فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

دور الإعلام في خلق وعي حقيقي بقضايا المرأة

الكاتب : صلاح الدين عواد

القراء : 8601


يشير المشهد الراهن إلى وجود أربع تيارات فكره تتحكم في السياسات الإعلامية العربية تجاه المرأة وقضاياها وهي التيار التقليدي الذي يستمد مشروعيته من بعض المورثات الثقافية السلبية تجاه المرأة والتيار الاجتماعي التحرري الذي يرجع إلى دعوات الرواد منهم قاسم أمين وعبد الرحمن الكواكبي وخير الدين التونسي ورفاعة الطهطاوي الذين طالبوا بتحرير المرأة ضمن حركة الإحياء القومي ، والتيار النسوي الوافد من الغرب الذي يحصر نضال المرأة في اطر معزولة عن حركة المجتمع ويضع أولويات لا تمثل بالضرورة قضايا مهمة للمرأة العربية ، ثم التيار العولمي الذي يستفيد من المرأة كعنصر استهلاكي ومادة إعلانية جذابة وكقوة عمل رخيصة .

لقد انعكست هذه التيارات على مواقف الإعلام العربي من المرأة ولا تزال الغلبة للتيار التقليدي ويستثمر مقولاته ويكرسه التيار العولمي أما التيار الاجتماعي التحرري الذي يعبر عن نفسه في التيارات المعاصرة التي تنادي بضرورة تمكين المرأة من الحصول على حقوقها من خلال إدماجها في كافة الأنشطة السياسية والاقتصادية والثقافية ولا يزال هذا التيار يجاهد كي ينتزع لنفسه موقعا لائقا في الإعلام المقروء والمرئي والمسموع .

وتعود بعض الأسباب إلى تخلف الخطاب الإعلامي الذي تطالب المرأة والمجتمع بان لا يكون ظالما بحق المرأة لكثير من الأسباب قد يكون أهمها تركيز الإعلام على مجموعه من القيم التراثية التي تؤكد على مشروعية التمايز الاجتماعي والثقافي بين الجنسين باعتباره من الأمور الطبيعية التي لا تقبل الجدل وهنالك الكثير من الشواهد التي تشير إلى ذلك والتي تتمثل في ترسيخ الصورة السلبية عن المرأة ككائن جنسي يتسم بالأنانية والتردد والسلبية بالإضافة إلى استخدامها كأداة وكرمز للجنس في الإعلانات حتى إن لم يكن لها علاقة بالسلع المعلن عنها ، وكذلك تنحاز وسائل الإعلام في معظمها للصور والأدوار التقليدية للمرأة ويحاول حصرها في ثلاث صور متكررة وهي الأم المعطاءة والزوجة الخاضعة والابنة المطيعة كما لا يكف الإعلام عن تحريضها على تقليد النماذج النسائية الأمريكية والأوروبية .

ينحاز الإعلام للأسر الغنية والشرائح العليا من الطبقة الوسطى من سكان المدن ولا يعطي نساء الريف والبوادي ما تستحقه قضاياهن من اهتمام ، وكذلك تركز وسائل الإعلام على مراحل معينة من حياة المرأة مرحلة الشباب من سن (20 – 40 ) وهو ما يعرف بسن الخصوبة ، ولا يطرح الإعلام رؤية متوازنة لادوار ووظائف ومسئوليات وحقوق المرأة والطفل والرجل داخل الأسرة العربية بل يتجاهل الإشارة إلى واجبات ومسئوليات الرجل ويركز على الواجبات والمسئوليات التقليدية للمرأة .

والسؤال المطروح ما العمل ؟ وكيف نغير صورة المرأة في الإعلام وخلق وعي حقيقي بقضاياها ومشاكلها ؟ وكيف نتوصل إلى إرساء سياسيات إعلامية منصفة متوازنة تجاه قضايا المرأة وإشكالياتها ، سياسات إعلامية تأخذ في الاعتبار المسئوليات العديدة التي تتولاها المرأة في مجالات الإنتاج والتعليم والإبداع الفني والثقافي والعلمي وتبرز العوائق الفعلية التي تحول دون إطلاق طاقات المرأة مثل تلك المورثات الثقافية والاجتماعية والأمية والفقر والبطالة وتراعي طرح آراء المرأة في كافة القضايا المجتمعية التي يهتم بها العلام في كافة المجالات

إن الإعلام هو البديل الذي نتطلع إليه الذي يتميز بالطابع التربوي والتعليمي ويأخذ بالمنظور النقدي ويستهدف تغيير وجهات النظر التقليدية السائدة حول قضايا المرأة ويطرح رؤية نقدية تصمد أمام الإعلام التجاري ويكشف مساوئه ودوره في تزييف وعي الجمهور بوضعية المرأة وأدوارها ، ومن اجل تحقيق هذا يجب العمل على ضرورة الوعي بوضع إستراتيجية للإعلام عن المرأة تحدد الأولويات والسياسات والبرامج التنفيذية في مجال الإعلام المقروء والمرئي والمسموع تجاه قضايا المرأة ، وضرورة التزام القيادات الإعلامية بمراعاة الوظيفة الاجتماعية والثقافية للإعلام وأدواره الحيوية في تشكيل الوعي الصحيح عن الواقع المجتمعي بكل ما يحويه من مورثات ثقافية وتحديات اجتماعية وطموحات إنسانية عادلة ، ضرورة الاهتمام بإعداد برامج تدريبية وتثقيفية للإعلاميين والإعلاميات للنهوض بمستويات الوعي والأداء الإعلامي في مجال المرأة والأسرة .

لن يتوقف النهوض بمستوى المرأة في المجتمع فقط بإعداد إعلام واعي بقضايا المرأة فقط وإنما انطلاقا من ترابط قضايا المرأة مع قضايا المجتمع ككل ولكن يقع على الإعلام المجهود الأكبر لإظهار هذا القضايا إلى المجتمع.

* باحث إعلامي في شئون المرأة الفلسطينية

المصدر : آمان

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6335982 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة