|
الإساءة … مظاهرها … أشكالها … أثرها على الطفل |
القراء :
37473 |
الإساءة … مظاهرها … أشكالها … أثرها على الطفل إعداد : ليلى الصايغ - المديرة الفنية لمركز حماية الطفل - الأردن متى كان تاريخ الطفولة مشرقا ؟ فكرت كثيرا في هذه المقدمة وطرحت على نفسي أسئلة كثيرة من ضمنها كيف ستكون هذه المقدمة، ومن أي جانب سأجد منفذا لأدخل لهذا الموضوع الهام، فوجدت نفسي ابتعد عن الدراسات العلمية والابحاث والنظريات، ومن جانب اخر فكرت في جميع المراجع التاريخية وعشت في جميع العصور بين صفحات الكتب فكانت جميعها محزنة مخيفة وهنا نتحدث عن عذاب عالم الطفولة ( ولو بدأت بها فلن انتهي منها لساعات) ثم توصلت الى التالي: الطفولة وعالمها عبر الزمن هي اخاديد للحزن الذي تركته في معظم العصور والحضارات ولم تفرح بقوس قزح حتى انها لم تشاهده ولم تعرف عنه. عالم الطفولة في صفحات التاريخ لم يعرف الابتسام ولماذا يعرفها وهو يقتل بأشكال مختلفة قبل ان تتكون على شفتيه . الرسومات التي ظهرت وبالذات في القرن الخامس عشر حتى القرن الثامن عشر أظهرت جسد الطفل متواريا خلف ملابس طويلة ثقيلة وان كانت مشابـهة للكبار حتى ملامحـهم … كانت كرجل عجوز وسواء كانت في اجواء فقر او حرب او خلف حواجز او ملابس العيد فكانت تبدو حزينة بائسة هذا اذا لم تكن مليئة بدمعات متحجرة تدخل قلبك بسهم قاتل حول حزن الطفولة. المؤلفات الادبية فقد احتل الطفل فيها موقع المسكين والبائس فضلا عن موقع المصاب بالطاعون او الملعون وان تحدث الكاتب عن الطفل فيتحدث عنه دون روح تملأ هذا الجسد الذي يتحدث عنه. اما كان بامكان لغة الاساطير والساحرات فكانت تقدم للطفل في معظم الحالات صور لمحن وشخصيات تدور حول الاب الطاغي، الام المعذبة، الطفل المريض او المجروح. ان الخطاب في عالم الطفولة من هذا المنظور وجدته اقرب لبحث القاسم المشترك للطفولة وهوعذاب الطفولة وحتى يومنا هذا ورغم التغيرات التي شهدتـها جميع المجتمعات في العالم. ولـهذا فإنني أرى الحدود بين الاطفال الميسورين والمحرومين والمدللين والمسحوقين تكاد تكون عشوائية مضللة.. ولكنها تستحق الوقفة واعادة النظر فيها والعمل من اجل التغلب عليها ، فهي ظاهرة مخيفة نريد التغلب عليها ليعود قوس قزح لعالم الطفولة .. وهنا أتساءل .. هل تعود؟ نعم اذا تكاثفت الجهود . معنى الإساءة : يحسم حتى الان هذا التعريف بصورة دقيقة لارتباطه بصورة واضحة بالطفل ، وبنوع الايذاء المعرض له وارتباطه بنوع الاساءة والثقافات والعادات والتقاليد لمختلف الشعوب، ولكن وضع البعض مؤشرات دالة على فعل الايذاء والاساءة، ولهذا فالجدل ما زال قائما حول هذا، ومنهم من يركز على الطفل نفسه في الاساءة والبعض يركز على الحكم الاجتماعي للمجتمع ودور المسيء والضحية والموقع الاجتماعي .. والبعض يركز على ثقافة التربية والتأديب وعدم وضوح هذه الثقافة . o فـهي تعرف بأنـها : تصرف يحدث في محيط الطفل والذي يعيقه لأن يصبح انسانا ويتضمن هذا صور عديدة ، وهي جرح جسدي او عقلي او اساءة جنسية او اهمال شخص مسؤول