فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

العنف اللفظي " الإساءة اللفظية " تجاه الأطفال من قبل الوالد

القراء : 7414

العنف اللفظي " الإساءة اللفظية " تجاه الأطفال من قبل الوالد وعلاقته ببعض المتغيرات المتعلقة بالأسرة
( دراسة وصفية )

 لونة عبد الله دنان
طالبة سنة رابعة كلية علم النفس / جامعة دمشق
 
مقدمة
نظراً لاتساع جوانب العنف وأسبابه وأبعاده أخذ علماء الاجتماع في تقسيم الموضوع وتصنيفه بأساليب متعددة فقد صنف على أساس : العنف المدرسي والعنف العائلي والعنف الإعلامي والعنف الحكومي... الخ.
و تم تصنيفه على أساس آخر إلى ثلاثة أنواع هي : العنف النفسي والعنف اللفظي و العنف الجسمي .
سنتناول في بحثنا هذا العنف اللفظي أو " الإساءة اللفظية " . إن الإساءة اللفظية التي تتضمن الازدراء والسخرية والاستهزاء و السباب من قبل الوالدين للأطفال والشباب المراهقين كفيلة بأن تحدد ملامح أساسية في شخصياتهم و تؤثر لدى الكثير منهم في رفع الروح العدوانية ، فالتنشئة الاجتماعية المنزلية المبنية على الذم والسباب.. الخ ، تحفز ظهور  الروح العدوانية المكبوتة لدى الطفل لتثير فيه  العنف والحقد والكراهية واستخدام القوة للرد من أجل رفع القهر الناتج عن هذا الاستهزاء ، إذ تشير العديد من التقارير المدرسية بأن أكثر المشاكل العنيفة بين الطلاب كانت بسبب السخرية والاستهزاء وتسلط الكبار على الصغار كما تذكر تقارير من اليابان بأن هذا القهر الناتج عن الاستهزاء أدى إلى انتحار تسعة طلاب دون الرابعة عشرة من العمر في العام 1985م كان أحدهم فتى هادئاً وديعاً ، كما تشير الدراسات التربوية المدرسية إلى أن نسبة 85% من الصراعات الطلابية العدوانية ترجع إلى كل من الاستفزاز والسخرية والتربية أو التنشئة المنزلية غير السوية .
إن الإساءة اللفظية لا تتوقف عند السخرية والاستهزاء بل تتعدى ذلك لتأخذ أشكالاً أخرى متعددة من عدم المساواة الشخصية والنبذ الاجتماعي واغتصاب الحقوق وعدم العدالة في بعض المواقف .
 
خلفية تاريخية عن الإساءة للأطفال :
تعتبر ظاهرة الإساءة للأطفال من أخطر الظواهر التي تقف في وجه تقدم المجتمع و تهدد تماسكه من كونها تنشئة اجتماعية غير صحية و خاطئة لذلك توجهت الأنظار من أجل العمل على إيجاد نظام لحماية الأطفال خاصة و أن تاريخ الطفولة يعتبر مظلماً منذ قرون ، حيث سادت أشكال القتل و التعذيب تلك العصور .
من تلك الأشكال أن حدد في القرن السابع عشر قانون فرنسي يسمح للأب بقتل أولاده مما يدل على أن الطفل لم يكن موضوعاً ذا أهمية خاصة ، و إن إباحة القتل كانت تتعلق بالأطفال الشاذين أو المعاقين أو كثيري الصراخ ، كما كانت ظاهرة بيع الأطفال للأغنياء مقابل الحصول على ثمنهم منتشرة ، كذلك ظاهرة استغلال الأطفال في العمل.
بدأت محاولة التغيير في وضع الأطفال في نهاية القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر و يظهر أوضح إنجاز عام 1899 عندما استطاع الاتحاد النسوي لسيدات ولاية الينوي الأمريكية الحصول على موافقة الحكومة المحلية في إنشاء محكمة خاصة بالأحداث .
و رغم قدر الإساءة التي تعرض لها الأطفال عبر التاريخ ، إلا أن الاهتمام بهم وجد حديثاً حيث بدأ طبيب أخصائي أمريكي أخصائي أشعة يدعى كافيه عام 1964 بالتحدث عن الإساءة الجسدية للأطفال من خلال وصف حالات نزيف دماغي و كسور عظام كان يقوم بتصويرها أثناء عمله .
أما الدراسات التي تتحدث عن آثار الإساءة اللفظية على نفسية الطفل فهي قليلة بشكل عام و من أوائل هذه الدراسات  دراسة ني عام ( 1988 ) . ( الشقيرات ، المصري . ص 7 )

مشكلة البحث :
أثبتت الدراسات أن أشكال الإساءة للطفل لا تحدث مستقلة عن بعضها البعض إلا بنسب قليلة من الحالات ، و الأغلب أنها تحدث بالتسلسل , فقد وجد أن الإساءة اللفظية يتبعها عادة إهمال عاطفي ، كما أن الإساءة اللفظية مرتبطة بشكل عالٍ بالإساءة البدنية . ( الشقيرات ، المصري . 11 )
و تتحدث الدراسات و المراجع أن الإساءة اللفظية للطفل تزداد أو تنقص باختلاف متغيرات معينة تتعلق بالأسرة و البيئة الاجتماعية و الاقتصادية و أمور أخرى . من هنا انطلقت الباحثة في تحديد المشكلة التي تتجلى في التعرف على عدد من المتغيرات التي يعتقد أنها ترتبط بما يلاقيه الطفل من إساءة لفظية .

أهمية البحث :
تنبع أهمية البحث من أهمية دور الطفل المستقبلي في المجتمع  و أهمية تمتعه بالصحة النفسية حتى يستطيع ممارسة دوره بشكل فعال و مفيد للمجتمع .

هدف البحث :
يهدف هذا البحث إلى التعرف إلى بعض المتغيرات التي يعتقد أنها ترتبط بالإساءة اللفظية للطفل ، و بالتالي محاولة السيطرة عليها و الحد من أثرها حتى ينشأ الأطفال في بيئة أقرب ما يمكن إلى السواء و بالتالي حتى يتمتعوا بأكبر قدر من الصحة النفسية .

متغيرات البحث  :
1.     جنس الطفل : أنثى ، ذكر .
2.     التأثر العام : مقارنة بين الجنسين من حيث التأثر العام بالإساءة اللفظية .
3.     المستوى التعليمي للأب : 1. أمي ، 2. دون الشهادة الثانوية ، 3. يحمل شهادة ثانوية فما فوق .
4.     مستوى دخل الأسرة : 1. قليل ، 2. متوسط ، 3. جيد .
5.     تكرار الإساءة اللفظية : تعدد المرات التي يسيء فيها الوالد لطفله اساءة لفظية .

فرضيات البحث :
1.     هناك فرق ذو دلالة إحصائية بين الأطفال الذكور و الإناث من حيث التأثر بالإساءة اللفظية من قبل الوالد .
2.     هناك علاقة إحصائية بين المستوى التعليمي للوالد و تكرار تعرض الطفل للإساءة اللفظية من قبله ( بالنسبة للذكور )
3.     هناك علاقة احصائية بين المستوى التعليمي للوالد و تكرار تعرض الطفل  للإساءة اللفظية من قبله ( بالنسبة للإناث )
4.     هناك علاقة احصائية بين مستوى دخل الأسرة و تكرار تعرض الطفل  للإساءة اللفظية من قبله ( بالنسبة للذكور )
5.     هناك علاقة احصائية بين مستوى دخل الأسرة و تكرار تعرض الطفل  للإساءة اللفظية من قبله ( بالنسبة للإناث )

التعريف بالمصطلحات :
1.  العنف : ويعرفه عدد من علماء السلوك بأنه نمط من أنماط السلوك الذي ينبع عن حالة إحباط مصحوب بعلامات التوتر ويحتوي على نية سيئة لالحاق ضرر مادي ومعنوي بكائن حي أو بديل عن كائن حي.
العنف ضد الطفل : " أي فعل ، أو الامتناع عن فعل ، يعرض حياة الطفل وأمنه وسلامته وصحته الجسدية والجنسية والعقلية والنفسية للخطر - كالقتل ، والشروع في القتل ، والإيذاء ، والإهمال وكافة الاعتداءات الجنسية "
الاعتداء العاطفي : بوصفه النمط السلوكي الذي يهاجم النمو العاطفي للطفل وصحته النفسية وإحساسه بقيمته الذاتية. وهو يشمل الشتم والتحبيط والترهيب والعزل والإذلال والرفض والتدليل المفرط والسخرية والنقد اللاذع والتجاهل.
الإساءة اللفظية من قبل الوالدين : هي تلك الألفاظ أو الكلمات التي يستخدمها الوالدان ضد أطفالهم و التي تسبب آلام و فيها قسوة نفسية للطفل . ( الشقيري ، المصري . ص 11 )

منهج البحث :
تعتمد الباحثة المنهج الوصفي الذي يدرس الواقع و يصفه بدقة و يعبر عنه كيفياً من خلال الوصف الكمي للظاهرة .

أداة البحث :
أداة البحث عبارة عن استبيان مؤلف من 12 سؤالاً يجيب عليها المفحوص بنعم أو لا  و قد أعطيت للإجابة نعم نقطة واحدة بينما لم تعط الأجابة لا أية نقطة ، و تقسم هذه الأسئلة إلى زمرتين 6 منها لقياس شدة تأثر الطفل بالإساءة اللفظية الموجهة نحوه  وهي ( 1،3،5،7،9،11 ). و 6 الأخرى  تعكس إحساسه بمدى تكرار الإساءة من قبل الوالد . و تم حساب النتائج عن طريق حساب النسب المئوية .

عينة البحث :
تم التطبيق على عينة مؤلفة من 20 طالباً من صف الأول الإعدادي .
و عينة مؤلفة من 20 طالبة من الصف الأول إعدادي . 

الإطار النظري 
 الدراسات السابقة :
دراسات عربية :
1.  دراسة هند خلقي :  الأردن عمان عام 1990 هدفت الدراسة إلى معرفة العلاقة بين الإساءة للطفل و بين المتغيرات الديموغرافية للأسرة و قد دلت النتائج على أن الأطفال تقع عليهم الإساءة بغض النظر عن جنسهم .
2.  دراسة  د. محمد عبد الرحمن الشقيرات و عامر نايل المصري : الأردن محافظة الكرك 2001 هدفت الدراسة إلى حصر الألفاظ الشائعة التي يستخدمها الوالدان في الإساءة اللفظية و ما هي الفروق بين الطلاب الذكور في التأثر العام و المفصل على الإساءة اللفظية و تكرارها و علاقة استعمال الإساءة اللفظية بمتغيرات أسرية معينة و قد دلت النتائج إلى أن الأطفال الإناث أكثر تأثراً بالإساءة اللفظية من الذكور و أن الأطفال الذكور أكثر تعرضاً لتكرار للإساءة اللفظية من الإناث  .

دراسات عالمية :
1.  دراسة Ney    : هدفت هذه الدراسة إلى فهم الأسباب التي تجعل الوالدين يسيؤون لأطفالهم بنفس الطريقة التي تم الإساءة بها إليهم ، أجريت هذه الدراسة عام 1988 ، و قد شملت خمسة أنواع من الإساءة للأطفال و هي : الإساءة اللفظية ، الجسمية ، الجنسية ، الإهمال الجنسي ، الإهمال الانفعالي ، و أشارت النتائج إلى وجود ارتباط إيجابي مرتفع بين شكل الإساءة التي تعرض لها الأبوان من قبل آبائهم سابقاً مع شكل إساءتهم لأطفالهم في الوقت الحاضر .
2.  دراسة Drowning  : هدفت الدراسة إلى فهم أثر بعض المتغيرات الديموغرافية في حوادث الإساءة للأطفال حيث قام الباحث بدراسة حالات الإساءة للأطفال المبلغ عنها في الولايات المتحدة عام       ( 1976 - 1978 ) و دلت النتائج أن هناك فروقاً في الطبقات الاجتماعية في حوادث الإساءة فالطبقات المتدنية الدخل و التي مستواها التعليمي قليل ، وجماعات الأقليات العرقية و القومية ، كانت تظهر زيادة في حوادث الإساءة للأطفال . ( الشقيرات ، المصري . ص 11،12،13،23)

تصنيف الإساءة للأطفال :
تأخذ الإساءة للطفل عدداً من التصنيفات و الأشكال :
1.     الإساءة البدنية : " تأخذ الأساة البدنية أشكالاً معروفة و غير معروفة من الممارسات العنيفة مثل الضرب على مناطق حساسة من جسم الطفل ، كما تشمل إعطاء الطفل كميات كبيرة من الأدوية أو المهدئات حتى يبقى نائماً ، و حبس الطفل فترات طويلة و استخدامه للسرقة " (الشقيرات ، المصري ، ص 9 ) ، و تشير الإساءة الجسدية عامةً إلى الأذى الجسدي الذي يلحق بالطفل على يد أحد والديه أو ذويه.  وهو لا ينجم بالضرورة عن رغبة متعمدة في إلحاق الأذى بالطفل ، بل إنه في معظم الحالات ناتج عن أساليب تربوية قاسية أو عقوبة بدنية صارمة أدّت إلى إلحاق ضرر مادي بالطفل أو كادت. وكثيراً ما يرافق الاعتداء الجسدي على الطفل أشكال أخرى من سوء المعاملة. ومن الأمثلة المؤسفة والشائعة على ذلك ضرب أحد الوالدين لطفله بقبضة اليد أو بأداة ما في الوقت الذي ينهال عليه بسيل من الإهانات والشتائم. وفي هذه الحالة، يعتبر الطفل ضحية اعتداء جسدي وعاطفي في آن واحد.
ويشمل الاعتداء البدني على الطفل الرضوض والكسور والجروح والخدوش والقطع والعض وأية إصابة بدنية أخرى. ويعتبر اعتداءً كذلك كل عنف يمارسه أحد والدي الطفل أو ذويه إذا تسبب في أذى جسدي للطفل. ويشمل ذلك ضربه بأداة أو بقبضة اليد واللطم والحرق والسفع والتسميم والخنق والإغراق والرفس والخض. فكل هذه الممارسات وإن لم تسفر عن جروح أو كسور بدنية ظاهرة ولكنها تعتبر اعتداء بحد ذاتها.

2.     الإساءة العاطفية : يمكن تعريف الإساءة  العاطفية بوصفها النمط السلوكي الذي يهاجم النمو العاطفي للطفل وصحته النفسية وإحساسه بقيمته الذاتية. وهو يشمل الشتم والتحبيط والترهيب والعزل والإذلال والرفض والتدليل المفرط والسخرية والنقد اللاذع والتجاهل. والإساءة  العاطفية تتجاوز مجرد التطاول اللفظي وتعتبر هجوماً كاسحاً على النمو العاطفي والاجتماعي للطفل وهو تهديد خطر للصحة النفسية للشخص. إذن الإساءة اللفظية تندرج تحت الإساءة العاطفية للطفل و الإساءة اللفظية سلوك يؤدي إلى رؤية الطفل لنفسه في الصورة المنحطّة التي ترسمها ألفاظ ذويه مما يحد من طاقة الطفل ويعطّل إحساسه الذاتي بإمكاناته وطاقاته. إطلاق أسماء على الطفل مثل "غبي"، "أنت غلطة"، "أنت عالة" أو أي اسم آخر يؤثر في إحساسه بقيمته وثقته بنفسه خاصة وإذا كانت تلك الأسماء تطلق على الطفل بصورة مكررة.
 
3.     الإساءة  الجنسية للطفل : "هي استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق. وهو تشمل تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي ويتضمن غالباً التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المتحرش جنسياً. ومن الأشكال الأخرى للاعتداء الجنسي على الطفل المجامعة وبغاء الأطفال والاستغلال الجنسي للطفل عبر الصور الخلاعية والمواقع الإباحية. وللاعتداء الجنسي آثار عاطفية مدمّرة بحد ذاته، ناهيك عما يصحبها غالباً من أشكال سوء المعاملة. وهي تنطوي أيضاً على خذلان البالغ للطفل وخيانة ثقته واستغلاله لسلطته عليه."
 
أسباب العنف :
1.العوامل الديموغرافية
اجتماعية : التمييز ، الخلافات ، عدد أفراد الأسرة
اقتصادية : الفقر ، البطالة
قانونية : القوانين التمييزية ، القصور القانوني ، الأمية القانونية
سياسية : انخفاض المشاركة ، ضعف التنظيمات
نفسية : الإحباط ، الضغط النفسي ، العدوانية ، اضطراب الشخصية
وسائل الأعلام - سلاح ذو حدين :
oالعنف في التلفزيون ، الكومبيوتر الألعاب الإلكترونية 

2 . عوامل كامنة تزيد من احتمالية العنف :
المرتبطة بالمسيء : الصفات الشخصية (مُساء إليه سابقاً)
المرتبطة بالمُساء إليه
المرتبطة بالعائلة : النزاعات - الضغوطات
المرتبطة بالمحيط : مفهوم العقاب - القيم
و لكن أياً ما يكون السبب في هذا ، فالعنف مرفوض حضارياً وأخلاقيا وسلوكياً واجتماعياً

آثار  الإساءة  اللفظية  ومؤشراتها :
  تشير الإساءة اللفظية إلى النمط اللفظي الذي يؤذي الطفل و  يعيق نموه العاطفي و يفقده إحساسه بأهميته واعتداده بنفسه.. ومن أشكالها المدمّرة والشائعة الانتقاد اللاذع المتكرر والتحقير والشتم والإهانة والرفض والاستخفاف بالطفل أو السخرية منه
 المؤشرات السلوكية لدى الطفل:
هذه بعض السلوكيات التي قد تنم عن تعرض الطفل الإساءة العاطفية:
o السلوكيات الطفولية كالهز والمص والعض
o العدوانية المفرطة
o السلوك المخرب والهجومي مع الآخرين
o مشاكل النوم والكلام
o عدم الاندماج في نشاطات اللعب وصعوبة التفاعل مع الأطفال الآخرين
o الانحرافات النفسية كالانفعالات والوساوس والمخاوف والهستيريا
o وصف الطفل ذاته بعبارات سلبية
o الخجل والسلبية والخنوع
o سلوكيات التدمير الذاتي
o التطلب الشديد
o تعطيل طاقات الإبداع و الابتكار لدى الطفل .
o عدم القدرة على تحمل المسؤولية و الشعور بالضعف

 
الإطار العملي
 نتائج البحث :
  الإجابة على الفرضيات و مناقشتها :
1.  الفرضية الأولى : هناك فرق ذو دلالة إحصائية بين الأطفال الذكور و الإناث من حيث التأثر بالإساءة اللفظية من قبل الوالد .
أجاب الطلاب الذكور عن أسئلة التأثر جميعها و كان مجموع الإجابات نعم = 52 .
نحسب النسبة المئوية فتكون =<    52 × 100 / 120 =  % 43،33 (حيث 120 = عدد الأسئلة 6 × عدد الطلاب 20 )
 أجابت الطالبات الإناث عن أسئلة التأثر جميعها و كان مجموع إجاباتهن بـ نعم = 87
نحسب النسبة المئوية فتكون =<       87 × 100 / 120 = 72،5 %
 نحسب النسبة المعيارية =<   (52 + 87 ) × 100 / 240 = 57،91%
بمقارنة النسبتين بالنسبة المعيارية نجد أن الإناث يتأثرن بالإساءة اللفظية أكثر من الذكور .
التفسير : كانت النتيجة متوقعة   إن طبيعة الأنثى و حساسيتها   تجعلها تتأثر بالإساءة اللفظية أكثر من الذكر    
2.  الفرضية الثانية  : هناك علاقة إحصائية بين المستوى التعليمي للوالد و تكرار تعرض الطفل للإساءة اللفظية من قبله ( بالنسبة للذكور )
كان جميع أفراد العينة التي طبق عليهم الاختبار ذوي آباء بمستوى تعليم فوق الشهادة الثانوية .
أجاب جميع أفراد العينة عن الأسئلة  و كان عدد الإجابات نعم = 83
نحسب النسبة المئوية       83 × 100 / 120 = 69،16 %
التفسير: إن 69,16 % من الناشئين الذكور يتعرضون للإساءة اللفظية من قبل والدهم ذي التحصيل العلمي المرتفع " فوق الشهادة الثانوية " , هذه النتيجة لم تكن متوقعة إذ يفترض أن ينخفض استخدام الوالد للإساءة  اللفظية كلما ارتفع مستواه التعليمي و تعزى هذه النتيجة إلى أمرين الأول الضغوط التي يواجهها الوالد في تأمين سبل المعيشة مهما كان مستواه التعليمي مما يجعله متوتراً في تعامله مع أفراد أسرته، الثاني هو عدم صدق العينة بسبب صغرها .
3.  الفرضية الثالثة : هناك علاقة إحصائية بين المستوى التعليمي للوالد و تكرار تعرض الطفل  للإساءة اللفظية من قبله ( بالنسبة للإناث )
 كان جميع أفراد العينة التي طبق عليهم الاختبار ذوي آباء بمستوى تعليم فوق الشهادة الثانوية .
أجاب جميع أفراد العينة عن الأسئلة  و كان عدد الإجابات نعم = 72
نحسب النسبة المئوية       72 × 100 / 120 = 60%
التفسير  : إن 60 % من الناشئات الإناث يتعرضن للإساءة اللفظية من قبل والدهم ذي التحصيل العلمي"  فوق الشهادة الثانوية  " , هذه النتيجة لم تكن متوقعة إذ يفترض أن ينخفض استخدام الوالد للإساءة  اللفظية كلما ارتفع مستواه التعليمي و ذلك للسببين الواردين في التفسير 1 .
تفسير الفرضيتين 2 و 3 : يتعرض الذكور أكثر من الإناث للإساءة اللفظية ، و النتيجة كانت متوقعة و ذلك لأن الذكر في المجتمعات عموماً يعامل بقسوة أكبر من الأنثى .
4.  الفرضية الرابعة : هناك علاقة إحصائية بين مستوى دخل الأسرة و تكرار تعرض الطفل  للإساءة اللفظية من قبله ( بالنسبة للذكور )
تراوح دخل العينة من الذكور التي طبق عليهم الاختبار بين ( 14 جيد ) و ( 8 وسط )
 كان عدد الإجابات نعم بين ذوي الدخل الجيد = 67
نحسب النسبة المئوية          67 × 100 / ( 14×6) = 90.47 %
كان عدد الإجابات نعم بين ذوي الدخل المتوسط = 28
نحسب النسبة المئوية          28 × 100 / ( 6×6) = 77.77 %
التفسير : لم تكن هذه النتيجة متوقعة إذ يفترض أن ترتفع النسبة المئوية لتكرار تعرض الناشئ للإساءة اللفظية عند الأسر ذات الدخل المتوسط مقارنة بالأسر ذات الدخل الجيد ، و ذلك لافتراض أن الدخل الجيد يوفر راحة للأب و يخفف من أعبائه و بالتالي يخفف من تعامله القاسي مع أفراد أسرته . تعزى هذه النتيجة لعدم صدق العينة بسبب صغرها .
5.   الفرضية الخامسة : هناك علاقة احصائية بين مستوى دخل الأسرة و تكرار تعرض الطفل  للإساءة اللفظية من قبله ( بالنسبة للإناث )
كان جميع أفراد العينة التي طبق عليهم الاختبار ذوي آباء بمستوى دخل جيد
أجابت جميع أفراد العينة عن الأسئلة  و كان عدد الإجابات نعم = 72
                  نحسب النسبة المئوية       72 × 100 / 120 = 60 %
التفسير :  60 % من الناشئات يتعرضن للإساءة اللفظية في أسر ذات مستوى دخل جيد ، هذه النسبة تعد مرتفعة و لم تكن متوقعة حيث يفترض أن تكون نسبة تعرض الناشئات للإساءة اللفظية في الأسر ذات الدخل الجيد منخفضة .
تفسير الفرضيتين 4 و 5 : 90.47% من الذكور الناشئين يتكرر تعرضهم للإساءة اللفظية مقابل    60% من الإناث يتكرر تعرضهن لها في اسر ذات مستوى دخل جيد ، كانت هذه النتيجة متوقعة حيث يشيع في المجتمع تعرض الذكور للقسوة أكثر من الإناث .
 
مقترحات مقدمة للأب و الطفل ( الناشئ) :
مقترحات مقدمة للوالد :

فكّر قبل أن تعاقب: لا تتعامل مع طفلك أبداً وأنت غاضب. تمهّل حتى تسكن مشاعرك
تذكر: أن العقاب يعني تعليم وتهذيب طفلك وليس الانتقام منه.
تفحّص سلوكك: الاعتداء ليس جسدياً فقط. فالألفاظ كالأفعال تخلّف جروحاً عميقة لا تندمل.
كن والداً حنوناً: استخدم أفعالك لتبرهن للأطفال والكبار كيف يمكن حل النزاعات دون الحاجة إلى الصراخ وإن الفرق كل الفرق يكمن في التحاور والإنصات الإيجابيين.
ثقّف نفسك والآخرين: ساعد في تثقيف الآخرين من حولك وتوعيتهم بشؤون الإهمال والاعتداء على الأطفال.
استوعب الأسباب: معظم الأبوة لا يتعمدون إيذاء أو إهمال أطفالهم. وكثيرون من الأبوة المعتدين كانوا أطفالاً معتدى عليهم. والوالدان الصغيران في السن أو المفتقران للخبرة قد لا يجيدان الاعتناء بأطفالهم ولا يعون احتياجاتهم في مراحل نموهم المختلفة. ومثل ذلك الظروف التي تشكل ضغوطاً إضافية على الأسرة شأن الفقر والطلاق والمرض والإعاقة والتي قد يفرغ أثناءها الأبوان شحنات إحباطهم أو غضبهم على الأطفال ويسيئون معاملتهم. وكذلك الآباء الذي يتعاطون الكحول أو المخدرات فهم أقرب من غيرهم للاعتداء على أطفالهم وإهمالهم    
إن التفريق بين الذكر و الأنثى في الإساءة سواء اللفظية أو الجسدية له انعكاسات سيئة على نفسية الطفل الناشئ خصوصاً إذا كانت لديه أخوات إناث فهو لا يعي تماماً ما سبب هذا التفريق في المعاملة و بالتالي يتولد لديه مزيج من مشاعر الغضب و الكره و الانتقام من أخواته اللاتي لا ذنب لهن في هذا التفريق ، و أحياناً يسعى لتقليد تصرفاتهن حتى تتم معاملته كما يعاملن و بالتالي يضطرب لديه فهمه لهويته الجنسية .
 
مقترحات مقدمة للناشئ :
     حاول أن تعرف ما هو سبب هذه الإساءة الموجهة إليك .
 إذا كنت أنت المخطئ حاول تلافي بعض الأخطاء التي يمكن أن تقوم بها ، أو بعض الأعمال التي تشك أنها ستغضب الآخرين . و إذا أخطأت  اعتذر عن الخطأ الذي بدر منك .
إذا أساء والدك إليك دون أن تقترف ذنباً حاول أن تشرح رأيك بوضوح حول عدم رضاك و سعادتك عن الأمر ،  استخدم في ذلك لهجة مؤدبة .
إذا كانت توجه إليك ألفاظ تحمل صفات تعتقد أنها سيئة عنك ( سمين ، غبي ... ) عزز ثقتك بنفسك عن طريق إثبات قدرتك على التفوق في أمور مختلفة و لا تعر اهتماماً لما يقولون .
أحياناً لا تكون هذه الإساءة من الوالد أو الوالدة متعمدة فهما قد يكونان واقعين تحت ضغوط معينة في العمل أو ضغوط مادية مما يجعلهما عصبيين و غاضبين ، لذا تذكر أن والديك يحبانك و يهتمان لأمرك و أن هذه الضغوط هي التي تجعلهما يقسوان عليك دون قصد أحياناً .
أطلب المساعدة من المرشد المدرسي عندما يتعذر عليك حل المشكلة بنفسك

المراجع :
الكتب
-     شقيرات ،محمد عبد الرحمن . المصري ، نايل . الاساءة اللفظية ضد الأطفال من قبل الوالدين في محافظة الكرك و علاقتها ببعض المتغيرات الديموغرافية المتعلقة بالوالدين . مجلة الطفولة العربية يونيو 2001 ، الكويت .
-     مختار ، صفوت ، أبناؤنا و صحتهم النفسية  ، دار العلم و الثقافة ، 2001
مواقع الانترنت
    http://www.annabaa.org/nba47/ounf.htm
   http://www.be-free.info/parents
 
أسئلة الاستبيان                                 
الاسم :                                المدرسة :                              الجنس :   ذكر   -  أنثى 
المستوى التعليمي لولي الأمر ( الأب ) : أمّي   ،   شهادة اعدادية  ،   شهادة ثانوية فما فوق
مستوى الدخل :  ضعيف ، متوسط ، جيد                                           نعم    لا
1.    يشتمني ولي أمري عادة بألفاظ تؤذي مشاعري ...
2.    ولي أمري دائماً غاضب و متوتر ...
3.    ولي أمري لا يفهمني لذلك يشتمني ...
4.    و لي أمري يشتم الجميع عادة و ليس أنا فقط ...
5.    أحاول أن أصلح أخطائي عندما يشتمني ...
6.    انه يشتمني بكثرة و دون سبب ..
7.    لا يستخدم ولي أمري ألفاظاً قاسية لشتمي ...
8.    و لي أمري لا يشتمني أبداً ...
9.    يزعجني كثيراً ان يشتمني ...
10.       استخدام الشتم عادة عند ولي أمري ...
11.       لا أتأثر عندما يشتمني ...
12.       أحاول ان افهم السبب الذي يشتمني لأجله
تم النشر في 9/3/2004     
حياتنا النفسية

 أطبع الدراسة أرسل الدراسة لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6531473 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة