فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

كيف عالج الإسلام ظاهرة العنف

الكاتب : الشيخ خالد غنايم

القراء : 14991

كيف عالج الإسلام ظاهرة العنف ...

 
بقلم: الشيخ خالد غنايم- رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء

فإن ظاهرة العنف ليست جديدة بل هي قديمة من يوم أن خلق الله آدم عليه السلام وأمر إبليس بالسجود له فرفض هذا الأمر لما دب فيه من الحسد، وكانت أول جريمة قتل حيث قتل أحد ابني آدم أخاه وسولت له نفسه من الحسد. فكان هذا العنف الإنساني الذي منبعه التصرف الحيواني في داخل الإنسان والمحرك له في ذلك الشيطان والنفس الأمارة بالسوء لذلك كان علاج الإسلام للعنف أن عرف مصدره أولا وهو الشيطان الرجيم الذي قال عنه الله تعالى \ انه لكم عدو مبين\ \يأمركم بالسوء والفحشاء \ لذلك حذر الإنسان من اتباع وسوسة الشيطان وتلك النفس الأمارة بالسوء ، ثم أخذ بعلاجها وذلك بأن نهاها عن كل خلق سيء وبين مصيرها فقال تعالى ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ).

وإن من أعظم أسباب العنف هو ظلم الآخرين لذلك نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فقال :" انصر أخاك ظالما أو مظلوما " قالوا: ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما ؟ قال " أن تحجزه عن الظلم".
وحذر الله تعالى من مآل الظالمين فقال \ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون\ وقال :" الظلم ظلمات يوم القيامة".
وقد حرم الله الظلم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي :" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا..". بل دعا الإسلام إلى نصرة المظلوم كما بينا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك:" إياك ودعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ".كل هذا حتى يعلم من تسول له نفسه من ظلم الآخرين زجرا ونهيا عن ذلك.وكذلك حرم الإسلام العنف مع الوالدين سواء العنف الكلامي أو الجسدي فقال تعالى \ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ..\ إلى آخر الآيات .
وقال \وصاحبهما في الدنيا معروفا \ مع أنهما كافران أمره بحسن صحبتهما في الدنيا. ثم دعا إلى احترام الكبير ورحمة الصغير فقال صلى الله عليه وسلم :" ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا " فلا عنف مع الكبير بل احترام وإجلال ورحمة بالصغير وعطف عليه وتجاوز عن خطئه. ثم دعا إلى إكرام المرأة أما وأختا وزوجة وبنتا فقال صلى الله عليه وسلم :" ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم".

فكيف يقدم على إيذاء أي امرأة سواء كانت أما أو أختا أو زوجة أو بنتا ، ويعرف أن وصفه من البداية أنه لئيم في طبعه وتصرفه فيترفع عن هذا الفعل الذي يصف صاحبه بأنه لئيم.
وأمر بالمحافظة على النفس البشرية فقال الله تعالى \ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق \ \ وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت \ وحرم اعتداء الإنسان على نفسه فقال تعالى \ ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما \ وقال أيضا \ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة \.
فوضع الإسلام قوانين وعقوبات لاجتثاث العنف من أساسه فوضع عقوبة الزنا وعقوبة السرقة وعقوبة الإعتداء على أموال وأعراض وأرواح ودماء الآخرين.
وحذر ونفر من الأخلاق التي تؤدي إلى العنف وفي المحصلة نهى عن السخرية بالآخرين والعيب عليهم ونهى عن الغيبة والنميمة والحسد والحقد والأنانية والتكبر والغدر والغش والسباب والشتم وغير ذلك من الأخلاق الذميمة فقال تعالى \ يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب ..\ إلى آخر الآيات ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث".

اهتم الإسلام بتنمية خلق المحبة للآخرين فقال صلى الله عليه وسلم :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ".
واهتم الإسلام بتربية المسلم على الألفة في علاقاته كلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف".
ونهى عن العنف الكلامي حتى بأقل الكلمات كما بينا سابقا وهي قولة \ أف\ ، وكان من شر الناس من تركه الناس لفحشه فقال صلى الله عليه وسلم :" إن شر الناس منزلة عند الله من تركه الناس اتقاء فحشه".
ووجه المسلمين إلى الإهتمام بمصالح الناس فوكلهم جهة عظيمة وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأسلوب اللين الحسن ووجههم إلى الأخلاق الحسنة فقال صلى الله عليه وسلم :" وخالق الناس بخلق حسن".
وساوى الإسلام بين بني البشر وجعل ميزان التفاضل بينهم هو العمل الصالح والإيمان فقال تعالى \ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم .\.

لذلك وضع قاعدة في التعامل مع غير المسلمين فقال الله تعالى \ لا إكراه في الدين \ فمن باب أولى لا إكراه في أمور الدنيا ، وقال \ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن\ وأمر بالتعاون على البر ونهى عن العدوان فقال \ ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين\.
فلكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد هذا شيء مما عرفنا من علاج الإسلام لظاهرة العنف التي باتت تقلق كل المجتمعات وحتى الإسلامية ..؟فيا أيها الناس والمسلمون خاصة .. هذا الإسلام يدعوكم جميعا إلى أسرة عالمية على توحيد الله تعالى وعلى شرع محمد صلى الله عليه وسلم لتنعم البشرية بالحرية الحقيقية من غير عنف جسدي ولا كلامي ومن غير عنف أسري ولا في المجتمع لتنعم البشرية بالطمأنينة والراحة والسعادة.

المصدر - مجلة البلاغ
 

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6336333 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة