فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

ظاهرة العنف - الواقع والعلاج

الكاتب : أمين عاصي

القراء : 17634

ظاهرة العنف - الواقع والعلاج


إعداد / أمين عاصي
 
مقدمة:
العنف: هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية، يصدر عن طرف بهدف استغلال وإخضاع طرف آخر في أطار علاقة قوة غير متكافئة مما يتسبب في إحداث أضرار مادية، أو معنوية، أو نفسية. وحسب هذا التعريف فان العنف يشمل السب والشتم والضرب والقتل والاعتداء و... الذي يأتي من طرف رجل أو مؤسسة أو نظام أو حتى من طرف امرأة من أجل إخضاع المرأة والتسلط عليها.

هناك عدة أنواع من العنف:
أولاً: العنف المادي:  
وهو إلحاق الضرر بالوجود المادي للمرأة سواء في الجسد، أو في الحقوق أو في مصالحها أو أمنها. وهذا القسم يمسُّ حق الحياة لدى المرأة. من خلال إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، يتبين ما يلي:
" ينتشر العنف الجسدي في الأراضي الفلسطينية بنسبة 23.3% بين النساء اللواتي سبق لهن الزواج، وذلك للعام 2005.
" كلما تدنى المستوى التعليمي للزوجة أزداد العنف الجسدي، حيث بلغت نسبة العنف الجسدي في صفوف النساء  ذوات المستوى التعليمي ابتدائي فأقل 25.8%، أما النساء الحاصلات على ثانوي فأعلى فتبلغ نسبة العنف بينهن 19.1%، للعام 2005 .
" النساء داخل القوى العاملة واللواتي سبق لهن الزواج أقل عرضه للعنف من النساء خارج القوى العاملة، إذ تبلغ نسبة العنف الجسدي للنساء داخل قوة العمل 16.8%، وللنساء خارج قوة العمل 23.9%.
" كلما ازداد حجم الأسرة، كلما زاد العنف الجسدي، إذ تبلغ نسبة العنف الجسدي للأسر الذي يبلغ عدد أفرادها 7 فأعلى 25.8%، وللأسر الذي يبلغ عدد أفرادها 2 فأقل 13.6%.
 
ثانياً: العنف المعنوي: 
وهو إلحاق الضرر بالمرأة من الناحية السيكولوجية في الشعور الذاتي بالأمن والطمأنينة والكرامة والاعتبار والتوازن. ويندرج تحت هذا العنوان كل ما يسيء إلى المرأة من كلام قبيح كالشتم، والإهانة، والتحقير، والتهديد، وجرح المشاعر، والإساءة العاطفية،...
إن العنف النفسي هو أكثر أنواع العنف انتشاراً في المجتمع الفلسطيني، إذ تبلغ نسبته 61.7% (68.8% في قطاع غزة، و49.7% في الضفة الغربية). كما وينتشر العنف الجنسي بنسبة 10.5% (11.5% في الضفة الغربية، و9.7% في قطاع غزة).
بغض النظر عن نوع العنف فإن هناك مجموعة من الاستنتاجات الهامة على صعيد العنف:
" النساء غير المتعلمات هن أكثر عرضة للعنف من النساء المتعلمات.
" النساء داخل قوة العمل هن أكثر عرضة للعنف من النساء خارج قوة العمل.
" النساء الشابات (15-44) هن أكثر عرضة للعنف من النساء الأكبر سناً (45-فأعلى).
" 51.1% من الأطفال في سن (5-17) يتعرضوا للعنف في الأراضي الفلسطينية، (53.3% في الضفة الغربية، و48.5% في قطاع غزة).
ولا يخفى على أحد أن ظاهرة العنف لا تختص بمجموعة معينة في المجتمع دون أخرى، فكلٌّ من الرجل والمرأة والطفل معرَّضون لشتى مظاهر العنف، فالحروب المدمرة التي يسجل لنا التاريخ أرقاماً خيالية من ضحاياها والنزاعات الدموية المنتشرة اليوم في مختلف بقاع العالم.. إنما يذهب ضحيتها عدد كبير من الرجال والنساء والأطفال ويلقى الجميع نصيبهم من القتل والأسر والسجن والتعذيب والتشريد والتطهير العرقي.. من دون تمييز بين رجل أو امرأة أو طفل، وما يجري يومياً في فلسطين والعراق وأفغانستان و... خير شاهدٍ على ما نقول.

ينتشر العنف في عدة جوانب:
 العنف الأسري:
وهو من أكثر أنواع العنف شيوعاً لما يترتب على العلاقات الأسرية من احتكاك مستمر بين أفراد الأسرة ويؤدي هذا الاحتكاك إلى تعارض المصالح - لعدة أسباب - فتتعرض المرأة للممارسات العنيفة المادية منها والمعنوية، من قبل الرجل أو الطرف الأقوىو تشير الدراسات إلى أن 52% من النساء الفلسطينيات من غزة والضفة الغربية تعرضن للضرب على الأقل مرة واحدة في العام 2000.

العنف الاجتماعي:
نظرة المجتمع للمرأة تلك النظرة الدونية وعدم الاعتراف بمكانتها كإنسان له ما للرجل من حقوق ويمكنها المشاركة في شتى ميادين الحياة وضمن الحدود المسموح بها شرعاً، فتعصب المجتمع لبعض التقاليد والعادات التي أشد ما تكون بُعداً عن الواقع الديني، تُعرِض المرأة لأشكال من القهر والاضطهاد، وتارة تتعرض للعنف في مجال عملها من قبل الرئيس أو الزملاء في العمل.. كالإهانة والتحقير وتقليل أجرها أو مصادرته في بعض الأحيان وتارة طردها من العمل.. ومحاولة استغلال أنوثتها و....

العنف السياسي:
ينحصر نطاقه في ميدان علاقة الإنسان بالدولة؛ أي سلب حرية المرأة في التعبير عن رأيها السياسي وعدم السماح لها بالمشاركة في صنع القرار ومنعها من حق التصويت والتصدي لمناصب في الدولة قد تكون مؤهلة لها....
إن ظاهرة العنف تتنافى والفطرة السليمة وطبيعة التكوين البشري كما تتنافى وروح التعاليم الإلهية والشريعة الإسلامية، فهناك العشرات من النصوص القرآنية، وهناك السنة النبوية الشريفة وسيرة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)، كلها تثبت بوضوح أن الأصل في الحياة وفي معاملة الإنسان مع أخيه الإنسان، هو مبدأ السلم والعفو والتسامح، أما القسوة والعنف فهو الاستثناء والذي لا يلجأ إليه إلا العاجزون عن التعبير بالوسائل الطبيعية السلمية. من جهة عدم ثقة الفرد أو الجماعة بقوة أو صحة أفكارهم وقناعاتهم فيعمدون إلى فرضها على الآخرين بالقهر والإكراه.

إن الإسلام يرفض جميع أشكال العنف والإرهاب ويدعو إلى السلام والرفق واللين والإخاء كما يتجلى ذلك في قوله تعالى: (وقولوا للناس حسناً) (سورة البقرة: آية 83) -(أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (سورة النحل: آية 125) - (وإن تعفوا أقرب للتقوى) (سورة البقرة: آية 237) ويقول النبي (ص): (تعافوا تسقط الضغائن بينكم) (كنز العمال) ويقول(ص): (العفو أحق ما عمل به) (كنز العمال) وعن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال: (شر الناس مضن لا يعفو عن الزلة، ولا يستر العورة) (غرر الحكم) ويقول(ع): (بالعفو تستنزل الرحمة) (غرر الحكم) وعنه (ع): (اخلط الشدة بالرفق وأرفق ما كان الرفق أوفق) (غرر الحكم).
ولقد قدم النبي (ص) وأهل بيته (ع) دروساً عملية في العفو والتعامل الحسن والتسامح، حتى مع الأعداء، وقد تجلَّى ذلك في موقف النبي (ص) من الكفار والمشركين حين فتح مكة، قائلاً (ص) لهم: (اذهبوا أنتم الطلقاء) وعلى الرغم مما تسبَّب به أعداء النبي (ص) من الأذى إلا أنه (ص) يكرّر دعاءه لهم بالقول: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.

أسباب العنف
أسباب ثقافية:
كالجهل وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر وعدم احترامه، وما يتمتعه من حقوق وواجبات تعتبر كعامل أساسي للعنف..
أسباب تعليمية:
بالإضافة إلى ذلك تدني المستوى التعليمي للأسر وللأفراد، والاختلاف الثقافي الكبير بين الزوجين بالأخص إذا كانت الزوجة هي الأعلى مستوى ثقافيا مما يولد التوتر وعدم التوازن لدى الزوج كردة فعل له، فيحاول تعويض هذا النقص باحثا عن المناسبات التي يمكن انتقاصها واستصغارها بالشتم أو الإهانة أو حتى الضرب.
أسباب تربوية:
قد تكون أسس التربية العنيفة التي نشأ عليها الفرد هي التي تولد لديه العنف.
العادات والتقاليد: هناك أفكار وتقاليد متجذرة في ثقافات الكثيرين والتي تحمل في طياتها الرؤية الجاهلية لتمييز الذكر على الأنثى مما يؤدي ذلك إلى تصغير وتضئيل الأنثى ودورها، وفي المقابل تكبير وتحجيم الذكر ودوره.
أسباب فلكلورية:
كما أن الأقوال والأمثال والتعابير التي يتداولها الناس في المجتمع عامة بما في ذلك النساء أنفسهم والذي تبرز مدى تأصيل هذه الثقافة، بحيث تعطي للمجتمع الذكوري الحق في التمادي ضد الإناث مثل: قول المرأة عند ضربها من قبل الرجل (ظل رجل أحسن من ظل الحائط)، أو (المرأة مثل السجادة كلما دعست عليها بتجوهر).
أسباب اقتصادية:
فالخلل المادي الذي يواجهه الفرد أو الأسرة ،والتضخم الاقتصادي الذي ينعكس على المستوى المعيشي لكل من الفرد أو الجماعة حيث يكون من الصعب الحصول على لقمة العيش. إذ يأخذ العامل الاقتصادي نسبة 45% من حالات العنف ضد المرأة.

العلاج:
لمعالجة هذه الظاهرة لا بد من القيام بخطوات جادة نحو تخفيض هذه الظاهرة:
" الرجوع إلى القانون الإلهي والشريعة الإسلامية التي تعطي للمرأة كامل حقوقها وعزتها وكرامتها، كما وتقدّم لها الحماية والحصانة الكاملة. قال تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) (البقرة 228)، (وعاشروهن بالمعروف) (النساء 19)، وينظر إليها كإنسانة لها ما للرجل وعليها ما عليه، وأنها مساوية له في جميع الأحكام إلا ما خرج بالدليل، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء) (النساء1(.
وقد أثبتت التجربة أن القوانين الوضعية لم تتمكن من إعطاء المرأة حقوقها وحمايتها، وإن كانت ترفع الشعارات لصالحها.
" التوعية الاجتماعية سواء كان ذلك في المجتمع الأنثوي أو في المجتمع العام، إذ لابد من معرفة المرأة لحقوقها، وكيفية الدفاع عنها، وإيصال صوت مظلوميتها إلى العالم بواسطة كافة وسائل الإعلام، وعدم التسامح والتهاون والسكوت في سلب هذه الحقوق، وصناعة كيان واعي ومستقل لوجودها.
" إن الدور التي تلعبه وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في بث العديد من الثقافات إلى جميع المجتمعات سلبا أو إيجابا واضحة للجميع، لذا من الضروري تعميم هذه التوعية لتصل إلى هذه الوسائل لتقوم بالتغطية اللازمة لذلك.
" لابد من تضاعف هذه الجهود بالنسبة إلى وسائل التلفزة لحذف المشاهد والمقاطع التي توحي من قريب أو بعيد إلى تدعيم ظاهرة العنف ضد المرأة.

" مصدر المعلومات: مركز أمان، الأردن.    www.amanjordan.org
" مصدر البيانات: الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.                          
 

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6347794 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة