فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

كيف تدمر الأسرة شخصيات الأبناء؟

الكاتب : د/ عبدالله محمد الفوزان

القراء : 8431

كيف تدمر الأسرة شخصيات الأبناء؟

 
د/ عبدالله محمد الفوزان
 
رسائل واتصالات عديدة تردني من شباب وشابات يشكون فيها من سوء معاملة أسرهم لهم ويصل الأمر ببعضهم للأسف إلى الرغبة في الإنتحار هروبا من هذا الواقع المؤلم.
يشكو هؤلاء الشباب والشابات من غياب العاطفة والحوار الإيجابي في علاقاتهم بوالديهم ويتذمرون من أساليب الغطرسة والإستهزاء التي تمارس ضدهم بمناسبة وبدون مناسبة وأمام الآخرين ويتألمون من دعاء الوالدين عليهم وهجرهم لهم وعدم تفهمهم لظروفهم ووجهات نظرهم وتقليلهم من شأن أي انجازات يحققونها واستخفافهم بها واحتقارهم لآرائهم وقراراتهم واختياراتهم.
 
هكذا تدمر بعض الأسر شخصيات أبنائها وبناتها وتتسبب في إحباطات لا أول لها ولا آخر تشعرهؤلاء الأبناء والبنات بالغبن وتزرع الكراهية والضغناء في نفوسهم. وما حوادث الهروب من المنزل والوقوع في رفقة أصدقاء وصديقات السوء ومحاولات الإنتحار وتعاطي المسكرات والمخدرات وارتكاب الجرائم والانحرافات والمخالفات، بالاضافة إلى الإصابة بالأمراض والعلل النفسية من خوف اجتماعي وضعف في الثقة بالنفس وانطواء وعدوانية وقلق واكتئاب إلا نواتج منطقية لمعاملة أسرية سيئة وقاسية تغيب عنها مظاهر المودة والرحمة والعطف والحنان والتقدير والاحترام.
 
معلوم بالضرورة أن الأسرة هي النواة الأولى التي تتشكل من خلالها شخصية الإنسان ولا يمكن لهذه الشخصية أن تنمو وتترعرع بصورة صحية وسليمة إلا إذا توافرت لها أجواء الرعاية الملائمة وحسن التعامل والقدوة الصالحة. أما حين تنمو وتترعرع في بيئة أسرية قوامها السب والشتم واللعن والاستهزاء والاستخفاف والاحتقار وعدم التقدير والاحترام فمن الطبيعي أن تخرج لنا شخصية مشوهة وناقمة على كل ما حولها فتعجز عن التكيف وتكره الحياة وتمارس العنف وتقع في مصيدة الإنحراف.
إن التصور السلبي عن الذات لدى بعض شبابنا وشاباتنا تغرس بذوره للأسف أسرهم عبر ممارسات وتصرفات غير مسؤولة تقوم على التحقير والإزدراء والتهكم والسخرية وعدم التقدير والاهمال والتدليل الزائد. وهكذا ينشأ جيل محتقر لذاته ... ضعيف الثقة بالنفس ... عاجز عن اتخاذ القرارات وحل المشكلات ... ناقم على نفسه وأسرته ومجتمعه ... قابل للإنحراف والإنقياد للجماعات المنحرفة ... زاهد في الحياة وراغب في الموت ولو عبر بوابة الإنتحار للأسف.
الأبناء والبنات أحوج ما يكونون إلى من يحتويهم ويحتضنهم ويمنحهم الثقة بالنفس ويساعدهم على تجاوز الصعوبات ويدعمهم لتحقيق النجاح في حياتهم ويزودهم بالخبرات الجيدة عبر التوجيه والإرشاد والقدوة الحسنة ويحيطهم بالحب والمودة والتقدير والإحترام.
 
ليس من المنطقي أبدا أن يمارس بعض الآباء والأمهات مع أولادهم وبناتهم أبشع أنواع التعامل ويرمونهم بأقذع العبارات ثم يتوقعون منهم الإستقامة والنجاح والثقة بالنفس والإستقرار النفسي، بل لابد من تهيئة الأجواء التي تمكنهم من تحقيق ذلك.
الأبناء والبنات كالغرس الذي يحتاج إلى رعاية وعناية وحماية كي يؤتي ثماره اليانعة أما أن يهمل المزارع الغرس ولا يبذل ما يحقق متطلبات النمو السليم لهذا الغرس ثم يتوقع أن يجني ثمارا يانعة فتلك هي الحماقة بعينها.
مؤلم جدا أن يسمع المرء أو أن يقرأ بين السطور تلك الآهات والآلام والزفرات والعذابات وأنواع شتى من الحرقة والحيرة وتحقير الذات من كثير من أولادنا وبناتنا بسبب ما يتعرضون له من تعامل سيء داخل أسرهم.
أعجب حقا من آباء وأمهات يسعون في الإنجاب وحين يتحقق لهم ذلك يتحللون من مسؤولياتهم في تقديم الرعاية والتربية الملائمتين لأغلى ما يملكون في هذه الحياة وأعني بذلك أولادهم وبناتهم.
 
نحن دائما نلوم أولادنا وبناتنا على ما يصدر عنهم من ممارسات وتصرفات سلبية لكننا لا نسأل أنفسنا عن مسؤوليتنا كآباء وأمهات عن ما يجري. بل إنني أكاد أجزم بأن أغلب ما نراه من تصرفات وممارسات سلبية تصدر عن أولادنا وبناتنا ما هي سوى إسقاطات تعكس سوء تربيتنا لهم وفشلنا في تقديم أنفسنا لهم كنماذج تربوية صالحة أثناء تعاملنا معهم.
عموما أولادنا وبناتنا هم أغلى إستثمار في حياتنا وما لم نقدمهم على ما عداهم من حيث الإهتمام والرعاية والعناية وحسن التعامل فإننا بذلك نهيء الأجواء لخلق شخصيات غير سوية وفاشلة وغير فاعلة في المجتمع. فعندما نهملهم ونفرغ انفعالاتنا بضربهم وسبهم وشتمهم وتحقيرهم والاستهزاء بهم والاستخفاف بعقولهم وقراراتهم وتسفيه طموحاتهم وأحلامهم والتقليل من شأنهم فإننا لن نجني من وراء ذلك إلا الشقاء الذي يدمرون به أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ... فهل من معتبر؟ أرجو ذلك ... وللجميع أطيب تحياتي.
 
الدكتور/ عبد الله محمد الفوزان
$2Dr_Fauzan_99@hotmail.com
 

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6357167 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة