فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

الاثر الذي يولده العنف على الأطفال

الكاتب : الأستاذة / نجاة السنوسي

القراء : 15240

الاثر الذي يولده العنف على الأطفال
ودور الجمعيات الأهلية في مواجهته

إعداد : الأستاذة / نجاة السنوسي
الجمعية المصرية العامة لحماية الأطفال بالإسكندرية

المحتويات :
o مقدمة
o مفهوم العنف
o خطورة مشكلة العنف
o العنف السلوكي
o مظاهر العنف
o مظاهر العنف ضد الاطفال
o مظاهر سلوك العنف حالة اطفال العالم
o اسباب سلوك العنف
o العوامل التي تؤدي الى ظهور مشكلة العنف
o عوامل تكوين الشخصية العنيفة
o العوامل المشجعة على ممارسة العنف
o ظاهرة العنف في وسائل الاعلام
o الاثر الذي يولده العنف على الاطفال
o تجربة الجمعية المصرية العامة لحماية الاطفال في مواجهة مشكلة العنف ضد الاطفال
o المراجع المستخدمة

مقدمة - الاثر الذي يولده العنف على الاطفال ودور الجمعيات الاهلية في مواجهته:
ان مؤسستنا التربوية تحول بعضها الى مسرح للعنف والبلطجة واستبدال التلاميذ السنج والمطاوي وغيرها بالكتب والاقلام، فثقافة العنف اصبحت منتشرة بالمجتمع العربي في الاونة الاخيرة من خلال الافلام الوافدة والمحلية والاسراف في نشر الجريمة وتفخيمها بوسائل الاعلام المختلفة كل ذلك له مردوده في مجتمع يتسم بالزحام .
اضف الى ذلك ان للعنف دافع اخر وهو غياب التربية عن كثير من المدارس وفقدان الضبط والرقابة على التلاميذ وانعدام الصلة بين المؤسسة التربوية واولياء الامور .
كما تشير احصاءات الادارة العامة والاعلام بوزارة الداخلية الى ان الحالات التي تتسم بمظاهر العنف عام 1996م قد بلغت 52634 حالة عنف وشملت الاتي :
128 حالة عنف سياسي
1872 حالة قتل
37435 حالات الشجار العنيف
12624 حالات جرائم البلطجة
132 حالات هتك عرض الاطفال
246 حالات اغتصاب الاناث
ومن هنا فان الورقة الراهنة تحاول تحديد مفهوم العنف الذي يقع على الاطفال ذكورا واناثا حتى المرحلة العمرية خمسة عشر عاما، مع تشخيص لاهم مظاهر العنف الذي يقع على الطفل بصفة عامة والطفلة الانثى على وجه الخصوص ابتداء من بيئة المنزل والشارع والمدرسة والمؤسسات الاخرى التي يتعامل معها الطفل، وكذلك تحليل العوامل والاسباب المؤدية لسلوك العنف الموجه نحو الاطفال تلك التي ترتبط بشخصية الطفل نفسه او بيئة الاسرة او بيئة المدرسة او الزملاء او طبيعة الاطار الثقافي متضمنة العادات والتقاليد والاعراف التي يعيش في كنفها الطفل .
كذلك نحاول من خلال الورقة البحثية المقدمة رصد الاثر الجسدي والنفسي والعاطفي الذي يولده العنف على الاطفال .
وايضا نعرض من خلال الورقة البحثية تجربة الجمعية المصرية العامة لحماية الطفل في التصدي لمواجهة مشكلة العنف ضد الاطفال بالمجتمع السكندري .

مفهوم العنف:
العنف من سمات الطبيعة البشرية يتسم به الفرد والجماعة ويكون حيث يكف العقل عن قدرة الاقناع او الاقتناع فيلجأ الانسان لتاكيد الذات ، فالعنف ضغط جسمي او معنوي ذو طابع فردي او جماعي فينزله الانسان بقصد السيطرة عليه او تدميره .
ومن ثم يمكننا تحديد العنف بانه استجابة سلوكية تتميز بطبيعة انفعالية شديدة قد تنطوي على انخفاض في مستوى البصيرة والتفكير .
وعموما يمكننا ان نخلص الى ان العنف ممارسة القوة او الاكراه ضد الغير عن قصد وعادة ما يؤدي العنف الى التدمير او الحاق الاذى او الضرر المادي وغير المادي بالنفس او الغير .
وبذلك يكون العنف :
o الايذاء الجسدي عن عمد على نحو يحدث ضررا او اذى وما يقتضي من سوء معاملة النفس او الغير .
o الحاق الاذى او الضرر او التدمير للذات او الاشياء نتيجة انتهاك معين .
o يتمثل العنف في كونه فعلا مدمرا
o يقتضي العنف الشعور او التعبير العنيف من خلال سلوك معين
o صعوبة تحديد الاجراءات الخاصة بالعنف لاعتبارات معينة مع كونها ممكنة .

خطورة مشكلة العنف :
o النيل من قدرات الاطفال التعليمية والانتاجية وما يضطلع بهم من مهام ومسؤوليات .
o تعرض امن واستقرار المجتمع للخطر وتاثير ذلك على ابنائه ونظمه واجهزته وسياساته وسياقه.

العنف السلوكي :
تقوم حياة الانسان على اشباعات دائمة ودوافع اولية وثانوية وعند عدم توافر الاشباعات الكافية للدوافع الاولية او الثانوية يحدث سوء التكيف للفرد ويختلف الافراد آنئذ في سوية سلوكهم او انحرافهم وقد يتسم السلوك المنحرف عند بعض الافراد بعدم الانضباط والعنف والقسوة اواللامبالاة الاجتماعية والافراط والتراخي في التنشئة الاجتماعية كلاهما يؤدي الى سلبية في عملية التطبيع الاجتماعي فالافراط في التنشئة يؤدي الى التبعية والتراخي يؤدي الى العدوانية وعنف السلوك .
وكل وليد عادة يتمتع بقدرة على ان ينمو حتى يصبح ناضجا ومن خصائص النضج التي اكتسبها من القدرة على الشعور بشيء من الانفعالات وقدرة الفرد على الشعور بالنقص والحب والنفور والميل والغضب والحلم جزء لا يتجزأ من بنائه الانساني، والشخصية السوية من خصائصها الشعور بمختلف الانفعالات في اوقاتها الملائمة .
والعدوانية وما تتسم به من عنف السلوك يختلف الرأي حول كونها فطرية او متعلمة او مكتسبة ، فالعدوانية انفعال حقيقي قائم في حياتنا الانسانية اضافة الى انها تلعب دورا هاما في سائر الانفعالات الاخرى ، ويتخذ العنف السلوكي مظاهر مختلفة منها :
o العنف المحرم :
والذي يتم في صورة عدوان من الفرد على غيره وهو محرم قانونا وشرعا ومخالف للحياة الاجتماعية المستقرة .
o العنف الالزامي:
وهو النوع من العنف قائم على النفس ضد اعتداء الاخرين سواء كان العدوان من الاخرين ممثلا في صورة فردية او جماعية .
o العنف المباح:
وهو سلوك مباح من الشرع حيث يؤمر الانسان بمعاملة الاخرين بذلك الفعل .
والعنف الزائد دليل على وجود سوء تكيف اساسي في الشخصية حيث نجد ان الصغير في تنشئته الاجتماعية قد عجز عن تعلم اساليب التعامل السليم مع البيئة او ان اتجاهاته للعدوان تكون قوية لدرجة تمنعه من التعرف بطريقة اخرى .

ويمكن الوقاية من العنف السلوكي باتباع الاتي :
o تغيير الاتجاهات العدوانية عند الافراد .
o تغيير اسلوب الدعاية للوقاية من الجريمة .
o القدوة الحسنة .
o توفير فرص النمو السوي لكل عناصر الشخصية في الطفولة .
o الاكتشاف المبكر للاستعداد للعدوانية وعنف السلوك .
o فرض العقوبة وتطبيق الشرع والقانون بصورة حازمة .

مظاهر العنف :
o الاعتداء اللفظي عن قصد على الغير.
o الايذاء البدني وغير البدني للنفس او المتعمد للنفس او الغير.
o الحاق الاذى بممتلكات الغير.
o الحاق الاذى او تدمير ما يتصل بالمرافق العامة والمنشآت.

اسباب سلوك العنف :
أ- اسباب سلوك العنف التي ترجع الى شخصية الطفل :
o الشعور المتزايد بالاحباط .
o ضعف الثقة بالذات .
o طبيعة مرحلة البلوغ والمراهقة .
o الاعتزاز بالشخصية وقد يكون ذلك على حساب الغير والميل احيانا الى سلوك العنف.
o الاضطراب الانفعالي والنفسي وضعف الاستجابة للقيم والمعايير المجتمعية .
o تمرد المراهق على طبيعة حياته في الاسرة والمدرسة .
o الميل الى الانتماء الى الشلل والجماعات الفرعية .
o عدم القدرة على مواجهة المشكلات بصراحة .
o عدم اشباع الطلاب لحاجاتهم الفعلية .
ب - اسباب سلوك العنف التي ترجع ألى الاسرة :
o التفكك الاسري
o التدليل الزائد من الوالدين .
o القسوة الزائدة من الوالدين .
o عدم متابعة الأسرة للأبناء .
o الضغوط الاقتصادية .
ج - أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى الرفاق :
o رفاق السوء .
o النزعة الى السيطرة على الغير .
o الشعور بالفشل في مسايرة الرفاق .
o الهروب المتكرر من المدرسة .
o الشعور بالرفض من قبل الرفاق .
د - أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى المدرسين :
o غياب القدوة الحسنة .
o عدم الإهتمام بمشكلات التلاميذ .
o غياب التوجيه والإرشاد من قبل المدرسين .
o ضعف الثقة في المدرسين .
o ممارسة اللوم المستمر من قبل المدرسين .
هـ - أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى مجتمع المدرسة :
o ضعف اللوائح المدرسية .
o عدم كفاية الأنشطة المدرسية .
o زيادة كثافة الفصول الدراسية .
و- أسباب سلوك العنف التي ترجع الى طبيعة المجتمع :
o انتشار سلوكيات اللامبالاة.
o وجود وقت فراغ كبير وعدم استثماره ايجابيا .
o ضعف الضبط الاجتماعي
o ضعف التشريعات والقوانين المجتمعة .
o انتشار افلام العنف .

كما يشير الى مجموعة اخرى من العوامل ادت في مجملها الى ظهور العنف هي :
o ظاهرة النمو الحضري التي بلغت من الاتساع حد أفقد الانسان إحساسه بشخصيته وأشعره بأنه أعزل في كل طريق يسلكه من طرق المدينة فلا يشعر بالامان ومن شأن هذا الجو في الحضر أن يشجعع الاشقياء على أفعال العنف .
o من جهة ثانية اصابت الحياة الحضرية بالوهن دور الاسرة فأمتصاص الشواغل الحضرية لأنتباه أرباب الأسر أعجزهم عن ممارسة السلطة الأمر الذي يسر سبل الانحراف والعنف .
o ومن جهة ثالثة فإن اهتمام المدارس بالتهذيب الخلقي للطلاب وإمداد هؤلاء بتعليم لا يتجاوب مع استعدادهم الطبيعي، أمر كان من شأنه هجران الطلاب للمدرسة أو هجرانهم للمنزل .
o يضاف إلى ذلك أزدحام المدينة بأبنية تتماثل في الشكل والحجم وتكتل السكان المتشابهين في عقارات متجانسة، والافتقاد الى الرقع الخضراء كل هذا يهيئ حول الناس جوا خانقا من السهل أن ينتج فيه العنف .
o أيضا انتشار تعاطي الخمور بين الطلاب من الشباب وأنهم يتميزون مثل الكبار من ناحية دأبهم على شربها في جماعات لا أفراد وإذ يغلب على متعاطيها القوة الدافعة للعنف .

مظاهر العنف ضد الطفلة الأنثى :
o الحرمان من التعليم
o العمل المبكر للفتيات
o الزواج المبكر
o الختان
o الإغتصاب والتحرش الجنسي
o التعرض للأضطرابات النفسية نتيجة تحمل الفتاة عنفا معنويا متمثل في بعض التقاليد الأجتماعية مثل المحافظة على شرف البنت وشرف الاسرة بصورة مبالغ فيها.
o تعطيل قدرة وطاقة الفتاة وذلك يحول دون انخراطها في انشطة المجتمع.
o التفرقة بين الذكر والانثى.

مظاهر سلوك العنف:
أ - مظاهر سلوك العنف تجاه الاطفال أنفسهم:
o رفض النصح والتوجيه .
o تمزيق الملابس الشخصية عند التشاجر مع الغير .
o إيذاء النفس بالضرب .
o الإمتهان الزائد للنفس .
o تعريض النفس للخطر .
ب - مظاهر العنف تجاه الرفاق:
o الإعتداء على الرفاق بالضرب .
o الإشتراكات في شلل وتهديد الرفاق .
o إخفاء أو اتلاف ممتلكات الرفاق .
o إثارة جو من العداء المستمر بين الرفاق .
o تعمد دفع الرفاق على الارض .
ج - مظاهر سلوك العنف تجاه السلطة:
o سب المدرسين أو من يمثل السلطة .
o التهكم والسخرية من المدرسين أو من يمثل السلطة .
o تعطيل المدرسن عن الشرح .
o رفض الخضوع للسلطة المدرسية
د - مظاهر سلوك العنف تجاه المدرسة :
o إتلاف اساس المدرسة .
o إتلاف أدوات النشاط المدرسي .
o التمرد على الواقع التعليمي .
o إحداث شغب بين الحصص المدرسية .
o تشويه حوائط المدرسة .

حالة أطفال المدرسة:
وفي هذا الصدد يمكننا رصد مظاهر العنف التي يتعرض لها اطفال العالم والتي وردت بتقرير اللجنة التحضيرية للدورة الأستثنائية للجمعية العامة بالطفل في 2 فبراير 2001 ، وهي على النحو التالي:
o إن ضعف الاطفال يجعلهم عرضة للعنف وإساءة المعاملة والاستغلال، فهناك أكثر من 100 مليون طفل يعملون في ظروف محفوفة بالمخاطر، وكثير منهم يعملون على اساس السخرة أو يتعرضون للأتجار بهم أو يجبرون على ممارسة البغاء أو المشاركة في المواد الإباحية، والعنف البدني وإساءة المعاملة الذهنية الموجهان ضد الأطفال متفشيان في المنازل والمدارس والمؤسسات والمجتمع المحلي، وفي حالات كثيرة جدا يصدر سوء المعالملة عمن هم مسئولون مباشرة عن رعاية الأطفال وحمايتهم .
o ولا يزال اثر الصراعات على الاطفال فتاكا وواسع الانتشار ففي التسعينيات من القرن العشرين أودت الصراعات المسلحة بحياة أكثر من مليوني طفل، وأصيب أكثر من ثلاثة أضعاف هذا العدد بعاهات مستديمة أو بأصابات خطيرة .
o يؤدي التمييز الى تعزيز دوامة الاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي وكثيرا ما يعكس التمييز سواء كان قائما على العنصر او اللون أو الجنس أو الدين أو الوضع الأقتصادي أو الموقف السياسي او غيره من المواقف أو الأصل القومي أو الإعاقة، إلى فوارق في مجالات رئيسية من حياة الأطفال وهي فوارق اخذة في التعاظم في جميع انحاء العالم سواء بين البلدان أو داخلها .
o تؤدي الضغوط الاجتماعية والاقتصادية إلى تقويض الدور البالغ الأهمية الذي يقوم به الوالدان والأسرة في ضمان حق الطفل في النمو في بيئة مأمونة ومستقرة وحانية .
o إن ما لا يقل عن 1.2 بليون شخص نصفهم من الأطفال يصارعون الآن للبقاء على قيد الحياة اعتمادا على أقل من دولار واحد في اليوم، كما تسهم الآثار العارمة التي تخلقها الديون الخارجية والفقر وضعف الهياكل الاساسية وتدني نوعية الخدمات في وفاة اكثر من عشرة ملايين طفل دون سن الخامسة كل عام معظمهم يتوفى بسبب امراض يمكن الوقاية منها وسوء التغذية .
o يعاني واحد من كل عشرة أطفال من شكل من اشكال الاعاقة وكثيرا ما لا يكون بمقدور الاطفال المعاقين ولا سيما البنات منهم استفادة من ابسط الخدمات وغالبا ما يتعرضون للتمييز بل و يحرمون فعليا من حقوق المواطنة في كثير من المجتمعات .
o يتعرقل النمو البدني والعقلي لملايين الاطفال بسبب عدم كفاية المرافق الصحية وتدني مستوى الصحة العامة ومياه الشرب غير المأمون والتلوث الجوي والنفايات الخطرة واكتظاظ المساكن بالسكان كل ذلك يشكل عقبات امام رفاهية الاطفال مستقبلا .
o لا يكمل ثلث الاطفال بالعالم خمس سنوات من الدراسة وهي السنوات التي تمثل الحد الادنى اللازم للالمام الاساسي بالقراءة والكتابة ويزيد عدد الاطفال غير المقيدين في المدارس ممن هم في سن المدرسة الابتدائية عن 110 مليون طفل معظمهم من الاناث وهناك ملايين اخرى تتلقى التعليم على ايدي مدرسين غير مدربين لا يتقاضون اجور كافية في قاعات دراسية مكتظة بالتلاميذ وغير صحية وغير مجهزة بالمعدات الكافية، ان هذا العالم الذي يتسم بالتغير التكنولوجي السريع يعنى ان الاطفال غير الحاصلين على تعليم اساسي بما فيهم الملايين الكثيرة الواقعة فريسة لعمل الاطفال، سيكون مصير هؤلاء جميعا حتما شكلا ما من اشكال الاعاقة او الاستعباد .
o تتعرض حياة أعداد ضخمة من الاطفال للخطر نتيجة إساءة استعمال المخدرات، لذا فإن هناك حاجة ماسة إلى أن تتخذ الحكومات والوكالات الحكومية الدولية اجراءات متضافرة لمكافحة ما هو غير مشروع من انتاج المخدرات والمؤثرات العقلية او توريدها او الطلب عليها او الاتجار بها او توزيعها .

عوامل تكوين الشخصية العنفية:
إن جريمة العنف العريضة وليدة خلل طاريء في التوازن بين الدافع والمانع، وتختلف جريمة العنف الصادرة عن رد فعل إجرامي أي خلل مستمر دائم في هذا التوازن لأن ذلك هو استعداد فردي وبديهي أن كثير من الامراض العقلية مصدر لجرائم العنف والأعتداء على الأشخاص ومن امثلة الحالات التي توضح كيف يؤدي الاستعداد الاجرامي الى ارتكاب العنف عموما:
o الانتقام:
هناك من الافراد من لا يتورع عن ارتكاب ابشع الجرائم في سبيل اشباع الميل للانتقام وقد يتولد العنف فجأة كما يحدث بين الطلاب اثناء اليوم الدراسي، والميل للانتقام دليل ضآلة الشخصية ومما يفسر العنف ايضا التشبع بتقاليد سائدة في الوسط المحيط تجعل العنف اسلوب شجاعة يجعل الشباب يسيرون يحملون الخنجر او المطواة الامر الذي يعتبر نوع من الثقافة العنيفة ويتعارض مع ثقافة الغالب من الناس في المجتمع.
o فعل الاذى حبا في الاذى :
يتوافر ذلك في المراهقين لانه يشعرهم بالارتياح والمتعة من ايذاء الاخرين .
o الغيرة:
قد تتولد جريمة العنف من الغيرة والشعور بالغيرة مرتبط بالغريزة الجنسية من جهة وتعزيز الاقتناء من جهة اخرى، فالغيرة اشد خطرا حينما تنتاب فردا لديه تكوين اجرامي فتهيئ له فرصة العنف.
o الشعور بالنقص الجسماني او النفسي:
قد يتولد العنف من مركب نقص لدى فرد يشعر انه اقل مستوى من الاخرين بعيب جسدي او نفسي فيقابل بالعنف كل من يعتقد انهم يوجهون له اهانة بسبب هذا العيب.
o الغرور:
هناك بعض جرائم العنف ترتكب من افراد يتميزون بالغرور يجعلهم شغوفين بممارسة العنف باي اسلوب حيث ان الشخصية تتكون وتتشكل من تفاعل الوراثة البيولوجية للفرد مع البيئة المادية والاجتماعية مثل العوامل الجغرافية، الاجتماعية، وهي التي يتعرض لها الفرد بحكم مركزه في الاسرة كوفاة والده او مرض ابتلي به او وجوده مع زوجة اب او غير ذلك من تفاعل هذه العوامل المختلفة تتكون الشخصيات المختلفة بعضها عن بعض.

العوامل المشجعة لممارسة العنف:
o التدريب الاجتماعي الخاطيء او الناقص ويظهر في المجتمعات التي تتناقص فيها القيم والاهداف التربوية العامة وتتفكك فيها الاسرة بصورة ملحوظة .
o الجزاءات الضعيفة سواء بالنسبة للامتثال او الانحراف تؤدي الى خلق حالة متميعة عند الافراد وكذلك ضعف الرقابة فقد يكون الجزاء شديد ولكن القائم على تنفيذه لا ينفذه بدقة .
o سهولة التبرير ويحدث هذا عندما تحاول جماعة التقليل من حدة الاعتداء على المعيار او تلمس المعاذير ويتم هذا بشكل ارادي من بعض الافراد بقصد التخريب الاجتماعي.
o عدم وضوح المعيار ويؤدي ذلك الى بلبلة الافكار والاتجاهات وخاصة عندما يعني المعيار بالنسبة لفردين او اكثر شيئا مختلفا.
o قد تتتناقض نواحي الضبط الاجتماعي فتتجمد القواعد القانونية ولا تساير التغير الاجتماعي والثقافي في الوقت الذي يتطور فيه المجتمع بصورة تعطل فاعلية هذه القواعد وتجعلها عقيمة من وجهة نظر الافراد .
o بعض الجماعات الانحرافية في المجتمعات تكون من القوة بحيث تضع لنفسها ثقافة خاصة تزين الانحراف وتخلق في نفس الافراد مشاعر الولاء له .

ظاهرة العنف في وسائل الاعلام:
اننا نعيش اليوم في عالم عدواني يتميز بطغيان العنف والجريمة والسلوك العدواني واليوم وبعد ان اصبح للتلفزيون تأثيره الواسع مع مجال عريض في القيم والمعايير الاجتماعية وغالبية انماط السلوك والعادات الاجتماعية فقد استطاعت هذه الوسيلة الاعلامية بمفردها ان تشكل لدى غالبية المجتمعات الحضرية والصناعية ثقافة تليفزيونية خاصة وتنشئ جيلا تلفزيونيا خاصا ولاشك ان الناس في كل مكان وعلى اختلاف طبقاتهم بدأوا ينظرون الى التلفزيون كظاهرة جديدة او كمشكلة حضارية جديدة ذات اثار سلبية معينة، ويكاد يجتمع الرأي على اننا نواجه اليوم حملة اعلامية شرعية تتضمن ما تعرضه بعض الوسائل الجماهيرية والتليفزيونية بوجه خاص من مواد تحتوي على مشاهد من الرعب والعنف والجريمة والسادية والعدوان بشكل هائل وفي زيادة مستمرة لا نجد في الافق ما يبشر بنمط تنازلي يشير الى الاعتدال او النقصان.
غير ان حياة الافراد والجماعات لم تعد تتأثر اليوم بمتغيرات قليلة محدودة بل ان هناك مجموعة كبيرة من المتغيرات الثقافية التي صاحبت ولازالت تصاحب عملية التغير الاجتماعي بوجه عام .
ومن هنا يصبح مطلب تشخيص آثار التليفزيون كعامل جوهري وبصورة مستقلة من المطالب التي يتعذر تحققها ان لم تكن بالمستحيل على البحث العلمي المعاصر، ان ردود فعل الفرد الذي يشاهد العنف المصور تقوم على ارضية ثقافية عريضة معقدة قوامها مجموعة مركبة من العوامل الاسرية والشخصية والبيئية المختلفة. والتأثير الايجابي للبيت وتأثير جماعة اللعب قد يشكل احيانا درعا واقيا ضد سلبيات مشاهد العنف التليفزيوني.
كما ان هيكل التنظيم الاجتماعي الذي يشتمل على مجموعة المعتقدات الدينية الراسخة في الضمير الانساني والاعراف والانظمة والقوانين والقيم الاجتماعية والاخلاقية المتعلقة بمفاهيم الخير والعدل والشرف والامانة جميعها تشكل لدى الانسان السوي درعا واقيا تتكسر على سطحه كافة النزعات العدوانية المحرمة والمكبوتة في اعماقنا اللاشعورية وهي مشاعر ممنوعة تتربص بالانطلاق لدى اول فرصة سانحة .
والمشاهدة المثمرة لمشاهد العنف الجسماني والقسوة البدنية والمواقف المركبة تؤدي على المدى الطويل الى تبلد الاحساس بالخطر والى قبول العنف كوسيلة استجابية لمواجهة بعض مواقف الصراعات او ممارسة السلوك العنيف ذاته.
كما ان عرض صور حياة الرفاهية والبذخ الكبير لدى بعض الطبقات الموسرة قد تضاعف الشعور بالرغبة الطاغية لبلوغ مثل هذه المستويات المرموقة العالية فان تعذر بلوغها بالطرق المشروعة فلا بأس من بلوغها بطرق غير مشروعة.
والتليفزيون لو احسن اختيار الطريق العلمي للتعامل مع الفرد يمكن ان يكون خير بيئة صالحة مكملة للبيئة الطبيعية وخير مؤسسة اجتماعية تقدم العون للمؤسسات الاجتماعية الاخرى العاملة في حقل تنمية خبرات الفرد وتطوير قدراته وبلورة اهتماماته وتعزيز قيمه الاجتماعية ومثله العليا وترسيخ عقيدته وغرس شعوره الوطني وولائه القومي نحو أمته ووطنه ودينه .

الاثر الذي يولده العنف على الاطفال:
o عدم القدرة على التعامل الايجابي مع المجتمع والاستثمار الامثل للطاقات الذاتية والبيئية للحصول على انتاج جيد.
o عدم الشعور بالرضا والاشباع من الحياة الاسرية والدراسية والعمل والعلاقات الاجتماعية.
o لا يستطيع الفرد ان يكون اتجاهات سوية نحو ذاته بحيث يكون متقبلا لنفسه .
o عدم القدرة على مواجهة التوتر والضغوط بطريقة ايجابية.
o عدم القدرة على حل المشكلات التي تواجه الفرد دون تردد او اكتئاب.
o لا يتحقق للفرد الاستقلالية في تسيير امور حياته.

تجربة الجمعية المصرية العامة لحماية الاطفال في مواجهة مشكلة العنف ضد الاطفال:
تأسست الجمعية عام 1986 لغرض رعاية الاسرة والطفولة وتنمية المجتمع، ويبلغ عدد اعضاء الجمعية 84، كما يعمل بالجمعية 180 موظف بجميع مشاريع وانشطة الجمعية ،بالاضافة الى عدد من الخبراء الاجانب لتدريب العاملين في مجال الاعاقة.
وتتمثل التدبيرات والانشطة التي تتولاها الجمعية لمواجهة مشكلة العنف ضد الاطفال في الأتي:-
o صرف المصروفات الدراسية لعدد 5000 تلميذ سنويا تقريبا، وكذلك صرف مساعدات مادية وعينية خاصة بكساء التلاميذ.
o صرف مساعدات شهرية للاسر الفقيرة، وكذلك المساهمة في تكاليف العمليات الجراحية وصرف الادوية .
o توفير مكتبة متنقلة للطفل وتضم 750 كتاب وتخدم رواد الحدائق والاندية والتجمعات السكانية في المناطق العشوائية والمناطق النائية والمحرومة من الخدمات.
o تجهيز حديقة للطفل بأحدث ما وصل اليه العلم للطفل على مساحة 2 فدان .
o إنشاء دار لرعاية ذوي الاعاقة الذهنية المتعددة \" دار الحنان\" وقد اصبحت دار الحنان من معالم الاسكندرية بل والعمل الاجتماعي والرعاية الاجتماعية والتعليمية على مستوى العالم العربي .
o تنظيم واقامة معرض سنوي لصالح دار الايتام .
o تدريب الفتيات المتسربات من التعليم على فن الطهي وتصنيع الحلويات وكذلك تدريبهن على المشروعات الصغيرة في هذا المجال .
o عمل واجبات كاملة العناصر للحضانات او الاحداث ومشروع رعاية اطفال الشوارع .
o تقوم الجمعية بإعداد برنامج نوادي الاطفال كما قامت بتنفيذ معسكر ابو قير للاطفال في الفترة من 25/6 الى 1/7/1999 لعدد 151 طفل من تسعة عشر جمعية وقد حضر الممثل العالمي روجر مور وممثلي اليونسيف في اليوم الختامي للمعسكر .
o تقوم الجمعية بإعداد برامج التدريب المهني بورشها للاطفال المعاقين، وايضا الاطفال المتسربين من التعليم واطفال الشوارع .
o قامت الجمعية بتنفيذ مشروع رعاية طفل الشارع بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ويهدف المشروع لرعاية عدد 1280 طفل من الجنسين بتعليمهم الحرف المتنوعة التي تساعدهم على الحياة الكريمة وكذلك تعويدهم على السلوك السليم .
o تم تدريب اطفال المجمعات السكنية بمنطقة سموحة على الكمبيوتر خلال مهرجان القراءة للجميع في صيف 1999.
o تقوم الجمعية حاليا بانشاء و تجهيز دار للايتام تتسع لـ 250 طفل من اصحاب الظروف الصعبة من فاقدي الاب او الام او الابوين وكذلك انشاء دار ضيافة لطفل الشارع تسع 150 طفل .

لـما كانت الجمعية هي احدى الجمعيات التي وقعت على اعلان المبادئ الخاصة بتجمع الهيئات المعنية بحقوق الطفل - وسبق اختيارها كمنسق لهذا التجمع - وقد تم اسناد مشروع خطة عمل تجمع العيئات غير الحكومية المعنية بحقوق الطفل والممول من اليونسيف.
وفي هذا الصدد قامت الجمعية بتنفيذ الانشطة التالية :
o تم اعداد حقيبة باتفاقية الطفل وتم استخدامها في جميع الحملات وورش العمل التي نفذت بمعرفة التجمع .
o تم القيام بعدد سبع حملات توعية في محافظة سوهاج، وقنا، و بورسعيد ، واسيوط .
o تم اعداد وجهة نظر اهلية حول متابعة احوال الطفل.

المراجع المستخدمة:
o ابراهيم خليفة واخرون، مختصر الدراسات الامنية، الجزء السادس، المركز العربي للدراسات الامنية، الجزء الـسادس، المركز العربي للدراسـات الامنية، الرياض،140هـ .
o جلال عبد الخالق، الجريمة والانحراف: المعالجة والحدود، المكتب العلمي للكمبيوتر والنشر، الاسكندرية ،1997 .
o رمسيس بهنام، علم مكافحة الاجرام ، منشأة المعارف، الاسكندرية .
o صفاء الاعسر ، عنف الاطفال ( خطوة - مجلة فصلية في الطفولة المبكرة)، العدد الثامن - أكتوبر 1999 ، المجلس العربي للطفولة والتنمية ، القاهرة .
o عباس محمود عوض ، علم النفس العام ، الدار الجامعية ، الاسكندرية ،1981.
o عبدالرحمن محمد العيسوي، علم النفس والانسان، دار المعارف، الاسكندرية، 1980 .
o عماد صيام ، تقرير واقع الطفل المصري في نهاية القرن العشرين ، مركز الدراسات والمعلومات القانونية لحقوق الطفل، القاهرة، 1996.
o مجدي متولي ، العنف والشريعة الاسلامية : دراسات قانونية ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة،1995.
o محمد عاطف غيث ، المشاكل الاجتماعية والسلوك الانحرافي ، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية ، 1979 .
o محمد محمود مصطفى ، خدمة الجماعة : النظرية والتطبيق ، مكتبة عين شمس، القاهرة،1996 .
o محمد مصطفى واخرون ، الصحة النفسية وعلم النفس الاجتماعي والتربية الصحية ، كلية التربية - جامعة الاسكندرية ، 1997
o محمود فتحي عكاشة واخرون ، الصحة النفسية ، مطبعة الجمهورية ، الاسكندرية ، 1998 .
o ناهدة رمزي ، العنف ضد الطفلة ، ( الاجزاء 1، 2، 3، 4، 5) سلسلة كتيبات رابطة المراة العربية ، القاهرة .
o جريدة الاخبار المصرية ، 13/8/1998 .
o United Nation, preparatory committee for the special session of the general assembly on children , AWORLD FIT CHILDREN, second substantive session,29 January : 2 February 2001.
المصدر : مجلة المعلم

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6346591 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة