فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

الإستشارات الموجودة في قسم التربية الجنسية

أفلام وصور جنسية مع ابني ماذا أفعل؟

السائل: هاشم البلد: السعودية

بارك الله فيكم وفي جهودكم، وسؤالي هو: ما هو التصرف الصحيح عندما أجد مع ابني أفلام وملفات لصور جنسية؟

الأستاذ الفاضل الدكتور هاشم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وشكرا لك على ثقتك في موقعنا، لقد أصبحت ظاهرة في الوقت الحالي أن يقتني الشباب والمراهقون صورا وأفلاما جنسية على أجهزة الكومبيوتر وقد ساعد الإنترنت وساعدت الفضائيات على سهولة الحصول على هذه الأشياء. وكما تعلم سيادتكم فإن الفضول وحب الاستطلاع وقوة الرغبة الجنسية لدى الشباب ربما تدفعهم لاقتناء مثل هذه الأشياء ومشاهدتها من وقتٍ لآخر، وقد تتحول إلى حالةٍ من الإدمان لديه خاصة وأن هذه الصور والأفلام يجري إنتاجها بوسائل شديدة الجذب والإبهار من حيث الصورة والألوان والزوايا والأصوات المصاحبة. وإذا حدث هذا واكتشفه الأب فإن عليه أن يجلس مع ابنه ويناقش معه هذا الأمر ويعلن رأيه في خطورة مشاهدة هذه الأشياء فضلا عن خطورة الإدمان عليها والموقف الديني من ذلك إضافة إلى ما تحدثه من إرهاقٍ نفسي وعصبي للشاب يجعله غير قادر على أداء واجباته الدراسية والاجتماعية بكفاءة كما يتم تهيئة ظروف مناسبة تسمح للشباب بممارسة أنشطة رياضية وثقافية واجتماعية وروحية متعددة ومشبعة لاحتياجاته. كذلك يراعى أن يوضع جهاز الكومبيوتر وأجهزة التليفزيون في مكان مفتوحٍ بالمنزل وهذا يقلل إلى حد كبير من استخدام هذه الوسائل لمشاهدة الأفلام الإباحية. أجابها أد محمد المهدي

احتضان الأطفال هل يثيرهم جنسيا ..

السائل: الحائرة البلد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احتضان الأطفال هل يثيرهم جنسيا .. 1- ماذا لو أن أخي ذو العشر سنوات جاء ليجلس في حجري ويضمني , أو أحيانا يكون في حالة نفسية سيئة فيلتصق بي ويعانقني , أو ربما يعانقني بسبب شوقه لي .. في كل هذه الحالات وحتى الآن أنا أتجاوب مع أخي فأحضنه وأقبله .. لأنني قرأت في قواعد التربية أن الطفل يجب أن يعطى الحنان حين يطلبه هو .. أي أنني لا يجوز أن أبعده عني بل بالعكس أتجاوب معه .. فهل هذا صحيح بالنسبة لحالة طفل في العاشرة ؟؟ وإذا حضرتك طلبت مني أن أبعده عني ألن يؤثر هذا على نفسيته ويحس بالرفض ويحس بالتهديد من مصدر الأمان الوحيد له في هذا البيت ؟؟ أرجو أن تأخذ يا دكتور بعين الاعتبار أنه طفل مرفوض عاطفيا من والديه .. وأنا أم بديلة بالنسبة له

الأخت الفاضلة أهلا وسهلا بك ، وشكرا على متابعتك الدائمة للموقع ، وعلى حرصك على أسلوب التربية لأبناء العائلة وتعويضهم عما يفتقدونه من حب وحنان ، وأسأل الله أن يرزقك أطفالا تقر بهم عينك ويسعد بهم قلبك ويرتوون من فيض حنانك. 1 – - بخصوص معاملتك لأخيك وحرصك على تعويضه عن حرمانه العاطفي وإشعاره بالقبول منك ، فهذا شيء جيد لأنك كما قلت تقومين بدور الأم البديلة ، ولكنني أخشى أن تكون مشاعر الشفقة الفياضة لديك قد جعلتك تحوطينه أكثر من اللازم فبدأت تظهر عليه ملامح الاعتماد الزائد عليك لدرجة أن غيابك عنه يجعله ينهار دراسيا ، وهذه إشارة حمراء تستوجب الانتباه لها ، ودلالتها أنك اقتربت أكثر من اللازم وذلك ربما يعطل نموه ونضجه النفسي فينشأ شخصا اعتماديا لا يفعل شيء إلا في وجودك أو وجود غيرك بجانبه . وعموما فعملية التربية عملية ديناميكية وهى أشبه بكفتي ميزان بمعنى أننا كلما شعرنا أننا وضعنا أكثر من اللازم في كفة معينة فإننا نحاول أن نعيد التوازن بين الكفتين مرة أخرى ، وهى عملية مستمرة وتحتاج ليقظة وجهد ومثابرة . وإذا جئنا لموضوع احتضانه فسينطبق عليه نفس القاعدة وهى التوازن ، وهى عموما قاعدة ذهبية في كل شيء وفى التربية بوجه خاص ، بمعنى أنك لو بالغت في احتضانه وملامسته جسديا فإنك تعودينه على أن يأخذ الحب والحنان فقط عن طريق الجسد ، وهذا انحراف أو بداية انحراف في التربية ، وعلى العكس إذا توجست خيفة من ملامسته أو الاقتراب منه وساورتك الهواجس الجنسية فانك أولا تحرمينه من وسيلة تعبير عن الحب والحنان وثانيا تجعلينه يتوجس خيفة ويشك في أي ملامسة جسدية وربما تكون هذه بذور حالة وسواس ، والموقف الصحي هو التوازن. 2 – - وبخصوص ابن أختك الذي اقترب من الرابعة عشرة فيمكنك أيضا التعامل معه من منطلق أنك خالته دون خوف أو توجس وسواسي مبالغ فيه ودون اقتراب مفرط يؤدى إما إلى اعتمادية بالغة كما حدث مع أخيك أو إلى تكوين بؤرات شهوية جسدية بفعل توصيل المشاعر بشكل جسدي أكثر من اللازم ( كأن يجلس ملاصقا لك طول الوقت أو ممسكا بيدك طول الوقت) وأذكرك دائما بأن الصحة النفسية تعنى التوازن وهو الوسط العدل ، ومن المفيد أن ننظر إلى احتياجاتنا ومخاوفنا الشخصية ووساوسنا في نفس الوقت الذي ننظر فيه إلى ما يخص الآخرين من هذه الأشياء . أجابها د.محمد مهدي

لم أستطع الحديث معهما عن الحياة الجنسية

السائل: ج. س البلد: .

لديّ ابنتان بلغتا سن المراهقة وتجاوزتاها ومع ذلك لم أستطع الحديث معهما عن الحياة الجنسية أو أي حديث عن الجنس، آمل أن تُساعدني في كيفية الدخول في حديث عن الجنس بطريقة صحيحة وعلمية، لأني أرغب في أن أثقفهما جنسياً بدلاً من أن يذهبا إلى أشخاص آخرين للإجابة عن هذا الموضوع الخطير. أرجوك أجبني عن كيفية بدأ الحوار معهن في هذا الموضوع الحسّاس والمُحرج

الأخت الفاضلة، اشكرك على طرح هذا السؤال، لأنني عندما كتبت مقالاً قبل عدة أشهر بعنوان "هل نُدرس الجنس لأبنائنا" فكانت الرسائل التي وصلتني والتعليقات التي قرأتها تعليقاً على المقال يميل أكثرها إلى السلبية. سؤالك يحمل بعض الحساسية في طرح هذه المشكلة ولكن معك كامل الحق في أن تُحدثين بناتك عن موضوع الجنس بصورة علمية ورصينة وبشكلٍ طبيعي دون الدخول في التفاصيل التي ليس لها أهمية الآن وكذلك عدم قلب الموضوع إلى موضوع ساخر وهامشي. بدايةً يجب أن تتكلمي مع كل واحدة منهن على حدة، إذ أن هناك فرقا في السن بين البنتين. تحدثي مع الكبيرة أولاً. اختاري في بداية الأمر الوقت المناسب الذي تستطيعين أن تكونا على انفراد ولا يتوقع لأحد أن يُقاطعكما أو يتدخّل أو يتنصت على ما تقولان. ابدئي معها الحديث بأنك سوف تتحدثين معها في موضوع جاد وحسّاس لكنه مهم بالنسبة لها. قولي لها بأنك بحُكم أنك والدتها فإنك تُريدين الحديث معها في أمر نسائي وخاص جداً لذلك اخترتِ هذا الوقت الهادئ والمناسب. اشرحي لها عن الفروقات العضوية بين الرجل والمرأة وتركيب الجهاز التناسلي لدى المرأة وعن أنها سوف تُصبح يوماً ما عروساً وتُنجب اطفالاً، وإن هناك عملية جنسية تتم بين الرجل والمرأة لكي تتم عملية الحمل والإنجاب. اشرحي لها بشكل مُبسّط عن العملية الجنسية وكيف أن هذا حكمة الله وأن هذا الأمر ليس قذارة أو عملا مشينا، بل انه عملية مُكّملة لعملية الحب بين الرجل والمرأة وأن الرجل قد يكون أكثر اهتماماً بالعملية الجنسية الميكانيكية بينما المرأة بطبيعتها تميل إلى الرومانسية والحب والعطف والحنان، وإنها تستطيع أن تُعامل زوجها بطريقة تجعله يتعامل معها كزوجة بطريقة جميلة، دون عنف أو إشباع رغبته الجنسية فقط. إشرحي لها أيضاً بأن المرأة تستمتع بهذه العملية الجنسية مع شريك حياتها، ويجب أن يكون بينها وبين شريك حياتها حوار حول هذا الموضوع؛ ما تُحب وما تكره من العملية الجنسية..! اشرحي لها بأن الحوار مهم جداً في موضوع العلاقة الجنسية للوصول إلى حياة جنسية مُرضية للزوج ولها. كذلك أخبريها بأن الحياة الزوجية تتأثر كثيراً بالعلاقة الجنسية، ويجب أن تكون هي من يعمل ويحاول أن يكون الطرف الذي يُحاول إسعاد شريك حياتها في هذه العملية المهمة في الزواج، وإن اي مشاكل جنسية في الزواج قد تؤثر بشكلٍ سلبي على الحياة الزوجية برمتها. تحدثي معها بهدوء وجدية وأطلبي منها إذا كان لديها أي سؤال عن العملية الجنسية فإن خير من يُجيبها عنها هو أنتِ والدتها، وأن عليها ألا تسمع كلام زميلاتها المراهقات، واللاتي ليس لديهن خبرة في هذا الموضوع. اخبريها عن ما يحدث ليلة الزفاف وأنها تستطيع عبر الحوار الرقيق والمعاملة الطيبة مع زوجها أن تتغلب على مخاوف ليلة الزفاف وكذلك تُساعده في التغلب على قلقه من إتمام العملية الجنسية وليس بالضرورة ليلة الزفاف وإن بإمكانهما أن يُكملا العملية الجنسية بالتدريج وليس بالضرورة في ليلة الزفاف. حاولي أن تتحدثي معها كلما سنحت لكِ الفرصة للحديث عن موضوع الجنس إذا ما كان هناك حدث يتّطلب شرح بعض المواضيع الجنسية. شجعيها على أنكِ صديقة وناصحة في هذا الموضوع وأنك تُريدين لها الخير ومصلحتها بعد أن تتزوج. وهكذا مافعلته مع البنت الكبرى افعليه مع البنت الصغرى بنفس الطريقة. من المهم أن لا تشعري بالحرج والارتباك وأنت تتكلمين عن هذا الموضوع. آمل أن أكون قد قدّمت بعضاً من الإجابة على سؤالك.

كيف أعلم ابنتي المراهقة الأمور الجنسية؟

السائل: - البلد: -

ابنتي عمرها 12 سنة بلغت وهي عمرها 9 سنوات والحمدالله علمتها كل احكامها الشرعية وما زلت اعلمها كل ما تحتاجه ولكن احب ان اعرف كيف أدخل الي تعلميها الجنس الصحيح وعلاقة الرجل في المرأة الشرعية لان أسئلتها أصبحت كثيرة حول ذلك.

بداية، أسجل تقديري لشخصكم الكريم لحرصكم البيِّن على توفير التربية والرعاية السليمة لابنتكم، الأمر الذي يدل على إدراككم العميق للدور الرسالي المنوط بنا كآباء ومربين، سائلين المولى العلي القدير أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، إنه سميع مجيب الدعاء..
 
أما بشأن سؤالكم الكريم،
فأولاً لابد من الإشارة إلى أن كثرة الأسئلة لاسيما تلك المتعلقة بالجنس والعملية الجنسية من قبل الأبناء في هذه السن هو أمر طبيعي، ولا يجب أن يكون مدعاة للقلق أو الخوف، حيث أن المراهق ذكراً كان أو أنثى بمجرد بلوغه ومعاينته لما يطرأ على جسمه من تغيرات عضوية طبيعية، وما يصاحب ذلك من تغيرات نفسية، قد يدرك بعضها في حين لا يدرك البعض الآخر، يبدأ في البحث عن المعلومة التي تشبع ما يجول في نفسه من تساؤلات وأمور مبهمة. وتبعاً للوازع الديني وحس الالتزام من جانب، ومدى قدرة الآباء على التعاطي مع تلك الحالة وإشباع فضول الأبناء من الجانب الآخر، فإن الابن - ذكراً كان أو أنثى - سيحدد اتجاهاته النفسية والجنسية تباعاً.. فإذا كان التعاطي سليماً كانت الاستجابة إيجابية والاتجاه إيجابياً، أما إذا فشل الآباء في التعاطي مع تلك الحالة فإن نتائج سلبية قد تنجم عن هذه الحالة..
 
وفيما يتعلق بالتربية الجنسية تحديداً، فإن أفضل المصادر التي يمكن الاعتماد عليها في هذا الشأن هي القرآن الكريم. وليس هذا تحيزاً للكتاب المقدس الذي نؤمن به، وإنما بشهادة غير المسلمين، هو أكثر الكتب تناولاً للثقافة الجنسية بصورة صحية تفصيلية، وبشكل متأدب لا يخدش الحياء بأي شكل من الأشكال.
فالقرآن الكريم، قد تعاطى مع مواضيع الثقافة الجنسية في أكثر من موضع، ومن أمثلة ذلك:
 
" الدورة الشهرية (المحيض):
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) سورة البقرة - الآية 222.
(وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) سورة الطلاق - الآية 4
 
" الحمل والولادة:
(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) سورة الأحقاف - الآية 15.
 
" الرضاعة:
(وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سورة البقرة - الآية 233.
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) سورة النساء - الآية 23
 
" العلاقة بين الزوج والزوجة:
(نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) سورة البقرة - الآية 223

هذه مجرد نماذج سريعة من بحر واسع من الآيات الكريمة التي تعاطت مع جوانب الثقافة الجنسية سواء للذكر أو للأنثى أو للعلاقة الزوجية. ويمكن للآباء الاعتماد على هذه الآيات الكريمة لبيان مختلف الأمور المتعلقة بالجانب الجنسي للأبناء. ويمكن في سبيل ذلك حث الأبناء على قراءة تلك الآيات والتفكر في معانيها، وعقد حوارات مع الأبناء بشأنها، أو الاستعانة بالمحاضرات أو المختصين مثلاً للتحدث عن تلك الآيات وما يرتبط بها من معاني.
 
كذلك، يمكن الاستعانة بالكتب الفقهية التي تتعاطى مع جزئيات مرتبطة بالجانب الجنسي، وأشير هنا إلى كتابين تحديداً رغم أنها ليسا الكاتبين الوحيدين المتوفرين في المكتبات، إلا أنهما يغطيان جزءً مهماً من الثقافة الجنسية ويقدمان هذه المادة في صورة راقية وسهلة الفهم. هذا الكتابان هما (فقه المرأة) لآية الله السيد محمد حسين فضل الله، وكتاب (الفتاوى الميسرة) لآية الله السيد السيستاني حفظهما الله وأمد في عمريهما. فالكتاب الأول يقدم المادة في صورة سؤال وجواب في كل ما يتعلق بالمرأة، أما الكتاب الثاني فيقدم التكاليف الشرعية للمكلف بما في ذلك الأمور المرتبطة بالجنس والبلوغ وسن التكليف في صورة سهلة سلسة وبأسلوب مبتكر رائع حيث يتم عرض تلك المادة من خلال حوار بين أب وابنه في قالب قصصي..
 
أيضاً، يمكن الاستفادة من العديد من الكتب العلمية والمتخصصة في الثقافة الجنسية السليمة والتي تتوفر في أغلب المكتبات، حيث يمكن للأب مطالعتها وحث الأبناء على ذلك.
ونشير هنا إلى ضرورة رفع حالة الحرج لدى بعض الآباء من التحدث مع أبنائهم في الأمور الجنسية، حيث أن الأبناء كما أشرنا يعيشون حالة بحث عن المعلومة، فإذا لم يجدوا ما يشبع فضولهم هذا لدى الآباء فسيسعون حتما لإشباعه من الآخرين وبوسائل قد لا تكون مشروعة، كما أن طبيعة ما سيحصلون عليه من معلومات غير مضمونة، والنتائج في ذلك قد تكون غير محمودة..
هذا والله ولي التوفيق..

نادر الملاح - تربية نت

أسئلة جنسية.. الآباء يتهربون والأبناء يلحون

السائل: - البلد: -

ابني عمر 9 سنوات، يكبره أختين بفارق 6 سنوات، وليس له إخوة ذكور، ترتيبه الثالث بين إخوته. يسألني أسئلة أرى أنها أكبر من سنّه، وغير مناسبة لسنِّه، أحيانًا أتهرب وأقول له اسأل بابا، لكنه يتحرج منه، كأنه يعلم أنها محرجة، لكنه يستغل أني أستمع له، مثل: (يعني إيه الزنا - إيه مواقع السِّكس)، لا أستطع الإجابة، غير أنني أخبره أنها أشياء لا يصح الكلام فيها. عرفت أنه يسمعها من أصحاب أكبر منه سنًّا، لا يصاحب من هم أكبر منه. كيف أواجه أسئلته؟ وشكرًا.

شكرًا لك على ثقتك بالموقع، وأتمنى أن تطلعينا على نتائج تطبيق الحلول التي نقدمها لكما، ونحن سنحرص بعون الله تعالى على تقديم المشورة العملية الممكنة التطبيق للوالدين معًا.
ولدكما في عمر 9 سنوات، وهو سنُّ الإقبال على المراهقة، وازدياد هذا النوع من التساؤلات طبيعي؛ لأن أمر الجنس يصبح الشغل الشاغل له في هذه السن، وإذا لم يوفر له الأهل إجابة مقنعة أو تهربوا - كما ذكرت -، أو أشعروه أنهم محرجون من أسئلته، فإنه سيندفع أكثر لمعرفة ماذا هناك، وسيحاول أن يرى بنفسه ما هو موقع "السكس"، ولماذا أنت محرج من الحديث عن الزنا..؟
 
ولهذا أرجو أن تستمعا إليه أيها الوالدان الكريمان جيدًا، وإلا بحث عن مصدر آخر غيركما لهذه المعرفة التي أصبحت وشيكة الحتمية والضرورة بالنسبة له، وذلك عبر الوسائل التالية:
أولاً: أن تقومي أنتِ بشرح الأمر لوالده، وتنبيهه كيف أن ولده بدأ في خطو أولى خطواته نحو البلوغ، وأنه أصبح من المُلِحّ والضروري أن يفتح قنوات الحوار اليومية مع ولده بالذات حول أمور الحياة المختلفة، وحول آماله، وطموحاته، وأنشطته، وأصدقائه، بصداقة متناهية، وعقل يسمع عبر قلب صبور يحتمل، وفيما يتعلق بأسئلته المحرجة فلا بد أن يكون قاعدة الحديث من أسئلته، ومما يعرف من معلومات؛ ليقف دور الوالد على التصحيح أو التوضيح فقط، ولا يزيد أو يتطوع بتقديم معلومة لم يسأل عنها الولد.
فإذا لم يتيسر قيام والده بهذا الدور، فيمكنك عزيزتي الأم أن تقومي بنفسك بذلك أو توكلي هذا الأمر إلى أحد أخواله أو أعمامه... إلخ، بشرط أن يتوفر فيمن ستوكلين له هذه المهمة خلفية تربوية، ومعلومات علمية وشرعية مقبولة أيضًا، والأهم أن يكون مُحِبًّا لطفلك بحيث يصبر عليه، ويكون أمينًا عليه كوالده، وأن يكون مقبولاً ومحبوبًا من طفلك، حتى يسمع منه، ويحدث بكل ما عنده بدون خجل أو خوف.
 
- وأمر آخر لا بد من توفره في هذا المحاور، وهو ألا يبدو مُحْرجًا أمام طفلك فتهتزُّ صورة الأب في ذهنه، وأن يحترم عقله، ويتكلم بمنتهى الجدية والهدوء كأنه يكلم شابًّا. وبصراحة ودون الدخول في تفاصيل بيولوجية، ولا يؤجل أو يتهرب من أي سؤال؛ لأن ذلك يعني أن تقول له: اذهب واسأل غيري خارج المنزل!.
- وهنا أودُّ توضيح بعض القواعد وهو حديث أحب توجيهه إلى كل أب وأم، فيجب أن يكون لدى الآباء القدرة على استخدام الألفاظ الفصيحة عن الجنس والتناسل؛ لنعلِّم أبناءنا كيف يفكرون ويتكلمون بأسلوب راقٍ حيال هذه المواضيع، وهو ما يجب أن يراعِيه كل من سيتحدث مع طفلك سواء كان والده أو أنت أو أحد آخر.
- كما يجب أن يبدو المتحدث معه واثقًا من نفسه حتى ننشئ شعورًا سويًّا لديه تجاه مواضيع الجنس، وأنها أمر فطري، وليس شيئًا يغضب الله تعالى، وأن الحلال والحرام فيها واضح.
 
إذا ناقشت ولدك في موضوع الزنا لا تدفعه للمزيد من الأسئلة الدقيقة بقدر ما تشغل تفكيره باستنتاجات لمساوئ عيش الرجل مع امرأة ليس زوجته الشرعية، وماذا يمكن أن يحدث للطفل البريء، وحرمات المسلمين، وعقوبة الزنا في المجتمع حسب شريعتنا الإسلامية، ولماذا يعاقب بهذه الشدة.. وهذا بحدِّ ذاته يردع الشاب والفتاة من أن تسول له نفساهما القيام بهذه الفاحشة التي يأباها الله سبحانه، ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، والإنسانية.
- وإذا أكثر طفلك من أسئلته فيجب التحاور معه باختصار، وثقة، ووضوح أن التناسل هو فعل طبيعي بين البشر، وهو محرَّم ولا يجوز إلا في إطار الزواج، وعليه أن يُعِدَّ نفسه وينجح؛ ليستمتع بحياة زوجية جميلة فيما بعد (تدريبه على مهارة تأجيل إشباع الحاجات الجنسية).
 
ثانيًا: ويتوازى مع كل ما سبق ضرورة العمل على تسليحه بالإيمان بالله تعالى وربطه بالمسجد، فإن الصلاة تبقى رقابة له، "إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر"، وتشجيعه على فكرة الصيام والذكر.
 
ثالثًا: عليكم العمل على الإبقاء على انشغاله برياضة مستمرة؛ لما لها من أثر كبير في تبديد الطاقة، وشغل التفكير، وتدرب عملي على السيطرة الذاتية.
 
رابعًا: عليكم العمل على تشجيع إقامة علاقات اجتماعية وصداقات سليمة لطفلكم، فمصاحبته للأكبر منه سنًّا تدل على أنه يحتاج إلى دعم أسري من أخ، فالمراهق بصفة عامة يحتاج إلى سند ذَكَر من داخل الأسرة، وحاجته إلى أخ تدفعه إلى مصاحبة من هم أكبر منه سنًّا، وهو كما قلت يا سيدتي ليس له أخوة ذكور، فليكن الأب أحلى الأصدقاء إلى قلبه، وقومي أنت ووالده بتشجيعه على اتخاذ أصدقاء قريبين من سنه، ولا تخشوا من مصاحبته لمن هم أكبر منه سنًّا، فلا توجد مشكلة من صحبة الأكبر منه سنًّا - فهذا يثري خبراته - إلا إذا كان هذا الصديق منحرفًا.
 
وأذكِّر الوالدين العزيزين أن هذه الأفكار ليس صعبة التطبيق مع ولدهما ذي 9 سنوات؛ لأنه يجب أن يحضر مبكرًا لمرحلة بلوغ ناجحة، وأنتما تقدران مدى الأخذ بكل اقتراح وإمكانية تطبيقه على ولدكما. وأتمنى لكما التوفيق والسداد.
 
 
إسلام أون لاين.نت
أ/أسماء جبر أبو سيف
 

ماذا أفعل مع ابني المراهق؟

السائل: - البلد: -

أم لديها صبي مراهق عمره خمسة عشر عاما اكتشفت أنه ارسل بريدا إلكترونيا لفتاة وادعى فيه أن له من العمر تسعة عشر عاما ..وأعطاها رقم جواله..لتتصل به.. علما بأن الأم منفصلة عن الأب ..ما هي أسلم الطرق واكثرها فائدة لحل مثل هذه المشكلة ..وكيف يمكن أن تتصرف الأم في هذه الحالة .. أتمنى أن يصلني الجواب سريعا للأهمية ..

الأخت الكريمة أم محمد، إن المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان في مراحل نموه الطبيعية لما يصاحب هذه المرحلة من تحولات نفسية وسيكولوجية ومزاجية، حيث أن هذه المرحلة هي مرحلة فاصلة بين مرحلتين الأولى هي مرحلة الطفولة التي يكون فيها الفرد معتمداً بشكل كبير على الآخرين، ومرحلة النضج أو الرشد التي يميل فيها الفرد إلى الاستقلالية عن الآخرين. ويزيد من مشكلة هذه المرحلة أن الفرد يعاني فيها من قلة الخبرة والتجارب. لذا فإنه من الضروري أن يتعامل المربون فيها مع الفرد بأسلوب سليم يتناسب وتلك التغيرات. ونظراً لوجود حالة الانفصال، فإن على الأم (على افتراض أن الصبي يعيش مع أمه كما هو مفهوم من السؤال) أن تكثف من جهدها لتعويض الصبي عن الفراغ العاطفي الذي سببه له عدم وجود الأب في حياته بالشكل المطلوب. وعلى كل حال، فإن على الأم المبادرة بالتحدث مع الصبي بأسلوب أشبه بالحوار بين الصديقين أكثر منه حديثا بين أم وابنها. مع التأكيد على التعامل مع الصبي على أساس النضج وليس الطفولة. وينبغي على الأم أن تبحث مع ابنها الآثار السلبية المترتبة على هذا التصرف والسلوكيات السلبية الأخرى، وما يمكن أن يكون لها عواقب وتبعات في المستقبل. كما يجب عليها أن تحسسه بحاجتها له باعتباره رجلاً ناضجاً.. وتحاول أن تنتزع منه بنهاية الحوار إقراراً بخطأ هذا التصرف على أن يكون هذا الإقرار نابعاً من اقتناع الابن وليس لمجرد إشباع رغبة الأم في ذلك، بالإضافة إلى وعد الابن بعدم تكرار مثل هذه التصرفات التي تسيء له بالدرجة الأولى ولأمه وبقية أفراد الأسرة بالدرجة الثانية.. وأخيراً أعود للتأكيد على ضرورة أن يكون الحوار حوار أصدقاء، لما لذلك من أهمية في هذه المرحلة.. والله ولي التوفيق.. نادر الملاح – تربية نت

كيف أعلم أبنائي الجنس؟

السائل: - البلد: -

لدي ثلاثة من الأبناء، أعمارهم 14 سنة_و13 سنة_ و10 سنوات، والمشكلة هي أنني لا أتصور نفسي جالسًا مع أحدهم، متناقشًا معه في الأمور الجنسية، مع أنكم تنصحون أن يقوم الآباء بهذه المهمة، فكيف ستكون نظرته إلي بعد ذلك، انصحوني كيف أبدأ معهم، وما طريق ذلك؟. وجزاكم الله خيرًا

نشكر لك اهتمامك؛ لخطورة هذا الأمر وتأثيره على مستقبل الأبناء، ونحن نرى أن المدخل الشرعي هو أنسب المداخل إلى هذا الموضوع، بمعنى أنه مع اقتراب سن البلوغ، والذي من علاماته بداية ظهور ما يسمى بالعلامات الجنسية الثانوية مثل: بداية ظهور الشارب، والشعر تحت الإبطين، وخشونة الصوت في الذكور، أو نعومته بالإضافة إلى بروز الصدر في الإناث، عند ظهور هذه العلامات يبدأ الأب والأم -حسب الحال- في الحديث عن انتقال الفتى أو الفتاة من مرحلة إلى مرحلة، فمن الطفولة التي لم يكن مكلفًا فيها شرعياً إلى البلوغ والمراهقة، التي أصبح مكلفًا فيها شرعياً، وأصبحت عليه واجبات والتزامات لم تصبح في حقه فضلاً أو مندوباً كما كانت في السابق، ومن هذه الواجبات الصلاة وأنها يشترط فيها الطهارة، وأن هذه الطهارة -وهو طفل- كانت تعني الوضوء فقط، ولكن نتيجة انتقاله من عالم الأطفال إلى عالم الكبار أصبح مطالبًا بطهارة من أمور أخرى؛ نتيجة لتغيرات فسيولوجية داخل جسمه ثم يشرح للطفل بطريقة علمية بسيطة التغيرات الهرمونية والعضوية التي تحدث في جسمه، وتؤدي إلى بلوغه سواء بالاحتلام في الذكور، أم بنزول دم الحيض في البنات.

ويجب أن يتسم الحديث بالوضوح والصراحة وعدم الحرج؛ لأن المشاعر الأولى في تناول هذا الأمر تنتقل إلى الطفل، وتظل راسخة في ذهنه، وتؤثر على حياته المستقبلية بصورة خطيرة، ثم تكون النقطة الثالثة التي يتم تناولها؛ وهي الحكمة من حدوث هذه التغيرات في جسم الإنسان، ودورها في حدوث التكاثر والتناسل من أجل إعمار الأرض، وأن التجاذب الذي خلقه الله بين الجنسين إنما لهذه الحكمة، وأنها رسالة يؤديها الإنسان في حياته؛ ولذا يجب أن تسير في مسارها الطبيعي وتوقيتها الطبيعي الذي شرعه الله وهو الزواج الشرعي؛ ولذا فيجب أن يحافظ الإنسان على نفسه؛ لأنها أمانة عنده من الله ثم يتم الحديث عن الصور الضارة من الممارسات والتصرفات، وكيف أنها خروج عن حكمة الله فيما أودعه فينا، ويتم ذلك بدون تخويف أو تهويل أو استقذار، ثم يتم فتح الباب بين الأب والأم وأبنائهم وبناتهم في حوار مستمر ومفتوح؛ بمعنى أن نخبره أننا مرجعه الأساسي في هذه المواضيع، وأنه لا حرج عليه إذا لاحظ في نفسه شيئاً، أو سمع شيئاً، أو قرأ شيئاً أو جاء على ذهنه أي تساؤل أن يحضر إلينا ليسألنا أو لتسألنا فسيجد أذناً وقلوباً مفتوحة، وأنه لا حرج ولا إحراج في التساؤل والنقاش حولها ولكن في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة، ثم نكون قريبين منهم عند حدوث البلوغ ذاته فنطمئنه ونطمئنها، ونرفع الحرج عنهم، ونذكرهم بما قلناه سابقاً، ثم نعاونهم بطريقة عملية في تطبيق ذلك سواء بالاغتسال بالنسبة للبنين، أم بالإجراءات الصحيحة للتعامل مع الموقف مثل الفوط الصحية وما إلى ذلك بالنسبة للبنات، ونشعرهم أن ما حدث شيء يدعو للاعتزاز، لأنهم انتقلوا إلى عالم الكبار، وأن ما حدث شيء طبيعي لا يدعو للخجل أو الإحراج؛ حيث تنتاب هذه المشاعر الكثير من المراهقين خاصة البنات.

ثم يستمر ذلك الدعم بعد حدوث البلوغ بتحسس أخبارهم، والبحث عن مواضيع التساؤل عندهم وتَحَيُّن الفرصة لمزيد من الرد على ما يكون قد تَكَوّن في أذهانهم من تساؤلات عن الزواج، والجنس بطريقة بسيطة وواضحة، ليس فيها زجر أو هروب من السؤال؛ حيث إنهم إذا لم يحصلوا على الإجابة من الأب والأم فسيحصلون عليها من مصادرهم الخاصة بكل ما تحتويه من أضرار، وتضليل.

إنه أمر فعله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين علّم الأصحاب والصحابيات بلغة راقية وبأسلوب بسيط لا إفراط فيه ولا تفريط؛ لأنه جزء من الحياة اعترف به الإسلام ووضع له الأطر الصحيحة للتعامل معه، وكانت أموره تناقش علناً في مجلس الرسول الكريم فأي معلم كان، وهو بالمؤمنين رءوف رحيم.
 
د.عمرو أبو خليل
إسلام أون لاين.نت

 
 

 




[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6336190 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة