فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

القيم الإسلامية وتأثيرات المحيط التربوي والاجتماعي

الكاتب : د علي محمد اليعقوب

القراء : 11193

القيم الإسلامية وتأثيرات المحيط التربوي والاجتماعي

 
د علي محمد اليعقوب
 
مقدمة
الحمد لله المعبود, والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل مخلوق, الذي من تمسك بشريعته الغراء الطاهرة فاز بجنات الخلود, ونال الخير والجود, وبعد:
فإن الوضع المتفكك للدول العربية والإسلامية وما تعانيه من مشكلات عديدة على مختلف المستويات أدى إلى انعكاس هذا الواقع على وضع القيم الإسلامية فأصبح لدينا ما يسمى بـ "أزمة قيم" وأدى ذلك بدوره إلى تخلف الأمة عن مسايرة التطور العلمي والتقني.
ومن ثم فقد بات من الضروري بذل المزيد من الجهود لتجاوز هذه الأزمة وخاصة من قبل المفكرين والباحثين والقادة التربويين والمربيين وأساتذة الجامعة، وذلك للدور الريادي المنوط بهم في تنشئة شباب الأمة وتعليمهم وتثقيفهم.
وتعد القيم من أهم الدوافع التي تحرك سلوك الإنسان وتوجهه، فهي التي تحقق رغباته وتشبع احتياجاته البيولوجيه والاجتماعية والنفسية، وتسهم في تشكيل سلوكه وترتبط عنده بمعنى الحياة، والإنسان قلما يقبل على مهنة لا تتفق مع القيم التي تكونت لديه إلا مرغماً كما أن تكيفه في الدراسة والعمل لا يتحقق إلا إذا كان ثمة وفاق إلى حد كبير بين قيمه والقيم التي يتطلبها العمل ويعمل على تحقيقها (حمزة، 1989). لذا فمجموعة القيم السائدة لدى أي فرد أو جماعة من الجماعات ثمثل نوعاً من المحددات والضغوط الاجتماعية التي تؤثر في سلوك أفراد هذه الجماعة تأثيراً مباشراً. (الرشيد، 2000).
لذا تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على أهم القيم الإسلامية لدى الإنسان وبالأخص في مرحلة الطفولة وما مدى تأثيرات المحيط التربوي والاجتماعي في ذلك.
تعتبر الطفولة من أهم وأخطر مراحل حياة الإنسان وفيها تتشكل تقريباً معظم معالم شخصيته المستقبلية, فلذلك يجب الاهتمام بالقيم الإسلامية وغرسها في سلوكيات الطفل وعدم إهمال قدراته وذلك لمواجهة تحديات العصر وتحقيق طموحاته المستقبلية من خلال الانفتاح الواعي والمتزن على التوجهات الإسلامية والتربوية والاجتماعية والثقافية والتي تجمع بين الأصالة والتجديد, وتطبيقاتها العملية المتعددة والمتنوعة. فهذا العصر هو عصر التسابق الحضاري الذي تعتبر فيه الطفولة أثمن الثروات المخزونة والرصيد المستقبلي ورأس المال الحقيقي والفعلي لحركة مسيرة البناء والإنماء الحضاري.

إن التغيرات والمتغيرات الاجتماعية والسياسية والتكنولوجية المتسارعة من حولنا تتزايد وتتسارع بخطى سريعة, ومع تنامي هذا الوعي المتزايد فإنه يتحتم الاهتمام بالقيم الإسلامية وتنشئته الطفل عليها لكي يتكيف مع نفسه وبيئته والعوامل والمتغيرات الداخلية والخارجية المختلفة والحاجات والمشكلات المتفاقمة في المجتمعات الإسلامية التي تساهم في رسم شخصية الإنسان المستقبلية, فتربية الإنسان الصحيحة الواعية تجعل لدينا نموذج عملي وحيوي لهذا الإنسان المسلم والذي يجمع من خلاله بين الثوابت والمتغيرات وبين القيم والعادات والتقاليد الأصيلة والأفكار الحديثة الإيجابية منها, بعيداً عن الصور والأشكال الحزبية والطائفية والقبلية والمذهبية والتناحرات والصراعات الفكرية السلبية وبخاصة المستورد منها.
والطفولة (مرحلة من مراحل نمو الفرد الكائن, وهي أساس بناء شخصيته, حيث يتم خلالها إكسابه القيم والاتجاهات والعادات ومختلف أنماط السلوك القويم التي يرضى عنها المجتمع وتكوين إطار تتحدد به معالم شخصيته. الهدهود, ص11).
كل هذا, يجعله معتمداً على رعاية والديه, خاصة الأم, أو من ينوب عنها. وأغلب الأطفال, الذين ينالون عناية ورعاية كافيتين, وتلبي حاجاتهم, تكون لهم فرصة على العطاء, ومن ثمَّ النجاح.

والطفل في هذه المرحلة يحتاج منَّا قيماً تربوية عديدة نغرسها فيه ونرشده إليها ونرغبه فيه وقيماً أخرى سلبية نحاول أن نحذره منها ونرهبه منها حتى يتجنبها لأن جميع تلك القيم مرتبطة بعضها ببعض وهي, إما أن تبني أو تهدم شخصيته, وهي الأسس الرئيسية في بناء شخصية هذا الطفل كبناء القيم العقدية و القيم الروحية و القيم النفسية و القيم التربوية والتعليمية والمعرفية العلمية و القيم الاجتماعية و القيم الفكرية والعقلية و القيم الثقافية و القيم المهنية و القيم الترويحية و القيم الفنية و القيم الجسمية والرياضية, والصحية وكيفية استثمار ذلك من خلال علاقته بالبيئة المحيطة كعلاقته مع ربه وعلاقته مع نفسه وعلاقته مع والديه وعلاقته مع إخوانه, وعلاقته مع أصحابه وأصدقائه وعلاقته مع جيرانه وبالبيئة المحيطة وعلاقته مع عائلته وعلاقته مع المجتمع وعلاقته مع المدرسة وعلاقته مع وسائل الإعلام.
لذلك فنحن على يقين بأن المنهج الرباني المتكامل, المواتي لفطرة الإنسان, إذا طبق بالشكل الصحيح, فإننا ¯ بإذن الله ¯ سوف نرى جيلاً فريداً لأن منهجنا هو منهج قائم لصياغة الشخصية الإنسانية صياغة متزنة متكاملة, يحقق الإنسان من خلال تطبيقه لهذا المنهج العدالة الإلهية في المجتمع الإنساني, ويستخدم ما سخر الله له من قوى الطبيعة, استخداماً نيراً متزناً, وتختلف معاني ومفاهيم تربية الطفل بين المربين وعلماء الاجتماع اختلافاً كبيراً, وفي النظر إلى طبيعتها من جهة وإلى وظيفتها الاجتماعية من الجهة الأخرى.

والتربية كما يشير إليها محمد جواد رضا إلى أن التربية "هي وسيلة بقاء المجتمع واستمراره وتقدمه وتطوره إذا ما أريد لهذا التقدم والتطور أن يكون عميق الجذور متأصلاً في حياة الأفراد. (1993، 29), لذلك أدركت المجتمعات الحديثة إلى أهمية التربية, فأعطتها أولوياتها, وخصصت لها المال والجهد والوقت, وأعدت لها الخبراء والمتخصصين بذلك. فالتربية عملية نمو لخلق جيل جديد واعٍ لأهداف هذا المجتمع الجديد (عبدالعزيز، 1967، ص15), والتربية في نظر دوركهايم مؤسسة اجتماعية عاملة من أجل تحقيق الاتفاق الاجتماعي ومن أجل التكامل الاجتماعي, وذلك من خلال تنشئة الأطفال على السجايا والشمائل الشخصية وأنماط السلوك المقبولة من لدن الجماعة التي ينتسبون إليها, ومنهم من يرى أن التربية هي التنمية, وهي لا تمارس في فراغ, بل تطبق على حقائق, ويستلزم ذلك أمرين: أنها تبدأ مع بداية حياة الإنسان على الأرض, إذ أن الطفل حين يولد يعاني عجزاً لا مثيل له لدى أي وليد في المستويات الحيوانية, وهذا العجز له دلالة هامة, جداً إذ يعني: أن الطفل يظل فترة طويلة بحاجة شديدة إلى استمرار عناية البالغين الكبار به لاستمرار بقائه، إنه يلقى فرصة للتعليم, نتيجة احتكاكه بالبالغين لا تتاح لغيره من المخلوقات, شهلا وآخرون 1982 ص 30) والتربية كما يعرفها الدكتور عبدالحميد الهاشمي والدكتور فاروق عبدالسلام, بأنها: (تنمية الإنسان في أبعاده الستة: الروحي, والبيولوجي, والعقلي والمعرفي, والانفعالي العاطفي, والسلوكي والأخلاقي, والاجتماعي, في إطار بعد مركزي هو الإيمان بالله وبوحدانيته, للوصول بالإنسان نحو الكمال, ضمن مجتمع متضامن قائم على قيم ثابتة) ص 44. ويعرف الدكتور محمد لبيب النجيحي التربية بأنها: (عملية إعداد المواطن الذي يستطيع التكيف مع المجتمع الذي ينشأ فيه, ولذلك فهي تعمل على تشكيل الشخصية الإنسانية في أدوار المطاوعة الأولى تشكيلاً يقوم على أساس ما يسود المجتمع من تنظيمات سياسية واجتماعية واقتصادية, ولهذا كان لابد للإطار الثقافي الذي يقوم عليه المجتمع من أن يحدد أبعاد العملية التربوية, واتجاهاتها, بحيث لا تخرج عن هذا الإطار إلا تطويراً له وتقدماً به في عملية زيادة آخذة بيد المجتمع نحو مستقبل أفضل), لكن يقول الدكتور محمد قطب في منهج التربية الإسلامية بأن التربية هي "إعداد الإنسان الصالح وليس المواطن الصالح", علماً بأنه لا تعارض بين الولاء للوطن والانتماء للقيم الإنسانية، فالفرد الصالح للجزء صالح للكل. ويتحدث "عبدالرحمن الباني" عن صناعة التربية أو فن التربية الذي يهدف إلى (غرض سام, وهو أن نبلغ بالإنسان حد الكمال المناسب له, والتربية بمفهومها الجديد كما عرفتها الرابطة الدولية للتربية الجديدة (بأنها تقوم على أساس تنمية القدرات الكاملة لكل شخص أكثر ما يمكن, وفي نفس الوقت كفرد وعضو في مجتمع أساسه التضامن, ولا يمكن فصل التربية عن تغير المجتمع لأنها تشكل قوة واحدة منه, ويجب إعادة النظر في أهداف التربية وطرائقها كلما تنامت معارفنا عن الطفل والإنسان والمجتمع), ويمكن تلخيص مهمة التربية في أن التربية عملية اجتماعية خلقية يضطلع بها المجتمع من أجل بناء شخصيات أفراده على نحو يمكنهم من مواصلة حياة الجماعة وتحريرها وتطويرها من ناحية, وتنمية شخصياتهم المنفردة للقيام فيها بأدوار اجتماعية متكاملة الوظائف والمسؤوليات من ناحية أخرى, وإذا كنا نتعامل مع التربية في مجتمع, يتوجه بالشريعة الإسلامية, فلا بد من التأكيد على مقاصد الشريعة هي الإطار الأساسي للعملية التربوية سواء في تنمية شخصيات الأفراد أو تطوير حياة الجماعة, 2001 ص27).

والتربية في المجتمع المسلم هي "تنشئة الأطفال وإعدادهم للدنيا والآخرة إعداداً يشمل أرواحهم وعقولهم ونفوسهم وأجسادهم, والتربية الإسلامية هي الوسيلة الوحيدة لإعداد هذا الجيل" (خالد الشنتوت 1994) ص .3 وذلك من خلال ما تقوم به المؤسسات الاجتماعية المختلفة لتنمية ما لدى الفرد من طاقات فردية واجتماعية ولتكون له شخصية مستقلة ومؤثرة ولاستمرار المجتمع والنهوض به بالحفاظ على تراثه الأصيل وبتطويره إلى ما هو أفضل " الشافعي (1996), والعناية والرعاية بشخصية الإنسان من جميع الجوانب, وفي كافة مراحل الحياة, وأن تسير وفق ترتيب منظم صاعد ينتقل فيه الناشئ من طور إلى طور, ومن مرحلة إلى مرحلة. (النحلاوي, ,1979 ص14).
لذلك تعرف تربية الطفل من منظور إسلامي بأنها تنشئته الفرد والمجتمع على القيم الإسلامية والتي تشتمل على الإيمان بالله ووحدانيته تنشئة تبلغ به أقصى ما تسمح إمكاناته وطاقاته حتى يصبح في الدنيا قادراً على فعل الخير لنفسه ولأمته وعلى الخلافة في الأرض, وجديراً في الآخرة برضى الله وثوابه" الشافعي (1996), بمعنى آخر هي "المحافظة على فطرة الطفل وصيانتها من الانحراف وتنمية جسمه وعقله وروحه وجميع مداركه بالوسائل التربوية التي بينت أسسها وقواعدها الشريعة الإسلامية, ليصبح إنساناً متكامل النمو كاملاً بالهدف الذي خُلق من أجله وهو العبادة" عائشة الجلال (,1991 ص18), وقد قسم البوطي أسس التربية الإسلامية على ثلاثة أسس وهي "المحاكمة العقلية, العبرة والتاريخ, الإثارة الوجدانية". (البوطي ص 19), والمقصود بالمحاكمة العقلية تعريف الإنسان بذاته, واختيار أسلوب صالح لمدارك جميع الناس, والاعتماد على المناقشة والحوار.

القيم
لقد تعددت الاتجاهات واختلفت المدارس العلمية في تحديد مفهوم القيم، فهي إما أن تكون "محطات ومقاييس نحكم بها على الأفكار والأشياء والأعمال والموضوعات والمواقف الفردية والجماعية من حيث حسنها وقيمتها والرغبة فيها أو العكس " (الكيلاني، ص 299)، أو أن تكون "مفهوم أو تصور ظاهر أو ضمني يميز فرداً أو يختص بجماعة، لما هو مرغوب فيه وجوباً ممايؤثر في انتقاء أساليب العمل ووسائله وغاياته" (الخضري، ص 228)
أما القيم الإسلامية فهي كما عرفها علي خليل مصطفى (عبارة عن مجموعة المعاير والأحكام النابعة من تصورات أساسية عن الكون والحياة والإنسان والإله، كما صورها الإسلام، تتكون لدى الفرد والمجتمع من خلال التفاعل مع المواقف والخبرات الحياتية المختلفة بحيث تمكنه من اختيار أهداف وتوجهات لحياته وتتفق مع امكاناته وتتجسد من خلالها الاهتمامات أو السلوك العملي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة) ص 34.
إن وضوح الهدف القيمي هو الركيزة التي يعتمد عليها في وضع خطة العمل في أي مجال من المجالات, مستمدين ذلك من قول سيدنا المصطفى عليه السلام لمعاذ رضي الله عنه: "اتق الله حيثما كنت, وأتبع السيئة الحسنة تمحها, وخالق الناس بخلق حسن", فمن هنا يتبين أن القيم الإسلامية تهدف إلى (عبادة الله الواحد الأحد, وتهذيب الأخلاق, وضبط السلوك, والتفكر والبحث, وإتقان العمل والإخلاص فيه, والتوحد مع الجماعة, والصحة والاعتدال في الجسم, والاستمتاع بزينة الله, والجهاد في سبيل الله, واحترام عقائد المخالفين" حسان محمد حسان (,1987 ص 789), وهذا الدور يكون على عائق من يتحمل مسؤولية التربية سواء كان بطريقة رسمية أو غير رسمية مقصودة أو غير مقصودة تلقائية أو غير تلقائية, بمعرفة الأساليب التربوية الصحيحة الصالحة التي تناسب طبيعة وشاكلة هذا الفرد لقوله تعالى: (قل كل يعمل على شاكلته).
ومن المعلوم أن قلب الأبوين مفطور على محبة الولد, ومتأصل بالمشاعر النفسية والأبوية لحمايته, والرحمة والشفقة والاهتمام بأمره. (ملكة أبيض ,1987 ص 983).
لذلك اهتم الإسلام بالطفل اهتماماً بالغاً, وشرع له الكثير من الأحكام الشرعية ووضح له القيم الإسلامية التي تعود عليه وعلى أسرته ثم مجتمعه بالنفع والفائدة. كما كلفنا سبحانه وتعالى بشكر هذه النعمة ورعايتها وحفظها, وهي هبة من الله تعالى لنا قد حرم منها كثير من الناس, قال تعالى: (لله ملك السموات والأرض يخلقُ ما يشاءُ يهبُ لمن يشاءُ إناثاً ويهب لمن يشاءُ الذكورَ. أو يزوِّجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاءُ عقيماً إنه عليم قدير).
وهذا العطاء له منهج ومبادئ عظيمة تحتاج منَّا إلى تطبيق وغرس تلك المبادئ في نفوس هذه الأجيال لتحقيق الهدف المرجو منه وهو عبادة الله تعالى, هذا المنهج الذي أنزله الله لنا يعني بكل جوانب شخصية هذا الطفل له قواعد وأركان أساسية منظمة وموزعة حسب الاختصاصات, محدداً له الحقوق ومبنية له والواجبات لذلك.

القيم التربوية قبل التفكير بالإنجاب:
1 ¯ السعي للزواج من امرأة صالحة "اختيار الزوج أو الزوجة".
2 ¯ الإنفاق على الزوجة بالحلال "أطب مطعمك تستجب دعوتك".
3 ¯ طلب هذه الهبة.
4 ¯ الدعاء بالابن الصالح.
5 ¯ الرضا بما قسم الله لك.
6 ¯ تحريم الإجهاض.
7 ¯ تحريم قتل المولود.
8 ¯ تنظيم الحقوق والواجبات بين الزوجين
9 ¯ معرفة أصول العلاقة بين الزوجين وأهميتها.
القيم التربوية التي يجب أن يطبقها الإنسان فيما بعد ولادة المولود:
1 ¯ لا يكثر الفرحة بالذكر وحزنه بالأنثى.
2 ¯ يستحب أن يؤذن في أذنه اليمنى ويقيم الصلاة في اليسرى.
3 ¯ استحباب تحنيك المولود.
4 ¯ تسمية المولود باسم جميل.
5 ¯ حلق الشعر.
6 ¯ الختان.
7 ¯ العقيقة.
8 ¯ الرضاعة.
9 ¯ بناء شخصية الطفل وتربيته.

تأثيرات المحيط التربوي والاجتماعي:
1- الأسرة:
الأسرة هي: الجماعة الإنسانية التي يتعامل معها الفرد, والتي يعيش فيها السنوات التشكيلية الأولى من عمره وقد أكد علماء النفس والتربية أن الأسرة لها الأثر الأكبر في تشكيل شخصية الفرد تشكيلاً يبقى هذا الأثر معه بعد ذلك, بشكل من الأشكال وله من السمات ما يميزه عن سواه. والأسرة تعتبر الوعاء الاجتماعي الذي يتلقى الطفل, ويتفاعل معها, ويشعر بالانتماء إليها, وبذلك يكسب الطفل أول عضوية له في جماعة ويتعلم منها كيف يتعامل مع الآخرين في سعيه لإشباع حاجاته وتحقيق مصالحه من خلال تفاعله مع أعضائها. وهنا نبرز أهمية التنشئة الاجتماعية عن طريق الأسرة. محيي الدين أحمد حسين ص 59), وهي تبدأ بالزوجين, ثم يكثر أفرادها بالإنجاب, ولكي تستقر حياة هذه الوحدة, ويسود هذه الحياة الترابط الحميم, كان لابد من وضع دستور ينظم الحقوق والواجبات في الأسرة.
إن القيم الإسلامية لبناء الأسرة المسلمة تقوم على أسس سلامة الطفل روحياً وعقلياً وبدنياً ونفسياً وخلقياً, ورعاية الطفل من جميع النواحي وخاصة في المرحلة المبكرة, وذلك لأن الأسرة هي المؤسسة الأولى والمرتكز الأساسي من بين المؤسسات الاجتماعية المتعددة, وهي المسئولة عن إعداد الطفل للدخول في الحياة الاجتماعية, ليكون إنساناً صالحاً فعَّالاً في إدامتها على أساس الصلاح والخير والبناء الفعَّال, فهي بمثابة نقطة البدء التي تزاول عملية التنشئة لهذا الإنسان, لذلك ركز الإسلام على بناء الأسرة, واهتم بها بشكل خاص وكلفها بأمور تقوم بأدائها, فوضع القواعد الأساسية في تنظيمها وضبط شؤونها, وتوزيع اختصاصاتها, وتحديد الواجبات المسئولة عن أدائها, وخصوصاً تربية الطفل تربية صالحة سليمة متوازنة في جميع جوانب الشخصية الفكرية والعاطفية والسلوكية, وأوصى بالمحافظة على كيان الأسرة "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته", وأمر بالمحافظة على الأسرة وعدم تدمير وضياع الأطفال بتفتيت الكيان الذي يحميهم ويعدَّهم للمستقبل الذي ينتظرهم. وجاءت تعاليم الإسلام وإرشاداته لتحافظ على المحيط الصالح لنمو الطفل جسدياً وفكرياً وعاطفياً وسلوكياً, نمواً سليماً يطبق من خلاله الطفل أو إنسان المستقبل مقاومة وتقلبات الحياة والنهوض بأعبائها, ولهذا ابتدأ المنهج الإسلامي مع الطفل منذ المراحل الأولى للعلاقة الزوجية مروراً بالولادة والحضانة ومرحلة ما قبل البلوغ وانتهاء بالاستقلالية الكاملة بعد الاعتماد.
2- جماعة الأصدقاء (الأقران)
(الأسرة تلعب دوراً أساسياً في إكساب الفرد قيماً معينة, ثم تقوم الجماعات الثانوية المختلفة التي ينتمي إليها الفرد في مسار حياته الاجتماعية بدور مكمل, بحيث تحدد للفرد قيماً معينة يسير في إطارها, فالفرد يتنازل عن بعض القيم التي اكتسبها في محيط الأسرة ليأخذ بغيرها مما تأثر في إطار مختلف الجماعات المرجعية التي ينتمي إليها فهناك علاقة بين أسلوب التنشئة الاجتماعية المتبع وما يتبناه الأبناء من قيم, خليفة عبداللطيف، 1992 ص 91).
3- المسجد
4- المدرسة
5- وسائل الإعلام
 
وسائل تنمية القيم الإسلامية
حاول علماء التربية قديماً وحديثاً أن يهتدوا إلى منهج تربوي شامل يعني بتحديد الأساليب والقيم والمعايير الكفيلة بدراسة ما يناسب مرحلة عمر الإنسان المختلفة التي يمر بها وقد بذلوا في هذا الصدد جهوداً كبيرة وشاقة ومتواصلة حتى استطاعوا التوصل إلى نظرات ومقترحات وتوصيات تعد من وجهة علمية قيمة ونافعة, وبسبب المشكلات المختلفة لم يتمكن العديد منهم من تحديد المنهج الدقيق الذي يمكن الاستناد إليه في معالجة المشكلات الحديثة المعقدة التي تكتف تلك المرحلة الحساسة من عمر الإنسان, كما أخفقوا في حل الصعوبات المتزايدة يوماً بعد آخر التي تواجه الآباء والأمهات والمربين في هذا المجال.
إن المنهج الإسلامي الذي يمكن تحديد معالمه وقواعده بالاستناد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يهدف إلى تحقيق تربية متزنة للإنسان  تبدأ من قبل أن ينعقد جنينا في رحم الأم وتستمر معه إلى سن الرشد, مروراً بمرحلة الحمل, والولادة, والرضاعة, والطفولة المبكرة.
وتحدد ملامح القيم الإسلامية وسائل مختلفة في كيفية إعداد الطفل نفسياً وعقلياً وسلوكياً, إن اختلاف الطرق والأساليب التربوية في يومنا هذا, يحتاج منا إلى تطبيق مفاهيم ديننا وهدي نبينا صلى الله عليه وسلم وسنته, وبين الثقافات الأخرى الوافدة على قيم ديننا ومبادئه، من انفتاح لتقنيات الحديثة, التي سخرها الغرب لنشر ثقافته وسلوكياته.
ولا شك أن المربي يضطلع بالعبء الأكبر من هذه المسؤولية التي حمله الله تعالى إياها, ولكن تقصير بعض المربين في مسؤوليتهم لا يعفي الجهات الأخرى المسئولة في التربية من سد الخلل, وتدارك النقص إذ الجميع مسئول في عملية التربية سواء كانت هذه التربية مقصودة أو غير مقصودة, وذلك لبناء الأسرة وتكوينها.
وقد أشار كثير من علماء التربية الإسلامية, ومنهم ابن سينا والعبدري وابن خلدون أنه لا يجوز للمربي أن يلجأ إلى العقوبة إلا عند الضرورة القصوى وأن لا يلجأ إلى الضرب إلا بعد الزجر والتهديد والوعيد, لإحداث الأثر المطلوب في إصلاح الطفل, وتكوينه خلقياً ونفسياً. (اليعقوب، 2002، 106). ولقد أثبتت التربية النبوية الفعلية إمكانية التربية الأسرية من دون استخدام ضرب الأولاد أو النساء لأن أسلوب ترك الضرب يحفظ كرامة الإنسان بصورة، ويوثق علاقة التواصل والمودة، وتعزيز فرص التقارب والمحبة في الأسرة والمدرسة، ويبني الشخصية الإنسانية المعتدلة التي تميل إلى التسامح وتأخذ حقها بحكمة. والعملية التربوية تقوم على مبدأ الرعاية والرغبة في الإصلاح لا الوصاية والتسلط والإرغام ولا يتحقق التأديب إلا بالتدريب، ولا ننال المقصود إلا ببذل المجهود (ملك، 2004، 23)
ومما يلفت الانتباه أن الطفل بفطرته مبني على معرفة الخير, وبهذا فإن القيم الإسلامية تستهدف الكشف عن جوانب هذا الخير وتقويتها, ومعرفة الأسس في أساليب التربية ومنها الرفق واللين.

وقدر ابن خلدون في مقدمته أن القسوة المتناهية مع الطفل تعوده الخور, والجبن, و الهروب عن تكاليف الحياة, ويتمثل ذلك في قوله: "من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم, سطا به القهر, وضيق على النفس في انبساطها, وذهب بنشاطها, ودعاه إلى الكسل, وحمله على الكذب والجبن خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه, وعلمه المكر والخديعة, ولذلك صارت له هذه عادة وخلقاً, وفسدت معاني الإنسانية التي له".
وحارب ابن خلدون القسوة والشدة والعنف والقهر مع الأولاد وقال: "إن من يعامل بالقهر يصبح حملا على غيره, إلى هو يصبح عاجزاً عن الذود عن شرفه وأسرته لخلوه من الحماسة والحمية على حين يقعد عن اكتساب الفضائل, والخلق الجميل, وبذلك تنقلب النفس عن غايتها ومدى إنسانيتها".
تنطلق الأساليب التربوية من محاور عديدة أهمها المحور العقلي ثم المحور النفسي ثم المحور الجسمي قال تعالى: (ونفس وما سوها فألهمها فجورها وتقواها, قد أفلح من زكاها وقد خاب من داسها).

ونقصد بالجوانب العقلية, بمرحلة المعرفة العقلية, وهي تنمية هذا الجانب من الذكاء كقدرة عامة, والاستعدادات والاتجاهات والقدرات العقلية والميول العقلية والعناية بها عناية تربوية سليمة بقدر النضوج والكمال وانعكاسات ذلك على حياة الطفل مراعين في ذلك الفروق الفردية والتدرج. فالذكاء على سبيل المثال هل هو موروث أم مكتسب, فقد اختلف العلماء والمفكرون في ذلك حتى أصبح من الصعب وضع تعريف واحد محدد للذكاء تقبله جميع المدارس التربوية والنفسية, فالتعاريف القديمة للذكاء كانت ترجح عوامل الوراثة على عوامل البيئة, وأحياناً تقول ليس للبيئة أي دخل في ذلك. والمقصود من الذكاء كما عرفه جورج استوارد بأنه (القدرة على القيام بنشاط عقلي يتميز بالصعوبة, والتعقيد, والتجريد, والسرعة, والاقتصاد, والتكيف الهادف, والابتكار, والأصالة, وتركيز الطاقة, ومقاومة الاندفاع العاطفي. د. عمر التومي الشيباني الأسس النفسية والتربوية لرعاية الشباب ص65).
 
 ولا شك إن التربويين يرون البيئة ذات تأثيرات عظيمة في عملية التنشئة عموماً ولتنمية القيم في المجتمع الإسلامي وسائل عديدة ومتنوعة منها:
1- العبادات
2-  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
3- ضرب الأمثال
4- الموعظة الحسنة
5- القدوة
6- القصة
7- الحوار
8-  السؤال والمناقشة
9-  استثمار الأحداث الجارية والمناسبة
10-  أسلوب تفريغ الطاقة
11- الممارسة والعمل
12-  أسلوب العادة والتكرار
13-  الترغيب والترهيب.
14-  الإقناع والاقتناع.
15-  الموعظة والنصح.
16-  المعرفة النظرية.
17-  عن طريق اللعب.
18-  عن طريق الجواب.
19-  عن طريق الاستكشاف الموجه الحر.
20-  عن طريق الدافعية.
21-  عن طريق التعليم بالتعزيز بالإيجابي والسلبي.
22-  عن طريق المبادرة الإيجابية والتدخل.
23-  التعديل المباشر للسلوك.
24-  المدح والثناء
25-  عدم الإكثار من اللوم والعتاب
26-  الاستجابة الحرة غير المقيدة.
27-  المثير والاستجابة.
28-  الارتباط الاقتراني.
29-  الاستبصار وحل المشكلات.
30-  المحاولة والخطأ.
31-  تهيئة البيئة وإعدادها.
32-  التعليم بالتجريب.
33-  بتراكم الخبرات.

ومن أهم أساليب التربية مايلي:
القدوة

ركزت التربية الإسلامية على التربية بالقدوة باعتبارها أخطر وسائل التربية الأخلاقية تأثيراً في نفسية الفرد من التنشئة الأولى,  و القدوة الحسنة هي خير ما يدعم المبدأ والفكرة التي نريد بثها في نفس الناشئ, وتربيته عليها. فهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالميول الطبيعية لدى الفرد بالميول الطبيعية لدى الفرد للتعلم والتلقي والاكتساب عن طريق التقليد والمحاكاة والإقتداء، وهي إتباع الغير على الحالة التي يكون عليها حسنة أو قبيحة. ويشير المناوي إلى أن الأسوة هي الحالة التي يكون عليها الإنسان عليها في إتباع غيره إن حسناً وإن قبيحاً وإن ساراً وإن ضاراً. (المناوي، 1999، ص 51).
فإذا أردنا أن نغرس الصدق, فإن علينا أن نكون أولاً صادقين. وإذا أردنا أن نغرس الأمانة في نفوس أبنائنا, فعلينا أن نكون أمناء في أنفسنا وسلوكنا. وإذا أردنا أن نغرس في نفوس أبنائنا حسن الخلق, فعلينا أن نري أبناءنا في كلامنا ومواقفنا, وغضبنا ورضانا: حسن الخلق وضبط اللسان, وعفة القول, والبعد عن البذاءة أو الفحش. إن كثيراً من الأبناء يرون التناقض البيِّن بين سلوك آبائهم وأمهاتهم وبين ما يأمرونهم به, ويحثونهم عليه. ويخطئ كثير من الآباء والأمهات عندما يظنون أن أبناءهم لا ينتبهون لسلوكهم, ولا يلاحظون تصرفاتهم, ولا يحاكمون أفعالهم ولا يقومونها, إن الأبناء يزنون آباءهم وأمهاتهم ومربيهم بميزان فطري دقيق, ويقيمون لهم في أنفسهم التقدير والاحترام على حسب رجحانهم في ذلك الميزان, أو خسرانهم.
لذلك فالإسلام يحث على أعظم الوسائل نجاحاً في التربية وأجداها في توصيل المبادئ والقيم وهي القدوة... ولابد أن تكون هذه القدوة ملازمة للإنسان سنين حياته كلها ابتداء من لحظة إدراكه ووعيه بما يدور, وحوله لابد للطفل من قدوة ينهج نهجها, ويكوِّن مبادئه وقيمه وعقائده منها, لابد للطفل من أسرة, تكون نموذجاً متحركاً في أجراء المنزل تترجم كل ما تعلمته وما خبرته من الحياة إلى سلوك يلمسه طفلها, إذ إن من غير المعقول أن يكون سلوكها وتصرفاتها مخالفاً لما تقوله وقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون), ويقول الباري تبارك اسمه: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون).
 
رواية القصة
تعد القصة وسيلة تربوية هامة في منهج التربية الإسلامية, حيث لا يقتصر دورها التربوي, وتأثيرها العاطفي والنفسي على الأطفال الصغار فحسب, بل يتعدى ذلك ليشمل الكبار والشيوخ. فهذا كتاب الله عز وجل قد تضمن قصصاً كثيرة تربى عليها الكبار في العهد النبوي, وما بعده قبل أن يتربى عليها الصغار, فأثمر تأثيرها ¯ ممتزجاً بباقي جوانب المنهج الإسلامي، نماذج بشرية فاقت كل جيل قبلها, وأعجزت كل جيل بعدها أن يماثلها أو يساويها. ويقول الدكتور بدر أستاذ القصة التربوية: (الخيال المجنح والفكر الواسع والإحساس بالإفتقار إلى البطولة الفارغة والتهويم بشوق الأحداث العجيبة وحبك العقدة الروائية وتحريك الأشخاص بتلقائية وتتابع على الميدان واستغلال عامل الزمن, بهذا تتكامل عناصر القصة وكلها يملأ النفس بهجة ويأخذ بمجامع القلوب فيعيش الشخص متابعاً السرد مندمجاً فيه كأنه صانه أحداثه أو أنه أحد أشخاصه وذلك يرضي فضوله ويسعد خياله ويستقر وجدانه, ومن هنا كانت القصة أقوى وسائل التربوية جميعاً في التأثير والتأديب حيث تشترك كل الاستعدادات والمدارك في متابعتها بيقظة تامة وحرص كبير على ألا تتفلت منها شيء فتتشرب المعلومات بطريق مباشر أو غير مباشر وتنسل الأفكار إلى النفس بسرعة وتتمكن من الأعماق بقوة. السبق التربوي في فكر الشافعي, ,1989 ص371).
 
والقصة لها سحر على مسمع الطفل يطرب لها إذا عرضت عليه عناصرها بشكل صحيح وهي:
1 ¯ الحوادث: هي الأفعال والمواقف التي تصدر من شخصيات القصة.
2 ¯ الشخصيات: هي التي تقوم بأحداث القصة ومواقفها المتعددة.
3 ¯ الحبكة (بناء القصة) ترتيب الحوادث ترتيباً معيناً بتقديم بعضها على بعض والوقوف الطويل عند حدث أو المرور السريع على حدث.
4 ¯ الزمان والمكان: الميدان الذي تجري عليه أحداث القصة, وحدثت فيه.
5 ¯ الحوار: تصوير الحدث القصصي, وهو الأسلوب الذي تبنى به القصة, وتتحرك به الأحداث ويساعد على تنمية الأحداث القصصية وتصعيدها.
ويشير الدكتور علي خليل أبوالعينين في كتابه الأخلاق والقيم التربوية في الإسلام "بأن القصة هي من أكبر وأكثر الوسائل فعاليه في تنمية الأخلاق, وقد استخدمها الرسول  وحرص على أن يضمنها الكثير من الأخلاق الإسلامية, إما من أجل توضيحها أمام المسلمين من ناحية وإما من أجل تعميقها في نفوسهم من ناحية ثانية وذلك من خلال جعلها موضوعات تدور حولها أو تتحدث عنها أحداث القصة ومواقفها وهي قيم ذات جوانب متعددة ص 153).

فالقصة هي حكاية نثرية تصور عدداً من الشخصيات والأحداث. وأنواعها:
1 ¯ القصة القصيرة: وهي التي تدور حول حادثة واحدة, لشخصية واحدة, أو عدة شخصيات, ولا يتسع المجال فيها لكثرة السرد أو تعدد الأحداث. وتتميز القصة القصيرة بصغر حجمها, وسهولة قراءتها أو سردها في وقت وجيز.
2 ¯ الرواية: أطول أنواع القصص, وتتميز بكثرة أحداثها وتعدد شخصياتها وإثارتها لعدد من القضايا أو قضية كبرى تعبر عنها من خلال الأحداث أو الشخصيات, والقصة هي (مزيج من الحوار والأحداث والترتيب الزمني مع وصف للأمكنة والأشخاص والحالات الاجتماعية والطبيعية التي تمر بشخصيات القصة).
والقصة في القرآن الكريم لها أهداف خمسة:
* (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب, ما كان حديثاً يفترى, ولكن تصديق الذي بين يديه, وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون), وهنا يشير د.وهبة الزحيلي, القصة القرانية, ص.19
* 1 ¯ التأمل والتفكر والاتعاظ.
* 2 ¯ ليست حديث يفترى.
* 3 ¯ تفصيل كل شيء.
* 4 ¯ سبباً للهدى في الدنيا ¯ لأنها تربي النفس وتوم السلوك وتصحح الاعتقاد وتغرس عمل الخير.
* 5 ¯ في القصة رحمة للمؤمنين ¯ تذكير بأحداث الأمم الغابرة ¯ معرفتها.
لذلك فالقرآن الكريم يحتوي على أحكام تنظم كل شؤون الحياة:
1 ¯ العقائد, 2 ¯ العبادات, 3 ¯ المعوضات والمعاملات, 4 ¯ الأخلاق, 5 ¯ العقوبات, 6 ¯ قصص الأنبياء والرسل للعبر والعظات, وتمد القصة القرآنية الفرد والجماعة بالقيم الأخلاقية الصادقة وتغرس فيه القيم وتؤثر في نفسه إذا وضعت في قالب عاطفي مؤثر وهي تجعل القارئ أو السامع يتأثر بما يقرأ أو يسمع, فيميل إلى الخير وينقذه, ويمتعض عن الشر ويبتعد عنه.
إن وجود هذا العدد الهائل من القصص في كتاب الله عز وجل, وسرد بعضها بتفصيل دقيق, وذكر بعضها في أكثر من سورة, رغم الإيجاز في توضيح أحكام الصلاة, والصيام, والزكاة, والحج, رغم أنها أركان الإسلام وأساساته, فهذه الشعائر التعبدية العظيمة لم يرد لها تفصيل في القرآن الكريم كما هو الحال في حق القصص القرآن فصل تفصيلاً دقيقاً وكثيراً, إن في هذا إشارة بالغة الوضوح في أن لهذا القصص مكانته وأهميته التربوية في منهج التربية الإسلامية, والقصة القرآنية سلاح نفسي, في الدعوة الإسلامية إلى عقيدة التوحيد, وفي إقناع المخالفين عن طريق الجدال والحوار بسمو هذه العقيدة ونيل أهدافها.
وإذا كان الأمر كذلك فإن استخدام الأب للقصة في مجال توجيه الطفل وتربيته, يعد أمراً موافقاً لمنهج التربية الإسلامية الصحيح, خاصة وأن التربويين يكاد يجمعون على أهمية استخدام القصة في تربية النشء, لأن لها أثراً تربوياً جيداً على شخصية الأطفال, فهي تقوي الخيال عندهم, وتشد انتباههم, وتنمي لغتهم, وتدخل عليهم السرور والبهجة, إلى جانب أنها تعلمهم الفضائل والأخلاق من خلال أحداثها المثيرة, ويضيف د. عبدالحميد الزيتاني (ولما لها من تأثير نفسي في الأفراد خاصة إذا ما وضعت في قالب مشوق يشد الانتباه, ويؤثر في العواطف الوجدان ويجذب الذهن إلى محتواها فيتفاعل معها السامع, ويتقمص بعض شخصيات القصة فيحس بإحساسها ويستشعر انفعالاتها ويربط نفسياً بالمواقف التي تواجهها فيسعد بسعادتها, ويحزن لحزنها, وهذا مما يثير فيها النوازع الخيرة لا شعورياً وينعكس في سلوكه وتصرفاته.(2)
 
المراجع
o أبو العينين, علي خليل مصطفى, أصول الفكر التربوي الحديث بين الاتجاه الإسلامي والاتجاه التغريبي, القاهرة دار الفكر. 1988
o أبو العينين, علي خليل مصطفي, الأخلاق والقيم التربوية في الإسلام موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم  الطبعة الأولى جدة دار الوسيلة للنشر والتوزيع 1418ه¯ ¯ 1998م, المقدمة ص.153
o البوطي محمد سعيد, منهج تربوي في القرآن, مكتبة الفارابي, دمشق من غير تاريخ.
o حسان, محمد حسان: الفكر التربوي العربي الإسلامي, الأصول والمبادئ الطبعة الأولى تونس 1408هـ، 1987م.
o الرشيد، حمد فالح، (2000) المجلة التربوية.
o رضا, محمد جواد, العرب والتربية والحضارة الاختيار الصعب, مركز دراسات الوحدة العربية, بيروت, ط,3 .1993
o الزحيلي وهبة, القصة القرآنية, هداية وبيان, دار الخير, بيروت, .1992
o الزنتاني عبدالحميد الصيد, أسس التربية الإسلامية في السنة النبوية, الدار العربية للكتاب ليبيا .1984
o الشافعي إبراهيم وآخرون: المنهج المدرسي من منظور جديد الطبعة الأولى مكتبة العبيكان الرياض 1417ه¯ ¯ 1996م.
o الشنتوت خالد أحمد: دور البيت في تربية الطفل المسلم, الطبعة الخامسة المدينة المنورة مطابع الرشيد, 1414ه¯ ¯ 1994م.
o الشنتوت خالد أحمد: دور البيت في تربية الطفل المسلم, الطبعة الخامسة المدينة المنورة مطابع الرشيد, 1414ه¯ ¯ 1994م.
o شهلا, جورج, وأخرون, الوعي التربوي, دار العلم للملايين, ط,5 بيروت, .1982
o عبدالعزيز صالح, التربية الحديثة ومادتها, ومبادئها وتطبيقاتها العلمية, التربية وطرق التدريس, دار المعارف مصر, .1976
o علي خليل مصطفى القيم الإسلامية والتربية دار الشروق, القاهرة, 1992
o قطب محمد, منهج التربية الإسلامية, ط,6 دار الشروق, القاهرة, .1982
o الكيلاني ماجد، فلسفة التربية الإسلامية، دار الفكر، 1989
o ملك, بدر محمد وخليل محمد أبو طالب, السبق التربوي في فكر الشافعي, مكتبة المنار الإسلامية, الكويت .1989
o ملك، بدر محمد، التوجيه الثواب أم العقاب، سلسلة تربية الأبناء الرابعة، الأمانة العامة للأوقاف، الكويت 2004
o ملكة أبيض , الفكر التربوي العربي الإسلامي, الأصول والمبادئ الطبعة الأولى تونس 1408هـ، 1987م، 983) خليفة عبداللطيف محمد, ارتقاء القيم, دراسة نفسية, عالم المعرفة سلسلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ¯ الكويت .1992
o المناوي, محمد عبدالرؤوف, التوقيف على مهمات التعريف, تحقيق: عبدالحميد صالح حمدان, القاهرة 1410ه¯ ¯ .1990
o النحلاوي عبدالرحمن, التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع, دار الفكر الطبعة الأولى, دمشق 1979م.
o النحلاوي, عبدالرحمن, الإمام يوسف بن عبدالبر, ترجمته واهتماماته التربوية, من أعلام التربية العربية الإسلامية, م,2 مكتب التربية العربي لدول الخليج, 1988م.
o الهاشمي, عبدالحميد محمد و فاروق عبدالسلام, أصول علم النفس العام, دار الشروق ¯ جدة .1972.
o الهدهود دلال عبدالواحد, المدخل إلى التربية المبكرة, تربية ما قبل المدرسة. الطبعة الأولى ¯ الكويت .1993
o اليعقوب، علي محمد، الطفولة من منظور إسلامي، الطبعة الأولى مكتبة الفلاح، 2002، 106)
 
د علي محمد اليعقوب
مستشار مجلس الوزراء الكويتي ورئيس قسم الأصول والإدارة التربوية
أستاذ مشارك في كلية التربية الأساسية، الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بالكويت.
 

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6531839 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة