فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

التحرش الجنسي بالطفل داخل الأسرة لماذا وكيف؟

القراء : 3951

التحرش الجنسي بالطفل داخل الأسرة لماذا وكيف؟


عصام البغدادي
 
مدخل
ورد في اتفاقية الأمم المتحدة حول حقوق الطفل ضمن المادة 19:(( تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير التشريعية والادارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والاهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال، واساءة المعاملة أو الاستغلال، بما في ذلك الاساءة الجنسية، وهو في رعاية الوالد (الوالدين) أو الوصي القانوني عليه ، أو أي شخص آخر يتعهد الطفل برعايته)).
وقد أكدت احد الدراسات التي قامت بها اللجنة القومية لمنع إيذاء الأطفال كما ذكرت جريدة الوطن السعودية أن هناك عشرات الآلاف من الأطفال الضحايا الذين يعانون من الصدمات النفسية الشديدة مدى الحياة نتيجة إيذائهم، وقد تبين أن هناك 77% من هؤلاء المعتدين (آباء) للأطفال الضحايا، و11% من أقاربهم، وان أكثر من 75% من المعتدين هم أشخاص معروفين للضحية تربطهم بالطفل علاقة قربى أو معرفة.
ونشر في كتاب (الطفل العربي والمستقبل) للدكتور عماد زكي أن "مائة مليون طفل عربي يشكلون 45% من مجموع العرب وأعلى نسب الأطفال في العالم وتقول الإحصاءات أن أطفالنا هؤلاء يشكلون أعلى نسبة من نسب الأطفال مقارنة بأي شعب آخر" ومع ذلك فنحن نعاني من افتقاد بعض الأسر للوعي بحماية الطفل داخلها قبل أن تحميه من الخطر في الخارج.
من هنا، من النقطة التي تؤكد أن تعنيف الطفل ظاهرة عالمية وانه يكثر داخل الأسرة وان مصدر ألامان بالنسبة إلى الطفل هو سبب إيذائه رأيت أن ندخل إلى أعماق هذه المنطقة الشائكة ...نتطرق إلى مفهوم القضية نظريا ثم ندخل إلى أعماق الأسر المهترئة والتي يؤذى فيها الطفل وتحديدا لا يحترم جسد ه نتيجة إهمال الأسرة أو دون قصد.
إننا حين نفتح ملفا بهذه الدرجة من الحساسية فنحن نستنهض الوعي لدى الأسر المهملة عن جهل أو انحراف في الفطرة ونحيي الأسر التي استطاعت أن تتبع أساليب التنشئة الإسلامية لحماية الأطفال خارجها وداخلها بوعي ومسئولية تجاه الاطفال الذين هم امانة في اعناقنا.
 
تعريف الإستغلال الجنسي لجسد الطفل
" هو محاولة شخص بالغ ان يقيم اتصال جنسيا بينه وبين طفل من أجل إرضاء رغبات جنسية عنده، مستخدماً القوة والسيطرة على الطفل القاصر، (لوجسي، 1991؛ ميكلوبتس؛ لفشيتس، 1995)"، هذا الاستغلال يعرف على انه دخول بالغين وأولاد غير ناضجين وغير واعين لطبيعة العلاقة الخاصة جدا وماهيتها، كما أنهم لا يستطيعون إعطاء موافقتهم لتلك العلاقة والهدف هو إشباع المتطلبات والرغبات لدى المعتدي، وإذا ما حدث داخل إطار العائلة من خلال أشخاص محرمين على الطفل فيعتبر خرق ونقد للتابو المجتمعي حول وظائف العائلة ويسمى سفاح القربى أو ( قتل الروح ) حسب المفاهيم النفسية وذلك لأن المعتدي يفترض عادة أن يكون حامي للطفل، ويعرف سفاح القربى حسب القانون على انه " ملامسة جنسية مع قاصر أو قاصرة على يد أحد أفراد العائلة".

ويقصد بهذا النوع من الإستغلال:
o كشف الأعضاء التناسلية.
o إزالة الملابس والثياب عن الطفل.
o ملامسة أو ملاطفة جسدية خاصة.
o التلصص على طفل.
o تعريضه لصور فاضحة، أو أفلام.
o أعمال مشينة، غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بألفاظ فاضحة.
o -اغتصاب. ( مكلوبتس؛ لفشيتس، 1995)
 
كيفية الإنتهاك
المعتدي حسب تعريف العلماء هو شخص يكبر الضحية بخمس سنوات على الأقل و له علاقة ثقة و قرب للضحية و قد دلت الدراسات أن أكثر من 75% من المعتدين هم ممن لهم علاقة قرب مثل أب، أخ، عم، خال، جد أو معروفين للضحية.
ويتم الاعتداء عن طريق التودد أو الترغيب، و هو استخدام الرشوة، و الملاطفة، تقديم الهدايا...الخ أو الترهيب أو التهديد: و هو التخويف من إفشاء السر أو الكشف عن الاعتداء، وذلك عن طريق: الضرب، التهديد بالتوقف عن حب الطفل أو عدم أخذ الطفل إلى أماكن يحبها، التخلي عن الطفل بأنه السبب لأنه هو يريد ذلك.
هذا الاعتداء يتم بسرية كاملة حيث يلجأ المعتدي بإقناع أو ترهيب الطفل بضرورة إخفاء الموضوع و عدم الكشف عنه. ونادرا ما يستخدم المعتدي القوة مع الضحية خوفا من ترك آثار على جسمها الأمر الذي يثير شكوكا حول ذلك.
 
لماذا تستغل البراءة ؟
يتفق الباحثون على عدم وجود سبب واحد يبرر حدوث العنف نحو الطفل، وإنما هي عدة عوامل متشابكة تتفاعل في سياق اجتماعي وثقافي محدد، ويمكن إجمال هذه الأسباب ضمن تصنفين للأستاذة لميس ناصر:
أ- العوامل الديمغرافية وهي:
العوامل الاجتماعية /العوامل السياسية / العوامل النفسية/ العوامل الاقتصادية /العوامل القانونية وأهمها "عدم كفاية القوانين التي تحكم الاعتداءات الجنسية على المرأة والطفل"/، قصور التعامل لدى الجهات الأمنية مع مشكلات العنف /عدم وضوح بعض المفاهيم قانونياً "الإساءة الجنسية … وغيرها"/وسائل الإعلام التي تكرس مظاهر العنف في البرامج التلفزيونية، والكومبيوتر، والألعاب الإلكترونية مما يؤدي إلى انتشار حالات العنف في المجتمع عن طريق التقليد أو النمذجة فالجرعات الإعلامية الزائدة من العنف تبطل الحساسية، تجاهه.
ب- عوامل الخطورة وتتضح في الآتي:
o عوامل الخطورة المرتبطة بالمسيء
ويكون المسيء في الغالب شخصاً قد أسيء إليه جسدياً، عاطفياً، أو جنسياً، او يكون قد عاني من الإهمال وهو طفل.
o عوامل الخطورة المرتبطة بالمساء إليه / إليها:
بعض صفات الأطفال الجسدية والعاطفية قد تقلل من حصانتهم للإساءة، اعتماداً على تفاعل هذه الصفات مع عوامل الخطورة لدى الوالدين ( الإعاقة، المرض المزمن، الانعزالي الخ ).
o عوامل الخطورة المرتبطة بالعائلة:
بعض العائلات لها صفات محدده تزيد من احتمالية الإساءة فيها (النزاعات الزوجية، الضغوطات المالية والوظيفية، الانعزال ).
o عوامل الخطورة المرتبطة بالمحيط:
تنتشر الإساءة في بعض المجتمعات أكثر من غيرها، وما يعتبر في مجتمع ما إساءة ليس كذلك في مجتمع آخر. ( مفهوم العقاب الجسدي ).
ولابد أن نذكر أن وجود عوامل الخطورة المذكورة آنفاً لا يعني بالضرورة أن تؤدي إلى العنف والإساءة ، وذلك بسبب تعدد العوامل وتفاعلها مع بعضها البعض.
 
الآثار الجسدية والسلوكية والنفسية لإنتهاك جسد الطفل
أورد هنا بعض مما استطعت تجميعه عبر مواقع الانترنت من معلومات حول بعض المؤشرات التي يمكن أن تلفت نظر الأسرة إلى وجود طفل يعاني من مشكلة او ازمة ايا كان نوعها:
أ-الدلائل الجسدية (تختلف حسب اختلاف الفئة العمرية).
صعوبة في المشي أو الجلوس، أمراض وأوجاع في الأعضاء التناسلية.
إفرازات أو نزيف أو تلوثات متكررة في مجرى البول، أوجاع بالرأس أو الحوض.
ب- الدلائل السلوكية
الانطواء والانعزال، الانشغال الدائم بأحلام اليقظة وعدم النوم وكثرة الكوابيس والأحلام المزعجة، تدني المستوى الأكاديمي، وعدم المشاركة في النشاطات المدرسية والرياضية، التسرب أو الهروب من المدرسة.
تورط الطفل في مسالك انحرافية ضد أبناء صفه، عدم الثقة بالنفس والآخرين والعدوانية. تشويه الأعضاء التناسلية وتعذيب النفس، الرعب والقلق الدائم.
وقد تقوم الفتاة في سن المراهقة بتصرفات إغرائية، استفزازية للآخرين.
ج- الدلائل النفسية
تذكر د. نادية عوض أن هناك عوامل أخرى قد تؤثر أثناء مرحلة نمو الطفل؛ بحيث ينجذب الطفل شيئًا فشيئًا إلى الشذوذ الجنسي - كما يقول العلماء- من ضمنها تعرض الطفل لاعتداء جنسي.
ففي بحث للعالم الأمريكي "جريجوري ديكسون" عام 1996 ظهر أن 49% من الشواذ جنسيا الذين تناولهم البحث قد حدث لهم نوع من أنواع الاعتداء الجنسي أثناء مرحلة الطفولة!.
 
اهتمام دولي واحصاءات علمية
بدأ الاهتمام بالطفل في مطلع العشرينات من القرن الماضي، بظهور أول إعلان لحقوق الطفل في العام 1923 .
وقد التزم قادة الدول الذين حضروا مؤتمر القمة العالمي من اجل الطفل عـام 1990 والـذي تمت المـوافقة خلاله على " اتفاقية حقوق الطفل "، على الاسترشاد بمبدأ " الأطفال أولا " الذي ينص على ايلاء احتياجات الأطفال الأساسية الأولوية العليا عند تخصيص الموارد، في السراء والضراء، وعلى جميع المستويات الوطنية والدولية وكذلك على مستوى الأسرة نفسها.
وبالرغم من أن مجلس جامعة الدول العربية قد اتخذ على مستوى القمة التي عقدت في عمان مارس2001م قراراً بتبني " الإطار العربي لحقوق الطفل " وهناك استعدادات لمؤتمر طفولي هام كان من المقرر انعقاده في سبتمبر 2001م لكنه تأجل الا انه ما زال الطفل في اسرته غير محمي من وجود العنف الموجه ضده ومنها العنف الجنسي.
وفي كتاب حقوق الطفل اورد المؤلف غسان خليل الاسهامات الدولية لمنع استغلال الطفل جسديا ومن ضمنها المؤتمر الذي استضافته السويد ونظمته منظمة الامم المتحدة و "اكبات" و" مجموعة المنظمات غير الحكومية من اجل اتفاقية حقوق الطفل ".
وانتج المؤتمر اعلان هام يقضي باهمية التحرك لوضع حد للاستغال والاساءة الجنسية التي يتعرض لها الاطفال على ان يشمل التحرك المستوى المحلي الوطني والاقليمي والدولي.
بالرغم من كل التحركات الدولية للاهتمام بحقوق الطفل الا ان 29 دولة فقط اعتمدت خطة عمل تشمل حملات توعية وتشديد القوانين ذات الصلة بظاهرة استغلال الأطفال جنسياً.
هذا بالنسبة لحماية الطفل من الخطر الخارجي فماذا عن الخطر داخل الاسرة !! ا
ن البحث عن الدمار داخل الاسرة صعب اذ لا نستطيع ان نحدد بدقة عدد الاطفال الذين تعرضوا في العالم العربي الى تحرش جنسي داخل اسرهم لتكتم الاطراف المعنية فقط نورد هنا بعض الامثلة لدول عربية اعلنت عن الاحصاءات.
 
في الأردن
تبين سجلات عيادة الطب الشرعي في وحدة حماية الأسرة بالاردن ان عدد الحالات التي تمت معاينتها خلال عام 1998 قد بلغ 437 حالة ، شملت 174 حالة إساءة جنسية على الأطفال كانت مصنفة حسب ما يلي:
(48) حالة إساءة جنسية ، كان المعتدي فيها من داخل العائلة ، و79 حالة إساءة جنسية كان المعتدي فيها معروف للضحية - قريب او جار او غيره، و47 حالة كان الاعتداء على الطفل فيها من قبل شخص غريب).
 
في لبنان
أظهرت دراسة صادرة عن جريدة لوريان لوجور ان المغتصب رجل في جميع الحالات، ويبلغ من العمر 7-13عام ، وان الضحية شملت 18 فتاه و10 صبيان تترواح أعمارهم بين سنة ونصف - 17 سنة.
واشار المؤتمر الرابع اللبناني لحماية الأحداث الى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم ، على يد اقرباء لهم أو معتدين قاصرين . ( د . برنار جرباقة،2000).
 
في مصر
تشير أول دراسة عن حوادث الأطفال في مصر أعدتها الدكتورة فاتن عبدالرحمن الطنباري أستاذ الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس الى ان ‏ حوادث الاعتداء الجنسي علي الأطفال تمثل ‏18%‏ من اجمالي الحوادث المختلفة للطفل وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية فقد اتضح ان النسبة هي 35% له صلة قرابة بالطفل و 65% ليست له صلة بالطفل. ‏
 
في سراييفو
ذكر عبد الباقي خليفة ان هناك دراسة اعدت مؤخرا في كرواتيا، اثبتت ان واحدة من كل اربع فتيات تعرضت للاغتصاب على يد اقربائها.
وان كل واحد من ستة شباب يتعرض للاغتصاب، وان %90 من الاناث والذكور يمارسون الجنس دون سن الثامنة عشرة ثلثهم مع الاقارب و40% مع الجنس الواحد، ويقول الاطباء الذين يعالجون حالات دون سن العاشرة، ان بعض الاطفال لا يمكن ان يعودوا للحياة الطبيعية، وانه حصل لبعضهم لوثات عقلية بسبب الاغتصاب وبعضهم في حالات نفسية يصعب شفاؤها.
 
رأي الإسلام وحكمته في الوعي الجنسي
لقد تميز الإسلام بشموليته في الطرح لكافة جوانب حياة المسلم حتى قبل أن يولد حين اهتم بالزواج والتناسل ولم يتحرج عن التطرق إلى كل ما يشغل تفكير المسلم في أمور حياته الخاصة .. إنه أمر فعله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين علم الصحابة والصحابيات بلغة راقية وبأسلوب بسيط لا إفراط فيه ولا تفريط كل ما يتعلق بالأمور الخاصة جدا لأن الجنس جزء من الحياة اعترف به الإسلام ووضع له الأطر الصحيحة للتعامل معه، وكانت أموره تناقش علناً في مجلس الرسول الكريم وقد فرق الرسول-ص- بين الخطاب الموجه إلى البالغ والطفل حين حدد سن التكليف بالبلوغ وأشار إلى خطورة مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة قبل قرون عدة حين قال الرسول -ص-((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرِّقوا بينهم في المضاجع)).
وقد أشار الأخصائي النفسي بديع القشاعلة في مقال له بعنوان "نظريات في علم النفس والحديث الشريف" إلى حكمة التربية في هذا الحديث بقوله: يحدد محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فترات زمنية للتعامل مع الطفل.... أما الجزء الأخير من الحديث وهو "فرقوا بينهم في المضاجع" فنابعٌ من تطور النمو الجنسي في هذه المرحلة والتي تعد نقطة تحول من الكمون الجنسي إلى حالة النشاط الجنسي والذي يبدأ مع مرحلة البلوغ، حيث نجد أن الأطفال حينما يصلون إلى سن العاشرة يكثر لديهم حب الاستطلاع عن النواحي الجنسية والفسيولوجية كما وأن الانتباه في هذه المرحلة يزداد وتزداد دقته الأمر الذي يساعده على إدراك الاختلاف بين الأشياء وإدراك الشبه أيضاً بينها. نتيجة لهذا فإنه يستطيع أن يقدم تفسيراً بسيطاً للأمور، وهذه صورة راقية من التفكير لم نكن نلحظها في المراحل السابقة من النمو.
إن هذه الفترة هي فترة ميل إلى الأمور الجنسية والتعرف عليها والعبث بها وهذا جعله الله تعالى ليكون تمهيداً لمرحلة البلوغ والتي يمكن أن تحدث فيها عملية الزواج، ويقول د. حامد زهران أستاذ الصحة النفسية بان علينا كمربين أن نعرف أن الأطفال يصلهم معلومات من زملائهم في المدرسة والشارع.. وقد يقرأون كتبا بها أفكار مشوهة، وقد يطلعون في عصرنا الحالي علي مصادر سيئة في الإنترنت، وهناك ايضا القنوات الفضائية.
علينا أن نعلم أطفالنا آداب السلوك الجنسي، إن أقرب العلوم للتربية الجنسية هي التربية الدينية، لأن الدين يعترف تماما بالغريزة الجنسية وينظم السلوك الجنسي تماما من الناحية الدينية قبل أي شيء آخر، ولهذا فالمفروض أن نهتم بتعليم أحكام الدين.. وحدود الله فيما يتعلق بالسلوك الجنسي والحلال والحرام فيه.. ومن هنا سنجد أن الإطار الذي نتحدث عنه سوف يؤدي إلي نتائج أفضل من إهماله.

مصدر الامان على التحرش بابنة اخته ؟
وهل كان يدرك وهو مراهق نتائج سلوكه ؟من المسئول هنا ؟
الامثلة كثيرة .. ويومية الوقوع - مثال أخر من باكستان
الطفلة لبنى ذات السنوات الثمانية خرجت صباح اليوم الاول من اجازة الصيف بعد فرحها باغلاق المدارس الى الشارع لتلعب في منطقة شديدة الرقي من العاصمة اسلام اباد الا انها لم تعد الى منزلها حتى مساء ذلك اليوم واضطر والدها للبحث عنها بنفسه في الشوارع المحيطة بالمنزل ولكن دون جدوى واطلع الشرطة ولكنها لم تفلح هي الاخرى في تعقب اثار لبنى .. جيران والدها وبعض المارة اطلعوا سكان الحي على انهم عثروا على الطفلة لبنى مقتولة والدم يحيط بكل ملابسها بعد ان تعرضت للاغتصاب . . عثر عليها على بعد كيلومتر واحد من منزلها.
في حي امن اخر من المدينة رقد رجل وزوجته وابنته مساء ذات يوم ولكن عصابة من الاشرار لم تمهلهم حتى صباح الوم التالي حين قفزوا عن جدار المنزل ودخلوه بدون استئذان واوثقوا رباط الرجل وامام عينيه اعتدوا على زوجته وابنته .. وآخرون يخطفون امراة من الشارع ولا يتركونها الا منهكة القوى وخائرة من الغثيان والتعب بعد ان يتناوبوا عليها اعتداء بعد آخر .. والمشكلة ان هذه الاعتداءات لا تقتصر على فئات عمرية محددة بل تطال الجميع من عامين ونصف الى الخمسين وا اكثر من ذلك .. كما انها لا تميز عنصريا بين الجنسين بل تتعدى على حقوق الجميع .. الدوريات والمخبرين وحدهم لا يكفون للحفاظ على الامن .. اصبح اقنتاء السلاح ووضع الحراس او على الاقل حارس واحد على باب المنزل من الامور المعهودة وخصوصا في السنوات القليلة الماضية التي حولت اهتمام رجال الامن نحو مطاردة الارهابيين بدلا من ملاحقة المجرمين.
 
البحث عن الاسباب والحلول
منظمات محلية لحقوق الانسان واخرى للنفع العام تلقي باللائمة على الاسرة لانها اخفقت حسب اعتقاد هذه المنظمات في الحفاظ على سلامة الاطفال ويرى اخصائيون اجتماعيون ان هناك فئات من المجتمع تعمل من اجل الابتعاد عن القيم والاخلاق والموروثات التي تحرم مثل هذه الاعتداءات ويرون كذلك ان هذه الفئات آخذة في الازدياد بسبب التطورات المتسارعة التي طرات على المجتمع ولا تزال تطرا عليه باضطراد .. واهم صور هذا الابتعاد عن القيم هو الاعتداء على حقوق الطفل باي شكل وقع فيه هذا الاعتداء .. وتعريض الطفل للالام النفسية والجسدية من جراء الاعتداءات الجنسية، وتفيد التقارير المخيفة التي تتناول الاعتداءات الجنسية ضد الاطفال ان خمسة اطفال يتعرضون للاعتداء الجنسي يوميا في مدن باكستان .. والاطفال يصبحون ضحايا للاعتداءات الجنسية بسبب غياب النصح والوعي والتوجيه الايجابي للضحية وللجاني على حد سواء هيئة اغاثية محلية ترى ان غياب الوعي واعتبار الجنس مسئلة محسومة لا يمكن البحث فيها امام الاطفال هي الاسباب التي توقع ضحايا الاعتداءات الجنسية في المحظور، دراسة سألت فيها امهات الضحايا عما اذا كن قد جعلن ابناءهن او بناتهن على دراية بجوانب هذا الموضوع بصورة او باخرى لكي يكونوا قادرين على حماية انفسهم ضد اي شكل من اشكال الاستغلال الجنسي، كانت اجابتهن في معظمها بالنفي، هذه الجمعيات تحاول تغيير هذا النوع من السلوكيات وتحويله الى سلوكيات تنشر الوعي والفهم بهذه القضية الحساسة. 
 
المصدر - مركز الدراسات- أمان
 

 أطبع الدراسة أرسل الدراسة لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6531375 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة