فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

دراسات عربية في علم الاجتماع الأسري حول المرأة

الكاتب : ساسي سفيان

القراء : 8831

 دراسات عربية في علم الاجتماع الأسري حول المرأة


ساسي سفيان
 
الخلفية الاجتماعية للاضطرابات النفسية عند المرأة العربية
بداية لا بد أن ننوه أن هذا الكتاب هو أحد إصدارات اتحاد الأطباء النفسيين العرب. ولعل ألحد أهداف هذا الاتحاد هو حث الأطباء والطبيبات النفسيين العرب على التأليف والنشر في مجال الطب النفس من واقع الأبحاث المحلية التي تجرى على الأرض العربية ومرضى عرب ولا نكتفي بالنقل عن الغرب وخاصة في مجال الطب النفسي الذي تتأثر أمراضه بالواقع البيئي الاجتماعي المحلى إلى الحد الذي نطالب فيه بوجوب أن يكون هناك ما يسمى بالمدرسة العربية للطب النفسي. وسوف يكتشف القارئ من خلال صفحات هذا الكتاب أن ثمة عوامل خاصة ترتبط بالواقع الاجتماعي العربي لها تأثيرها المباشر على حدوث المرض وأعراضه ومآله ومدى فاعلية العلاج فالعقاقير ذاتها يكون لها تأثيرات نوعية وكمية مختلفة حسب الرق والجنس، أما العلاج النفسي الذي لا يعتمد على العقاقير فإنه لا بد أن يلبس ثوب المجتمع المحلى وخاصة فيما بتعلق بالمعتقدات والمفاهيم وأسلوب الحياة والفلسفة الخاصة للمجتمع المحلى.

وهذا الكتاب الذي بين أيدينا له نكهة عربية خالصة فهو يشير في معظم أجزائه إلى أبحاث عربية أي تمت على أرض عربية وعلى مرضى عرب. ولهذا فالحلول العلاجية والوقائية التي يقدمها هذا الكتاب تعتمد في عموميتها على ما استخلصه المؤلفان من هذه الأبحاث العربية الخالصة.
كتاب لا بد أن يؤخذ باهتمام شديد وأن يقرأ بعناية بالغة، فهو ليس مجرد كتاب علمي يستعرض الحقائق والنظريات ويستخلص النتائج من الأبحاث ولكنه كتاب نقدي كتاب له وجهة نظر يعرفها ويؤكدها ويدلل علبها بوضوح وبدون مواربة، إن المؤلفين يقولان بصوت واضح ومسموع: "هذا رأينا، وللقارئ الحق بعد ذلك أن يختلف أو يتفق " وحتى لو اختلف فإن المؤلفين يكونان قد نجحا في حرث الأرض وتقليبها وتعريضها للهواء والشمس حتى الذي اختلف سوت يعاود التفكير، وكلها على موقفه أو يتراجع ليلتقي مع المؤلفان.

ولذا فلا أجاوز القول إذا قلت: إن هذا الكتاب هو علامة هامة في الساحة الثقافية وسيكون له توابعه في صورة اختلافات وانقسامات بين طبقات المثقفين والمهتمين وسيكون دافعا لمزيد من البحث العلمي وفق مناهج بحثية دقيقة محققة لرفض أو تأييد ما انتهى إليه المؤلفان.
ولقد اعتمد الكتاب على أبحاث علمية قام بمعظمها المؤلفان وفي نهاية كل فصل تجد قائمة بالأبحاث التي يستطيع القارئ وخاصة المتخصص أن يرجع إليها، إذن نحن أمام كتاب علمي ليست به خواطر شخصية ولا يعتمد على الخيال، ورغم ذلك فالمثقف غبر المتخصص يستطيع أن يستوعبه ويستفيد منه.
وأنا أقول: إنه من أفيد الكتب التي قرأتها على مدى سنوات طويلة وسيكون له أكبر الأثر في الأسرة العربية.
والكتاب عن المرأة، ولكنني أعتبر أي كتاب عن المرأة هو كتاب عن الأسرة، أي المرأة في إطار علاقتها بزوجها وفي إطار دورها كأم، فكل ما يتعلق بالمرأة بكون له أثره المباشر على الأسرة.

والسؤال الذي يخطر على البال عند قراءة عنوان الكتاب: هل هناك اختلاف في نسب ترض المرأة للمرض النفسي والعقلي عن الرجل؟ وهل الأعراض تختلف؟ وهل هناك علاج خاصة لا يمكن للرجل استخدامها؟ الإجابة نعم، إن للمرأة تكوينا بيولوجيا خاصا، ولكن ليس إلى حد يجعلنا نضع حدودا تفصلها عن الرجل فيما يتعلق بالمرض النفسي أسبابا وعلاجا، إذن هناك أسباب أخرى أدت إلى هذا التحيز والاختلاف، إنها الأسباب الاجتماعية، إنه وضع المرأة التاريخي العالمي، إنه وضع المرأة العربية على وجه الخصوص، إنها الثقافة العربية، المفاهيم الراسخة، العادات المتأصلة.
إذن نحن أمام خليط من العوامل البيولوجية والعوامل البيئية الثقافية الاجتماعية المحلية، ولقد استطاع المؤلفان ببراعة فائقة تحديد ما هو بيولوجي وما هو اجتماعي، فالفروق البيولوجية تؤدى إلى اختلافات لها صفة العالمية، أما الوضع الاجتماعي الخاص للمرأة العربية فهو المسؤول عن أشكال معينة هن المعاناة النفسية مقصورة على المرأة العربية.

ولقد أسهب المؤلف و أفاض في تحديد الأسباب الاجتماعية التي أسهمت في الإيقاع بالمرأة في بئر المعاناة النفسية المريرة التي أثرت على سعادتها واستقرارها وتكيفها وأعاقتها عن أداء دورها الطبيعي في الحياة، وهذه هي العوامل الاجتماعية التي تشكل الاضطراب النفسي في المرأة العربية من وجهه نظر المؤلفين
(1) المرأة شريك غير مشارك مع الرجل.
(2) اعتماد المرأة على الآخرين.
(3) عدم الاستقلالية والاعتماد على النفس.
(4) فرض العزل وعدم اختلاط الجنسين في مجالات يكون الاختلاط مقبولا.
(5) جعل المرأة الجنس الضعيف بدلا من الجنس الناعم.
(6) أن يكون اعتمادها النفسي وكبرياؤها صادرا من الرجل وليس منها.
(7) المرأة الشريك ذو أقل الصلاحيات في الشركة.
(8) تقييم المرأة من فبل افتراضات مسبقة متحيزة.
(9) المرأة كزوجة ثانية.
لم تكن العوامل السابق ذكرها مجرد اجتهادات نظرية مستقاة من خبرات ذاتية ولكنها كانت نتاج بحوث علمية محكمة المنهج، إلا أنه يظل للقارئ الحق في الاتفاق أو الاختلاف وفي التأييد أو المعارضة.