عن رعاية الطفل . o وتعرف بأنـها: او الاساءة المقصودة للطفل سواء كان بفعل مباشر ضده او تعرضه للخطر من قبل شخص او اشخاص انيط بهم رعايته بصورة تؤدي الى احداث ظروف ومعطيات جديدة تحيط بالطفل من شأنـها التأثير بصورة جدية على نموه الطبيعي او نمو ذكائه وسلوكه الكامن في الجينات الوراثية التي يحملها . o وتعرف بأنـها : الإساءة المتعمدة وغير المبررة للطفل والتي تسبب له المعاناة والالم … o وتعرف بأنـها : أي فعل يؤدي الى ايذاء الطفل بشكل مقصود كالشروع في القتل او القتل او الضرب المبرح، الخنق، الحريق، استعمال ادوات حادة مما ينتج عنه اصابات جسدية خطيرة او نتائج سيئة. o وتعرف بأنـها : شخص تحت سن الثامنة عشر ويعاني من معاملة سيئة ينتج عنـها ضعف واضح في الصحة الجسدية، العقلية، العاطفية ، الاجتماعية ، التطور السلوكي . o وتعرف بأنـها : سلوك او اتجاه ضد الاطفال والذي يسبب اذى او الم للطفل سواء كان جسميا او عاطفيا او جنسيا او اساءة اجتماعية . وهنا اود ان اؤكد ان معنى الاساءة في معجم العرب ولسان العرب وغيرها كانت جميعها متفقة على: أساء فلان : أي أتى بسيئ الاساءة : تعني الحاق الضرر بنا بما يشينهم. الاساءة : تعني خلاف الاحسان والقباحة والكراهية. اشكال الاساءة ومظاهرها:
اولا : الاساءة الجسدية /ما هي/ وما مظاهرها / ما اثرها على الطفل؟؟ تعتبر الاساءة الجسدية من اكثر انواع الاساءة شيوعا وذلك بسبب سهولة اكتشاف اعراضها ومظاهرها وهي افعال يقوم بـها الكبار كالتسمم بالعنف نحو الطفل مما يؤدي الى اصابته باذى جسدي يتوفر فيه القصد والنية في الفعل وتكون متكررة بمعنى آخر هي الاصابات المتعمدة كالتسمم ، الحرق، الرفس ، العض، الرمي، الهز بالعنف ،الضرب بقبضة اليد او باستخدام اداة ، الكسور ،سكب السوائل الساخنة (الحروق) . اذن فهي التي ينتج عنها اصابة الطفل بكدمات او رضوض بسيطة او شديدة او جروح بمستويات مختلفة او كسور او حروق او الموت وتظهر عندما يقوم الراشد بهز او رج الطفل بشدة او ضربه ضربا قاسيا او رميه على الحائط او على الارض او حرقه بأعقاب السجائر او غير هذا او الخدوش، التجمع الدموي وفي احيان كثيرة هناك بعض الامور التي تحدد الاساءة نتيجة اساءة واقعة على الطفل منها الموقع ، العدد ، النمط ، عمر الاصابة، .. بالاضافة الى ان هذه قد تحدث في الجبهة تحت الذقن، بروز في العمود الفقري ، الحوض ، طرف الذراعين ، عظم الساق الاكبر ، الرقبة ، الجدع ، الفخذين ، جانبي الوجه ، نقطة ارتكاز العظم ، الردفين ، الاعضاء التناسلية ، العين ، تساقط الشعر من كثرة الشد . المؤشرات الجسدية ان هذه المؤشرات الجسدية تظهر بوضوح على الطفل المساء اليه ، وفي نفس الوقت لا يوجد لها تفسير منطقي لهذه العلامات ، ومحاولة الوالدين انكار ما حدث مع اطفالهم بجملة واحدة " الاطفال دائما يقعون " . o وجود الدليل على الاصابات المتكررة . o زيارات متكررة للعيادات والمستشفيات (ولا تظهر دائما ). o التأخر في الاستشارات الطبية والعلاج للحالات التي تبدو ضرورية . o تعارض اقوال الطفل والشخص المسؤول عن الرعاية حول كيفية ونوع الاصابة. o عدم وعي وانكار وقوع الاصابة من قبل الشخص المسؤول عن الرعاية . o تباين ألوان العلامات / وجود أكثر من علامة . المؤشرات السلوكية .. أو الأعراض .. o الخوف من المواقف بطريقة متطرفة (الخوف من الصوت المرتفع). o التغير المفاجئ في السلوك (المزاجية تجاه المواقف ، تارة يشعر بالسعادة وتارة يشعر بالاكتئاب ). o التغيب عن المدرسة. o عدم الرغبة في العودة الى المنزل (اما لانهم يبقون وحدهم /او لانهم يتعرضون للاساءة). o الملابس غير المتناسبة مع الجو (الملابس الثقيلة في الجو الحار لتغطية الكدمات) o عدم الاستمتاع باللعب وعدم الثقة بالنفس . o ] لابد دوما من التفكير بطبيعة الكدمة ، مكانها ، شدتها، تطابقها مع القصة المروية ، الانتباه لكدمات اخرى .. [ o إطاعة الطفل للاوامر والطلبات اقل من المعدل المتوسط . o تظهر على الطفل علامات التفاعل السلبي . o يبدو غير سعيد . o علامات الغضب والعزلة والتخريب . o يسيء جسميا للاخرين . o يجد صعوبة في انشاء علاقات مع الاخرين. o يجد صعوبة عالية عند الانفصال عن الاهل او تكون معدومة الوجود. o متطلب دائما ويبحث عن الانتباه . o تظهر عليه علامات التأخير في النطق العام . o لا يذكر كيف حصلت الرضوض . o يشتبه بالكبار ويتحفظ . o ممكن ان يرتجف عند ملامسته . o عدواني جدا او منعزل جدا . o يحاول دائما ارضاء الاخرين . o مفهوم الذات سلبي . o يجد صعوبة في الاعتماد على الاخرين ، والثقة فيهم ومحبتهم . o الشعور بالذنب (يقول بعض الاطفال انا استحق ذلك). o اما هز الطفل بعنف وبشدة ونتيجة لخطورته فلا بد ان تعرف بأن له اعراض منها: o الحرارة o التقيؤ o الغيبوبة o تأخر في النمو o كسر لاضلاع الجسد. o ضعف النظر او العمى o ضعف السمع او الصمم o مشاكل سلوكية عوامل الخطر .. فهي : o ليونة دماغ الطفل. o الرأس كبير وثقيل. o عظام الرقبة ضعيفة. ثانيا : الاهمال .. ما هو ؟ ما هي مظاهره ؟ وأثره على الطفل؟ يتم .. التعرف على الاهمال حينما يفتقر الاباء الى رعاية أطفالـهم .. او عندما يتصرف الاباء أي تصرف تحت ضغوطات الحياة وازمات نفسية او تحت تاثير الكحول والتفكك العائلي، يكون الاباء عاجزين عن تأمين احتياجات الاطفال الاساسية المتمثلة بالمأكل المتوازن والملبس والمأوى والعناية الطبية والتعليمية وتأمين الاحتياجات العاطفية (الامن والحب) بالاضافة الى العادات الصحية الشخصية الجيدة الايجابية والمراقبة والاشراف الجيد . فهو الحالة التي يسمح لـها الوالدين او من يقوم مقامهما متعمدا او غير مبالي بان يعاني الطفل من اشياء يمكن تلافيها او عدم تقديم عنصر او اكثر من العناصر الضرورية لتطور الطفل الجسدي والعاطفي والعقلي. اذن فاهمال الطفل هو الفشل باستمرار في توفير الاهتمام والحماية اللذان يحتاجهما الطفل. ولابد ان نفرق بان اهمال الطفل والاساءة للطفل يختلفان مع ان نتائجهما متشابـهة ، فالاثنان يؤديان للاذى الجسدي والعاطفي وحتى الموت.. ولكن الاهمال ما لا يفعله الاهل او القائمون على رعاية الطفل عوضا عما يفعلونه ، والاهمال قد يحدث في أي مكان للاطفال في أي عمر وفي أي مجتمع وفي أي خلفية اجتماعية او اقتصادية . الاهمال يترك ندوبا تدوم طوال العمر وتسرق من الطفل امكانية ان يصبح فردا مستقلا منتجا[ أهم أنواع الأهمال … وآثارهـا : الأهمال الجسدي … وهو الأسهل في التعرف عليه ويتضمن:- o التخلي عن الطفل دون أي ترتيبات للعناية به. o الأشراف غير الكافي على الأطفال لفترات طويلة . o الفشل في توفير الطعام او التغذية او الملبس او النظافة الشخصية. o الرفض او ارغام الطفل على ترك المنزل. فالنتائج المتوقعة لذلك : يكون الأطفال في خطر الإيذاء ( وحتى الموت ) الحروق/ الوقوع/السموم/ ، وقد لا يستطيعون العيش ويعانون من سوء التغذية والامراض ، وفي بعض الاحيان فان فقدان الكرامة والاحساس بقيمة الذات قد تدفع الاطفال للهروب من المنزل. علينا ان نتعلم عن العلامات المبكرة … لا يستطيع الاهل ان يكونوا منتبهين لكافة متطلبات الطفل في كل الاوقات ، لكن الاهمال المتكرر امر يدعو للقلق وعلينا ان نكون منتبهين لـ : o التصرفات المتطرفة كالعدوانية / الفوضوية / التخريب . o الاهتمام بالغرباء ولفت الانتباه . o الانطواء لفقدان الدفء o الخجل الشديد o عدم القدرة على التفاعل الاجتماعي مع الكبار. o صعوبة في تكوين صداقات. المظـهر المهمـل: الاطفال الذين يلبسون ملابس متسخة، ممزقة، مهلهلة، ملابس غير مناسبة للطقس، الافتقار للنظافة الشخصية وعاداتها … او يبدو عليهم سوء التغذية … وفي احيان كثيرة تظهر الحاجة الى الاهتمام الطبي .ان هذا الاهمال قلما يكون مقصودا وان معظم الاهل يريدون ان يكونوا اهلا جيدا لكنهم يواجهون صعوبة في التعامل مع الضغط الناتج من مشاكل نفسية عاطفية . ]ان الاطفال الذين يهملون عادة يكون لديهم نظرة سيئة لذواتـهم ولديهـم قدرات تربوية محددة ومثلهم الوحيد هو الاهل .. الذين قد اهملوهم واتباعهـم لاسلوب اهلـهم . وهنا علينا أن نذكر بأن الدلال الزائد من شأنه تشويه بناء الطفل النفسي وأصابته بالاضطرابات السلوكية والخوف من استمرار دائرة الإهمال. عدم النضج العاطفي والاجتماعي / التقرب جسديا من الغرباء . والاهم من هذا كله ان نجعل الوقاية من الاهمال من أهم الأولويات ، فجميع أشكال الاهمال .. لـها نتائج ضارة على الطفل كالوفاة/ الإصابات الجسدية الدائمة والخطرة / مع مجموعة من المضاعفات النفسية التي تؤدي الى تأخير النطق والاستيعاب اللفظي واضطرابات بناء الشخصية وتأخر تطور الذكاء، بالإضافة إلى بعض الأعراض التي قد يسهل على الإنسان العادي ملاحظتها (مثل وجود الطفل خارج البيت، استمرار تسكعه في الأماكن العامة ..) النشاط الزائد / إيذاء الذات /مدة التركيز محدودة . الاهمال العاطفي: وهذا النوع مدمر جدا ويشمل : o عدم الاهتمام المستمر ، عدم الحب او المساعدة والأشراف العاطفي . o الرفض للعلاج .. الرفض لتوصيات المدرسة … فالنتائج المتوقعة : o عدم الاحساس بالأمان . o سوء الاحساس بالذات o السلوك المدمر o استخدام الكحول o الانتحار قد يكون النتيجة . o عندما يكبرون سيصبحون مهملين لأطفالهم o الاهمال التام يؤدي الى الموت لدى الصغار . الاهمال التعليمي : و هذا النوع منتشر جدا ويشمل .. o الـهروب من المدرسة والذي لا يقوم الأهل بأي جهد لإيقافه. o عدم تسجيل الأطفال في سن المدرسة . o عدم متابعة تحصيل الطفل في المدرسة ، حضور الاجتماعات ،السؤال عنه. o النتائج المتوقعة … o يصبح الطفل منطوي. o يصبح الطفل مخرب. o تدني التحصيل . o قلة التطور في المـهارات الأساسية . ثالثا : ما هي الإساءة النفسية (العاطفية) ؟ مظاهرها ؟ .أثرها على الطفل ؟ من الصعب التأكد من صدق هذه الإساءة، لأنها غير ملموسة، لكن بعض الأطفال لا ينمون بالطريقة المناسبة لأعمارهم مع التلعثم / التوتر مع أن جميع أنواع الإساءة التي تحدث للطفل لا بد ان تتضمن اساءة عاطفية، حيث يشكل الأباء والقائمون على تربية الطفل المصدر الأول للحب والعطف والحنان، وتعتمد سلام نمو الطفل الانفعالي على قدرة الوالدين على مبادلة الأطفال الحب وإشعارهم بالامن وتعزيز شعورهم بالانتماء للأسرة .. وتظهر اعراضها على شكل اضطرابات نفسية وسلوكية وعاطفية، وهي لا بد من تفسيرها بأن هذه النتائج تؤدي إلى جعل الطفل جانيا أو مجنيا عليه، لأن من اهم نتائجها أنها تظهر الطفل بسلوكيات غير متكيفة في المستقبل، بالإضافة الى ضعف عام في البنية الجسدية وتدني القدرة العامة مما لا يعطي دلالة على نموه الطبيعي … بالأضافة إلى التردد واللا مبالاة .. والتعبير اللفظي عن الكره .. وضعف الثقة بالنفس والشعور بالذنب.. التبول اللا ارادي .. الاتجاه نحو مخالفة كبار السن بالاضافة إلى ضعف الثقة بالنفس والشعور بالذنب دون ذنب … متطلب دوما .. مطيع جدا مهذب جدا … نظيف ومرتب … الاكتئاب _ العزلة _ متطرف في جذب الانتباه _ وقد يعبر الطفل عنها بهز الرأس وضربه _ انعدام الارتباط بالوالدين … وعندما يكبرون قليلا يتغير السلوك … تراجع نمائي _ يحاول ايذاء نفسه _ ينسى وجبات الطعام _ الشحوب _ متحفظ اثناء اللعب _ ولا بد أن نذكر بأن الإساءة النفسية التي يتعرض لها الأطفال ترتبط ارتباطا وثيقا بالإساءة الجسدية والجنسية الواقعة عليهم، إضافة إلى أنها تظهر فورا على صغار السن لأنهم معتمدون كليا على ذويهم . إن أسباب هذه الظاهرة شائكة ومتنوعة بتنوع الاسباب، ومن اهمها …السخرية على الطفل من إنكاره وشكله وإنجازاته، التخويف المتكرر، الصراخ، التهديد، العنف المنزلي، الرفض، قول كلام قاسي، الخزي، إلقاء اللوم عليه، التعرض للفساد، مما يقوده للانحراف. رابعا : الإساءة اللفضية وهي الاستمرار في استخدام الألفاظ النابية والألفاظ السلبية وإعطاء الطفل ألقاب أو معلومات عن شخصه أوسلوكياته ، وتوجيه المسبات للطفل وعدم التحدث معه والصراخ المستمر … وتأثيرها على الطفل ستكون أسوة بتأثير الإساءة العاطفية . خامسا : الإساءة الجنسية .. ما هي ؟ وما مظاهرها ؟ وأثرها على الطفل … الإساءة الجنسية تعتبر من المشاكل أو المصائب المأساوية التي تؤثر على الأطفال مهما اختلفت أعمارهم وطرق حياتهم وغالبا ما تكون هذه الإساءة من قبل أشخاص تثق بهم كالأقارب والجيران، الأصدقاء وحتى الأهل … وعادة الإساءة الجنسية لا تكون تصرف أو سلوك يصاحبه عنف بحيث يكون الطفل مشترك في لعبة خلال فترة زمنية. وهذه مشكلة سرية لا يخبر عنها الطفل، وذلك بسبب عدم رغبة الأطفال بإزعاج ذويهم ولشعورهم بالخجل الشديد وإنهم السبب في حصول الإساءة من شخص معروف للطفل وتستمر لفترات طويلة من الزمن . إن الإساءة الجنسية هي تورط الأطفال القاصرين وغير الناضجين بأعمال وعلاقات جنسية لا يستطيعون فهمها ولا يعطون موافقة واعية لممارستها وتعتبر منافية للعرف والقيم الاجتماعية السائدة … وتعرف بأنها استغلال الطفل جنسيا بهدف المتعة الجنسية التي يحققها المعتدي أو بهدف الأرباح المادية، وتتمثل الإساءة الجنسية بالمداعبة باللمس، التعري أمام الطفل، الجماع الجنسي ، إنتاج أفلام جنسية ولها عدة أنواع :- o غير جسمية___________التعري أمام الطفل . o جسمية_____________استثارة الأعضاء الجنسية والجماع . o العنف _____________الاغتصاب ويشمل الضرب . إذن من الصعب على معظمنا مجرد التفكير بإمكانية تعرض أطفالنا للإساءة الجنسية فمن المهم اذن معرفة العلاقات والإرشادات والتغيرات التي تطرأ على الطفل سواء كانت مؤشرات جسدية او تغيرات سلوكية والتي تدل على وقوع الإساءة .. مظاهر الإساءة الجنسية تتمثل فيما يلي : o هرش الأعضاء التناسلية والإحساس بوجود مضايقات وانزعاج منها . o التهابات مرافقة لإفرازات الجسم وصعوبة في الإخراج . o الجروح والخدوش . o وجود روائح كريهة وغير مرغوبة . o أمراض جنسية لا تحدث إلا بوجود إساءة جنسية . o صعوبة في الجلوس والمشي . o أثار دم آو نزيف . o أمراض أو حكة في أماكن خاصة . o قد يكون حمل . o علامات جنسية مثل العض الناجم عن ممارسة الجنس ، الفم ، علامات للربط أو الصفع . o الخوف من الذهاب الى أماكن معينة . o حرج ..خجل ..انزواء . o قلة النوم ..خيالات مستمرة …أحلام مزعجة ..التبول اللاإرادي . o الخوف من الأماكن العامة … والأشياء الجديدة ..الخوف من الظلام . o الشعور بالذنب . o العودة الى حالات الطفولة . o قد يدخل أشياء غريبة في أماكن خاصة . o قد يتحدث بحرية عن الجنس ويفهمه . o يرغب في مشاهدة الآخرين أو بعض الصور . o زيادة الشهية أو فقدانها . o الرسم المخيف واستخدام اللونين الأحمر و الأسود . o التصرف بعنف وحده مع ألعاب الحيوانات والأولاد . o سلوك مضطرب … الانسحاب ..إيذاء الذات .. العدوان ..السرقة . o تأخر التحصيل الدراسي ، استخدام المدرسة للخلوة بنفسه ..وعدم الرغبة في العودة للبيت . o العزلة عن الآخرين ، لأنهم يعتبرون أنه الحافز الأساسي لأي صداقة هي حافز جنسي . من المهم ان تعرف: في معظم حالات الإساءة التي يتعرض لها الطفل، من الصعب أن نضع حدودا أكيدة بينها، ولكن أي إساءة قد تترك اثار نفسية وعاطفية قد يكون من الصعب معالجتها، هذا الامر يزيد من شدة وصعوبة معادلة الإساة ويجعلها أكثر تعقيدا امام المهتمين بالطفل وحمايته، ويعتبر هذا تحديا لتحديد تعريفات الإساءة ووضع تعريف دقيق ومحدد … وهذا ينطبق ايضا على الخلافات في بعض الدراسات او في تطابق نتائجها … منها ان بعض الخصائص التي تكون موجودة لدى بعض الاطفال قد تساهم او تزيد من خطر إساءة معاملته ويسببون ضغطا على الاسرة كالاعاقة الجسمية … العقلية … الخ ، أو سلوكيات بعض الاطفال ، ترتيب الطفل داخل الاسرة حيث يشار الى انه من الممكن بان الطفل يولد دون رغبة والديه او نتيجة حمل غير مرغوب به …وقد تكون دافع من مخزون العنف لدى بعض الاباء … حيث يظهر عندما تتهيأ بعض الظروف، أو تدني المهارات الابوية اللازمة وفهم احتياجات الاطفال … الادمان على الكحول والمخدرات والاصابات بأمراض نفسسية لبعض الاباء وعدم التحكم بالمشاعر وسرعة الانفعال … وهناك اسبباب للتصدع الاسري والازمات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية … هذه بعض المتغيرات التي يمكن أن ترتبط بحدوث الإساءة … وهذا يقودنا الى الاستنتاج العلمي القائل بأن موضوع الاساءة للأطفال يعتبر من المواضيع الشائكة والمعقدة .. لذا كانت مقدمتي في هذه الورقة تختلف عن هذا الأسلوب . ولكن لا بد من التركيز أن جميع اثار الاساءة على الطفل والمشكلات المنتشرة بينهم. -مشكلات انفعالية- الادمان في إنشاء علاقات مع الاخرين o -مشكلات سلوكية - العزلة - تحصيل متدني -صعوبة في انشاء علاقات مع الاخرين o -إساءة إضافية -يجدون صعوبة في الثقة والمحبة o -يتعلمون الاساءة لغيرهم - تصورهم لنفسهم متدني كلمة أخيرة: إن مجرد مشاركتنا اليوم، فإننا نقف امام مسؤولية وطنية ودينية وانسانية يفرضها الانتماء لجيل المستقبل والوطن. ولنستطيع العمل من اجل الطفل واتاحة الفرصة له لنموه الجسمي والعقلي والخلقي والروحي والاجتماعي لينمو نموا طبيعيا في جو من الحرية والكرامة … وماذا لدينا لنقول اكثر ..أمام هذه الاساءة، الا قلوبنا ستبقى مع الأطفال وهم ضحايا الإساءة والأذى … وخوفنا عليهم كي لا تبقى في ذاكرتهم أياما سوداء … وإننا نعلن محبتنا للطفل والعمل لأجله وتعاطفنا معه، فهو المحبة التي يريدها الله على هذه الارض. والتفكير دوما في ضعف هذا الطفل وصغر حجمه … فهل يعطينا الحق في أن نستخدم سلطتنا عليه بهذه القسوة … فمتى سيكتب تاريخ الطفولة بأن رسومات الأطفال تتميز بألوان قوس قزح … ومتى ستنتهي أساطير العنف . المراجع: د. مؤمن الحديدي، أنماط العنف البدني ضد الأطفال، ورقة عمل مقدمة لليونيسف. مكتب الاردن، 1997 . د. تغريد أبو طالب، الجامعة الأردنية، ورقة عمل مقدمة لتدريب الأخصائيين الاجتماعيين لمؤسسة نهر الأردن. آذار، 2000 . د. فرانسواز دولتو، قضايا الأطفال، ترجمة د. فتحية السعودي. منشورات دار المنى، 1998. 4- Thomas Gordon, published by the National comitte for prevention of child Abuse, 1975. what every parent should know. - Lenox Hill, Child Abuse, produced and distributed as a public service. Edward A, Davies, M.D, Director of pediatrics. 1983. المصدر - مركز الدراسات- أمان
|
أطبع
الدراسة |
أرسل الدراسة لصديق
|
|