدية بينما تعامل الإناث بنمط أكثر ديمقراطية من الذكور في الأوساط العائلية السعودية مهما كان الإنتماء الجغرافي لأفراد العينة. وهذه نتيجة غير متوقعة خاصة في ظل وجود بعض الاتجاهات في المجتمع السعودي التي لا تزال تنظر إلى المرأة نظرة دونية وأنها كائن تابع للرجل ولا يمكن أن تستقل عنه. وفي الواقع، قد تكون هناك عدة أسباب وراء هذه النتيجة، منها أن الإناث في المجتمع السعودي نتيجة للعادات والأعراف لا يسمح لهن بالتعبير عن رغباتهن، ولا يسمح لهن المطالبة بالأمور التي تتاح للذكور مثل: الخروج من المنزل، أو زيارة الصديقات والخروج معهن، بل اختيار الصديقات أحياناً يكون أمراً غير مسموح به إلا من خلال الأم أو علاقات الأسرة. بالتالي فأن التعامل معهن في المنزل يكون أسهل وخالي من الصدامات. إلا أن نتائج هذه الدراسة تتفق مع ما توصلت إليه دراسات سابقة أوردها دويري (Dwariry, 2004) وفرشاني (1998) وزغينة (1994) حيث تؤكد هذه الدراسات أن المراهقين (الفتيان) في البلدان العربية يتعرضون للنمط التسلطي أكثر من الإناث (الفتيات) في الوسط العائلي وذلك في كل من المدن والأرياف أو البوادي، وأن المراهقات (الفتيات) يتمتعن بمعاملة أكثر ديمقراطية من الذكور في الوسط العائلي.
وتتفق نتائج دراستنا هذه مع دراسة أجراها كل من ختسون وماري (Khutson; 1994) ودراسة أخرى أجراها فرديغو وآخرون (Verdugo, et al., 1995)، وتتفق مع نتائج دراسة شقيرات والمصري (2001) ودراسة الهنداوي وآخرون (2005) في أن الذكور يتعرضون للإيذاء اللفظي وإلى العقاب البدني والإيذاء الجسدي أكثر من الإناث مما يعني أن الوالدين أكثر قسوة في التعامل مع الذكور ليس في المجتمعات الشرقية فقط ولكن في الغرب أيضاً. وقد تفسر هذه النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية في أن الإناث يعاملن بالنمط الديموقراطي في العائلة السعودية أما الذكور فيعاملون باستخدام الأسلوب التسلطي من قبل الوالدين بافتراض أن النظرة التقليدية في التنشئة الإجتماعية تتعامل مع الإناث على أنهن ضعيفات ولابد من معاملتهن باللين والعطف والرحمة، أما الذكور فلابد تربيتهم بقسوة وخشونة ليصبحوا رجالاً أقوياء وأن هذه النظرة ماتزال سائدة في بعض المجتمعات. ويبدو أن هذه النتائج المتجمعة من بعض الدراسات الميدانية في العالم العربي وغيره تناقض نتائج أخرى تشير إلى أن الإناث أكثر تعرضا من الذكور للمعاملة التسلطية في المجتمعات العربية خاصة كما أشار إلى ذلك دويري (1997) وزكريا (1999) و (تقرير تطوير المرأة العربية) الذي نشر سنة 2003، وكذلك مع دراسة رمضان (1990) التي توصلت إلى شيوع نمط التفرقة في المعاملة بين الجنسين في الأسرة الواحدة، حيث تكون العناية بالذكر واضحة ومركزة أكثر من العناية بالإناث. وقد يفسر هذا التناقض حسب بعض الباحثين مثل الخواجة (1999) والكعكي (2000) بميل الإناث أكثر من الذكور في المجتمعات العربية إلى تقمص المعايير التقليدية. وقد يعتبر هذا التقمص حسب مدرسة التحليل النفسي تقمصا دفاعيا أو ما يسمى بالتماهي مع الغالب أو القاهر. وعليه، فإن الإناث -حسب هذا التفسير- أقل وعيا بالتسلط الذي يتعرضن له، وأنهن لا يقمن بتحدي أوليائهن (الوالدين) علانية، وأنهن لا يمكن أن يبحن بالتسلط الذي يتعرضن له شكل إجابات كتابية في استبيان. ومن جهة أخرى، فإن المراهقين الذكور أكثر جرأة في تحدي أوليائهم والبوح بالتسلط الذي يتعرضون له.
وقد ترجع هذه الفروق إلى أن الإناث (الطالبات في هذه العينة) أكثر طاعة وانضباطا من الذكور الذين يرتكبون مخالفات ويتسببون في مشكلات سلوكية أكثر من أخواتهم. كما قد يرجع إلى أن الإناث ينضجن جسميا (بيولوجيا) أسرع من الذكور مما يؤدي بالآباء والأمهات إلى معاملتهن بأسلوب أكثر نضجا بهدف إعدادهن للحياة الزوجية. ومهما يكن؛ فإن هذه التفسيرات عبارة عن فرضيات ينبغي تأكيدها أو دحضها باستعمال تقنيات متعددة كالملاحظة والمقابلة، ودراسة اتجاهات الآباء والأمهات نحو استعمال مختلف أنماط المعاملة الوالدية وغير ذلك من التقنيات والإختبارات مما قد يحسم الجدل حول هذه النقطة الجديرة بالبحث العلمي فعلا. وقد يفترض من الناحية الإجتماعية، أن التغير الإجتماعي والطفرة الإقتصادية اللذين تعرض لهما المجتمع السعودي قد أدى إلى تحسن مستوى المعيشة بالمجتمع وإلى ارتفاع المستوى التعليمي للآباء مما أدى بالتالي إلى تعامل أحسن مع الأبناء عامة ومع البنات خاصة. وبالطبع، فإن هذه الفرضية في حاجة أيضا إلى فحص إمبريقي قائم على استعمال عينات ممثلة للمجتمع السعودي في مختلف المناطق وبخصائص ديمغرافية محددة ولربما إلى دراسات مقارنة بين مختلف البلدان العربية وغيرها. 2- عدم ارتباط الأسلوب التسلطي في ممارسة التنشئة الوالدية باضطرابات الصحة النفسية: لا تتفق هذه النتيجة مع نتائج الدراسات التي تم استعراضها سابقاً لكل من طاهر (1990) وحمزة (1996) والهنداوي وآخرون (2005) وسليمان والقضاة (2004) والغصون (1992) والتي أشارت إلى وجود علاقة إيجابية بين أسلوب التسلط والتحكم المستخدم من قبل الوالدين والاضطرابات النفسية والسلوكية لدى الأطفال . وقد يرجع السبب وراء هذه النتائج إلى إدراك الأبناء أن ممارسة هذا الأسلوب من طرف آبائهم وأمهاتهم إنما بهدف تحقيق مصالحهم، وقد يرجع أيضا إلى انتشار هذا الأسلوب نسبيا في الوسط العائلي في المجتمعات العربية وبالتالي إلى اعتباره جزءا من الثقافة و قبوله كقيمة وكسلوك (ممارسة) يهدفان إلى تحقيق مصلحة الأبناء لا غير. وهذا ما أشارت إليه دراسات سابقة أجريت في العالم العربي مثل دراسة حطب ومكي (1978)، ودراسة دويري (Dwairy, 2004)، وأشارت إليه أيضا دراسات أجريت في مجتمعات شرق-آسيوية مثل دراسات شاو سنتي 1994و1997. أما أسلوب عدم التمسك الشديد بالتأديب فهو أقرب إلى نمط التساهل والذي أظهرت نتائج الدراسة الحالية نتيجة مقاربة فيه لنتائج دراسة طاهر (1990) فيما يخص علاقة هذا الأسلوب باضطرابات السلوك. 3- معاناة الإناث أكثر من الذكور من اضطرابات الصحة النفسية: وتتفق هذه النتيجة مع ما أورده معجم الاضطرابات النفسية (DSM IV) عن ارتفاع نسبة انتشار القلق والاكتئاب واضطرابات الهوية العالية لدى الإناث أعلى مما هو عند الذكور، وارتفاع نسبة انتشار الاضطرابات السلوكية لدى الذكور عما هو الحال عند الإناث. وعليه فالفوارق بين الجنسين في المنطقة الشرقية السعودية توافق الفوارق الموجودة بين الجنسين في الغرب.
وقد ترجع هذه المعاناة الملاحظة عند الإناث أكثر مما عند الذكور إلى أن الإناث يكبتن انفعالاتهن أكثر من الذكور في المجتمعات العربية حيث لا يجدن مجالات واسعة للتنفيس عن انفعالاتهن السلبية مما يؤدي إلى إصابتهن بالقلق والإكتئاب واضطراب الهوية أكثر من الذكور. وقد يرجع ذلك إلى معاناة الإناث من التغيرات السريعة بسبب المراهقة أكثر من الذكور حيث من المعروف أنهن ينضجن بيولوجيا قبل الذكور كما قد يعزى ذلك إلى تفاعل عوامل بيولوجية ونفسية اجتماعية متفاعلة (مجتمعة) في حاجة إلى دراسة أعمق وفحص أدق خاصة وأن هذه النتيجة تتناقض مع النتيجة التي توصلت لها هذه الدراسة في الجزئية الخاصة بعلاقة نمط المعاملة بالجنس والتي أظهرت أن الإناث يعاملن بديموقراطية أكثر من الذكور. .
وقد تصاغ فرضية جديدة في هذا المجال مفادها أن اضطرابات الصحة النفسية التي يعانيها الطلاب والطالبات في المنطقة الشرقية بالسعودية ذات مصدر خارجي عن الأسرة (الأقران، ضغوط الحياة بصفة عامة)، أو أنها عائدة إلى سن المراهقة الذي يمر به الفتيان والفتيات في المرحلة الثانوية وليست مرتبطة بالضرورة بأنماط المعاملة الوالدية خاصة وأننا لم نجد أية علاقة ذات دلالة إحصائية بين النمط التسلطي في المعاملة الوالدية ومؤشرات اضطرابات الصحة النفسية عند نفس العينة. ومهما يكن، فإن نتائج هذا البحث محدودة من حيث الرقعة الجغرافية حيث لا يمكن تعميم هذه النتائج على كل شرائح المجتمع السعودي في مختلف المناطق كما لا يمكن تعميمه على كل فئات المراهقين (الفتيان والفتيات) بالمنطقة حيث لم يشمل البحث الفتيان والفتيات الموجودين خارج المؤسسات التعليمية بالمنطقة الشرقية من السعودية. كما أن نتائج هذا البحث محدودة من حيث أدوات جمع البيانات حيث اكتفي باستعمال الإستبانات التي تقوم على تقنية "التقرير الذاتي" (Self-report)؛ مما قد يفتح المجال لتدخل العوامل الذاتية وبعض العوامل الإجتماعية التقليدية خاصة عند تقديم بعض الإجابات التي قد تعتبر من أسرار العائلة التي لا ينبغي البوح بها وخاصة إذا كانت سلبية.
ومهما يكن؛ فإن هذه الدراسة قد ألقت بعض الأضواء على أنماط المعاملة الوالدية السائدة في الأوساط العائلية السعودية، كما أكدت نتائج بعض الدراسات السابقة التي أشارت إلى عدم ارتباط النمط التسلطي باضطرابات الصحة النفسية في كل الثقافات، وأكدت هذه الدراسة أيضا انتشار اضطرابات القلق والإكتئاب والهوية عند الإناث أكثر مما هو عند الذكور كما تؤكد ذلك المراجع العلمية المتخصصة في هذا المجال. وأخيرا، فقد أكدت هذه الدراسة ثبات أدوات جمع البيانات المستعملة وصدقها حيث انطبقت معظم النتائج المحصل عليها مع النتائج التي أشارت إلى ثبات وصدق المفهوم لأدوات جمع البيانات التي استعملت في هذا البحث مما يعطى مصداقية أكثر لنتائج هذه الدراسة التي ولدت فرضيات جديدة -كما أشرنا إلى ذلك في منهجية البحث- تستدعي فحصا إمبريقيا سواء كان ذلك في إطار الثقافة الواحدة أم في إطار مقارن عبر الثقافات.
خلاصة: بينت الدراسة أن مختلف أنماط المعاملة الوالدية تمارس على الأبناء والبنات بنسب متفاوتة في المجتمع السعودي وخاصة بالمنطقة الشرقية التي شملها البحث الميداني. وأن ممارسة هذه الأنماط تتباين بتباين بعض المتغيرات الشخصية والديمغرافية للآباء والأمهات وكذلك للأبناء. وأوضحت النتائج أن النط المتساهل أسوأ أنماط المعاملة الوالدية إذ يرتبط باضطرابات سلوكية واضحة، وبينت الدراسة عدم ارتباط النمط التسلطي باضطرابات الصحة النفسية. واتضح أن الذكور يتعرضون أكثر من الإناث للعقاب اللفظي والجسدي. وكشفت الدراسة أن الإناث يعانين اضطرابات الصحة النفسية أكثر من الذكور وإن كان الذكور أكثر معاناة للمشكلات السلوكية من الإناث. وأخيرا، فإن هذه الدارسة من نوع بحوث توليد الفروض التي تستدعي فحصا إمبريقيا أكثر عمقا وضبطا من ناحية حجم العينة وتمثيلها للمجتمع الأصلي وضبط مختلف المتغيرات الديمغرافية واستعمال أدوات قياس أكثر ثباتا وصدفا.
المراجع العربية - أسيري، بتول (2001). "قسوة أم تربية ؟ دراسة مقارنة عن سوء المعاملة في الأسر البحرينية بين وجهات نظر الأمهات - وجهة نظر الأطفال"، مؤتمر حماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال عبر حماية الأسرة وتعزيز التشريعات المنعقد بالبحرين في الفترة ما بين 20- 22 أكتوبر، البحرين: الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). - الشقيرات، محمد عبد الرحمن؛ المصري، عامر نايل (2001). "الإساءة اللفظية ضد الأطفال من قبل الوالدين في محافظة الكرك وعلاقتها ببعض المتغيرات الديمغرافية المتعلقة بالوالدين"، مجلة الطفولة العربية، المجلد الثاني، العدد السابع. - العلي، مها (1999). إدراك الأبناء في مرحلة الطفولة المتأخرة لأساليب العقاب الضابطة المتبعة من قبل أمهاتهم (دراسة مسحية في ضوء بعض المتغيرات في مدينة الرياض)، رسالة ماجستير غير منشورة، الرياض، قسم علم النفس، جامعة الملك سعود. - الغصون، منيره (1992). السلوك العدواني لدى أطفال ما قبل المدرسة وعلاقتــه بأســاليــب التنشئــة الوالدية والذكاء بمدينة الرياض. رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية البنات، وزارة التربية والتعليم، الرياض. -القناوي، هدى محمد (1996). الطفل: تنشئته وحاجاته، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية. - الكتاني، فاطمة المنتصر (2000). الاتجاهات الوالدية في التنشئة الاجتماعية وعلاقتها بمخاوف الذات لدى الأطفال، عمان: دار الشروق للنشر والتوزيع. - الكعكي، نهلة صالح (2000). ختان الإناث وتأثيره على صحة المرأة، مجلة الصحة النفسية، العدد 20، 17-18. - المحروس، فضيلة (2001). "رصد ظاهرة سوء المعاملة في البحرين"، مؤتمر حماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال عبر حماية الأسرة وتعزيز التشريعات المنعقد بالبحرين في الفترة ما بين 20- 22 أكتوبر، البحرين: الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). - الهنداوي، علي فالح؛ الزغلول، رافع عقيل؛ البكور، نائل محمود (2003). الفروق بين الطلاب العدوانيين وغير العدوانيين في أساليب التنشئة الوالدية المدركة ومفهوم الذات الأكاديمي. رسالة التربية وعلم النفس، عدد 14. - حمودة، إمام (1996). مقياس الحالة النفسية للمراهقين والراشدين، القاهرة: دار الفكر العربي. - بومخلوف، محمد (1999). التحضر وواقع المدن العربية، زكريا خضر، دراسات في المجتمع العربي المعاصر، دمشق: منشورات الأهالي، 79-134. - تقرير تطوير المرأة العربية (2003). الفتاة العربية المراهقة، بيروت: الكوثر. - حطب، مكي (1978). السلطة الأبوية والشباب، بيروت: مهد الإنماء العربي. - حمزة، جمال مختار (1991). التنشئة الوالدية وشعور الأبناء بالفقدان. مجلة علم النفس، 39، 138-147. - الخواجة، محمد (1999). الشباب العربي، خضر زكريا، دراسات في المجتمع العربي المعاصر، خضر زكريا ، دمشق: منشورات الأهالي)، 255-304. - دويدار، محمد عبد الفتاح (1994). في الطب النفسي وعلم النفس المرضي الإكلنيكي، بيروت: دار النهضة العربية. - دويري، مروان (1997). الشخصية، الثقافة والمجتمع العربي، القدس: مطبعة النور. - رمضان، كافيه (1990). أنماط التنشئة الأسرية السائدة في المجتمع العربي، حولية كلية التربية بجامعة قطر، 7، 56-84. - زغينة، عمار (1994). أساليب المعاملة الوالدية وعلاقتها بالتوافق النفسي الإجتماعي، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم علم النفس، جامعة الجزائر. - زكريا، خضر (1999). دراسات في المجتمع العربي المعاصر، دمشق: منشورات الأهالي. - سليمان، خالد؛ القضاة، خالد (2004). أساليب من التنشئة الاجتماعية الأسرية وعلاقتها بالاكتئاب لدى الأطفال - دراسة على عينة من الأردن، مجلة الطفولة العربية، 5، 8-23. - سيف الدين، أميرة (2001). "سوء المعاملة وإهمال الأطفال: التجربة المصرية"، مؤتمر حماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال عبر حماية الأسرة وتعزيز التشريعات المنعقد بالبحرين في الفترة ما بين 20-22 اكتوبر، البحرين، الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). - شرابي، هشام (1984) الطفولة العربة ومعضلة المجتمع البطريكي، الكتاب السنوي الثاني، 13-40، الكويت: الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية. - عشوي، مصطفى (2003). تأديب الأطفال في الوسط العائلي: الواقع والاتجاهات، مجلة الطفولة العربية، 16، 9-38. - فرشاني، الويزة (1998). المعاملة الوالدية واتجاهات الأبناء للإنجاز. رسالة ماجستير غير منشورة، قسم علم النفس، جامعة الجزائر. - قريطم، عبد الهادي ؛ أبو ركبة، حسن؛ العيسوي، إبراهيم فؤاد (1981). الأسرة السعودية: الدور والتغيير وأثرهما في اتخاذ القرارات. جامعة الملك عبد العزيز، كلية الإقتصاد، مركز البحوث والتنمية. - محمود، أمان (2003). مركزية الذات ووجهة الضبط و الحالة المزاجية لدى الأطفال المساء معاملتهم، مجلة الطفولة العربية، العدد الخامس عشر. - ميسره، طاهر كايد (1990). أساليب المعاملة الوالدية وبعض جوانب الشخصية، سلسلة بحوث نفسية وتربوية، الرياض: دار الهدى. - وطفة، علي أسعد (2003). التربية إزاء تحديات التعصب و العنف في العالم العربي، مجلة الطفولة العربية. العدد الخامس عشر. English References: Achoui, M. (2004). Family impact on students' motivation. Second International Conference on Administrative Sciences. Organized by King Fahd University of Petroleum and Minerals ( KFUPM-Saudi Arabia), 19-21 April, 2004. Baumrind, D. (1991). The influence of parenting style on adolescent competence and substance use. Journal of Early Adolescence, 11, 56-95. Becker, W. (1964). Consequences of different kinds of parental discipline. In M. Hoffman & L. Hoffman (Eds.), Review of child development research, Vol. 1. New York: Russell Sage. Bigner, J. J. (1994). Individual and family development: A life-span interdisciplinary approach. New Jersey: Prentice Hall. Buri, J. R., Louiselle, P. A., Misukanis, T. M., & Mueller, R. A. (1988). Effects of parental authoritarianism and authoritativeness on self-esteem. Personality and Social Psychology Bulletin, 14(2), 271-282. Chao, R. K. (1994). Beyond parental control and authoritarian parenting style: Understanding Chinese parenting through the cultural notion of training. Child Development, 65, 1111-1120. Chao, R. K. (1997, February). Understanding the parenting style of immigrant Chinese. Paper presented at the conference for the Society for Cross-Cultural Research, St. Petersburg, FL. Dwairy, M. (1998). Cross-cultural counseling: The Arab-Palestinian case. New York: Haworth press. Dwairy, M. (2004a). Parenting styles and psychological adjustment of Arab adolescents. Transcultural Psychiatry. 41(2), 233-252. Dwairy, M. (2004b). Parenting styles and psychological adjustment of Arab gifted children. Gifted Child Quarterly. 48(4), 275-286. Forward, S. (1989). Toxic parents: Overcoming their hurtful legacy and reclaiming your life. New York: Bantam Books. Graziano, Anthony M., Lindquist, Corinne M., Kunce, Linda J., and Munjal, Kavita. Physical Punishment in childhood and current Attitudes. Journal of interpersonal violence, Vol. 7, No. 2, pp. 147-155, June 1992. Hill, N. E. (1995). The relationship between family environment and parenting style: A preliminary study of African American families. Journal of Black Psychology, 21(4), 408-423. Lamborn, S. D., Mants, N. S., Steinberg, L., & Dornbusch, S. M. (1991). Patterns of competence and adjustment among adolescents from authoritative, authoritarian, indulgent, and neglectful families. Child Development, 62, 1049-106. Leung, K., Lau, S., & Lam, W. L. (1998). Parenting styles and achievement: A cross-cultural study. Merrill-Palmer Quarterly, 44, 157-172. |
أطبع
الدراسة |
أرسل الدراسة لصديق
|
|