ثم استعرض المؤلفان الاضطرابات النفسية واحدا تلو الأخر مع إرجاع كل مرض إلى أسبابه البيولوجية وخاصة اضطراب الهرمونات وكذا أسبابه الاجتماعية . وهنا تبدو شخصية المؤلفين في التقديم والتأخير وفي التأكيد والتهوين وفي الإظهار والتعتيم.
فلا باحتا علميا بدون شخصية قوية ومستقلة، ولا باحتا علميا بدون اتجاهات خاصة ناشئة من ممارساته الشخصية في الحياة والخبرات المكتسبة إلا أن الخوف كل الخوف دائما من التحيز.
إلا أن المشكلة التي وقع فيها المؤلفان هو أن العالم العربي ذاته يتكون من وحدات منفصلة كل منها لها واقعها الخاص وظروفها الخاصة، فني بعض البلدان العربية مثلا كما أورد المؤلفان لا يستطيع المرأة أن تكمل دراستها خصوصا العالية منها، من غير موافقة ولي أمرها من أب أو أخ أو زوج وهذا لا ينطبق على كل الدول العربية.
وفيما يتعلق بحرية التحرك التي للعكس على قرار المرأة في الذهاب إلى الطبيب النفسي فإن هذا التحرك قد يكون مقيدا في بعض البلدان ولكن في بلدان أخرى نستطيع أن تتخذ المرأة قرارها باستقلالية تامة ثم وتذهب إلى الطبيب النفسي الذي تختاره ويساعدها في ذلك استقلالها الاقتصادي.
" وكان المؤلفان حذرين فلم يتطرقا إلى النقد الاجتماعي إذ يريان أن النقد الاجتماعي ليس من وظائف الطبيب النفسي وهما لا يحكمان أن ذلك خطأ أو صواب ولكن هما يعرضان فقط ما يرياه من عوامل تتفاعل مع بعضها البعض لتشكل طبيعة خاصة للمرض النفسي في مجتمعاتنا العربية.
ورغم الحرص الشديد للمؤلفين إلا أنهما في بعض الأحيان لم يستطيعا أن يخفيا مشاعرهما وأراءهما الشخصية ولو بطريقة غير مباشرة، إلا أن تناولهما الأمور كان يتميز بحساسية العالم في أغلب مواقع الكتاب.
وسوف أترك للقارئ الحكم على هذه النقطة بالذات حتى يكون له رأيه الخاص المتفق أو المعارض لرأي المؤلفين.
وهناك بعض الموضوعات التي لها حساسيتها الخاصة. في مجتمعاتنا العربية إلا أن المؤلفان تعرضا لها باقتدار الملاح الماهر الذي يستطيع أن ينجو بسفينته رغم مروره بمناطق وعرة من الممكن أن تؤدي إلى اصطدام مروع يصيح به وبسفينته لولا هذه المهارة.

تعرض المؤلفان لشتى الاضطرابات الجنسية عن المرأة مثل انخفاض الرغبة واضطرابات الرعشة الجنسية والتشنج المهبلي، وأرجعا بعض هذه الاضطرابات لأسباب عاطفية ولاضطراب علاقة الزوج بالزوجة ولكنهما لم ينسيا الأسباب العضوية التي من الممكن أن تؤدي إلى هذه الاضطرابات، ولم ينسيا حتى العقاقير التي من الممكن أن تؤدى إلى إضعاف الرغبة الجنسية عند المرأة، وتعرضا بشكل أساسي إلى قضية ضعف الثقافة الجنسية أي جهل الرجل والمرأة وأكدا أهمية التثقيف الجنسي الملائم إذ يحمي ذلك الشباب من كثير من الاضطرابات الجنسية المرضية وكذا الانحرافات الجنسية، وتناول المؤلفان بعض المفاهيم الجنسية الخاطئة في المجتمعات، العربية وأوردا المفاهيم الصحيحة، وبذلك لم يخل هذا الكتاب من ثقافة جنسية مفيدة وملائمة.
وتناول الكتاب موضوع العلاج الزوجي أو الزواجى الذي يتطلب وجود الزوجين معا أثناء الجلسات العلاجية وأوضحا كيف أن هذا أمر يشق على الرجل نفسه في مجتمعاتنا العربية رغم أن هذه الجلسات قد تساعده على استقرار حياته الزوجية وفهم حقيقة المشكلات التي تواجههما معا وكيفية التغلب عليها وكيفية تفادي وقوعها في المستقبل سواء أكانت مشكلات جنسية أو عاطفية تعوق التواصل الإنساني الطبيعي بين الزوج والزوجة.
وأكد الكتاب على أن الطبيبة الأنثى ستكون أقدر على مساعدة المريضة الأنثى وخاصة أثناء مناقشة المشكلات الجنسية، وأن الطبيبة الأنثى أيضا ستكون أفضل في علاج الزوجين معا، بيد أن الوضع المثالي أن يكون طبيبان ذكر وأنثى هما اللذان يتوليان علاج الزوجين.
ثم يتطرق الكتاب إلى الاضطرابات النفسية المصاحبة للدورة الشهرية وهو أمر شائع بين الفتيات والنساء، ولا تنجو من الأعراض النفسية للدورة الشهرية إلا القليلات وخاصة في أسبوع ما قبل نزول القطرات الأولى من الدماء، وكيف أن التقسيم الأمريكي الرابع للطب النفسي اعترف بهذه الحالة كاضطراب قائم بذاته له أسبابه البيولوجية حتما ولكن قد تسهم بعض العوامل الاجتماعية في إظهار بعض الأعراض ومن هذه الأعراض الشعور بالقلق والتوتر وعدم الراحة وعدم استقرار المزاج كالشعور المفاجئ بالحزن والشعور بالغضب وعدم الاستقرار والتناقص في الاهتمام في النشاطات اليومية والشعور بعدم القدرة على التركيز والشعور بالتعب والإرهاق والأرق أو النوم الكثير وفقدان الشهية وأعراض جسدية مثل ألم انتفاخ في الثدي والصداع و آلام المفاصل والعضلات.
ولم يغفل الكتاب العلاج فذكر من ضمنها مضادات الاكتئاب والعلاج بهرمون البروجستيرون وكذلك العلاج بفيتامين ب 6.

ومن أهم موضوعات الكتاب موضوع الاضطرابات النفسية المصاحبة لسن انقطاع الخصوبة وهى المرحلة التي تصاحب توقف الحيض أو ما قبلها قليلا حيث يبدأ الانحدار التدرج في وظائف المبيض فيقل هرمون الاستروجين إلا أن ثمة عوامل اجتماعية تسهم في ظهور كثير من الأعراض النفسية المصاحبة لهذه المرحلة وخاصة إذا كان المجتمع يقدر المرأة من المنظور الأنثوي فحسب وليس كإنسان يتمتع بالعقل والمشاعر وله قيمته وأهميته في حياة البشر بغض النظر عن وجود أو عدم وجود الدورة الشهرية، ومن أعراضه نوبات الحر ( الهبو ) أي الإحساس المفاجئ بالسخونة في الوجه مع العرق والإحساس بالزهق والذي قد يشبه نوبات الهلع كما تشكو المريضة من الأرق والتقلب المزاجي الذي يميل إلى الاكتئاب الذي يصل أحلانا إلى العنف، وقد ترتفع نسب الطلاق في هذه المرحلة مثلما ترتفع في أسبوع ما قبل الدورة الشهرية، كما تنخفض الرغبة الجنسية في بعض الحالات وليس كلها.
والعلاج بالهرمونات مثل هرمون الاستروجين يفيد إلى حد بعيد، ومن المهم قراءة هذا الفصل بالتفصيل حتى نتعرف على أخطار ومحاذير العلاج بالهرمونات.
ثم تطرق الكتاب إلى الاضطرابات النفسية المصاحبة للحمل والولادة والرضاعة وهو فصل مهم حيث نتعرف على الأعراض التي تكاد تشابه تماما أعراض أي مرض نفسي أو عقلي أخر، وفي هذه الحالة فالأمر يتطلب التدخل العلاجي الفوري مثل أي مرض أخر وكلمات رقيقة أوردها الكتاب عن الأحزان الرقيقة التي تشعر بها المرأة وحدها ولا يلحظها أحد وذلك بعد الولادة مباشرة فتنهمر دموعها وتشعر بفقدان الرغبة لكل شيء وعدم الحماس لطفلها الوليد كما تشعر بالحزن العميق دون أن تبين، ومن واجب الزوج أن يلاحظ هذه الأعراض ليساند المرأة الزوجة الأم نفسيا في هذه المرحلة.

ومن الفصول الممتعة في هذا الكتاب فصل عن الأمراض النفس- جسمية أي الأمراض الجسدية التي تنشأ بسبب الضغوط النفسية كقرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم والربو الشعبي و الروماتويد، وكذلك أمراض الجسدنة حين تشكو المريضة من أعراض جسدية كثيرة دون أن يكون هناك سند عضوي.
ثم هناك فصول عن بقية الأمراض كالفصام والاكتئاب والوساوس القهرية والمخاوف.
إنه كتاب زاخر ملئ بالمعلومات والنصائح، كتاب أرى أنه من الضروري أن تقرأه كل امرأة عربية، بل وكل رجل عربي أيضا إنه كتاب للأسرة العربية، وهو من أهم الكتب العربية التي صدرت في هذا المجال وربما يكون الأول فيما يتعلق بالمرأة بالذات، وأهميته تكمن في أنه تعرض للواقع العربي المباشر بشكل محدد وتفصيلي وربطه بالأمراض النفسية التي تتعرض لها المرأة.

إن اتحاد الأطباء النفسيين العرب ليفخر بأن يكون هذا الكتاب من ضمن إصدارته تأكيدا لرغبتنا في بناء المدرسة العربية للطب النفسي أما الدكتورة/ منى حمزة الصواف فهي مفكرة عربية مسلمة تحمل في حناياها هموم المرأة العربية وقد نذرت نفسها لتجسيد معاناتها وعلاجها والغوص في أعماقها من خلال البحث العلمي ونشر هذه الحقائق وربطها بتخصصها الذي تعشقه وهو الطب النفسي لأن النجاح الإكلينيكي الذي حققته د/ منى الصواف تزاوج مع روحها الوثابة وفكرها الثاقب وأنتج هذا الكتاب مشاركة مع الدكتور قتيبة الجلبي و هو علم من أعلام الطب النفسي في العالم العربي، وهو باحث جاد له مئات الأبحاث وعشرات الكتب، وحين سيؤرخ للطب النفسي في المنطقة العربية فإن اسم قتيبة الجلبي سيعلو قائمة العلماء العرب المعاصرين، زد على ذلك خلقه الدمث وتواضعه وحبه لكل الناس .

دراسة متخصصة تدعو إلى اتساع المواجهة التشريعية للعنف ضد المرأة
دعت دراسة متخصصة إلى ضرورة المواجهة التشريعية ‏‏للعنف الأسري ضد المرأة في سبيل توسع مفهوم سياسة الدفاع الاجتماعي بنحو يتجاوز ‏الأطر الوطنية لدمج أمن المرأة ضمن أمن الأسرة وأمن مجتمعها .‏
وحثت الدراسة التي أعدها الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ‏ ‏وعضو اللجنة التشريعية بالمجلس القومي للمرأة بمصر الدكتورة سهير عبد المنعم على ‏النظر إلى المرأة كضحية اجتماعية من نوع خاص . ‏
‏ ودعت إلى اعتبار حماية المرأة من العنف مصلحة يتعين إدراجها في النص التشريعي ‏ مبينة إن الحماية الدولية الموفرة للمرأة ضد العنف الذي تتعرض له تجعل مفهوم ‏المجني عليه يتجاوز الأطر التقليدية في السياسة الجنائية .‏
‏ و أوضحت الدراسة أن نوع الحماية المنشودة يقتضي دراسات علمية متعمقة تعنى ‏ ‏بحماية حقوق المرأة في التشريع الجنائي الموضوعي والإجرائي في إطار عولمة المعايير القانونية التي تتطلب عولمة العملية التشريعية والعدالة الجنائية ‏والخصوصية الثقافية القومية التي تستند إلى مبادئ الشريعة الإسلامية التي تقوم ‏على العدالة والمساواة وكرامة الإنسان .‏
‏ وحددت المنهاج الذي يتحقق به هذا التغيير الجذري عبر إعادة النظر في أساليب ‏التنشئة الاجتماعية بمؤسساتها وأساليبها المختلفة ووضع استراتيجية مواجهة تعتمد ‏ على إعادة توجيه الضوابط الاجتماعية في ضوء التأثير المتبادل بين السياسات ‏المختلفة للتنمية الاجتماعية لتحقيق وظائفها المختلفة التنموية لدعم الأسرة ‏ والمواطن .‏
‏ ولفتت إلى قلة توافر الحقوق لضحايا العنف من النساء إذ أن العنف ضدهن ينال ‏الأسرة بأكملها وبخاصة الأطفال ومن ثم فان التكلفة الاجتماعية لهذا النوع من ‏ العنف جد كبيرة. ‏
‏وحضت الدراسة على أعمال سياسات إعلامية وتربوية تبرز تكلفة العنف بصورة عامة ‏ والعنف ضد المرأة بصورة خاصة وتكون ذات طابع تربوي وعلاجي بهدف التحكم في ظاهرة ‏العنف في المجتمع.‏
‏ ودعت أيضا إلى وضع أساليب فاعلة للتعامل مع العنف ضد المرأة منها تخصيص هيئات ‏حكومية وأهلية لرعاية ضحايا العنف من النساء وتخصيص هواتف خاصة "الخط الساخن " ‏‏تتلقى شكاوى العنف ضد النساء.‏
‏ وشددت على ضرورة وضع دليل لقواعد البث في القرارات المعنية بشؤون ضحايا العنف ‏ من النساء حتى لا تهمل شكواهن أو يهمل التحقيق مع المعتدين وطالبت بإنشاء صندوق ‏خاص لتعويض ضحايا جرائم العنف من النساء يتم تمويله من غرامات فورية تفرض على ‏ ممارسات العنف و الإيذاء البسيط ويكون له الحق فى رفع قضايا التعويض نيابة عن ‏الضحايا .‏
‏ ودعت الدراسة إلى تعيين أفراد حماية للنساء وبخاصة للأطفال الإناث تحت سن ‏ التمييز للحد من جرائم هتك العرض وطالبت بتشديد العقوبة في جرائم الاغتصاب حين ‏يكون الجاني على صلة قرابة مع المجني عليها أو ممن لهم سلطة عليها وذلك لكونه يستغل الحصانة التي تمنحها له صلته العائلية لاستدراج الضحية.
دراسة في زواج الأقارب السبب الأول لتخلّف الأبناء

أكد بحث طبي متخصص أن زواج الأقارب يظل السبب الأول في إصابة المواليد بتشوهات جسدية وعقلية .‏
وخلص الباحثون إلى ذلك الاستنتاج بعد الانتهاء من بحث أعده خبراء بالمركز القومي للبحوث حول "أثر الأمراض الوراثية على ولادة أطفال مصابين بتشوهات
جسدية وعقلية " .
وقال الباحث بقسم الوراثة البشرية والإكلينيكية وعضو الفريق البحثي في المركز الدكتور عادل عاشور إن الأمراض الوراثية تعد أمراضا مزمنة يحتاج علاجها إلى وقت وجهد وعبء نفسي ومادي علي المصاب وأسرته والمجتمع، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الكويتية .
وأشار إلى أن البحث تناول مرض " الجلاكتوزيميا " وهو من أمراض خلل التمثيل الغذائي وينتج عن زواج الأقارب، وفيه يولد الطفل مصابا بصفراء بالجلد والعين و عتامة في عدسة العين وأيضا بخلل في وظائف الكبد موضحا أنه مع مرور الوقت يحدث ضعف في النمو الجسدي والعقلي بسبب ارتفاع نسبة سكر الجلاكتوز بالدم .
وأضاف أن المشروع يهدف إلى مسح المواليد المحتمل إصابتهم بهذا المرض بعد ولادتهم مباشرة والمتابعة الدورية لهم من خلال الفحص الإكلينيكي والقياسات "الإنثروبومترية " وذلك للتوصل إلى نتائج يمكن أن تساهم في العمل على الحد من هذه الظاهرة .
و أوضح الدكتور عاشور أن القائمين على الدراسة يقومون بإنتاج وجبات غذائية خاصة في قسم التغذية بالمركز تكون خالية من سكر الجلاكتوز مع إضافة بعض الفيتامينات والعناصر اللازمة لنموهم لتقديمها للمرضى .‏
وأكد أن الدراسة تولى أهمية خاصة لقضية زواج الأقارب وعلاقتها بزيادة نسبة حدوث التشوهات الخلقية والأمراض الوراثية ذات الصفة المخيّة حيث يكون الأب أو الأم حاملين لمرض وراثي معين ولا تظهر عليهم أية أعراض معينة وعند زواجهما وبعد حدوث الحمل تنتقل الجينات مناصفة إلى الأبناء .‏
يشار إلى أن نسبة احتمال ظهور المرض تصل إلى حوالي 25 %عند كل مولود في هذه الحالات.
وكانت الدراسة قد أجريت في قسم الوراثة على 100 حالة من حالات الأطفال الذين يعانون من التخلف العقلي نتيجة لأسباب مختلفة ومتعددة، حيث وجد أن أكثر من 65 % من هؤلاء الأطفال كانوا لآباء وأمهات أقارب من الدرجة الأولى أو الثانية
 
 

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6531842 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة